محتويات
الأنبياء والرسل
الأنبياء والرسل رضي الله عنهم هم أصفياء الله من الخلق أجمعين، اصطفاهم لأداء تلك المهمة العظيمة وهي دعوة الناس إلى عبادة الله تعالى وحده وإصلاح الناس وهدايتهم، وبالتالي إخراجهم من الظلمات إلى النور، لذا فالقرآن الكريم مليء بقصص الأنبياء لكي تكون تلك القصص عبرةً وعظةً لبني البشر أجمعين[١].
أول الأنبياء بعد آدم عليه السلام
شيث عليه السلام هو أول الأنبياء بعد سيدنا آدم عليه السلام، وهو أحد أبنائه الذين وُلدوا بعد وفاة هابيل على يد أخيه قابيل، فأسماه آدم بشيث أي "هبة الله"، عُرف عن شيث بره بوالديه وإعانته لأباه في أمور النصح والإرشاد خلال الدعوة، خصوصًا عندما ازداد عدد البشر وازداد التكاثر والنسل، فقد عاش آدم عليه السلام ما يقارب الألف عام فرأى من أولاده وأحفاده الكثير[٢].
بعدما قتل قابيل هابيل، هرب مع زوجته من الجبال -التي هي أماكن سكن آدم وأبنائه- إلى السهول، فاصطفى الله تعالى شيثًا عليه السلام، إذ أخذ عن والده كل علومه نظرًا لقربه منه وبره الشديد به، وعندما حضرت المنية آدم عليه السلام عهد له بأمر القوم، غير أنه أوصاه بأن يبقي تفاصيل الوصية عن أخيه قابيل لأنه كاره للخير وحسود، وهكذا تقلد شيث النبوة بعد والده آدم فكان أول نبي بعده.
نبوة شيث عليه السلام
تولى شيث عليه السلام أمور القوم وشؤونهم، وبعد مرور عام على وفاة أبيه آدم لحقت به زوجته حواء، وتكفل شيث بدفنها بالطريقة التي علمته إياها الملائكة عندما دفن والده، ثم أخذ يعلم البشرية أمور دينهم ويرشدهم إلى الحلال والحرام حتى صاروا يمتثلون لشريعته وشريعة والده من قبله، ومن الأمور التي شرعها لهم حرمة الاختلاط بقوم قابيل، إذ كانوا قومًا فاسدين وسيئي الخلق، فما كان من قومه إلا أن التزموا بأمره ولم يتوجهوا إلى السهول ولم يختلطوا بقوم قابيل امتثالًا للتشريع الرباني من نبي الله شيث. استمر الناس بولائهم وامتثالهم له إلى أن توفاه الله، فتولى أمر الناس من بعده ابنه أنوش، فالله عز وجل لم يرسل نبيًا بعده مباشرةً، فقد بقي الناس متبعين شريعة النبي شيث وأبيه آدم عليه السلام.
نبوة إدريس عليه السلام
بعد وقوع حادثة معصية الزنا الأولى إثر تجرأ أحد الرجال من قوم شيث على الدخول بين قوم قابيل والإعجاب بنسائهم وتبرجهم، أصابت الفتنة قوم شيث فأرسل الله نبيه إدريسًا عليه السلام، كان اسمه "أخنوخ" إلا أنه سمي بإدريس نظرًا لكثرة عبادته ودراسته لكتاب الله عز وجل[٣].
يعود نسب إدريس إلى مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم، وٌلد عليه السلام أثناء حياة آدم عليه السلام، إذ عاش معه ما يقارب المئة والعشرين عامًا، الأمر الذي يُشير لحكمة الله تعالى في منحهم الأعمار الطويلة آنذاك، إذ يعاصر الوالد الخلق الكثير من نسله فيعلمهم من علومه ويبين له شعائر دينهم.
المراجع
- ↑ هاني ضوه (2019-1-13)، "نبي الله إدريس.. حكم مصر وينسب له بناء أول بيوت للعبادة وتعليم الناس الطب"، مصراوي، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-2. بتصرّف.
- ↑ رولا خرسا (2017-3-24)، "النبى شيث وأول حادث زنى فى التاريخ"، المصري اليوم، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-2. بتصرّف.
- ↑ "شيث أول نبي بعد آدم وأعقبه إدريس"، البيان، 2014-7-18، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-2. بتصرّف.