محتويات
سيدنا سليمان عليه السلام
إنّ نبيّ الله سليمان من أعظم أنبياء وملوك هذه الأرض، وهو الذي آتاه الله ملك الإنس والجن والحيوانات والريح كلٌ يأتمر بأمره عليه السلام، قال تعالى في محكم التنزيل {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿٣٥﴾ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ﴿٣٦﴾ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ﴿٣٧﴾ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ﴿٣٨﴾ هَـذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿٣٩﴾ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ﴿٤٠﴾} [سورة ص 35-40]، ولعل فيما وردنا عنه من قصص عظيمة ليس سوى غيضٌ من فيض، إذ إن ملكه دام أربعين سنة.
ومن أكثر القصص التي ذكرها القرآن الكريم عن سيدنا سليمان قصته مع ملكة سبأ وما دار فيها من أحداث لا تقل موعظتها عن عظمتها، فضلًا عن حكمه للجن بأمر الله وما كان يفرضه عليهم من أعمال البناء والغوص وغيرها، وقد ذكر الله تعالى عن أمر موته في سورة سبأ إذ قال {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ﴿١٤﴾}[سـبأ:14] وهذه دليل على أن الجن لا يعلمون الغيب، كما ورد ذكر زوجاته عليه السلام عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في بعض الأحاديث النبوية الشريفة وكانت العبرة في الحادثة المذكورة هي تعليق الأعمال بمشيئة الله وقدرته.[١][٢]
عدد زوجات سيدنا سليمان
ورد في الأحاديث النبوية الشريفة أنّه كان لسيدنا سليمان عليه السلام مئة زوجة، قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه (قال سُليمانُ بنُ داودَ : لَأطُوفَنَّ الليلةَ على مِئةِ امْرأةٍ، كُلُّهنَّ تأتِي بِفارِسٍ يُجاهِدُ في سبيلِ اللهِ، فقال له صاحِبُهُ: قُلْ: إنْ شاءَ اللهُ ، فلمْ يَقُلْ: إنْ شاءَ اللهُ، فطافَ عليهِنَّ، فلمْ تَحمِلْ مِنهُنَّ إلَّا امْرأةٌ واحدةٌ؛ جاءَتْ بِشِقِّ إنْسانٍ، والَّذِي نفسُ مُحمدٍ بِيدِهِ لوْ قال : إنْ شاءَ اللهُ، لمْ يَحنَثْ، وكانَ دَرَكًا لِحاجَتِهِ) [صحيح الجامع، خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ولعل في ذكر هذه القصة موعظةٌ عظيمة، إذ ينبغي على المسلم أن لا يبدأ أو ينوي أمرًا من أمور حياته إلّا وأتبعه بمشيئة الله فما من شيء يحدث أو يُحجمُ إلّا بأمر الله ومشيئته.
وقد ورد الحديث السابق ذكره بعدة روايات تختلف في عدد الزوجات منها ما يذكر أن عدد زوجات نبي الله سليمان تسعٌ وتسعون زوجة، ومنها ما يذكر أن عددهنّ تسعون زوجة، بالإضافة لذلك فقد ورد عن بعض السلف الصالح أن لسليمان عليه السلام ألف زوجة، وهذا مما أوردته الإسرائيليات ولم يصدقه رسولنا الكريم أو يكذّبه، ولعل هذا مما يُعزى للعلم الذي لا طائل منه فالأصل في ذكر قصص الأنبياء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هو الموعظة وتبيان الشرائع والدلائل التي تفيدنا في العديد من المسائل الفقهية، وليس للعدد تلك الأهمية الكبيرة.[٢][٣]
الحكمة من تعدد زوجات سيدنا سليمان
ربما تساءل الكثيرون حول الحكمة من زواج النبي سليمان بعدد كبير من النساء، وما هي الحكمة من ذلك، ولعل هذا الأمر يكون من الطبيعي في حالٍ كحال سيدنا سليمان عليه السلام، وذلك لأنه قد نال مرتبةً عظيمة من الملك والحكمة، لا سيّما وهو من دعى الله تعالى أن يرزقه ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده وربما لم يكن هذا الملك لأحدٍ من قبله أيضًا، وإتمامًا لفضل الله تعالى على سليمان عليه السلام فقد وهبه الله عز وجل عددًا كبيرًا من النساء، تكريمًا له وتمامًا لرجولته وقوته عليه السلام، وربما تزوج هذا القدر من النساء لينجب أكبر عددٍ من المجاهدين في سبيل الله وهذا من تمام الإيمان بالله وشكر النعم.[٣]
نعم الله تعالى على سيدنا سليمان
لقد كان لسيدنا سليمان عليه السلام وافرًا من عظيم فضل الله تعالى ومنّته، فقد حباه بالعديد من الفضائل التي ما حازها ملكٌ أو نبيٌّ من بعده، فضلًا عن أنه ورث والده سيدنا داوود عليه السلام، فقد ورث عنه الكثير من النعم الربانية العظيمة، وفيما يأتي ذكر لبعض ما ناله سيدنا سليمان من نعم الله:[٤][٥]
- غفرانه عزَّ وجل لذنوب سيدنا سليمان استجابةً لدعوته، وتكريمًا له ولعظيم منزلته عند الله.
