التعافي من العلاقات المؤذية

التعافي من العلاقات المؤذية

كيف تعرفين العلاقات المؤذية؟

العلاقات المؤذية تتجاوز مجرد الافتقار إلى الصفات الجيدة؛ إذ إنها أيضًا تضيف السلبية إلى حياتكِ، فتبدأ لحظات المرح بالتقلص تدريجيًّا مما يصعد من التوتر في العلاقة ويحولها إلى علاقة غير صحية، ولنساعدكِ على فهم طبيعة العلاقة التي تخوضينها ندرج لكِ قائمة بالمؤشرات السلبية التي توضح لكِ أن العلاقة لم تعد صحية[١]:

  • قلة الاحترام، إذ إن الاحترام يعني أن تحظى آراؤكِ وأفكاركِ ومبادئكِ بتقديرٍ واضحٍ، ولكن في العلاقات المؤذية لا تحظى مشاعركِ وعواطفكِ بأي اعتبار، فتشعرين بأنك لستِ مهمةً في اتخاذ القرارات في العلاقة، وقد يؤول الوضع إلى ما هو أسوأ فتشعرين بأنه لا ينبغي لكِ التعبير عن أفكاركِ على الإطلاق.
  • عدم بذل المجهود، والتهرُّب من المسؤولية تجاه العلاقة، فتشعرين بالعجز عندما يتعلق الأمر بالعمل على تحسين علاقتكِ.
  • الكذب المستمر، إذ يزداد التضليل تدريجيًّا في العلاقة المؤذية؛ إذ يمنحكِ شريككِ معلومات خاطئة عندما تطرحين سؤالًا، فتفقد العلاقة مصداقيتها.
  • انعدام الثقة، إذ يتمثل ذلك باستجوابكِ عن كل شيء وإلحاق ذلك بشروطٍ تُحدِّد عليكِ من يمكنكِ رؤيته ومن لا يجب عليك رؤيته بعد الآن على سبيل المثال، والأماكن التي لم يعد بإمكانكِ زيارتها، فتشعرين أنكِ أصبحتِ محاصرة دائمًا ومعزولة عن كثير مما يحيط بك.
  • قلة التواصل، إذ تعجزينَ عن إخبار شريككِ بأشياء مهمة وتكتمين مشاعركِ خشيةً من أن تبلغيه بأي شيء.
  • الإساءات اللفظية والجسدية والعاطفية، إذ تبدأ الإساءة عادةً بالإساءات اللفظية المتمثلة باستهزاء شريككِ بمشاعركِ ووصفكِ بالحساسية المفرطة، ثم يتبعها التخويف الذي يمكن أن يتحوّل إلى إيذاء جسدي علني، فقد يدفعكِ أو يصفعكِ أو يتحوّل ذلك فيما بعد إلى العنف فتجدين نفسكِ مصابةً بكدمات، وفي جميع الأحوال عليكِ التخلّص من هذه العلاقة المؤذية.
  • العدوانية، إذ تتحوّل العلاقة إلى علاقة سلبية مقيتة عندما يحتفظ كلٌّ منكما بسجلٍ في عقله للحجج والمشاجرات، وإلقاء اللوم والتشكيك في الطرف الآخر والتوبيخ المستمر.


طرق تساعدكِ في التعافي من العلاقات المؤذية

من الصعب دائمًا اجتياز الانفصال، لكن لا بأس أن تكوني حزينةً لبعض الوقت بدلًا من أن تكوني عالقة في علاقة مؤذية ستؤثر حتمًا على حياتكِ للأبد، يمكنكِ أيضًا طلب الدعم من العائلة والأصدقاء لمساعدتكِ في تجاوز هذه المرحلة المؤقتة، وفيما يلي ذكر لبعض الطرق التي تساعدكِ في التعافي بعد الانفصال[٢]:

  • تصالحي مع ذاتكِ: لا تقع مسؤولية إنجاح العلاقة على طرف دون آخر، لذا واجهي نفسكِ وأدركي أن القرار الذي اتخذتِه هو القرار الصحيح، فكل ما أردتِه هو بناء علاقة صحية وكل ما خضتِه كان عكس ذلك تمامًا.
  • اقطعي التواصل: قد تميلين إلى معاودة الاتصال أو إرسال الرسائل النصية في محاولةٍ لإعادة التواصل، لكن عليكِ البقاء بعيدةً عن التواصل وعدم الدخول في علاقةٍ أخرى لفترة من الوقت.
  • شتِّتي انتباهكِ: حاولي الانضمام إلى نادٍ رياضي، أو ابدئي مشروعًا، أو تعلّمي وصفة طهي جديدة، أو العزف على آلة موسيقية، أو خذي دروس لغة جديدة، أو أي شيء تعتقدين أنه سيساعدكِ على تشتيت انتباهكِ عن الانفصال والخروج للاستمتاع في الحياة مرة أخرى.
  • اقضي الوقت مع الآخرين: تؤدِّي العلاقات غير الصحية في بعض الأحيان إلى قطع العلاقات مع الأصدقاء، ومن الجيد بعد الانفصال أن تحدّدي موعدًا للخروج مع أصدقائكِ وينطبق الشيء نفسه على عائلتكِ، إذ إنَّ إعادة التواصل مع الأشخاص الذين تحبينهم في حياتكِ سيذكركِ بأنكِ لستِ وحدكِ، كما سيجعلكِ ذلك تنشئين روتينًا جديدًا.
  • ركِّزي على الحاضر: يمكن أن يكون من السهل جدًّا الحديث عن الماضي بدلًا من التفكير في الحاضر والمستقبل، فلا تقلقي بشأن ما سيحدث، وركِّزي على ما يحدث الآن فانتهاء علاقة لا يعني أنه لا يمكنكِ أبدًا اكتشاف شغف جديد أو استعادة حياتكِ.
  • أحبِّي نفسكِ: أعيدي الثقة لنفسكِ فأنتِ تستحقين السعادة والحب الحقيقي، وكلما ركزتِ على حب الذات كان من الأسهل العثور على شخص يمكنكِ أن تبدئي معه علاقةً صحيةً.


من حياتكِ لكِ

تحتاج جميع العلاقات إلى العمل والالتزام والرغبة في التكيّف والتغيير مع شريككِ، ولكن سواء أكانت علاقتكِ قد بدأت للتو أو كنتما معًا لسنوات، فتوجد خطوات يمكنكِ اتخاذها لبناء علاقةٍ ناجحةٍ وصحية، حتى إن كنتِ قد مررتِ بعلاقة فاشلة في الماضي أو عانيتِ من قبل لإنجاح علاقة ما، ما زال بإمكانكِ تعلم البقاء على اتصال والعثور على السعادة والاستمتاع بعلاقة صحية ودائمة، ولمساعدتكِ على ذلك نقدم لك النصائح التالية[٣]:

التواصل بفاعلية

يتمثَّل التواصل بفاعليٍّة بينكِ وبين شريككِ بالطرق التالية:

