فوائد استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم

معنى الاستغفار

الاستغفار هو طلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى، ومعنى الغفر هو ستر ذنب العبد، كما أن الله تعالى بشّر عباده بأنه يغفر الذنوب جميعًا مهما عظمت، ولكن لا بد من قلب صادق ومنيب، كما أنه لا بد من إعادة الحقوق لأصحابها إذا كان الذنب متعلقًا بحق من حقوق العباد، ومن أسماء الله تعالى الغفّار والغفور والغافر، وقد ذكرت جميعها في القرآن الكريم، كما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال في الحديث القدسي فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: (يا ابنَ آدمَ! إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كانَ منكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ ! لوْ بلغتْ ذنوبُك عنانَ السماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ! لوْ أنَّك أتيتَني بقُرَابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشركْ بي شيئًا لأتيتُك بقرابِها مغفرةً) [الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح].^[١]

فوائد أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم

وردت في سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحاديث عظيمة عن الاستغفار، منها قول أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وهو قول عظيم فيه ذكر اسمين من أسماء الله تعالى، كما أن فيه إقرار بوحدانية الله تعالى مما يجعله من أعظم الأدعية التي يمكن للمسلم تكرارها، كما وردت في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عدّة صيغ للاستغفار وفضل قوله، منها:^[٢]

• دعاء يغفر الكبائر: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لا يقولُ رَجُلٌ أستغفِرُ اللَّهَ الَّذي لا إلَه إلَّا هوَ الحيُّ القيُّومُ وأتوبُ إليهِ إلا غفرَ لَه، وإن كانَ فرَّ منَ الزَّحفِ) [تحفة الذاكرين| خلاصة حكم المحدث: إسناده رجاله ثقات]
• تفريج الهم والغم وجلب الرزق: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (من أكثرَ من الاستغفارِ جعل اللهُ لهُ من كلِّ همٍّ فَرَجًا ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا ورَزَقَهُ من حيثُ لا يحتسبُ) [مسند أحمد| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].
• ستر العبد يوم القيامة: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن أحَبَّ أن تسُرَّه صحيفتُه فليُكْثِرْ فيها مِنَ الاستغفارِ) [مجمع الزوائد| خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات]
• سنّة الحبيب المصطفى: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

أوقات الاستغفار

المسلم يذكر الله تعالى على أي حال، وبعض الأذكار لها أوقات مخصوصة مثل: أذكار الصباح والمساء، والأذكار بعد الصلوات المفروضة، والدعاء بعد الأذان، ومن الأذكار ما هي مطلقة يستطيع العبد قولها في أي وقت، ومن الأوقات التي يستحب فيها الاستغفار:^[٣]

• بعد الوقوع بالذنب: من أكثر الأوقات التي يجب فيها الاستغفار، وهذا ما فعله آدم -عليه السلام- وزوجته في الجنة عندما عصا الله تعالى فأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها، قال الله تعالى: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]، وهذا ما فعله موسى -عليه السلام- عندما وكز رجلًا بالعصى فمات، قال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص: 16]، ويونس -عليه السلام- عندما ترك قومه قبل أن يأذن الله له، فالتقمه الحوت، ثم استغفر الله تعالى، قال الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87].
• بعد الطاعة: فالمسلم يمكن أن يكون قد قصّر في العبادة ولم يتمها على أكمل وجه، ولهذا يستغفر الله تعالى ليجبر النقص في طاعته، وهذا ما أمر الله تعالى به الناس بعد الحج، قال الله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [البقرة: 199].
• وقت السحر: وهو الثلث الأخير من الليل قبل طلوع الفجر بقليل، وهو وقت عظيم لاستجابة الدعاء، وقد مدح الله تعالى المستغفرين في هذا الوقت، قال الله تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران: 17].
• عند الخسوف والكسوف: وذلك أمر من الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد قال: (إنَّ هذِهِ الآياتِ الَّتي يُرسلِ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لا تَكونُ لِمَوتِ أحدٍ ولا لحياتِهِ ولَكِنَّ اللَّهَ يرسلُها يخوِّفُ اللَّه بِها عبادَهُ، فإذا رأيتُمْ شيئًا منها فافزَعوا إلى ذِكْرِ اللَّهِ تعالى ودُعائِهِ واستِغفارِهِ) [نخب الأفكار| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].

الاستغفار في القرآن الكريم

ذكر الله تعالى الاستغفار في عدد كبير من آيات كتابه العزيز، كما وردت صيغ متعددة للاستغفار، جاءت على لسان الأنبياء والصالحين من عباد الله، أو أمر من الله تعالى لعباده بالاستغفار والتوبة والإنابة، كما أن الأنبياء دعوا أقوامهم لاستغفار الله تعالى، طمعًا فيما عنده من الخير، وتجنبًا لعقاب الله وسخطه، ومن هذه الآيات:^[٤]

• قول الله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [النساء: 110].
• قول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} [النساء: 64]
• قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].
• قول الله تعالى: {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة: 74].
• قول الله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ} [هود: 3].
• قول الله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [هود: 52].
• قول الله تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود: 90].
• قول الله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [غافر:7].

المراجع

1. ↑ "من أسماء الله الحسنى الغفًّار، الغافر، الغفور"، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
2. ↑ "الاستغفار فضائله وفوائده"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
3. ↑ "الاستغفار: أهميته وفوائده وأوقاته وصيغه"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
4. ↑ " " دعوة القرآن الكريم إلى الاستغفار ""، kalemtayeb، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.