- النبوة التي ورثها عن أبيه داود عليه السلام وهي من أعظم النعم التي أنعمها الله تعالى عليه.
- الملك الذي وهبه إيّاه الله تعالى، وميّزه به من بين جميع البشر فلم يؤتَ أحدٌ مثل هذا الملك قبل النبي سليمان ولا ينبغي لأحدٍ أن يؤتى مثله، وكان هذا الملك بناءً على دعوته عليه السلام لله تعالى واستجابته سبحانه وتعالى لهذه الدعوة.
- تسخير الله تعالى الجن والشياطين لخدمة سيدنا سليمان عليه السلام.
- تسخير الله عزَّ وجل الرياح لسيدنا سليمان إذ يستطيع عليه السلام أن يأمرها بالجريان والمضي إلى حيث يشاء.
- بناء الجن والشياطين ما يأمرهم به سليمان عليه السلام، إذ كانوا يبنون القصور الضخمة وما يشاء من التماثيل والأواني والقدور العظيمة.
- غوص الشياطين والجن في البحر لاستخراج كمائنه كاللؤلؤ والمرجان والياقوت.
- جيش عظيم من البشر والجن والطيور أنعم به الله تعالى على نبيه سليمان.
- معرفته عليه السلام بلغة الطيور فقد كان يحادثهم كما ورد من قصته مع الهدهد وملكة سبأ، وكذلك معرفته بلغة النمل في القصة ذاتها.
زوجات الأنبياء في القرآن الكريم
لم يخلُ القرآن الكريم من ذكر بعض قصص الأنبياء وزوجاتهم وأولادهم وبعض الجوانب من حياتهم الاجتماعية، وقد ورد في الأحاديث النبوية الشريفة تفصيلًا بعض الشيء عن هذه المواضيع، بذكر عدد زوجات بعضهم وما يتعلق في ذلك من قصص ذات عبرة وموعظة، ويعد النبي محمّد عليه الصلاة والسلام أعظم مثال على هذا الأمر فقد تزوّج عليه الصلاة والسلام بإحدى عشرة امرأة، ولعل في هذا الأمر العديد من الجوانب التي تبين أحكامًا شرعية كقصة زواجه من زينب بنت جحش عليها رضوان الله، بالإضافة لذلك فقد تطرّق القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لذكر قصة سيدنا سليمان عليه السلام وما كان من أمره مع زوجاته وهذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال تفصيلًا.[٦]
المراجع
- ↑ "قصة النبي سليمان -عليه السلام-"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 14-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "اختلاف عدد النساء اللاتي طاف عليهن النبي سليمان عليه السلام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 4-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "عدد نساء سليمان عليه السلام"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 4-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "التدبر في قصة نبي الله سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 14-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "الفوائد التربوية من قصة سليمان عليه السلام في القرآن الكريم"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 14-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "الحكمة من تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 4-10-2019. بتصرّف.