محتويات
فائدة صيام شهر رمضان على الصحة النفسية
يتجاوز مفهوم صيام شهر رمضان الإمساك عن الطعام والشراب، ليشمل الامتناع عن السلوكيّات والعادات والأقوال السيئّة، فهو تجربةٌ فسيولوجيّةٌ ونفسيّةٌ وروحيّة، تُساعد في تنمية السلوك الجيّد والقيم الروحيّة والأخلاقيّة، وكبح الشهوات والرغبات، وتعزيز قيم العفّة والتواضع والصبر والسيطرة على النفس؛ إذ يسعى المُسلمون لتطهير أجسادهم وأرواحهم، وزيادة عباداتهم من صلاة وصدقة وقراءة القرآن التي ينتج عنها هدوء القلب وتنمية قدرات العقل، ومن النّاحية المجتمعيّة، فالصيام يعزّز الشعور بالآخر وخاصّة الفقراء والمساكين، وزيادة الأعمال الخيريّة والإحسان والصدقة وكرم الضيافة، وبالتّالي تعمّ مشاعر السلام والطمأنينة للفرد والمجتمع، كما يتضمّن الصيام الدخول في حالة ذهنيّة ساميّة وتنميّة المشاعر الإيجابية والشعور بالسكينة والرضا والاتزان، وهي عواملٌ تُساهم بشكل فعّال وملحوظ في انخفاض حالات الانتحار خلال شهر رمضان[١].
فائدة صيام شهر رمضان على صحة الجهاز الهضمي
يُوجد اعتقادٌ خاطئٌ بأنّ الصيام عامة يُضعف الجسم، ولكن العكس هو الصحيح، فالصيام يُحسّن صحّة الإنسان وقدرته على التحمّل في العديد من الحالات المرضيّة ولكن ليس كلّها، فمن هذه الحالات المرضيّة ما يُنصح معها بعدم الصيام؛ فقد رخّص الإسلام لأصحاب هذه الحالات بعدم الصيام، والمؤتمر الدولي الأوّل الذي عُقد في الدار البيضاء عام ١٩٩٤ م حول "الصحّة ورمضان" وبعد تقديم ومناقشة ٥٠ مقالة بحثيّة حول الصيام والصحّة، خرج باقتراحات تُفيد بأنّ صيام رمضان سيكون توصية مثاليّة لعلاج الأمراض الخفيفة إلى المتوسطة، مثل: مرض السكري غير المعتمد على الأنسولين، وارتفاع ضغط الدم الأساسي، وتخفيف الوزن، وبالنسبة للجهاز الهضمي، فصيام شهر رمضان يُساعد في خفض مستويات السكر في الدم، وخفض الكوليسترول ونسبة الدّهون، كما يُمكن للصيام أن يُغيّر تركيبة بكتيريا الأمعاء التي تستجيب بشكل كبير لوجود الطعام وغيابه، ويؤثّر ذلك إيجابيًّا وصحّيًّا على الأمعاء، إذ تُقلّل من إلتهاب الأمعاء، وتُقوّي جدارها، وصيام رمضان هو في الواقع تمرينٌ في الانضباط الذّاتي بالنسبة لأولئك الذين يُمارسون عادات صحيّة خاطئة مثل التدخين، والأكل باستمرار وبكثرة، وإدمان القهوة، فالصيام طريقةٌ جيدةٌ للتخلّص من هذه العادات غير الصحيّة، على أمل أن يستمر التأثير بعد انتهاء الشهر ويُصبح نمط حياة صحّي لهم، فمكافأة الصيام على الانضباط الذاتي هي صحّة أفضل[٢][١].
عادات أكل صحية في رمضان
أثناء الصيام وبعد امتصاص العناصر الغذائية من الطعام الذي تم تناوله قبل الإمساك، فإنّ مخزون الجسم من الجلوكوز في الكبد والعضلات يُصبح المصدر الرئيسي لتوفير الطاقة للجسم، وبمجرد نفاد مخزون الجلوكوز، تُصبح الدهون مصدر الطاقة للجسم، وفي حال تواصل الصيام لعدّة أيام أو أسابيع، يلجأ الجسم إلى البروتين للحصول على الطاقة، وتُعدّ هذه الحالة غير صحيّة ومعبّرة عن مفهوم الجوع، وهنا تتجلّى رحمة الله -سبحانه وتعالى- في جعل الصيام في شهر رمضان مُتقطّع بحيث يمتد من أذان الفجر إلى أذان المغرب من كل يوم فقط، ممّا يُتيح الوقت الكافي لتناول الغذاء المتوازن والسوائل، وإعطاء الفرصة الكافيّة للجسم لتجديد مخازن الطاقة، وبالتالي منع استهلاك البروتين وانهيار العضلات، فتناول الغذاء والسوائل واتّباع نظام غذائي بكميّات كافيّة من العناصر الغذائيّة والأملاح والمياه هو أمرٌ صحّيّ، وفيما يلي بعض النصائح لعادات أكل صحيّة في رمضان[٣]:
- عدم تفويت وجبة السحور، فوجبة السحور هي الوجبة التي سوف تُساعد في تقويّة الجسم ودعمه خلال ساعات الصيام القليلة القادمة.
- تناول وجبات صحيّة ومغذيّة بالحجم الطبيعي والمعتدل في السحور والإفطار.
- تجنّب تناول الأطعمة الغنيّة بالدهون والأملاح والسكر.
- اختيار نظام غذائيّ غني بالفواكه والخضروات والفول والعدس والأرز والحبوب ومشتقات الألبان واللّحوم بأنواعها، إضافةً لضرورة تناول الأطعمة بطيئة الهضم مثل الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة والألياف في وجبة السحور مثل الحبوب والقمح والشوفان.
