محتويات
صعوبة التنفس للحامل
تُعاني نساء كثيرات من صعوبات في التنفس خلال أشهر الحمل، ولعل السبب الأكثر شيوعًا لهذه الحالة هو توسع الرحم واندفاعه نحو أعلى البطن، مما يشكل ضغطًا على الرئتين، ويقلل المساحة المتاحة لعملية تبادل الأكسجين في الرئتين، وعمومًا يكون ضيق التنفس أو صعوبة التنفس أمرًا طبيعيًا خلال الحمل في معظم الحالات، بيد أنه قد يحدث فجأة دونما سابق إنذار، أو يكون شديدًا ويترافق مع أعراض مزعجة ومؤلمة تستلزم خضوع المرأة إلى العناية الطبية، مثل تورم الوجه أو البطن، وصعوبة الكلام، وضيق التنفس الشديد والإحساس بآلام شديدة في الصدر[١].
ما هي أسباب صعوبة التنفس للحامل؟
يمكنك عزيزتي المرأة أن تلاحظي خلال الأشهر الأولى من حملك مدى حاجتك المتزايدة إلى التقاط أنفاس عميقة، أو مدى الصعوبة التي تواجهك أثناء التنفس، ويعزى هذا الأمر غالبًا إلى إنتاج الهرمونات خلال مدة الحمل، جنبًا إلى جنب مع التغيرات الحاصلة في جهازك التنفسي خلال تلك المرحلة؛ إذ يفرز جسمك كميات أكبر من هرمون البروجسترون خلال الأشهر الثلاثة الأولى لتكوين بطانة الرحم والمحافظة على سلامتها، مما يؤثر على عملية التنفس لديك، ويزيد كمية الهواء الذي تتنفسينه خلال عمليتي الشهيق والزفير، كذلك يتأقلم جسمك مع الحاجة إلى مشاركة الأكسجين والدم مع جنينك، مما يشكل سببًا آخر لحدوث ضيق التنفس الذي تتفاقم أعراضه إذا كنت مصابةً مسبقًا بمرض في القلب أو الرئتين[٢].
خلال الثلث الثاني من الحمل يمكن أن تشعري بتزايد حالة ضيق التنفس نتيجة نمو الرحم وتوسعه، مما يشكل ضغطًا على رئتيك، وقد تعانين من صعوبة التنفس أيضًا بفعل التغيرات الحاصلة في طريقة عمل القلب خلال تلك المدة؛ إذ تتزايد كمية الدم التي يحتاج إليها جسمك، مما يتطلب أن يبذل قبلك جهدًا إضافيًا لضخ الدّم بقوة أكبر وتحريكه عبر الجسم إلى المشيمة، مما يفسر معاناتك من ضيق التنفس، ويختلف الوضع عادةً خلال الثلث الأخير من الحمل، فقد تكون عملية التنفس لديك إمَا سهلةً وإما صعبةً تبعًا لوضعية رأس الجنين؛ إذ يحتمل أن تشعري أن رأس الجنين يشكل ضغطًا على الحاجب الحاجز قبل أن يتحرك ويدور ليستقر في الحوض، ويشيع حدوث هذا الأمر عادةً عند الحوامل خلال المدة بين الأسبوعين 31- 34 من الحمل[٣]، بالإضافة إلى ما سبق، يمكن أن تصابي بصعوبة التنفس خلال الحمل نتيجة الأمور التالية[٤]:
- الحمل بتوأمين: إذا كنت حاملًا بتوأمين أو أكثر، فإنّهما سيشغلان مساحةً أكبر في بطنك، ويشكلان ضغطًا إضافيًا على رئتيكِ.
- زيادة الوزن: إذا ازداد وزنك كثيرًا خلال الحمل، فيحتمل أن تعاني حينها من بعض المشكلات الصحية، مثل ضيق التنفس واضطراباته الأخرى.
- التمارين الرياضية: يوصيك الطبيب بضرورة ممارسة التمارين الرياضية قبل الولادة نظرًا لأنها مهمة جدًا لصحتك، بيد أن الإفراط في تلك التمارين قد يؤدي إلى معاناتك من أعراض الألم والدوخة وصعوبة التنفس، لذلك ينبغي لكِ أن تنالي بعض أوقات الراحة خلالها، وأن تشربي كمياتٍ كافيةً من الماء للمحافظة على رطوبة جسمك.
- الربو: يساهم الحمل في تفاقم أعراض الربو إذا كنت مصابةً مسبقًا بهذه الحالة، مما يؤدي إلى معاناتك من ضيق التنفس[٣].
