بواسطة سلوى جمعة
قد يثير اهتمام المرأة معرفة جنس مولودها بعد أن تتأكد من حملها، وتحاول بطرق عديدة ومختلفة الوصول إلى معرفة نوع الجنين، وذلك عن طريق التَّطور والتّقدم التكنولوجي الحديث وتعدَّدت الآراء والدّراسات والأبحاث العلميّة للوصول إلى نوع الجنين، وتوصّلت إلى سمات كثيرة تظهر على المرأة الحامل، وتغيّرات هرمونية من ضمنها تغييرات تدخل على حليب الأم فتحدّد جنس الجنين، كما يعتبر حليب ثدي الأم المصدر الغذائي للمولود الرضيع، فيختلف المحتوى الحليبي للأم الحامل.
دراسات علمية حول التّركيبة البيولوجيّة لحليب الأم
تشير بعض الدِّراسات الحديثة أنَّ خصائص تركيبة حليب الأم تختلف باختلاف الجنين من ذكر وأنثى، فالذَّكر يحتاج إلى الحليب الغني بالبروتينات والدهون، والأنثى تحتاج إلى الحليب الغني بالكالسيوم، فهذه الدراسات أجرتها عالمة الأحياء كاتي هايند من جامعة هارفرد على التّركيبة البيولوجية لحليب الرّضاعة على البشر وبعض الحيوانات الثديية ومنها القرود والبقر، والتي تعتمد على محتوى الحليب والكميّة المناسبة حسب النّوع الحيوي للجنين واحتياجاته.
المحتوى التّركيبي لحليب الأم الحامل بالأنثى
أفادت الدراسات أنّ الأطفال الإناث من الرضع بحاجة إلى كمية كبيرة من الكالسيوم أكثر من الذّكور، فلذلك يحتوي حليب الأم على نسبة عالية من الكالسيوم عند حملها بالأنثى، كما أفادت التّجارب حول أنثى القرود الرضع بالنتيجة نفسها لحاجتها إلى كميّات هائلة من الكالسيوم الذي تستمده من حليب الأم لتنمو سريعًا وتنجب في سنٍّ مبكّر، وهذه الخاصية تُهيَّؤ جينيًّا لتنتج من حليب الأم عند الولادة، وأمّا عند البقر يكون الحليب بغزارة عالية عندما يكون الرضيع أنثى، وهذا ما أشارت إليه الدّراسات، فمعدل حليبها أكثر بكميّات ومعدّلات كبيرة وغزيرة، مقارنة بالذكور فيكون أقل.
المحتوى التّركيبي لحليب الأم الحامل بالذكر
تختلف تركيبة الحليب الرضع الذكور عن الحليب الإناث بأنّها غنية بالدهون والبروتينات، وكما أثبت الباحثون والخبراء إلى كبر حجم ثدي المرأة الحامل قبل وضع الجنين بشكل ملحوظ، ويزداد كبر حجمه عند الحمل بالأنثى مقارنةً بالذّكور، كما أن نسبة الكمية التي يحتاجها الرّضيع الذكر أقل من الإناث مع اختلاف التركيبة.
فقد أفادت الدّراسات في الجامعة الأمريكيّة أنّ اختلاف ظروف المعيشة للأم وطبيعة تناولها للمواد الغذائيّة التي يستمدّها الجنين من أمه أثناء الحمل والرضاعة تؤثر على المولود الأنثى في حالة الفقر، كما تؤثّر على المولود الذكر حالة الرّخاء، وقد أُجريت هذه النّظرية على مجموعة من النّساء الحوامل في كينيا والبالغ عددهن 72 ومنهن أمّهات صغيرات في العمر، وتبيّن أن الأمهات الحوامل اللواتي يعشن في حالة الرخاء يحتوي حليبهنّ ما يقارب 2,8% من الدسم عندما يكون الجنين ذكرًا، كما يحتوي حليب الأم ما يقارب 0,6 من الدسم عندما يكون المولود أنثى، أما في حال الأمهات اللواتي يعشن في حالة الفقر يحتوي التكوين الحليبي على ما يقارب 2,6 من الدسم في حال مولود الأنثى، بينما تكون نسبة الدسم في حليب الأم إذا كان المولود ذكر ما يقارب 2,3%.
كما أظهرت الدّراسات أنّ حليب الأم للرّضيع الذكر يمتاز بأنه عالي الكثافة ليمدّه بالطاقة بشكل أكبر ومضاعف، وأشارت الباحثة كاتي إلى وجود هرمون كورتيزول بنسبة عالية في حليب الأم للجنين الذكر وينظّم بدوره التمثيل الغذائي ونمو الطفل وتحديد سلوكياته.
وأشارت الباحثة والعالمة الأمريكيَّة بينكوت إلى تغيّر هرمونات الأم الحامل بالجنين الذكر إذ يفرز بدوره هرمون التستوستيرون الذكري الذي يزيد من بذل الطّاقة والجهد عند الأمهات ولتنمو سريعًا فهذا يعمل على كبح نموّ الثدي ويصاحبه شحوب في البشرة وجسم هزيل، وأخبرت الباحثة كيتي عن دراسة فنلندية تفيد بأنّ الشوكولاه تساعد الجنين على النّمو، وأن الأمهات اللواتي يتناولن الشوكولاه أثناء فترة الحمل يمنحن مواليدهن صفات ودودةً وأقلَّ خوفًا ويتسمّون بالهدوء أكثر من قرنائهم الأطفال.
لعل هذه الفروقات تؤخذ بعين الاعتبار في تحسين حليب البودرة ودعمه بما يوافق حليب الأم من مكونات لمساعدة الأم التي لا تستطيع إرضاع طفلها رضاعةً طبيعيةً من الثدي..