الفرق بين العين والحسد

الكره بين الناس

العلاقات بين الناس يجب أن تكون قائمةً على أساس الحب والمودة والتراحم والتعاطف، وتبادل المشاعر الطيبة بكل أنواعها، فلا كره ولا بغضاء ولا حسد ولا دسائس ولا نميمة ولا غيبة، لكي يعيش الإنسان على هذه الأرض متفرغًا لما خُلق من أجله وهي العبادة والطاعة وخلافة الله عز وجل في الأرض.

المشكلة أن الحب أصبح أمرًا نادرًا بين الناس، أو فضيلةً يتمتع بها أصحاب القلوب النقية فقط، وساد الكره وحب السيطرة والتسلط وكل الأمور التي تبعث في النفس القلق والحزن والشعور بأن الحياة ما هي إلا حرب دائرة والبقاء فيها للأقوى، وهذا ما ولَّد الكثير من الظواهر السلبية مثل: الحسد والعين والسحر ونصب الكمائن وغيرها[١].


الفرق بين العين والحسد

كثيرًا ما يتوارد للأسماع مصطلح الحسد، ومصطلح العين، ويظن الناس أن كلا المصطلحين يدلان على نفس المعنى، ولكن الحقيقة غير ذلك، فيوجد اختلاف جوهري بين المعنيين يجب التوصل إليه لإدراك الفرق، العين يسمى من تصدر عنه العين العائن، وهي تأتي من شخص أُعجب بمال أو بجمال أو بصحة أو بتفدير دراسي أو بإنجاز ما أو بعمل أو أي أمر جميل ومميز، ولا يُصاحب نظرات الإعجاب التي صدرت منه أي ذكر لله عز وجل، فلم يقل ما شاء الله لا قوة إلا بالله، مع أن هذا الشخص في نيته وسريرته لم يقصد إيذاء المقابل أبدًا، بل ربما كان هو نفسه من أصاب نفسه بالعين أو أصاب أحدًا مقربًا وعزيزًا عليه، فالعين لا تدل على كره أو حقد.

أما الحسد، فينم عن كره الشخص وحقده، وغالبًا ما يُضمِر الشخص الحاسد الشر لكل شخص يمتلك خيرًا أيًّا كان نوعه وحجمه، فهو يتمنى زوال النعمة عنه وامتلاكه هو لها واحتكارها أيضًا، ولا يخطر في بال هذا الشخص أن يذكر الله عند رؤية أي أمر جميل أو محبب، وغالبًا ما يكون هذا الأمر عامدًا متعمدًا فهو يقصد ألا يذكر الله لأنه يريد أن يضر الآخر[٢].


الوقاية من العين والحسد

  • المواظبة على قراءة القرآن الكريم، فالقرآن الكريم فيه شفاء للصدور والأجساد والعقول، وكلما حرص الإنسان أن يبقى لسانه رطبًا بذكر الله، وقلبه عامرًا بكتابه فإن الضر لن يمسه أبدًا بإذنه تعالى، ومن السور التي عليه أن يحرص على قراءتها كثيرًا المعوذات الثلاث.
  • المواظبة على أذكار الصباح والمساء والتسبيح والاستغفار والحمد والاستعاذة من الشيطان الرجيم وجنده والصلاة على النبي في كل وقت وفي كل حين.
  • تربية الأولاد على ذكر الله عز وجل وشكره وحسن عبادته، وتعليمهم أن القضاء والقدر كله بيد الله عز وجل وأنه من أراد الوقاية والحماية من الشرور والأحقاد عليه بالقرآن الكريم.

على المسلم ألا يغفل أن الله تعالى أعطى النعم ويحب أن يرى أثر نعمه وعطائه على عباده، فلا يجوز أن يُنكر المسلم ما أعطاه الله لأنه يخاف العين والحسد، بل يُظهر نعم الله عليه باعتدال دون مغالاة ومباهاة، ويواظب على ذكر الله عز وجل وهو سيتكفل بحمايته، فكل ما يقع للإنسان من خير أو شر لا يحصل إلا بأمره تعالى[٣].


المراجع

  1. "العين والحسد"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 19-03-2019.
  2. "الفرق بين العين والحسد"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 19-02-2019.
  3. "الحسد الوقاية والعلاج"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19-03-2019.

فيديو ذو صلة :