أهمية حسن الخلق

حسن الخلق

قال عليه الصلاة والسلام: (أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خُلقه) [صحيح الترغيب| خلاصة حكم المحدث: حسن]، فحسن الخلق من صفات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ويُعرَّف الخُلق بأنَّه صفة النفس البشريَّة، وهيئتها الطبيعيَّة التي تصدر عنها الأقوال، والأفعال دون أي تفكير مُسبق، أو تخطيط، وإنَّما بعفويَّة، ويتصف الخُلق بحسنه إذا كانت أفعال النفس وأقوالها حسنةً، وطيبةً، وممّا تجدُر الإشارة إليه أنَّ الحكُم على خُلق الفرد يستلزم أن تكون الأفعال والأقوال الصادرة عنه هي ذاتها في كل الظروف والأحوال وفي مختلف الأوقات، وقد حرصت الشريعة الإسلاميَّة على ضرورة الاتصاف بالأخلاق الحسنة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصف بأخلاقه الحسنة؛ إذ إنَّه كان يُلقب بالصادق الأمين، كما وردت الكثير من الآيات القرآنية، والأحاديث النبويَّة التي دعت المسلمين إلى التحلّي بأخلاق الإسلام والحرص عليها، وذلك لأنَّها ترفع من قدر الإنسان في الحياة الدنيا، وفي مراتب الجنة، وبها يسمو الفرد، وتزداد مكانته، وقيمته في نفوس الآخرين.

من الجدير بالذكر أنَّ أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام كانوا أصحاب خُلق حسن، وقد كان خُلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم القرآن، ويُشير هذا إلى مدى رفعة أخلاقه وسمّوها، ويجب على المسلم أن يتخذ من الأنبياء قدوةً حسنةً له، ويتبع خطاهم للوصول إلى رضا الله سبحانه وتعالى، ونيل محبته، ودخول جنته، وفي هذا المقال حديث عن أهمية الاتصاف بحسن الخُلق[١].


أهمية حسن الخلق

قال الله تعالى: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 134]، فقد أشارت الآية القرآنية إلى أنَّه من اتصف بالخُلق الحسن هو من المحسنين الذين يُحبهم الله سبحانه وتعالى ويرضى عنهم ويغفر لهم ذنوبهم، ويرفع من مكانتهم في الدنيا والآخرة، إلّا أنَّ أهمية الخُلق الحسن غير مقتصرة على الجانب الدينيّ من حياة الفرد فقط، وإنَّما هي عامل مؤثّر في شتى نواحي حياته الخاصة والعامة، وعامل أساسيّ في بناء مجتمع حضاريّ، فهي الأساس الذي قامت عليه دعوة الإسلام، وهي العامل الأول في انتشاره والمحافظة عليه، فعقيدة المسلم في قلبه، وحسن خُلقه ظاهر في أفعاله جميعها، والمجتمع الأخلاقيّ هو مجتمع يتصف بارتقائه، وتقدّمه الكبير، وحينما تنصلح أخلاق الفرد، تنصلح حياته الخاصة، وتسمو علاقاته الاجتماعيَّة إلى مرحلة ذات جماليَّة، وقيمة عالية، وفي صلاح العلاقات التي تربط أفراد المجتمع، يتقدّم المجتمع بأكمله نحو الأمام، ويرتقي بنفسه[٢].


صفات صاحب الخلق الحسن

إنَّ صاحب الخُلق الحسن هو من يملك نفسه عن الغضب، ولا يصدر منه إلا الكلام الطيب، ويتصف بصفات الدين الإسلاميّ، فقلبه ممتلئ بالرحمة؛ يسامح من يخطئ بحقه ويعفو عنه، كما أنَّه يصدق في قوله، ولا يتلفّظ بالكذب والبهتان، ويشهد بالحق، ولا يخشى إلا الله سبحانه وتعالى، وأخلاقه الحسنة ترافقه في كل مكان، فيتعاون مع الآخرين، ويحرص على نشر الخير، ويصبر على ابتلاءات الحياة الدنيا، ويرقّ قلبه لأبسط الأمور، ولا يمنعه شيء من تقديم المساعدة عند الحاجة[٣].


المصادر

  1. "حـسـن الـخـلـق"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.
  2. "الأخلاق أهميتها وفوائدها"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.
  3. "صفات صاحب الخلق الحسن"، edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.

فيديو ذو صلة :