أهمية صلاة الفجر في وقتها

أهمية صلاة الفجر في وقتها

صلاة الفجر

صلاة الفجر التي تسمى صلاة الصبح، هي ركعتا فريضة يؤديها المسلم عند طلوع الفجر وقبل شروق الشمس، والواجب على الرجل أداؤها جماعةً في المسجد إذا كان قادرًا على ذلك، والمرأة تصليها في بيتها، ويسن قبل أداء ركعتي الفرض صلاة ركعتين؛ هما سنة راتبة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان كثير المحافظة عليها، فقد روي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وهما ركعتان خفيفتان لم يكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يطيل القراءة فيها، فكان يقرأ في الركعة الأولى الفاتحة وسورة الكافرون، وفي الركعتة الثانية الفاتحة وسورة الإخلاص[١].


ما هي أهمية صلاة الفجر في وقتها؟

يبدأ المسلم نهاره بطاعة الله عز وجل وأداء صلاة الفجر التي يؤذن لها المؤذن كل يوم ويقول الصلاة خير من النوم، وهي بمثابة شكر لله تعالى على فجر جديد ويوم يبدؤه المسلم بطاعة ربه والتسليم لأمره والإنابه إليه في كل شؤون يومه، ومن فضائل أداء صلاة الفجر في وقتها[٢]:

  • المحافظة عليها وصية نبوية رغّب النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها أصحابه فقال: (...ومن استطاعَ منكم أن يَشهدَ الصلاتينِ العشاءَ والصبحَ ولو حَبوًا فليفعلْ) [السلسلة الصحيحة| خلاصة حكم المحدث: حسن لشواهده].
  • تعطي صلاة الفجر صاحبها النور يوم القيامة، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بًالنور التام يوم القيامة) [سنن أبي داود| خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح].
  • أن الله تعالى يحفظ بها العباد، فعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (من صلَّى الصُّبحَ في جماعةٍ فهوَ في ذمَّةِ اللَّهِ فمن أخفرَ ذمَّةَ اللَّهِ كبَّهُ اللَّهُ في النَّارِ لوجهه) [مجمع الزوائد| خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح].
  • المحافظة على صلاة العبد توصل صاحبها يوم القيامة إلى أعظم النعم وأجلها، وهي النظر لوجه الله تعالى، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (أما إنَّكم سترونَ ربَّكم يومَ القيامةِ كما ترونَ هذا القمرَ وأشارَ إلى القمرِ بالسَّبَّابةِ لا تضامونَ في رؤيتِه فإنِ استطعتُم ألا تُغلَبوا على صلاةٍ قبلَ طلوعِ الشَّمسِ وقبلَ غروبِها فافعلوا ثمَّ قرأَ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [حلية الأولياء| خلاصة حكم المحدث: صحيح متفق عليه].
  • المحافظة على صلاة الفجر في وقتها أمان للعبد من العذاب، وسبب للستر من النار، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ، فإنَّه مَن يَطْلُبْهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ يُدْرِكْهُ، ثُمَّ يَكُبَّهُ علَى وَجْهِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وقال: (لن يلِجَ النارَ أحدٌ صلَّى قبلَ طُلُوعِ الشمسِ وقبلَ غروبِها) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، يعني صلاتي الفجر والعصر.
  • صلاة الفجر سبب لدخول الجنة، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صلى البَرْدَيْنِ دخل الجنةَ) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


ما هي أسباب التكاسل عن صلاة الفجر؟

المسلم ملزم بطاعة الله تعالى، والتمسك بدينه، وتعظيم أوامره واجتناب نواهيه، ومن الآثام التي يرتكبها المسلم في حياته تكاسله عن أداء صلاة الفجر في وقتها، وقد يكون ذلك لعدّة أسباب، منها[٣]:

  • الذنوب والمعاصي: وذلك لأن المعصية تحرم العبد من التوفيق للطاعة، ولذلك فإن السلف الصالح كانوا يتجنبون المعاصي حتى لا يتثاقلوا بسببها عن قيام الليل.
  • الغفلة عن الأجر العظيم لهذه الصلاة: فهي صلاة تشهدها ملائكة الليل والنهار، قال تعالى: {إِنَّ قُرْآَنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78]، كما أن ركعتي نافلة هذه الصلاة خير من الدنيا وما فيها، فكيف بركعتي الفرض، فالمسلم أعظم ما يتقرب به لله تعالى أداء ما افترضه عليه.
  • الجهل بعقوبة تاركها: فمن يثقل رأسه عن صلاة الفجر يعاقب بالضرب على رأسه بالحجارة، كما أن ترك صلاة الفجر يظلم القلب، ويضيق الصدر، ويجعل الخُلق سيئًا، فيصبح الإنسان متكدرًا مهمومًا، عرضةً لتسلط وساوس الشيطان.
  • الإكثار من الطعام والسهر: فالجسم إذا كان مثقلًا من الطعام في الليل يصعب عليه القيام بنشاط على صلاة الفجر، كما أن السهر والجلوس في المجالس بعد العشاء وترك صلاة الوتر سبب في فوات صلاة الفجر.
  • عدم تبييت النية لأدائها: فالمسلم عليه أن يعزم عند النوم على الاستيقاظ لأداء صلاة الفجر في وقتها، ومن ذلك وضع المنبه أو توصية غيره بإيقاظه للصلاة.


من حياتكِ لكِ

قد تعانين في بعض الأحيان من عدم الاستيقاظ لصلاة الفجر والنوم عنها، وبالتالي تؤدينها بعد خروج وقتها بكيد من الشيطان أو اتباع هوى النفس، فكيف يمكنكِ علاج التكاسل عن صلاة الفجر[٤]؟

  • اسألي الله تعالى أن يعينك على أداء الصلاة في وقتها.
  • استعيذي بالله من الكسل، وهذا ما كان يفعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- فكان من دعائه: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • كوني صاحبة عزيمة قويةً، واستحضري ثواب الله تعالى عند أدائك للصلاة في وقتها، وعقابه عندما تفوتك الصلاة، وقد ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ مَكَانَهَا: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وإلَّا أصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • اقرئي أذكار النوم عند ذهابك للفراش، واقرئي أذكار الاستيقاظ منه مباشرةً.
  • قومي من السرير عند استيقاظك مباشرةً.


المراجع

  1. "الفرق بين صلاة الفجر وصلاة الصبح"، binbaz.org، اطّلع عليه بتاريخ 20-6-2020. بتصرّف.
  2. "أهمية صلاة الفجر"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 20-6-2020. بتصرّف.
  3. "أسباب تضييع صلاة الفجر"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 20-6-2020. بتصرّف.
  4. "علاج الكسل والنوم عن الصلاة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 19-6-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :