الغزو الثقافيّ
يُعرَّف الغزو الثقافيّ بأنَّه استعمار دولة ما لدولة أخرى دون اللجوء إلى القتال أو الحروب، وإنَّما من خلال غرس أفكارها، ومعتقداتها الخاصة بها في عقول الفئات الشابة، وبالتالي تحقيق الهدف الأساسيّ وهو تفرقة الأمة، وضياعها عن طريق اتباع ممارسات سريَّة غير معلن عنها، والسيطرة عليها كليًا، ويحمل الغزو الثقافيّ في طياته مجموعة كبيرة من الأهداف، ومنها: التخلُّص من العادات والتقاليد الموروثة، وبناء جيل فارغ لا يملك إرث فكريّ يعتزّ به، وهدم بنيان الدين الإسلاميّ، وزعزعة إيمان الفرد، وإضعاف عقيدته الداخليَّة، بالإضافة إلى محاولة القضاء على لغة القرآن الكريم، ونشر اللغات الاجنبيَّة بين الشباب العربيّ، وبالتالي تحقيق الهدف الأساسيّ، وهو إيقاع التفرقة، وإثارة النعرات بين الناس، والقضاء على وحدتهم، ومن الجدير بالذكر أنَّه هناك مجموعة من الأسباب الرئيسيَّة التي تساهم في انتشار الغزو الثقافيّ بشكل أسرع، ومنها: انجراف الشباب وراء مغريات العصر، واتباعهم لأي أفكار جديدة تُطرح بينهم دون أي تفكير بأضرارها، بالإضافة إلى غياب الرعاية، والاهتمام من الوالدين في المنزل، ومن المعلمين في المدارس، وتوفّر جميع الإمكانيات التي تتيح للفرد الدخول إلى شبكة الإنترنت، والوصول إلى مختلف أنواع البيانات والمعلومات التي تؤدّي إلى تشتيت أفكار الفرد، وضياع القيم والمبادئ التي نشأ عليها، وممّا يزيد من خطورة الأمر هو غياب الوازع الدينيّ ومخافة الله سبحانه وتعالى، وقلة الاهتمام بتاريخ الحضارة الإسلاميَّة، وكيفية نشأتها، وبالتالي ضياع الإرث الدينيّ والأخلاقيّ عند الفرد، وغياب المبادئ السليمة لتنغرس مكانها مبادئ غربيَّة تهوي بصاحبها إلى الضياع، وفي هذا المقال حديث عن أساليب الغزو الثقافيّ، وكيفية محاربته[١][٢].
أساليب الغزو الثقافيّ
تعددت الأساليب المًتَّبعة في الغزو الثقافيّ، وفيما يأتي ذكر لمجموعة منها[١]:
- التغيير في معتقدات الشباب، وذلك من خلال التقليل من قيمة، وطريقة الحياة التي يعيشونها، وإقناعهم بأنَّ الحياة الحقيقيَّة والحديثة تتجسد في نمط الحياة التي يعيشها الغرب.
- السعي الدائم لغرس المفاهيم الغربيَّة في عقول الفئات الشابة، وتحديدًا في عقول المراهقين، وزعزعة أفكارهم، واستبدالها بأفكار سلبيَّة من خلال تمريرها ضمن المناهج الدراسيَّة، والمواقع التعليميَّة.
- استبدال اللغة العربيَّة في المؤسسات التعليميَّة بمجموعة من اللغات الأجنبيَّة تحت شعار التطوَّر والحداثة، وبالتالي نشوء جيل عربيّ مسلم غير قادر على التحدُّث بلغته العربيَّة الأم.
- عرض الأفلام والبرامج التلفزيونيَّة والإذاعيَّة، والكثير من مقاطع الصوت، ومقاطع الفيديو التي يظهر فيها طريقة الحياة الغربيَّة، وبأنَّها هي الحياة العصريَّة والقابلة للعيش.
- انتشار الكثير من الحملات التي تحمل معها مبادئ غربيَّة غير إسلاميَّة، ومحاولة إيصالها إلى مختلف الفئات العمريَّة، وحتى صغار السنّ بحيث ينشأ الطفل على أفكار غريبة عن العادات والتقاليد والدين الإسلاميّ.
محاربة الغزو الثقافيّ
يمكن محاربة الأفكار السامّة التي يحملها الغزو الثقافيّ من خلال اتباع بعض الإجراءات، ومنها[٣]:
- نشر معلومات توعويَّة، وإجراء البحوث النافعة وتوصيلها إلى الشباب.
- توصيل رسالة الإسلام السمحة بطريقة شيقة، وذكر رحمته وبساطته.
- إنشاء حملات إرشادية للأطفال والشباب في المؤسسات التعليميَّة.
- استخدام وسائل الإعلام المختلفة للتحذير من خطورة الأفكار الغربيَّة.
المراجع
- ^ أ ب "ماهو مفهوم الغزو الثقافي ؟"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2019.
- ↑ "الغزو الثقافي"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2019.
- ↑ "كيف نحارب الغزو الثقافي الغربي والشرقي"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2019.