  • تكلَّمي: لا تتوقعي أن يكون شريككِ قادرًا على قراءة أفكاركِ، فإن كنتِ بحاجة للتعبير عن شيء ما، فأنتِ بحاجة إلى توصيله بنفسكِ، كما لو كان شيء يزعجكِ، عليكِ إخبار شريككِ به بدلًا من كتمانه.
  • استمعي باهتمام: جزء من العلاقة الصحية هو معرفة متى تتحدثين ومتى تستمعين، لذا طوِّري مهارات الاستماع لديك من خلال عدم مقاطعة شريككِ، ولا تحاولي الرد بينما هو يتحدث، واستخدمي مهارات الاستماع النشطة ولغة الجسد من خلال عكس عواطفكِ لما يقوله.
  • أنشئي حدودًا صحيّةً: يجب إنشاء هذه الحدود للحفاظ على الاحترام وفهم التوقعات في العلاقة، فإن كان شيء ما يشعركِ بعدم الارتياح ناقشي شريككِ بكيفية إجراء تغييرات، فلا يجب أن تدعي شريككِ يتحكُّم بكِ ولا تنطلقي للتحكَّم فيه، فوضع الحدود يعني احترام بعضكما وإيجاد حلول وسطية لجعل العلاقة تسير جيدًا.
  • تواصلي بوضوح: ابتعدي كل البعد عن التواصل بغموضٍ وعبِّري عن احتياجاتكِ لشريككِ بوضوحٍ، وجرِّبي استخدام العبارات التي تبدأ بضمير المتكلم للتعبير عن مشاعركِ أو إبداء ملاحظة أو مشاركة رأيكِ، فتسمح لكِ هذه العبارات بالتعبير عن نفسكِ تعبيرًا واضحًا ومباشرًا وتحمِّلكِ مسؤولية أفكاركِ ومشاعركِ مع تجنُّب اللوم والاتهامات تجاه الآخرين.
  • التعبير عن العواطف: شاركي أفكاركِ ومشاعركِ مع شريككِ وابقي منفتحةً على المشاعر التي تنشأ، وأظهري اهتمامًا بمشاعر شريككِ وادعميه في المواقف العصيبة؛ إذ يتيح لكِ التواصل العاطفي مع شريككِ التعاطف مع ما يمرّ به.

المعاملة الحسنة

تتمثَّل المعاملة الحسنة بينكِ وبين شريككِ بالطرق التالية:

  • الاحترام: من المهم التأكّد من أنكِ وشريككِ تحرصان على معاملة بعضكما باحترامٍ في جميع الأوقات، حتى في وقت الغضب، فالاحترام المتبادل جزء مهم من إنجاح علاقة صحية، كما قد ترغبان في وضع قواعد للخلافات على النحو التالي: عدم استخدام لغة مهينة، عدم لوم بعضكما، عدم الصراخ، عدم استخدام القوة، لا حديث عن الانفصال، التناوب على التحدث واستخدام مهلة عند الضرورة.
  • التقدير: العلاقة الصحية تشعرين فيها أنت وشريككِ بالتقدير، فاستخدام كلمات الشكر عند تقديم المعروف بدلًا من التركيز على الأخطاء التي يرتكبها الشريك أمرٌ إيجابيٌّ في بناء علاقةٍ سليمةٍ وصحية.
  • قضاء وقت ممتع معًا: يمكن أن يساعد قضاء الوقت الجيد معًا في تقوية علاقتكِ وزيادة الروابط التي تشعرين بها مع شريككِ، لذا ابحثي عن الأنشطة التي يمكنكما ممارستها معًا بانتظام.
  • الحفاظ على مساحة الآخر: امنحي شريككِ وقتًا يمضيه مع أصدقائه وعائلته، وادعميه في الحفاظ على علاقاته الشخصية، واقضي وقتكِ الشخصي أيضًا في تقوية الصداقات وممارسة أنشطتكِ الخاصة التي تستمتعين بها بمفردكِ، وتجنّبي التخلّي عن أصدقائكِ أو الضغط على شريككِ للتخلّي عن أصدقائه.
  • توقُّع التغييرات: اعلمي أن علاقتكِ ستتغيّر على الأرجح بمرور الوقت، فاسمحي لنفسكِ ولشريككِ وللعلاقة نفسها بالنمو وتعلَّمي أن تتقبلي هذه التغيرات.


المراجع

  1. Yesh Sewdayal (2019-9-25), "Signs and Effects of a Toxic Relationship: The Complete Guide"، supportiv, Retrieved 2020-6-17. Edited.
  2. "Recovering from an Unhealthy Relationship", breakthecycle, Retrieved 2020-6-17. Edited.
  3. Adam Dorsay (2020-4-11), "How to Build a Healthy Relationship"، wikihow, Retrieved 2020-6-17. Edited.

فيديو ذو صلة :