- شرب الكثير من السوائل، وتجنّب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل: القهوة والشاي ومشروبات الطاقة أو المشروبات الغازيّة.
- البدء بتناول وجبةً خفيفةً صحيّةُ عند الإفطار، كالتّمر الذي يوفّر دفعة مغذيّة من السكر الطبيعي.
- استشارة الطبيب قبل تغيير أنظمة العلاج أثناء صيام شهر رمضان المبارك.
- تجنّب الإفراط في ممارسة الرياضة أثناء أوقات الصيام، ويُمكن ممارستها بعد الإفطار.
نصائح للأم لكيفية تشجيع أطفالها على صيام شهر رمضان
شهر رمضان من أروع الأوقات في السنة، فهو موسم الخيرات والروحانيّات والطقوس الدينيّة والاجتماعيّة الجميلة، ورغم أنّ الطفل الذي لم يبلغ سن الرشد غير مكلّف بالصيام، إلّا أنّ هذا لا ينبغي أن يمنعكِ من إعداد أطفالكِ لصيام شهر رمضان وتشجيعهم على صيامه، لذا يجب استخدام هذا شغف أطفالكِ لتعريفهم بمفهوم الصيام والعبادة في رمضان، وتتدرّجي بدمجهم في وقتٍ مبكّر، وتعويدهم على الصيام الذي سيعلمّهم الصبر وقوّة الإرادة قبل أن يصبح فرضًا عليهم، وفيما يأتي بعض النصائح لكيفيّة تشجيع أطفالكِ على صيام شهر رمضان[٤][٥]:
- أسسي أطفالكِ أولًا وقبل كل شيء على المعرفة الراسخة بمقاصد الصيام وفضائل شهر رمضان، واحرصي على تنمية وعي وعلاقة أطفالكِ الشخصيّة باللّه وتعظيمه في نفوسهم بحيث يُصبح تنفيذ أوامره نابع من تلقاء أنفسهم وبميل ذاتي بدافعٍ من الحب والخشية والرجاء مع اقترابهم من سن البلوغ.
- استعدّي لاستقبال رمضان وهيئي أجواء احتفاليّة في البيت بمشاركة أطفالكِ كتعليق الزينة وتخصيص أماكن للعبادة.
- تدرّجي مع أطفالكِ في تعريفهم على مفهوم الصوم وممارسته، ولا ينبغي أن تجبريهم على الصيام وهم لا يزالون صغارًا، ففي البداية يُمكن تشجيعهم على الصيام حتى وقت صلاة الظهر، ثم إلى وقت صلاة العصر، وبعدها شجّعيهم بكلمات الإطراء وأسلوب التحفيز على مواصلة الصيام حتى غروب الشمس.
- تشاركي مع أطفالكِ نشاطاتٍ وعبادات يوميّة كتلاوة القرآن وحفظ بعض السور، وشجعيهم على صلاة التراويح في البيت أو في المسجد، وعلى الذكر، وتعلّم الأدعية والأحاديث الجديدة، والسيرة النبويّة الشريفة.
- شجعي أطفالكِ على التنافس في العبادات، فهذا سيزيد من عزيمتهم في حال الشعور بالتعب من الصيام، واجعليهم يؤدون أكبر عدد ممكن من النشاطات والأعمال الصالحة في هذا الشهر بعيدًا عن شاشة التلفاز، واحرصي على مكافئتهم على إنجازاتهم مع غرس حب العمل الصالح لذاته وليس من أجل المكافأة.
- اغرسي الأخلاق الحسنة وخاصّة الكرم ومساعدة الآخرين في نفوس أطفالك اقتداءً بنبيّهم الكريم، ونظّمي مآدب الإفطار للأصدقاء والعائلة والجيران بحيث يُصبح شهر رمضان أكثر حيويّة للأطفال، ويعلّمهم أخلاقيات العطاء العظيمة، وقومي بزيارات للمرضى وكبار السن مع أطفالكِ، وشجّعيهم على التبرّع للفقراء.
- نوّعي المواد التعليمية بحيث تكون مسليّة ومفيدة في نفس الوقت، مثل الاختبارات التفاعلية والأناشيد ومقاطع الفيديو، والفنون والأشغال اليدوية، ويُمكن إهداء الأطفال البالغين مذكّرات رمضانيّة، لكتابة أفكارهم ومشاعرهم عن رمضان ومساعدتهم في تنظيم أوقاتهم.
- احرصي على تزويد أطفالكِ بنظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ متوازنٍ في السحور وعند الإفطار، لتقوية جسمهم على الصيام، وتعويض الطاقة المفقودة طوال اليوم.
- هيئي أطفالكِ لهذا الشهر الكريم قبل موعد قدومه وانقلي لهم مشاعركِ حيال هذا الشهر، بحيث تعزّزين شعورهم بالارتباط بطقوسه وتوقهم لهذا الشهر المبارك.
المراجع
- ^ أ ب Ahmad S, Goel K, Maroof KA, And Others (2012-10-28), "Psycho-Social Behaviour and Health Benefits of Islamic Fasting During the Month of Ramadan", omicsonline, Retrieved 2020-10-13. Edited.
- ↑ Marnie Schwartz (2020-09-23), "3 Benefits of Fasting for a Healthy Gut", health, Retrieved 2020-10-13. Edited.
- ↑ "Healthy fasting during Ramadan", rmit.edu, Retrieved 2020-10-14. Edited.
- ↑ "My Child and Fasting", islamweb, 2010-07-25, Retrieved 2020-10-14. Edited.
- ↑ "Readying children for Ramadan", islamweb, 2010-07-31, Retrieved 2020-10-14. Edited.