الغيرة والحسد
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تَباغَضوا، ولا تَدابَروا، ولا تَنافَسُوا، وكُونوا عبادَ اللهِ إخوانًا)[١] [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فقد ذكر الحديث النبويّ الشريف أهمية صلاح العلاقات البشريَّة، ووصّى بالحرص على الابتعاد عن كل ما يؤدّي إلى انقطاعها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الغيرة السلبيَّة والحسد ليس لهما صلة بأخلاق المسلمين، بل هما من أسوأ الصفات التي استعاذ القرآن الكريم منها في سورة الفلق، فيجب على المسلم أن يُطهّر نفسه منهما، وعلى الرغم من اختلاف مفهوم الغيرة عن مفهوم الحسد إلّا أنَّه كلاهما يؤديان إلى نفس الطريق، وهو عدم الرضا عمّا كتبه الله سبحانه وتعالى للفرد، ونظرته إلى أرزاق غيره من الناس بظن من ال إنسان بأنَّ الله جل جلاله غير قادر على منحه ما يريد، فيتمنّى في الحسد زوال النعمة عن غيره، ويخشى في الغيرة اقتراب الناس ممّا عنده بنفسيَّة داخليَّة غير راضية، وقد حرصت الشريعة الإسلاميَّة في آيات قرآنية كثيرة وفي أحاديث نبويَّة شريفة على أهمية تطهير النفس من هاتين الصفتين، ودعت إلى ضرورة حب الخير للآخرين، والاقتناع بما يمتلكه الفرد من الرزق والرضا به، وذكرت كذلك أنّّ تحقيق الأخوة بين المسلمين هو أهم مقصد من مقاصد الدين الإسلاميّ وأول مبادئه، وقد استعاذ الرسول عليه الصلاة والسلام من الحسد، فالمسلم يزكّي نفسه على الخير ويهذبها على الأخلاق الطيبة، وفي هذا المقال ذكر للفرق بين الغيرة والحسد[٢].
الفرق بين الغيرة والحسد
يختلف كل من مفهوميّ الغيرة، والحسد عن بعضهما إلّا أنَّهما يتقاطعان في طريق وجود المشاعر السلبيَّة داخل النفس البشريَّة، وفيما يلي ذكر للفرق بين الغيرة والحسد:
الغيرة
تُعرَّف الغيرة بأنَّها مشاعر تُخلق في داخل الإنسان عند شعوره بالتهديد أو الخوف من سلبه شيء ما يخصّه سواءً أكان شيئًا ماديًّا أو إنسانًا متعلق به، فالغيرة تتمحور حول وجود طرف ثالث يُهدِّد استقرار الفرد ويتقدّم عنه، ويلفت الإنتباه لكل من حوله، فالشخص الغيّور هو شخص مستاء من الآخرين ويخشى اقترابهم من ممتلكاته، ويرغب دائمًا بالتقدُّم عليهم حتى يكون في الصدارة، وممّا لا شك فيه أنّه يمكن أن تكون مشاعر الغيرة إيجابيَّة إن كانت سببًا في تطوير شخصية الفرد وبنائها، وتكون سلبيَّة إن أدّت إلى وقوع الخلافات والمشاكل مع الآخرين وتطورّت حتى تُصبح بحدّ ذاتها مشكلة داخليَّة عند الفرد[٣].
الحسد
يُعرَّف الحسد بأنَّه: هو كره امتلاك الناس للنعمة، والخير من الله سبحانه وتعالى، وتمنّي زوال النعمة عنهم حتى وإن لم يمتلك الشخص الحاسد لمثل ما عند الشخص المحسود، ومن الجدير بالذكر أنَّ الحسد خُلق ذميم، وصفة مكروهة تؤدّي إلى إلحاق الضرر بالآخرين، وممّا لا شك فيه أنَّ حكم الحسد هو حرام، وعلى الرغم من اختلاف الأسباب المؤدّية إلى الحسد إلّا أنَّه يُعدّ سببًا في تفشي الشرور في المجتمع وزوال البركة منه وانتقاص الإيمان عند الفرد بالإضافة إلى خوف الناس من الحاسد،واستبعاده عنهم، فيجب على المسلم أن يتقي الله عز وجل ويطلبه من الخير كله، فهو الرزاق القادر على كل شيء[٤].
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 7199، https://dorar.net/hadith/sharh/91912. بتصرف.
- ↑ "الفرق بين الغيرة والحسد"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 19-5-2019. بتصرف.
- ↑ " ما هو معنى الغيرة ؟ وكيف يمكن أن تؤثر في حياتنا ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 19-5-2019. بتصرف.
- ↑ "الحسد"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 19-5-2019. بتصرف.