محتويات
خروج الأطفال حديثي الولادة
عدم خروج الأطفال حديثي الولادة هي فكرة وكلام تكرره الجدات المسنّات، وفي الحقيقة لا يوجد أساس من الصحة لهذا الكلام، فحصول الطفل حديث الولادة على الهواء النقي وضوء الشمس الطبيعي هو أمر بلا شك مفيد جدًّا له، ومفيد لجميع الأطفال بغض النظر إن كانوا حديثي الولادة أم لا، وبغض النظرعن تاريخ ميلادهم وأعمارهم لا يوجد كلام علمي ولا سبب طبي لعدم اصطحابهم خارج المنزل، طالما أن الطفل خرج من المستشفى بلا شروط أو أمراض.
ومع ذلك تبقى فكرة الاحتياط جيدة فلا بأس بأن تعتني ببعض الجوانب والملاحظات وأن تلتزمي ببعض القيود من أجل المحافظة على صحة طفلك، فتوجد بعض القواعد والإرشادات حول الأماكن التي يسمح للكبار بالوصول إليها دون الأطفال حديثي الولادة، وتوجد أيضًا ملاحظات حول نوعية الملابس المناسبة للطقس، وإرشادات حول المكان الذي تنوين أخذ الطفل إليه، وأمور أخرى مختلفة عليكِ أخذها بعين الاعتبار، فعند خروجكِ مع طفلك الرضيع عليكِ تجنب الأماكن المزدحمة بعدد كبير من الأشخاص، ولا بأس في الخروج مع طفلكِ إلى فناء المنزل أو إلى حديقة نظيفة وهادئة تكون قليلة الازدحام والإزعاج، وحاولي أن تبذلي قصارى جهدكِ للابتعاد عن الأماكن المزدحمة في الأسابيع الأولى من حياة طفلكِ؛ والسبب في ذلك أنه كلما كان طفلكِ أصغر عمرًا كان جهاز المناعة في جسمه أقل نضجًا، ويكون الطفل أكثر عرضةً للأصابة بالجراثيم من الأشخاص الآخرين إذ تنتقل الجرثيم والفيروسات بسهولة في المناطق المزدحمة عن طريق السعال والعطس والأيدي غير النظيفة، بينما ستشعرين بالراحة أكثر بمجرد أن يصل عمر طفلكِ إلى شهرين أو ثلاثة أشهر إذ سيصبح جهازه المناعي ناضجًا لدرجة كافية ولا داعيَ للقلق الكبير.
إن الأطفال جميلون ومحبوبون وليس من السهل مقاومتهم عند وجودهم في مكان ما، مما يعني أن كثيرًا من الغرباء في المكان العام سيرغبون بلمسهم واللعب معهم، فعند عقد نيتكِ زيارة مكان يوجد فيه أشخاص غرباء ومن المحتمل أن يكونوا فضوليين تجاه طفلكِ، كالذهاب إلى مجمع تجاري أو مطعم أو حديقة الحي عليكِ أخذ بعض الإجراءات الاحترازية مثل ارتداء حمالة أطفال ووضع طفلكِ في الحمالة، حتى تمنعي الآخرين من الاقتراب الشديد منه أو لمسه مباشرة، وعند زيارة الأقارب والأصدقاء وإبداء رغبتهم بحمل طفلكِ، لا بأس بأن تشيري عليهم بغسل أيديهم لحماية طفلكِ من العدوى والأمراض المختلفة.
ويجب أن يرتدي الطفل ملابسَ ملائمةً عند خروجه من المنزل فالأمر مرتبط بالطقس، فإن كان الفصل صيفًا سيحتاج طفلكِ إلى ملابس خفيفة وفضفاضة، والعكس إذا كان الطقس شتاءً، فهو بحاجة إلى ملابس أكثر دفئًا، واستخدمي ملابسكِ الخاصة بكِ كدليل فإذا كنت مرتاحة لارتداء قميص واحد فمن المناسب لطفلكِ لبس قميص طويل الأكمام، وإذا كنتِ ترتدين قميصًا ثقيلًا بعض الشيء فقد يحتاج الطفل أيضًا إلى سترة خفيفة فالقاعدة العامة ألبسي طفلكِ مثل ما تلبسين مع إضافة قطعة واحدة، واحرصي دائمًا على وضع بطانية احتياطية لاستخدامها في حال تغير الجو أو حصل أي طارئ.
