أحكام الصلاة
تتضمن الصلاةُ أركانًا وشروطًا وواجبات وسنن، أما الشروط فهي خارجة عن أفعال الصلاة وتبطل بتركها صحة الصلاة كالوضوء مثلًا، وسقوط الأركان سواءً كان عمدًا أو سهوًا أو جهلًا يُبطل الصلاة كذلك، أما الواجبات فإنّ تركها بسبب الجهل أو السهو لا يُبطل الصلاة، وتوجد بعض الأحكام فيما يتعلّق بالمكان الذي تُؤدّى فيه الصلاة، مثلًا أنّه لا تصحّ الصلاة في مكان مُعلّق به صليب، أو مكان فيه صورة، وفي هذا المقال سنتطرّق إلى حكم الصلاة في مسجد به قبر[١].
حكم الصلاة في مسجد به قبر
لا تجوز الصلاة في مسجد يحتوي على قبر سواءً بُنِيَ القبر على المسجد أو أُدخِلَ في المسجد لاحقًا؛ لأنّ ذلك ذريعة عظيمة مؤدّية للشرك، وقد وَرَد النهي عن هذا الأمر في أحاديثٍ كثيرةٍ، وكذلك الحال إن كان القبر داخل حدود المسجد أو داخل أسواره أو حتى في باحته، فلا تجوز الصلاة فيه، أمّا القبور التي تقع خارج حدود المسجد فلا تعيق أو تمنع الصلاة داخل المسجد المجاور لها، ومن ذلك فإنّ اشتمال الساحة التابعة للمسجد على قبر يمنع الصلاة فيه، أمّا إن كانت هذه الساحة خارج نطاق المسجد فالصلاة فيه جائزة.
تُعَدّ الصلاة عند القبور أو بناء المساجد عليها من البدع التي تخالف هدي نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد توالت الأحاديث عن النبي -عليه السلام بالنهي عن هذه الأمور والتغليظ فيها، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله: (قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) [المصدر: صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وعليه فإنَّ المساجد المبنية على قبور الأنبياء والصحابة والصالحين وغيرهم يجب أن تُهدَم، إذ لا تصحُّ الصلاة فيها، وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: (وعلى هذا فيهدم المسجد إذا بُنِيَ على قبر، كما ينبش الميت إذا دفن في المسجد، نصَّ على ذلك الإمام أحمد وغيره، فلا يجتمع في دين الإسلام مسجد وقبر، بل أيّهما طرأ على الآخر منع منه، وكان الحكم للسابق، فلو وضعا معًا لم يجز، ولا يصحّ هذا الوقف ولا يجوز، ولا تصحّ الصلاة في هذا المسجد لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ولعنه من اتخذ القبر مسجدًا، أو أوقد عليه سراجًا، فهذا دين الإسلام الذي بعث الله به رسوله ونبيه بين الناس كما ترى)[٢][٣].
شروط الصلاة في المسجد
ذُكرت بعض شروط أداء الصلاة في الكتاب والسنة، قال الله عز وجل: {يا بني آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف:31] أيّ لكل صلاة، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن تَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ فأسْبَغَ الوُضُوءَ، ثُمَّ مَشَى إلى الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، فَصَلَّاهَا مع النَّاسِ، أَوْ مع الجَمَاعَةِ، أَوْ في المَسْجِدِ غَفَرَ اللَّهُ له ذُنُوبَهُ) [المصدر: صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ومن الشروط والآداب الأخرى ما يلي[٤]:
- اجتناب أكل الأطعمة التي تحتوي مكوّناتها على الثوم والبصل؛ امتثالًا لنهي الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، ومنعًا لإيذاء المصلين بالرائحة الكريهة.
- الذهاب إلى الصلاة المكتوبة بخشوعٍ وسكينةٍ وطمأنينةٍ، لذا يُستحبّ التبكير إليها.
- المداومة على أدعية دخول المسجد والخروج منه.
- أداء تحية المسجد، وهي ركعتيْن يصلِّيهما المسلم فور دخوله المسجد.
- عدم البيع والشراء داخل المسجد.
- ↑ فاطمة ياسر محمد فتحي (2012-08-15)، "المختصر في أحكام الصلاة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-27. بتصرّف.
- ↑ "حكم الصلاة عند القبور واتخاذها مساجد أو بناء المساجد عليها"، إسلام ويب، 2001-04-18، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-27. بتصرّف.
- ↑ "حكم الصلاة في مسجد به قبر بساحته"، إسلام ويب، 2010-06-14، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-27. بتصرّف.
- ↑ "آداب حضور المساجد "، طريق الإسلام ، 2004-10-15، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-27. بتصرّف.