التضامن العربي
كثيرًا ما نسمع مصطلح التضامن العربي أو الوحدة العربية، وخاصة في نشرات الأخبار وفي المقالات السياسية والمحافل العربية والدولية، وهذا إذا ما دل على شيء فإنما يدل على الأهمية الكبيرة له. والتضامن العربي يعني وحدة الكلمة والرأي والصوت والقرار والشعور والوضع بين العرب جميعًا في كل مكان دولًا وحكومات وشعوبًا جيوشًا، وفي حال تحقق التضامن والوحدة العربية استطاع العرب أن ينتقلوا نقلة نوعية من الحال الذي هم عليه إلى حال أفضل سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا أي أن التضامن كفيل بأن يصنع مصير جديد ومستقبل مشرق[١].
عوامل التضامن العربي
حصول التضامن العربي أمر ممكن لأن كل العوامل التي تؤدي إلى حدوثه متوفرة وبارزة، ولعل أهم هذه العوامل ما يلي[٢]:
- وحدة اللغة: ففي دول شرق آسيا يمكن أن تكون اللغة سبب للخلاف وبالتالي عائقًا للوحدة والتضامن وكذلك دول الإتحاد الأوروبي، ولكن بالنسبة للعرب فالوضع مختلف، فاللغة لغة واحدة بين الثلاث والعشرين دولة وعلى اختلاف اللهجات، ففي حال تحدث العربي اللغة العربية الفصحى يصبح كلامه مفهومًا للجميع وواضحًا.
- وحدة الدين: فمعظم الدول العربية والعرب يدينون بالدين الإسلامي، ولا توجد أي دولة تدين رسميًا بديانة غير الإسلام إلا لبنان والتي تدين بالدين المسيحي، وعلى الرغم من ذلك فإن ما يقارب نصف سكان البلاد يدينون بالإسلام، وبالتالي تميل البلاد في عاداتها وأعرافها إلى باقي الدول المسلمة مع تفاوتات بسيطة فيما بينها.
- وحدة التاريخ: فالدول العربية تجتمع في تاريخ واحد، فالفتوحات مشتركة والحياة عسكرية مرتبطة ببعضها، لأن التفكك والتقسيم دخيل عليها بعد ما عانته من الاستعمار.
ضرورات التضامن العربي
بعد التعرف على العوامل الي يمكن أن تلعب دور هامًا في تحقيق التضامن العربي، لا بد من تسليط الضوء على ضرورات التضامن وأهميته التي ستعود على الدول العربية وشعوبها، ومن أبرز هذه الضرورات ما يلي [٣]:
- القوة: فالتعاون والوحدة والتضامن دائمًا ما يعنيان القوة والمنعة، ففي حال تضامن العرب مع بعضهم البعض سيبنون قلعةً وحصنًا منيعًا لا يمكن اختراقه، فالثروات العربية كبيرة والعقول قادرة والأراضي والمساحات واسعة لكنها تحتاج لأن تكون متعاضدة ويدًا بيد لتقدم الفائدة المرجوة منها.
- تحرير الأراضي المأسورة: وأهمها فلسطين العربية، ففي حال تضامن العرب مع بعضهم البعض وتكاتفت القوى ستقوى شوكتهم وسيحسب العالم لتلاحمهم هذا ألف حساب وسيزول الاستخفاف والاستهتار بهم وبمطالبهم، وربما يكون هذا حل نهائي وجذري للقضية الفلسطينية التي باتت حلم يراود كل عربي مخلص.
- تصحيح التصور الخاطئ لدين الإسلام: فلا يمكن إنكار الوضع المتردي الذي وصل إليه الإسلام بسبب التشويه الذي يتعرض له من الداخل والخارج، ولكن وحدة العرب وتضامنهم ستكون الخطوة الأولى في سبيل تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام والنهوض به بما يرضي الله عز وجل.
- الوصول بالشعوب العربية إلى بر الأمان: وتخليصها من الخوف الدائم الذي يلازمها حيال كل ما يحدث من خلافات ونزاعات على الصعيد الدولي، فالعرب في الغالب هم الضحية لكل نزاع لأنهم مستضعفين عند الجميع.
المراجع
- ↑ "التضامن العربي بين الضروروة والاختلالات "، alkhaleej، اطّلع عليه بتاريخ 01-06-2019.
- ↑ "تقرير عن عومل التضامن العربي "، موسوعة ، اطّلع عليه بتاريخ 01-06-2019.
- ↑ "التضامن العربي ضرورة لتحقيق أهااف الأمة في وحدتها"، حزب البعث العربي .