الأطفال عكس البالغين، إذ إنهم غير قادرين على تنظيم حرارة أجسامهم بكفاءة كما أنهم لا يستطعون التحدث، لذا عليكِ الاستماع للإشارات التي يرسلها طفلكِ بطريقته الخاصة التي تشير لكِ أنه غير مرتاح وأهم هذه الطرق البكاء فإذا شعر الطفل بالحرارة فسيتوهج ويعرق خاصة في المنطقة المحيطة بشعر رأسه، أزيلي البطانية أو السترة ولاحظي ردة فعل طفلكِ وكذلك احذري من بقائه تحت أشعة الشمس المباشرة لمدة طويلة، ولا بأس بالشمس لبعض الوقت مع إلباسه القليل من قطع الملابس، كذلك إذا شعر الطفل بالبرد سيخبركِ عن طريق البكاء كما سيحاول كمش جسده مع رفع يديه وقدميه ليحافظ على الدفء، عليكِ فهم هذه الرسائل من صغيركِ فهي لغته في التعبير، واحرصي على وضع قبعة على رأس طفلكِ في الطقس البارد فالبشر يفقدون الكثير من الحرارة عن طريق رؤوسهم المكشوفة.
من المهم حماية طفلكِ من عناصر الطقس المرتبطة بالفصل سواء أكان الشتاء أو الصيف، ففي الشتاء لا بأس بخروج الطفل في بعض الرحلات القصيرة جدًّا بشرط أن تكون درجات الحرارة منطقية وأن تلبسي الطفل الملابس المناسبة، إذ يحتاج الأطفال في بعض الأحيان إلى الهواء النقي والضوء الطبيعي خاصةً إذا كانوا مصابين بالمغص، لكن كوني حذرة في الطقس شديد البرودة؛ لأن الأطفال يتعرضون لخطر متزايد لحدوث انخفاض درجة الحرارة أجسامهم الصغيرة، والسبب أن الجهاز العصبي لا يزال في طور النمو، كما أن كمية الدهون تحت الجلد في حدها الأدنى وكذلك إنّ عدم قدرة الأطفال على الارتعاش لرفع درجة حرارة أجسامهم تجعل انخفاض الحرارة أمرًا خطيرًا، ففي حال كان الطقس متجمدًا في الخارج اكتفي بخروج الطفل لمدة دقائق قليلة مع مراعاة وضع الرياح أيضًا.
أما في فصل الربيع فالكل يتحمس للخروج والتنزه، إذ يبدأ برد الشتاء بالاختفاء، ويصبح النهار أطول فهذا هو الوقت المثالي للاستمتاع بنزهة أو رحلة إلى الملعب مع الأطفال الأكبر سنًّا وبكل تأكيد لن تتركي الرضيع ولكن انتبهي إلى خدع الربيع وتقلبات طقسه المفاجئة، فيبدو الطقس في الصباح رائعًا للخروج والتنزه لكن ليس غريبًا أن ينقلب الجو، وقد يصل الأمر إلى هطول الأمطار، لذا تأكدي دائمًا من الطقس قبل إخراج الطفل في الربيع وكوني مستعدة ببعض الاحتياطات مثل مظلة لعربة الأطفال، وبطانيات إضافية، وملابس إضافية في حال هطول أمطار غير متوقعة.
أما في فصل الصيف يكون المطلوب الاهتمام بأمور مختلفة؛ منها حماية طفلكِ من أشعة الشمس المباشرة، وكذلك حمايته من الحشرات والبعوض، وتجنبي الخروج في الأيام شديدة الحرارة وبدل ذلك حاولي أن يقضي طفلك وقتًا في الهواء الطلق في الصباح في شرفة المنزل، أو في فناء البيت عند الغروب وتذكري أنه من المحاذير الصحية استخدام الأطفال دون سن السادسة لكريمات واقي الشمس، لذلك ستحتاجين إلى إبقاء الطفل في الظل من خلال استخدام قبعة، وعند المشي أو الذهاب إلى حديقة الحي عليكِ أن تستخدمي عربة أطفال ذات مظلة، ويجب أن تتحققي دائمًا من أن طفلكِ بعيد عن ضوء الشمس المباشر في كل الأوقات، إذا كنتِ في رحلة بين الأشجار أو كانت منطقتكِ فيها الكثير من البعوض، فقد تحتاجين إلى استخدام شبكة لتغطية عربة الطفل، والمهم أن تتأكدي أن الشبكة بعيدة عن وجه طفلكِ ويديه حتى لا يتمكن من سحبها.
أما فصل الخريف فيتشابه مع فصل الربيع في أنّ الجو مشجع للخروج من حيث درجة الحرارة المعتدلة والأيام المشمسة والأوراق الملونة، كذلك يشبه الخريف الربيع بعدم استقرار الجو وتغير الطقس المفاجئ، لذا عليكِ أخذ الاحتياطات اللازمة مثل التأكد من وجود بطانيات إضافية معك، للحفاظ على دفء مولودكِ في الهواء الطلق، وعند عودتك إلى المنزل تذكري أن تغسلي يديكِ ويدي طفلكِ إذا لامسها أحد ولا بأس بالاستحمام للطفل بعد الرحلات والذهاب إلى المتجر والسوق حيث يتعرض الأطفال للكثير من الجراثيم، والحمام والماء أفضل طريقة للتخلص من الجراثيم[١].
متى تستطيعين أخذ طفلكِ حديث الولادة خارج المنزل؟
تتساءل الكثير من الأمهات لأول مرة حول خروج الطفل بعد الولادة، كم من الوقت يستغرق الأمر للبقاء مع الطفل في المنزل، وهل توجد نصائح خاصة علمية وعملية يقدمها الأطباء بهذا الشأن، وهل الأماكن العامة ممنوعة، وماذا عن لمس الآخرين للطفل وغير ذلك من الأسئلة والقلق بهذا الخصوص، وفي الواقع لا توجد قواعد طبية صارمة ومنضبطة حول المدة التي يجب الانتظار فيها قبل السماح للطفل حديث الولادة بالخروج بصحبة أمه خارج المنزل إلى العالم الخارجي أو حول وجود الغرباء بالقرب منه، بل على العكس فيجب ألا تترددي في اصطحاب طفلكِ إلى الخارج كلما شعرتِ بالحاجة إلى ذلك وتمكنتِ من ذلك، فقد يستمتع كلاكما بالتنزه في الخارج واستنشاق بعض الهواء النقي فأنتما تحتاجان إلى ذلك كثيرًا.
ولكن في الأماكن العامة كالأسواق المزدحمة أو وسائل النقل المختلفة، عليكِ أن تكوني حذرةً من أجل تجنب تعريض طفلكِ للعدوى التي يمكن للآخرين نقلها، إذ يكون الطفل غير قادر على محاربة العدوى، لذا ينصح بعض الأطباء بعدم خروج الأطفال إلى الأماكن العامة المزدحمة حتى يبلغ الطفل بضعة أشهر، وإذا خرجتِ مع طفلكِ، فمن الحكمة اتخاذ الاحتياطات التالية[٢]:
- تأكدي من حصول طفلكِ على اللقاحات، ومتابعة التطعيم الخاص به وبمرحلة نموه.
- تجنبي تعريض طفلكِ لأشخاص مرضى، ولديهم أعراض تدل على ذلك: مثل الإسهال أو سيلان الأنف، وغيرها.
- اطلبي من أي شخص يحمل طفلكِ حديث الولادة أو يلمسه أو يطعمه أن يغسل يديه أولًا.
- تأكدي من أن طفلكِ يرتدي ملابس مناسبة عندما تخرجين في الهواء الطلق.
قد ينصحك طبيبكِ باتخاذ الاحتياطات الإضافية إذا كان طفلكِ قد عانى في الآونة الأخيرة أو يعاني من حالة تؤثر على الجهاز المناعي، مثل فيروس العوز المناعي البشري.
ما تلبسينه لطفلكِ حديث الولادة عند خروجه من المنزل
سواء أكان الطقس حارًّا أو باردًا أنتِ تحتاجين إلى المحافظة على طفلكِ مرتاحًا وآمنًا في ظل الظروف الجوية المختلفة، وقد تكونين على معرفة عامة بكيفية تطبيق ذلك، لكن قد يبدو الأمر مربكًا في البداية، كقاعدة عامة إذا كنتِ تشعرين بالبرد فإن طفلكِ كذلك يشعر به، وكذلك الأمر إذا كنت تشعرين بالدفء أو الحر فالطفل يتأثر بالطقس كما تتأثرين به ولكن بنسبة أكبر وسواء أكانت درجات الحرارة تصل إلى التجمد أو أنها مرتفعة جدًّا فالأمر مرتبط بعدد الطبقات من الملابس التي يرتديها الطفل، إليك كل ما تحتاجين معرفته لتكوني مستعدة لجميع توقعات الطقس مع طفلكِ الجديد[٣]:
