مدينة حمص
مدينة حمص هي ثالث أكبر مدينة في سوريا، إذ أن مساحتها تزيد عن 42 كم2، وتقع في وسطها على بعد يقارب 160 كم من شمال العاصمة السورية دمشق، وهي مركز للصناعات الثقيلة في سوريا، وهي غنية بمؤسسات متوسطة وصغيرة، ويكثر فيها تسويق المنتجات الزراعية من دمشق ولبنان.
نشأت حلب في بدايات الألفية الثالثة قبل الميلاد، وعاصرت هذه المدينة اليونانيين والرومان والبيزنطيين، وفي عام 14 هجرية، الموافق 635 ميلاديًا، فتحها العرب المسلمون، وحكمها بعد ذلك الأمويون والعباسيون، وفي عام 1516 احتلها العثمانيون حتى أصبحت من المدن التي يحكمها محمد علي باشا، وفي سنة 1920، احتل الفرنسيون مدينة حمص مع المناطق السورية الأخرى للاحتلال الفرنسي حتى سنة 1946، وفي هذا المقال سنتعرف أكثر على هذه المدينة السورية المميزة[١].
الأماكن السياحية في مدينة حمص
تشتهر حمص بالعديد من الأماكن السياحية فيها، ومن هذه الأماكن[٢]:
- جامع خالد بن الوليد: هذا الجامع هو صرح تاريخي وسياحي وديني مهم للغاية في مدينة حمص، وهو مميز ببنائه بحجارة بيضاء تزيد من إضاءته، وله ومأذنتان طويلتان، ويظهر إبداع فن العمارة السوري الأصلي في الأعمدة الرفيعة المبينة من أحجار بيضاء وسوداء مرتبة بهيئة خوط عرضية، ويحكي الجامع عن تاريخ المدينة، وذلك ببنائه وتنوع الديانات فيه، فقد بنى الجامع سكان مسلمون ومسيحيون كذلك.
- كنيسة السيدة أم الزنار: وقد سميت بأم الزنار لرسم زنار السيدة مريم العذراء فيها، وتتميز الكنيسة بالأيقونات المشهورة، والفن المعماري، قد بنت من الحجر البازلتي الأسود، والذي زينته قناطر وزخارف منذ القرن التاسع عشر، إضافةً إلى الاكتشافات الأثرية فيها، فقد اكتشف كنيستان تحتها وبئر ماء، وما يثير الاستغراب هو أن مستوى الماء في البئر لم يقل فيها منذ بناء الكنيسة إلى هذه اللحظة.
- متحف حمص: يوجد متحف حمص في وسط المدينة وفي واحد من أهم شوارعها، وهو صرح سياحي وتراثي مهم، فهو يدل على أن المدينة كانت مأهولةً بالسكان منذ ما يزيد عن خمسة آلاف عام، وذلك بالقطع الأثرية فيه، والتي تعود لعصور ما قبل التاريخ والعصر العثماني، ويوجد في المتحف لوحات الفسيفساء ولوحات تشير إلى نهر العاصي، إلى جانب أواني فخارية منقوش عليها آيات قرآنية، وأسلحة فردية، بالإضافة إلى البعض من الحلي البرونزية.
- قصر الزهراوي: يدعى هذا القصر بقصر الزهراوي تيمنًا بالعائلة التي عاشت فيه، فقد كان هذا القصر مقر الحكم في حمص، ويتكون من مربع يتألف من طابقين مطلان على الباحة، وأكثر ما يميز القصر هو تعدد العصور التي مرت عليه، وذلك بتنوع الفنون المعمارية التي تظهر فيه، ويوجد شعار الملوك بنقش على حجر يوجد في واجهة القصر الجنوبية، ومن أجمل الآثار المعمارية فيه سقف الإيوان الذي يميزه مقرنصاته البيضوية التي زُخرِفت بدقة وروعة، فأقواس السقف مرتكزة على الجدران.
