اسباب ابو صفار عند حديثي الولادة

اسباب ابو صفار عند حديثي الولادة

أبو صفار لدى حديثي الولادة

أبو صفار أو اليرقان حالة شائعة وغير مؤذية عادةً لدى الأطفال حديثي الولادة، تتسبّب باصفرار الجلد واصفرار بياض العينين لديهم، والمصطلح الطبي لأبو صفار عند الأطفال حديثي الولادة هو اليرقان الوليدي[١].


يحدث اليرقان الوليدي بسبب احتواء دم الطفل على كميات كبيرة من البيليروبين، وهي الصَّبغة الصفراء لخلايا الدَّم الحمراء، وهو حالة شائعة تحديدًا بين الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع الثامن والثلاثين من الحمل؛ أي الأطفال الخُدَّج، وبعض الأطفال الرُّضَّع رضاعةً طبيعيةً، واليرقان الوليدي يحدث عادةً لأن الكبد لدى الطفل حديث الولادة يكون غير ناضجٍ بما فيه الكفاية ليتخلص من البيليروبين الموجود في مجرى الدَّم[٢].


يعالج الكبد لدى الأطفال الأكبر والبالغين مادة البيليروبين ثم يُمرّره خلال الجهاز الهضمي، لكن الكبد الذي لا يزال قيد التطوير لدى حديثي الولادة ربما لا يكون ناضجًا بما فيه الكفاية ليزيل البيليروبين، لكن الأخبار الجيدة هي أنَّ اليرقان لدى حديثي الولادة في معظم الحالات يذهب من تلقاء نفسه؛ إذ عند تطّور كبد الطفل وبمجرد أن يبدأ الطفل بالرِّضاعة؛ فذلك يساعد البيليروبين على الخروج من الجسم، وفي معظم الحالات يختفي اليرقان خلال فترة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، أمّا الذي يبقى لفترة أطول من ثلاثة أسابيع ربما يكون من عوارض حالة صحية كامنة غير ظاهرة[٣].


أسباب أبو صفار لدى حديثي الولادة

ينتج اليرقان لدى حديثي الولادة عن زيادة مستوى البيليروبين كما ذُكرَ سابقًا، وينتج البيليروبين عن تحطّم خلايا الدَّم الحمراء، كما أنَّه طبيعيًا يُحطم في الكبد ويُزال من الجسم عبر البُراز، وقبل ولادة الطفل يكون لديه شكل مختلف من الهيموجلوبين، لكن لحظة ولادته يُحطم الهيموجلوبين القديم بسرعة كبيرة؛ مما يؤدي إلى إنتاج بيليروبين بكميّات أعلى من المستويات الطبيعية منه، والتي يجب تصفيتها خارج مجرى الدَّم بواسطة الكبد غير الناضج بما فيه الكفاية؛ مما يتسبَّب بحالة فرط البيليروبين في الدَّم؛ والزيادة في البيليروبين واليرقان لدى الرُّضع أمر شائع، فهو يحدث لدى حديثي الولادة الذين يتغذون عبر الرِّضاعة الطبيعية بشكلين منفصلين[٤]:

  • يرقان بسبب الرِّضاعة الطبيعية: يحدث في الأسبوع الأول من حياة الطفل؛ وذلك في حال لم يتغذَّ الطفل جيدًا، أو إذا كان تدفق حليب الأم بطيئًا.
  • يرقان بسبب حليب الأم: يحدث نتيجة تداخل المواد الموجودة في حليب الأم مع عملية التحطيم للبيليروبين، وعادةً ما يحدث هذ النوع من اليرقان بعد سبعة أيام من ولادة الطفل وتكون ذروتها في الفترة بين 2- 3 أسابيع.


ترتبط بعض حالات اليرقان الشَّديد لدى حديثي الولادة بالإصابة ببعض الاضطرابات الصحيّة، وتتضمّن ما يأتي[٤]:

  • مرض الكبد.
  • فقر الدَّم المنجلي.
  • النَّزف تحت فروة الرأس أو ما يسمّى بالورم الدموي الرأسي، وهو بسبب الولادة العسِرة.
  • تسمم الدَّم، وهو عدوى في الدَّم.
  • اضطرابات خلايا الدَّم الحمراء لدى الطفل.
  • انسداد قنوات المرارة أو الأمعاء.
  • عدم التوافق في العامل الرايزيسي أو زمرة الدَّم، ويحدث ذلك عندما تمتلك الأم والطفل زمرةً مختلفةً من الدَّم؛ مما يؤدي إلى مهاجمة الأجسام المضادة للأم لخلايا الدَّم الحمراء للطفل.
  • الأعداد الكبيرة من خلايا الدَّم الحمراء، وهذا شائع أكثر لدى الأطفال الأصغر والتوائم.
  • نقص الإنزيمات.
  • العدوى البكتيرية أو الفيروسية.
  • قصور الغُّدة الدرقية.
  • التهاب الكبد.
  • نقص مستويات الأكسجين.
  • بعض أنواع العدوى، وتتضمّن الزهري والحصبة الألمانية.
  • الولادة المبكرة؛ فهؤلاء الأجنة لم يتطور لديهم الكبد بدرجة أكبر، كما يعانون من قلة الحركات الإخراجية للأمعاء.
  • الكدمات خلال الولادة؛ الأمر الذي يُسبِّب تكسُّر خلايا الدم الحمراء بسرعة أكبر، وبالتالي زيادة مستوى البيليروبين في الدم.
  • السُّكري لدى الأم؛ فيزداد خطر الإصابة باليرقان الوليدي في حال كانت الأم تعاني من السكري[٥].
  • متلازمة كريغلر- نجار ومتلازمة لوسي- دريسكول[٥].


