محتويات
مما يتكون حليب الأم؟
حليب الأم هو الغذاء الأساسي للطفل في مراحل حياته الأولى، إذ من عظيم حكمة الله أن خلقه بمكونات غذائية متكاملة لنمو طفلكِ، وهذه المكونات موضحة فيما يلي[١]:
الماء
إذ إنّ الماء أساس حياة البشر، وهو المكون الرئيسي في جسم الإنسان، فهو يُنظّم حرارة جسم الإنسان ويرطبه، ويحمي الاعضاء، ويلين المفاصل، ويُشكّل الماء حوالي 90% من حليب الأم الطبيعي، وهذه النسبة كافية لإشباع حاجة جسم طفلكِ من الماء الذي يحتاجه للبقاء على قيد الحياة.
الكربوهيدرات
الكربوهيدرات هي مصدر الطاقة المُفضّل للدماغ، ويحتوي حليب الأم على عدة كربوهيدرات، أهمها هو سكر الحليب (اللاكتوز)،وتجدُر الإشارة إلى أنّ نسبة سكر اللاكتوز في حليب الأم أعلى من نسبته في حليب البقر، إضافةً إلى ذلك، يحتوي حليب الأم على كربوهيدرات أخرى، منها السكريات قليلة التعدد (بالإنجليزية: Oligosaccharide)، المعززة لنمو البكتيريا الصحية الموجودة في أمعاء طفلكِ، والتي تحارب الأمراض مثل الإسهال في أمعاء طفلكِ.
الدهون
تُشكّل الدهون ما نسبته 4% فقط من حليب الثدي، ومع ذلك فهي مسؤولة عن أكثر من نصف السعرات الحرارية التي يحصل عليها طفلكِ من حليبكِ، وتُعدّ الدهون مصدرًا رئيسيًا للطاقة، والكوليسترول، والأحماض الدهنية الأساسية الضرورية لنمو دماغ طفلكِ وجهازه العصبي وصحة بصره، كما تجدُرالإشارة إلى أنّ الدهون في حليب الأم هي المسؤول الأول عن زيادة وزن طفلكِ، فهي ينبغي أن تُوفّر كل أنواع الدهون التي يحتاجها خلال أول 6 أشهر من ولادته.
البروتينات
وهي ما يبني ويُقوّي ويُصلِح أنسجة الجسم، وهي من المكونات الأساسية لصنع الهرمونات، والإنزيمات، والأجسام المضادة، وهي ضرورية لكل مراحل عمر الإنسان، وتتميز بروتينات حليب الأم بسهولة هضم طفلكِ لها، ومن أشكال البروتين الموجود في حليب الثدي، اللاكتوفيرين (بالإنجليزية: Lactoferrin)، والذي ينقل الحديد عبر جسم طفلكِ، ويساعد أيضًا في حماية أمعائه من الالتهابات والعدوى.
الفيتامينات والمعادن
يحتوي حليب الثدي عادةً على جميع الفيتامينات اللازمة لدعم صحة طفلكِ في مراحل نموه، وتقيه من أمراض سوء التغذية، مثل الكساح، وتدعم الفيتامينات صحة العظام والعينين والجلد، وتساعد المعادن في بناء عظام قوية، وإنتاج خلايا الدم الحمراء، وتعزز من عمل العضلات والأعصاب، وتتوافر بكثرة هذه المعادن، ومنها الحديد والزنك، والكالسيوم والمغنيسيوم والكلوريد.
الأجسام المناعية
وهي الأجسام المضادة المسؤولة عن مقاومة الأمراض، إذ تعمل كلقاح طبيعي لطفلكِ لتحميه من نزلات البرد، والقيء، والتهابات الأذن، والإسهال، وغيرها من أنواع العدوى التي يحتمل أن تكون خطرةً على طفلكِ، ومن أشهرها في حليب الأم، الغلوبيولين المناعي أ (بالإنجليزية: Secretory Immunoglobulin A)، والذي يساعد في تغليف أمعاء ورئتيّ طفلكِ لحمايته من دخول الجراثيم إلى مجرى دمه.
الإنزيمات
توجد العديد من الإنزيمات الأساسية في حليب الأم، بعضها مهم لمناعة طفلك، وبعضها مهم لتسهيل عملية هضمه من خلال مساعدته على تكسير البروتينات والدهون،
الهرمونات
للهرمونات العديد من الوظائف المختلفة في جسم الإنسان، فهي تؤثر في عمليات الأيض، والنمو، والشعور بالألم والقلق، وتنظيم ضغط الدم.
هل يمكن أن يتغيّر تكوين حليب الأم؟
نعم فإن حليبكِ قد يتغير مع مرور الوقت، وتختلف مسمياته، وهذه هي مراحل تغيير حليبكِ من لحظة الولادة[٢]:
حليب اللبا
وهو أول ما يخرج من ثديكِ، وهو حليب سميك لزج، يسمى بالذهب السائل بسبب لونه الأصفر أو البرتقالي، وتتناسب كميته في ثديكِ مع ما يحتاجه طفلكِ من حليب في يومه الأول، إذ يتواجد بنسبة 40-50 ملليلتر فقط على مدار 24 ساعة، كما أنه سهل الهضم، ومن أهميته لطفلكِ أنه يحتوي على نسبة مرتفعة من الأجسام المضادة وخلايا الدم البيضاء، لتحميه من العدوى بعد خروجه من رحمكِ، كما أنه غني بالمعادن والفيتامينات.