أسواق حمص القديمة
أسواق حمص القديمة من أهم الأسواق العربية والإسلامية وتتميز بعدة ميزات، أهمها اتساعها والطابع الأصيل لها حتى اليوم، ومن أهم هذه الأسواق[٣]:
- سوق النوري: ويسمى هذا السوق كذلك بسوق القوافي، وهو أشهر الأسواق القديمة في حمص، ويقع بالقرب من مدخل جامع نور الدين الزنكي، وقد بني بين العامين 1743-1756، إلا أنه قد جُدد معماريًا في عهد الباشا عبد الحميد الدروبي، فقد غير بينة أرضيته لتصبح من الحجارة المرصوفة الملساء، كما قد سمي هذا السوق في السابق بسوق السلحفاة، لكون سقفه يشبه ظهر السلحفاة، ويتميز هذا السوق بانتشار المقاهي فيه، كمقهى الزرابلية ومقهى الفاخورة، إلى جانب كثرة صناع الأحذية فيه.
- سوق البازرباشي: ويلقب هذا السوق بشيخ الأسواق، وهو سوق مكشوف يوجد على شرقه حمام البازرشي، وفي نهايته ساحة كبيرة فيها الكثير من المحلات المتصلة بالحمام العثماني القديم، وبالإضافة إلى القيمة التاريخية لهذا السوق، فهو مزحم معظم الوقت بالنساء المتسوقات، لذلك سمي بسوق النسوان، لكونه يحتوي على كل ما تحتاجه المرأة، ولأن النساء عملن فيه ببيع الأشياء القديمة والمستعملة.
- سوق المعصرة: سمي سوق المعصرة بهذا الاسم لوجود معصرة الدبس القديمة فيه، وهي معصرة أثرية مبنية من الحجر، وقد أصبح السوق مختصًا ببيع المنسوجات والأشياء التي تباع حاليًا في "النوفوتيه"، وهو مكون من طابقين، وجُدد سقفه سنة 1956.
- سوق المنسوجات والصناعة: يتميز هذا السوق بكونه واحد من أطول الأسواق المكشوفة، ويقابل سوق البازرباشي.
- سوق القيساوية: هذا السوق هو سوق مسقوف يقابل سوق المنسوجات وخان القيساوية.
- سوق المعرض: يقارب طول هذا السوق حوالي 80 مترًا، ويدعى كذلك بسوق العطّارين، لانتشار بيع العطور فيه، وامتاز هذا السوق بالمنحوتات بأشكال زخرفية، وأُنشئ في العصر العثماني، ويوجد بجواره سوق الحرير، والذي يقال أنه بني في العهد المملوكي، ويوجد سبيل ماء أرضيته مرصوفة بالموزاييك.
- سوق العرب: بنى هذا السوق الوالي أسعد باشا، وأصبح مكانًا لبيع الفرو والخيطان، وهناك كذلك سوق للعبي، وسوق آغا خان سويدان، الذي يتميز بالعمارة الإسلامية الإبداعية، وقد استخدمه الثوار وقت الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال العثماني كملجأ ومكان إدارة للعمليات، أما في يومنا هذا فقد انتشرت المهن اليدوية كصناعة ، البسط والتنجيد فيه.
- سوق قيسارية الحرير: بنى هذا السوق أسعد باشا، وجعله مكانًا لاستقبال الزوار والحجاج، ويمتاز بانتشار العديد من الدكاكين على جوانبه الأربعة، ومدخل يبدأ بمصراع خشبي كبير للغاية، وفي منتصفه ما يسمى الخوخة، وهي عبارة عن باب صغير له قفل يدعى سكرة، ويوجد بعده بهو مسقوف، في نهايته درج حجري وبعدها يوجد الطابق الثاني، والذي فيه 27 محلًا، تتميز بطابع جميل، وبجانب المحلات هناك أعمدة بيضاء سقوفها خشبية.
المراجع
- ↑ "مدينة حمص"، الجزيرة، 2011-3-26، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-23.بتصرف
- ↑ هادي دوكار (2010-12-5)، "أجمل عشر مناطق في حمص لابد من زيارتها... "، أخبار سوريا، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-23.بتصرف
- ↑ حنين عتيق (2015-5-26)، " أسواق حمص القديمة: طوق المدينة الأثري يتداعى"، العربي الجديد، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-23.بتصرف