أعراض أبو صفار لدى حديثي الولادة

تبدأ أعراض أبو صفار بالظهور لدى حديثي الولادة في حال ارتفاع تركيز البيلوروبين عن 5 ميلليغرامات لكل ديسيليتر من الدم، ويمكن بيان أعراض الإصابة بأبو صفار لدى حديثي الولادة على النحو الآتي[٥]:

  • اصفرار جلد الطفل الذي يبدأ ظهوره على الرأس ثم الذراعين والجذع، ثم الساقين، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الاصفرار قد يظهر على راحتي يدي الطفل المولود حديثًا وأسفل الركبتين في الحالات الشديدة.
  • بقاء لون الجلد أصفر بعد الضغط عليه، وعدم تحوله للأبيض كما في الأحوال الطبيعية.
  • أعراض أخرى؛ إذ إن اليرقان الوليدي بحد ذاته لا يؤدي إلى ظهور أي أعراض؛ إلا أن الاضطرابات المُسبِّبة له قد تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الطفل، وسوء تغذيته، فضلًا عن ظهور علامات المرض عليه.


علاج أبو صفار لدى حديثي الولادة

يختفي اليرقان الخفيف من تلقاء نفسه بمجرد بدء كبد الطفل بالنضج، والرِّضاعة الطبيعية المتكررة ما بين 8 إلى 12 مرةً في اليوم ستساعد الأطفال على تمرير البيليروبين خلال أجسامهم، أما اليرقان الأكثر شدّةً فقد يتطلّب علاجات أخرى؛ كالعلاج الضَّوئي، وهو طريقة فعّالة للغاية في العلاج تستخدم الضُّوء لتكسير البيليروبين في جسم الطفل؛ ففي حال العلاج الضَّوئي يوضع الطفل على سرير خاص وتحت ضوء أزرق الطَّيف، بينما يرتدي فقط الحفاض ونظارات واقية خاصة، كذلك من الممكن أن توضع بطانية من الألياف البصرية تحت الطفل.


لكن في الحالات الشديدة جدًا قد تكون عملية تبديل الدَّم ضروريةً؛ إذ يستقبل الطفل كمياتٍ قليلةً من الدَّم من متبرع أو من بنك الدَّم، الأمر الذي يؤدي إلى استبدال خلايا دم حمراء سليمة بخلايا الدم الحمراء غير السليمة للطفل، وهذا أيضًا يرفع عدد خلايا الدَّم الحمراء للطفل ويقلل من مستويات البيليروبين[٣].


من حياتكِ لكِ

المستويات المرتفعة من البيليروبين التي سبّبت اليرقان الشَّديد من الممكن أن تتسبّب بمضاعفات خطيرة لدى حديثي الولادة التي يجب أن تعرفها الأم ومنها[٢]:

  • اعتلال الدِّماغ الحاد بفعل البيليروبين؛ إذ إنه من المواد السامة المؤثرة في خلايا الدماغ، وقد يؤدي ارتفاع مستويات البيليروبين الشديدة إلى انتقاله إلى الدماغ.
  • اليرقان النووي في حال تسبُّب البيليروبين بتلف خلايا الدماغ الدائم.
  • مضاعفات أخرى شديدة لكنها نادرة تتضمّن فقدان السمع أو الصمم، والشَّلل الدِّماغي[٤].


المراجع

  1. "Newborn jaundice", NHS,2018-9-4، Retrieved 2020-1-9. Edited.
  2. ^ أ ب 2018-8-30 (2018-8-30), "Infant jaundice"، mayoclinic, Retrieved 2020-1-9. Edited.
  3. ^ أ ب Karen Richardson Gill, MD, FAAP, (2015-10-13), "Understanding Newborn Jaundice"، healthline, Retrieved 2020-1-9. Edited.
  4. ^ أ ب ت Karen Gill, M.D. (2017-12-19), "Causes and treatments of infant jaundice"، MEDICALNEWSTODAY, Retrieved 2020-1-9. Edited.
  5. ^ أ ب ت David Perlstein, MD, MBA, FAAP (2019-8-10), "Newborn Jaundice"، emedicinehealth, Retrieved 2020-1-9. Edited.

فيديو ذو صلة :