أسباب عدم وجود حليب في ثدي الأم

أسباب عدم وجود حليب في ثدي الأم

إنتاج الحليب في ثدي الأم

تعد الرضاعة من أكثر العوامل المؤثرة في نمو الطفل بطريقة صحيّة وسليمة؛ نظرًا لما يحويه حليب الأم من عناصر غذائية مفيدة لمختلف أعضاء الجسم، إذ يُنتج بواسطة الغدد الثديية التي توجد داخل الأنسجة الدهنية للثدي، وعند الولادة يُفرَز هرمون يعرف باسم الأوكسيتوسين لتحفيز البدء بعملية الرضاعة، ثمَّ يجري التحكم بالكمية المنتجة من الحليب بواسطة هرمون البرولاكتين، والذي يُنتَج استجابةً للفترة التي يقضيها الطفل على ثدي الأم بهدف الرضاعة. من غير الممكن تهميش الفائدة الكبيرة التي تعود بها الرضاعة على الأم والطفل؛ إذ إنّها تساعد على توطيد علاقة الأم بطفلها ليصبح قريبًا منها إلى حدٍ كبير، إضافةً إلى الفوائد العديدة التي يعود بها حليب الأم على جسد الرضيع.[١]


أسباب عدم وجود حليب في ثدي الأم

في البداية يجب التفريق بين انخفاض نسبة الحليب في الثدي الحقيقية وغير الحقيقية؛ إذ إنّ النوع غير الحقيقي يستجيب لزيادة تحفيز الثدي بزيادة تكرار الرضاعة الطبيعية، أو ضخّ الحليب ما بين الرضعات، بالإضافة إلى التأكُّد من أن الطفل يمسك ثدي الأم بطريقة صحيحة، أما النوع الحقيقي فلا يستجيب لذلك. وتعددت الأسباب التي من شأنها أن تحد من إنتاج الحليب في ثدي الأم، إلا أنَّ الكشف عن هذه الأسباب وحلها يسهم بنسبة كبيرة في زيادة إنتاج الحليب وعدم انقطاعه، وفي ما يلي ذكر لأهم مُسبِّبات انخفاض الحليب في ثدي الأم الحقيقي:[٢]

  • التعرض لجراحة سابقة في الثدي قد يقلل من كميات الحليب عند بعض السيدات.
  • التعب والإرهاق.
  • الضغط العصبي.
  • تناول الأم لبعض أنواع العقاقير الطبية.
  • قصور الغدة الدرقية.
  • سرطان الثدي.
  • حدوث حمل جديد.
  • معاناة الأم من بعض الأمراض البيولوجية أو الهرمونية، والتي تؤثر بدورها على كمية الحليب في الثدي وتؤدي إلى انخفاضه.
  • الفقدان الشديد للوزن، أو السمنة المفرطة.
  • تعسر الولادة، والإصابة ببعض المضاعفات المتعلقة بالولادة.
  • التدخين والإكثار من شرب المشروبات الكحولية أو التي تحتوي على نسب عالية من الكافيين.
  • متلازمة تكيس المبايض، إذ تُعرف متلازمة تكييس المبايض بأنها اضطراب هرموني شائع بين النساء اللواتي في سن الإنجاب، إذ يشهدن فتراتٍ طويلةً من الطمث، إضافةً إلى ارتفاع نسبة الهرمون الذكوري لديهن،[٣] كما أثبتت العديد من الدراسات أنَّ الإصابة بهذه المتلازمة ينتج عنها نقص في الأنسجة الغدية المكونة للحليب، والسبب في ذلك يعود إلى أنَّ تكيس المبايض يحول دون إنتاج كميات كافية من هرمون البروجسترون المسؤول عن نمو الثدي وتطوّره بطريقة سليمة.[٤]
  • نقص تنسُّج الثدي، يبدأ إنتاج الحليب في ثدي الأم في غضون ثلاثة أيام من تاريخ الولادة، إلا أنَّ النساء اللواتي يصبنَ بنقصٍ تنسُّج الثدي فإنهنَّ لا ينتجن حليبًا، أو قد ينتجنه بكمياتٍ قليلة، والسبب في ذلك يعود إلى افتقار هذه الفئة من النساء إلى الأنسجة المكونة للغدد المسؤولة عن إنتاج الحليب. يتسم شكل الثدي المصاب بفقدان الامتلاء الطبيعي، إضافةً إلى وجود القليل من الانتفاخ في الحلمة، ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ نقص الأنسجة يحدّ من زيادة حجم الثدي أثناء أشهر الحمل المختلفة، كما يكون الثديان أكثر بعدًا عن بعضهما، وقد يكون أحدهما أكبر من الآخر بدرجة كبيرة. يُلجَأ إلى الطبيب أو مسؤول الرعاية الصحية بغرض تقييم الإصابة، وإعطاء الحلول التي من شأنها أن توفر تغذيةً سليمةً للرضيع.[٥]


الأدوية والرضاعة

إنَّ جميع الأدوية على اختلاف أنواعها من الممكن أن تصل إلى ثدي الأم وتمتزج بالحليب المنتج داخله، إلا أن الاختلاف يكمن في الكميات والتراكيز التي تصل بها إليه، فمنها ما يتركز بكميات قليلة ومنها يتركز بنسبة كبيرة داخله، ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ خطر تناول الأدوية يتفاقم عند الأطفال حديثي الولادة وغير المستقرين طبيًا، في حين أنَّ الرضع الأصحاء الذين يتخطون ستة أشهر من عمرهم معرضون للخطر بنسبة أقلّ.