- ملابس الشتاء: يحتاج طفلكِ صغير الحجم إلى ملابس تحفظ درجات حرارته، فمن الأفضل أن تفكري بالملابس الشتوية في الطقس البارد وبعدد الطبقات التي يلبسها الطفل، فاستخدمي طبقة على الأقل تحبس الحرارة مثل الملابس القطنية وابدئي بالملابس الرقيقة الأساسية وأضيفي قطعة قطنية، وبعد ذلك ألبسيه قميصًا وسروالًا أو بدلةً خاصةً بالثلج إذا كان الجو شديد البرودة، وقد تحتاجين إلى تغطيته في حال انخفاض درجات الحرارة بنسبة كبيرة، وعند خروج طفلكِ من المنزل احرصي على تغطية طفلكِ بالكامل من الرأس إلى أخمص القدمين وقد تحتاجين إلى قفازات وقبعة وجوارب سميكة وأحذية ثلج فتأكدي من أن طفلكِ يرتديها أيضًا، ولا بأس بوجود بعض البطانيات وتأكدي من وجودها لاستخدامها عند الحاجة، وإذا كنتِ تستخدمين عربةً لطفلكِ لا تنسي استخدام غطاء المطر كطبقة إضافية، ومع ذلك عليكِ الحذر الشديد من ارتفاع غير مناسب لدرجات الحرارة التي قد تعرض طفلكِ لارتفاع درجة الحرارة التي تؤدي إلى إصابته بمتلازمة موت الرضيع الفجائي، وللتأكد من أن طفلك مرتاح حاولي لمس رقبته لمعرفة ما إذا كان متعرقًا ولا بأس بقليل من الرطوبة لكن احذري كثرة العرق فهي بكل تأكيد مؤشر تحذير، لذا تذكري عند عودتكِ إلى المنزل نزع الطبقات الإضافية حتى لو كان الطفل نائمًا وتأكدي دائمًا من درجة حرارة الغرفة إذ يجب أن تكون مناسبة، وحاولي الحفاظ على درجة حرارة الغرفة بين 20 و22 درجة مئوية سواء أكان ذلك صيفًا أم شتاءً.
- ملابس الصيف والطقس الحار: الطفل لا يمكنه تنظيم درجة حرارته بطريقة فعالة فيتأثر بدرجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة، لذا عليكِ الاهتمام بذلك ليبقى طفلكِ في أمان، وعندما تكون درجة الحرارة فوق 23 درجة مئوية تكفي الطفل طبقة واحدة من الملابس، وغطي رأس طفلكِ بقبعة خفيفة الوزن فهي مهمة جدًّا لحمايته من أشعة الشمس القوية، وعندما يكون الجو دافئًا في الخارج استخدمي الأقمشة الأخف وزنًا لكن على الأرجح قد يحتاج الطفل ليلًا إلى طبقة أخرى وخاصةً عند النوم فلا بأس بثوب نوم خفيف أو كيس نوم مناسب؛ لتحافظي على حرارة جسمه في حال تدحرجه دون غطاء، أما نهارًا تذكري دائمًا أن يبقى الطفل بعيدًا عن الشمس المباشرة، ولا ينصح الأطباء باستخدام واقي الشمس للأطفال وبالنسبة للأطفال حديثي الولادة فمن الأفضل تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة تمامًا سواء أكان الفصل صيفًا أم شتاءً، لذا تأكدي من توفير الظل واجعلي وقت الخروج مقتصرًا على بعض دقائق فقط في كل مرة خاصةً في منتصف النهار عندما تكون الشمس عمودية.
وإليك بعض الملاحظات المهمة أيضًا:
- عندما يكون الفصل ربيعًا أو خريفًا يكون الطقس معتدلًا، وفي هذا الوقت اتبعي قاعدة الطبقات، البسي ما يناسبكِ وأضيفي إلى طفلك طبقة واحدة أكثر من ملابسكِ.
- من المهم أن تكون ملابس طفلكِ جافة، لأن الملابس الرطبة تتسبب بخفض درجات حرارة جسمه.
- افحصي حفاظة طفلك باستمرار عندما تكونين في الخارج.
- تأكدي من أن طفلكِ محمي من أشعة الشمس المباشرة سواء أكان في السيارة أو في العربة.
- مهما كان الفصل صيفًا أم شتاءً يجب أن تكون درجة حرارة طفلك دائمًا بين 36-37 درجة مئوية.
- تذكري إذا كان الجو حارًّا جدًّا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع الفجائي.
ودائمًا كوني بالقرب من طفلكِ واتبعي حدس الأمومة داخلكِ وعدلي في عدد الطبقات التي يرتديها سواء أشعرتِ بارتفاع أو انخفاض في حرارته.
المراجع
- ↑ "When Can Your Newborn Go Outside?", verywellfamily, Retrieved 26-7-2020. Edited.
- ↑ "When Can I Take My Newborn Out in Public?", hopkinsallchildrens, Retrieved 26-7-2020. Edited.
- ↑ "How to Dress a Newborn Baby for the Weather", whattoexpect, Retrieved 26-7-2020. Edited.