الحليب الانتقالي
وهو ما ينزل من الثدي من اليوم الخامس للرابع عشر بعد ولادتكِ، وستلاحظين امتلاء ثدييكِ بالحليب، وفي هذه الفترة سيستهلكِ طفلكِ حوالي 300-400 ملليلتر من الحليب كل 24 ساعة، وستزداد النسبة لـ50 ملليلتر خلال اليوم الخامس، وهذا الحليب يختلف عن اللبا بأنه أكثر تركيزًا في اللون والملمس، أي أنه يميل للون الأبيض، إضافةً إلى احتوائه على نسبة عالية من الدهون واللاكتوز والسعرات الحرارية.
الحليب الناضج
وهو ما ينزل بعد 4 أسابيع من ولادتكِ، وهنا يصبح لونه أبيضًا تمامًا، وفيه جميع المكونات، ويمتاز بدسامته وكثافته وتظل نسبته ثابتًا عمومًا، وتتأثر النسبة بتغذيتكِ، وبعد 6 أشهر من ولادتكِ تقل نسبة الحليب في ثدييكِ.
متى يبدأ حليب الأم بالتكون؟
يبدأ حليب الأم بالتكون في ثدييكِ أثناء فترة الحمل أي قبل الولادة في منتصف الحمل تقريبًا، أو في المرحلة الثانية من الحمل بين الأسابيع 16-20 تقريبًا، وهذا هو حليب اللبا، إذ قد تشعرين بالامتلاء أو الاحتقان في ثدييكِ، حتى أن بعض الحوامل قد يعانينَ من تسرّب عرضي لحليب اللبا أثناء الحمل بعد بدء تكون الحليب في الثدي[٣][٤].
أسئلة تجيب عنها حياتكِ
هل يصل الطعام إلى حليب الأم؟
نعم يصل الطعام إلى حليب الأم بطريقة غير مباشرة، حتى أن بعض الأطعمة قد تغير طعمه بالنسبة للطفل، فعندما تتناول الأم الطعام تتكسر العناصر الغذائية المتواجدة في الطعام في الجهاز الهضمي ثم يمتصها الدم، وتتحرك في شعيرات الجسم الدموية، وعندما تصل هذه العناصر للشعيرات الدموية المحيطة بالثدي، وعن طريق بعض العمليات يأخذ الثدي ما يحتاجه من هذه العناصر عن طريق الدم[٥].
هل يوجد فرق بين حليب الثدي الأيمن والأيسر؟
لا يوجد فرق بين حليب للثدي الأيمن والأيسر، فكلاهما يحتوي على نفس النسبة من الحليب، لكن ما يصنع الفرق هو التغدية المختلفة غير المتساوية من الثديين للطفل، وهذا ما يؤدي لتغير حجم وشكل الثديين[٦].
هل حليب الأم معقّم؟
حليب الأم ليس معقمًا، ولكنه يحتوي على أجسام مضادة، وفيتامينات فد تساعد في نمو بكتيريا المعدة المفيدة لجسم الطفل[٧].
هل يمكن تحليل مكونات حليب الأم؟
نعم، إذ يمكن مع التطورات الحديثة والدراسات تحليل مكونات حليب الأم لمعرفة ما هي العناصر الموجودة ونسبتها، وذلك لتقديم تغذية طبيعية مشابهة للأطفال المحرومين من حليب الأم لعدة أسباب، لكنّ نسبة مكونات حليب الأم تختلف من يوم لآخر ومن وقت لآخر، وأثناء عملية الرضاعة أيضًا، ولهذا يُعدّ حليب الأم ديناميكيًا ومتغيرًا، لاختلاف كمية ونسبة الدهون، فأحيانًا يكون حليب الأم قليل الدسم، وأحيانًا يكون كثير الدسم[٨].
المراجع
- ↑ By Donna Murray, RN, BSN Donna Murray (11/8/2020), " The Composition of Breast Milk ", verywellfamily, Retrieved 25/4/2021. Edited.
- ↑ " Breast milk composition: What’s in your breast milk? ", medela, Retrieved 25/4/2021. Edited.
- ↑ " When Does Breast Milk Come In? What to Look For and How You'll Know ", medela, Retrieved 26/4/2021. Edited.
- ↑ "Breast Milk: When Does the Production Begin?", mybrestfriend, 5/10/2015, Retrieved 26/4/2021. Edited.
- ↑ "Breastfeeding and a Mother’s Diet: Myths and Facts", laleche, Retrieved 26/4/2021. Edited.
- ↑ "is there any difference in milk from right side or left side breast", .firstcry, Retrieved 26/4/2021. Edited.
- ↑ "Breastmilk composition", breastfeeding, Retrieved 26/4/2021. Edited.
- ↑ by Donna Walls, RN, BSN, IBCLC, ANLC, "Analyzing Mother’s Milk", icea, Retrieved 26/4/2021. Edited.