يُذكَر أنَّ الأدوية التي تحتوي على الباراسيتامول أو الأيبوبروفين أو فلوكونازول أو مضادات الهيستامين كالوراتادين وفيكسوفينادين أو السيفالوسبورينات لا تشكل أي خطرٍ على صحة الرضيع، إضافةً إلى العديد من الأدوية الأخرى الآمنة على صحته، لكن يجب استشارة الطبيب أولًا؛ إذ إنَّ العديد من هذه الأدوية تحتاج إلى وصفة طبية.[٦]


علاج نقص الحليب في ثدي الأم

إنَّ أفضل ما يمكن إجراؤه للحد من التناقص المستمر للحليب في ثدي الأم هو استشارة الطبيب؛ لما له من آثارٍ إيجابية في الكشف عن الأسباب التي أدت إلى حدوثه، إضافةً إلى تطبيق بعض الطرق العلاجية التي من شأنها أن تسهم في زيادة إنتاج الحليب، وفي ما يلي ذكرٌ لأهمها:[٢]

  • الاستمرار بإرضاع الطفل، وعدم الانقطاع عن ذلك.
  • استخدام مضخة الثدي قبل تناول الطعام أو بعده؛ بغرض التحفيز لزيادة كمية الحليب المنتجة.
  • اللجوء إلى تناول الأدوية التي من شأنها أن تزيد من إنتاج الحليب بعد استشارة الطبيب بخصوص أمان هذه الأدوية.
  • الحرص على زيادة أوقات الراحة والاسترخاء، إضافةً إلى تجنب ممارسة الأنشطة التي تعود على الجسم بالتعب والإرهاق.
  • اللجوء إلى تناول الأطعمة الصحية التي تسهم في زيادة كمية الحليب المُنتَجَة بصورة ملحوظة.
  • الإكثار من شرب السوائل؛ لما ينتج عنه من آثارٍ إيجابية في إنتاج الحليب، وتتضمن بعض أنواع الشاي.
  • الابتعاد عن تناول أدوية منع الحمل التي تحتوي في تركيبها على هرمون الإستروجين، واستبدالها بالأدوية التي تحتوي على هرمون البروجسترون فقط بعد استشارة الطبيب.
  • الابتعاد عن الأدوية المضادة للهيستامين، وغيرها من أدوية علاج نزلات البرد؛ لما لها من آثارٍ سلبية في الحد من إنتاج الحليب.


أطعمة تزيد من إنتاج الحليب

يعد الإكثار من شرب الماء أحد أبرز الطرق التي من شأنها أن تزيد من كمية الحليب في ثدي الأم بنسبة ملحوظة، إضافةً إلى تناول بعض أنواع الأطعمة التي تحفز إنتاج الحليب، وفي ما يلي ذكرٌ لأهمها:[٧]

  • الحرص على الإكثار من تناول الشوفان بأشكاله المختلفة؛ كونه يحتوي على كمية وافرة من عنصر الحديد الذي يساعد بنسبة كبيرة على زيادة إنتاج الحليب.
  • الثوم يعدّ أحد أكثر الخضروات التي لها العديد من الفوائد الصحية، بما فيها زيادة إنتاج الحليب، لذا لا بدَّ من إضافته إلى معظم أنواع الأطعمة؛ نظرًا لفائدته ونكهته المميزة.
  • اللجوء إلى تناول كميات وفيرة من الخضروات كالجزر واليام، إضافةً إلى تلك التي لها أوراقٍ داكنة؛ لأنّها تعزز إنتاج الحليب، إضافةً إلى الآثار الإيجابية التي ستُفيد صحة الأم.
  • تناول كل من الطحينية والحلاوة؛ لاحتوائهما على كمية وافرة من بذور السمسم التي تساعد على تعزيز الإرضاع.


المراجع

  1. William C. Shiel Jr., MD (2018-12-27), "Medical Definition of Lactation"، www.medicinenet.com, Retrieved 2019-12-9. Edited.
  2. ^ أ ب Donna Murray, RN, BSN (2019-6-30), "True Low Breast Milk Supply Causes and Fixes"، www.verywellfamily.com, Retrieved 2019-12-9. Edited.
  3. "Polycystic ovary syndrome (PCOS)", mayoclinic,29-8-2017، Retrieved 13-12-2019. Edited.
  4. Nicole Galan, RN, "Difficulties of Breastfeeding With PCOS"، www.verywellhealth.com, Retrieved 2019-12-10. Edited.
  5. Karen Miles, "Breastfeeding and underdeveloped (hypoplastic) breasts"، www.babycenter.com, Retrieved 2019-12-10. Edited.
  6. Mayo Clinic Staff (2018-11-28), "Infant and toddler health"، www.mayoclinic.org, Retrieved 2019-12-10. Edited.
  7. Diana Wells (2016-6-20), "11 Lactation-Boosting Recipes for Breast-Feeding Moms"، www.healthline.com, Retrieved 2019-12-12. Edited.

فيديو ذو صلة :