- اعتلال عضلة القلب المصاحب للولادة: تعرف هذه الحالة بأنها من أنواع فشل القلب، ويمكن أن تصيبك أثناء الحمل أو بعد الولادة مباشرةً، وتشمل أعراضها الرئيسية معاناتك من تورم القدمين وانخفاض ضغط الدم وضيق التنفس وخفقان القلب، وينبغي لك ألّا تهملي هذه الأمور وتربطيها بالحمل وحده، فهي قد تكون خطيرةً على صحتكِ وتتطلب غالبًا خضوعك إلى العلاج الطبي[٣].
- فقر الدم: يمكن أن تعاني من مشكلات التنفس إذا أصبت بفقر الدم خلال أشهر الحمل، سيما إذا ترافق ضيق التنفس مع التعب والصداع وازرقاق الأطراف، مما يستدعي أن تتناولي مكملات الحديد لاستعادة مستوياته الطبيعية[٥].
كيف تُقلّلين من صعوبة التنفس خلال الحمل؟
توجد بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها لتقليل الأعراض الناجمة عن ضيق التنفس وصعوبته، وهي تشمل عمومًا ما يأتي[٢]:
- تجنبي التعرض للمواد الملوثة أو المواد المسببة للحساسية أو السموم البيئية.
- تجنبي كليًا التعرض للعطور الاصطناعية أو العث أو الغبار، واستخدمي جهاز فلترة الهواء في المنزل.
- حافظي على وزنكِ عند الحدود الصحية خلال مرحلة الحمل.
- اتباعي نظامًا غذائيًا صحيًا قائمًا على الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة.
- احرصي على الخلود إلى الراحة لوقت طويل خلال الحمل.
- تدربي على التنفس البطني (التنفس العميق) خلال الحمل.
- استخدمي الوسائد لوضعها تحتك أثناء النوم.
- احرصي على النوم في وضعية مسترخية ومريحة.
- تجنبي بذل أي نشاط بدني متعب، سيما إذا كنت تعيشين في منطقة جبلية أعلى من سطح البحر بنحو 1525 مترًا.
- عالجي أي مرض يؤدي إلى معاناتك من صعوبة التنفس.
- احصلي على لقاح الإنفلونزا السنوي للحيلولة دون إصابتك بعدوى الرئة وتعزيز صحتها.
- احرصي على أن يكون ظهرك أو ذراعاك مستندتين إلى شيء أثناء الوقوف.
- احرصي على إمالة نفسك إلى الأمام أثناء جلوسكِ على الكرسي.
- اتبعي برنامج التمارين الذي يوصي به الطبيب خصيصًا لكل ثلث من أشهر الحمل.
- احرصي على التنفس مع إبقاء شفتيكِ مغلقتين لإبطاء عملية التنفس.
- استخدمي المروحة.
- مارسي تقنيات التنفس المعروفة خلال الحمل، مثل تقنيات لاميز، فقد تكون مفيدةً جدًا في الحد من صعوبة التنفس[٣].
من حياتكِ لكِ
إذا كنت حاملًا وأصبتِ بصعوبة التنفس خلال مدة الحمل، فليس ضروريًا أن تراجعي الطبيب فورًا، وإنما تنبغي لكِ مراجعته إذا كان ضيق التنفس شديدًا وترافق مع الأعراض التالية[٣]:
- معاناتك من ازرقاق الشفتين أو الأصابع.
- معاناتك من خفقان القلب أو ارتفاع معدل دقاته.
- إحساسك بالألم عند التنفس.
- معاناتك من تفاقم أعراض ضيق التنفس مع مرور الوقت.
- معاناتك من الصفير في أثناء التنفس.
- معاناتك من تسارع دقات القلب[٤].
- إصابتك بالسعال المترافق مع صعوبة التنفس.
- معاناتك من الحمى[٤].
- إحساسك بالخدر في أطرافك[٤].
المراجع
- ↑ "Shortness of Breath In Pregnancy", health.harvard, Retrieved 2020-7-29. Edited.
- ^ أ ب "Why Does Breathlessness Occur in Early Pregnancy?", healthline, Retrieved 2020-7-29. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Causes of shortness of breath during pregnancy", medicalnewstoday, Retrieved 2020-7-29. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Shortness of Breath and Rib Pain in Pregnancy", verywellfamily, Retrieved 2020-7-29. Edited.
- ↑ "The Third Trimester of Pregnancy: Shortness of Breath and Edema", healthline, Retrieved 2020-7-29. Edited.