كم عدد اولاد ادم

كم عدد اولاد ادم

آدم عليه السلام

لقد ذكر القرآن الكريم العديد من القصص التي تحوي في طيّاتها العديد من العبر والمواعظ، لا سيّما قصص الأنبياء الكرام، بما في ذلك سيدنا آدم عليه السلام، فهو بنص الآيات الكريمة أبو البشرية جمعاء، والذي بدأ الله تعالى خلقه من التراب، وفي ذلك يقول عز وجل في محكم التنزيل { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [آل عمران: 59]، ولقد ذُكرت من قصة سيدنا آدم الكثير من المحطات الهامة، بدءًا من خلقه، ثم إسكانه الجنة، إلى خروجه منها، ونزوله إلى الأرض، علاوةً على حجم الخلاف والعداء بينه وبين إبليس عليه من الله ما يستحق، وفي هذا المقال سنتحدث عن بعض المقتطفات من قصته عليه السلام بما في ذلك عدد أبنائه[١].


عدد أولاد آدم

لم يذكر القرآن الكريم سوى ابنين من أبناء آدم عليه السلام وهما الذين وردت فيهما قصّة قتل أحدهما للآخر، ومع أنّ المتداول بين معظم الناس أنّ اسم ابني آدم هو قابيل وهابيل إلّا أنّه لم يرد أي نصّ في القرآن الكريم على هذا الاسم ولا في الأحاديث الصحيحة وإنّما قد ورد في كتب التفاسير وشرح الأحاديث، وقد ورد في القرآن الكريم أنّه قد بثّ من زوجة آدم عليه السلام رجالًا كثيرًا ونساءً أي أنّ قابيل وهابيل لم يكونا الابنين الوحيدين لآدم عليه السلام وهذا ما دل عليه ظاهر الآيات في القرآن الكريم إذ يقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].


وردت العديد من التفسيرات والروايات الصادرة عن أهل العلم عن عدد أولاد سيدنا آدم، فقد ورد عن الطبري أنّ زوجة آدم قد ولدت له مئة وعشرين بطنًا، وقد كان أوّلهم قابيل وتوأمه قليما وآخرهم عبد المغيث وتوأمه أمة المغيث، كما ذكر ابن إسحاق بأنّ آدم عليه السلام له من صلبه أربعون ابنًا من ذكرٍ وأنثى في عشرين بطنًا حملت بها زوجته، وإنّ من هؤلاء الأبناء من وصلنا اسمه ومنهم من لم يصل لنا اسمه، علاوة على ذلك فقد ورد عن ابن جرير الطبري بأنّ أنساب الناس الآن كلّها عائدة إلى شيث عليه السلام وأنّ جميع نسل أولاد آدم الآخرين قد بادوا، وفي الغالب هذا القول مأخوذ من أهل الكتاب، إضافةً لما يرويه الحافظ بن الكثير بأنّ آدم عليه السلام قد رأى قبل وفاته من ذريته أي من أولاده وأولاد أولاده ما يقارب أربعمئة ألف نسمة، هذا والله أعلى وأعلم[٢][٣].  

قصّة قابيل وهابيل

كانت زوجة آدم عليه السلام تلدُ في البطن الواحد ذكرًا وأنثى فيتزوّج الذكر من الأنثى من البطن الذي قبله وتتزوّج الأنثى من أخيها في البطن الذي يليه وهكذا إلى أن كثُر نسل آدم عليه السلام وصار الزواج من الأخت حرامًا، وفي قصة قابيل وهابيل تزوّج هابيل من توأم قابيل والتي كانت فتاة جميلة وأجمل من توأم هابيل والتي تزوّجها قابيل مما جعله يغار من أخيه هابيل لهذا السبب وجعل قابيل يعارض هذا الزواج فتخاصم هو وأخوه، ولدرء الخصومة تقرّبا إلى الله تعالى بصدقة فمن قُبلت منه كان الأحق بالزواج من الأخت الجميلة، ولصدق هابيل وإخلاصه فقد تقبّل الله تعالى هذا القربان ولم يتقبّل من قابيل لسوء نيته فحسد أخاه وتوعّده بالقتل فوعظه هابيل بأنّ الله تعالى يقبل من المتقين، وأخبره بأنّه حتى وإن اعتدى عليه بالقتل فلن يُقابله بمثل فعله خوفًا من الله تعالى وحذّره من مصير فعله هذا إن هو قتله، لكنّ قابيل لم يأخذ بنصيحة أخيه وإنّما أصرّ على ظلمه فقتل هابيل وتركه مرميًّا في العراء فأرسل الله عزّ وجل غُرابًا يبحث في الأرض ليدفن غرابًا آخر مما جعل قابيل يشعر بقُبح فعلته ويندم عليها ويواري أخاه كما فعل الغراب، يقول الله تعالى في هذه القصة {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴿٢٧﴾ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٨﴾ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿٢٩﴾ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٣٠﴾ فَبَعَثَ اللَّـهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} [ المائدة: 27-31][٤].


خلق النساء

لقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم عن خلق أمّنا حواء عليها السلام في الكثير من الآيات الكريمة، وقد دلّت مجمل الآيات على أن خلق حواء كان من سيدنا آدم عليه السلام، إذ يروي ابن كثير أن حواء خُلقت من الضلع الأيسر لسيدنا آدم، وكان ذلك أثناء نومه، فلما استيقظ أنس بها وأنِست به، وقد قال تعالى في ذلك {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 189]، كما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في ذلك أيضًا، (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا، فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا) [المصدر: صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


أما عن سبب تسميتها عليها السلام بهذا الاسم، فإن كلمة حواء في اللغة تُعني السُمرة، بالإضافة للحمرة التي يخالطها السواد، ويقول في ذلك الجوهري أن حواء من الحوّة وهي الشفة السمراء، كما يقول ابن سيده في ذلك أيضًا أن حواء تعني الحمراء المخالطة للسواد، كما أن بعض التفسيرات أوردها المفسرون في كتبهم لسبب تسميتها عليها السلام بهذا الاسم، من بينها أنها بسبب خلقها من كائن حيّ، ومنها ما يقول أن تسميتها بحواء بسبب حمرة في دقنها يخالطها السواد، ويقال أيضًا لأنها أمٌ لكل حيّ، وذُكر أيضًا أن المرأة تحتوي الرجل فتحمله فيأخذ منها، هذا والله أعلم[٥][٦].


المراجع

  1. "نبي الله آدم عليه السلام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2019. بتصرّف.
  2. "كيف استمر نسل البشر بعد موت هابيل؟"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2019. بتصرّف.
  3. "حول تسمية (قابيل وهابيل)"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2019. بتصرّف.
  4. "في قصة قابِيل وهابِيل"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2019. بتصرّف.
  5. "كيف خلقت حواء"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2019. بتصرّف.
  6. "خلق حواء عليها السلام"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :