محتويات
معرفة النفس
معرفة النفس لا تعني معرفة الألوان المفضّلة أو التّخصّص المفضّل في الجامعة أو المغنّي المفضّل، إذ إنّها أبعاد أعمق من ذلك، وإنَّ معرفة النفس هي عمليّة لفهم الإنسان الذي في داخل كلِّ واحد، ويجب أن يكون كلُّ شخص على استعداد لاستكشاف نفسه، وإنّ معرفة النفس تضع الشّخص وجهًا لوجه مع شكوكه العميقة ومخاوفه، كما أنها نظرة جادّة على طريقة الحياة، وتحتاج معرفة النفس في البداية عملًا شاقًّا، مثلها مثل أيِّ شيء آخر، وبعدها تُعطي ثمارًا لبقيّة الحياة، وفي الفقرات التّالية شرح أوسع عن ميّزات معرفة النفس وأهمّيّتها.[١]
أهمّيّة معرفة النفس
ربّما تكون أهمية معرفة النفس واضحةً، غير أنّ الأسباب التي قد تُشجّع أيَّ شخص على معرفة نفسه عديدة، ومنها ما يأتي:[٢]
- السّعادة: يكون الشّخص أكثر سعادة عندما يستطيع التّعبير عن شخصيّته ورغباته، وعندما يُعبِّر عن رغباته من المرجّح أنّه سيحصل على ما يريد.
- التّخلّص من صراع داخليّ: عندما تتوافق الأفعال الخارجيّة مع المشاعر والقِيَم الدّاخليّة، سيكون صراع الشّخص الدّاخليِّ أقلَّ بكثير.
- اتّخاذ قرار أفضل: معرفة النفس جيدًا تجعل القرارات أفضل بشأن كلِّ شيء، بدءًا من القرارات الصّغيرة إلى القرارات الكبيرة، وسيكون من السّهل اتّباع إرشادات يمكن تطبيقها لحلِّ مشكلات الحياة المتنوّعة.
- ضبط النّفس: عند معرفة النفس من السّهل معرفة ما يُحفّزها على مقاومة العادات السّيّئة، وتطوير العادات الجيّدة، فسيمتلك الفرد نظرة ثاقبة لمعرفة القيم والأهداف التي تُنشِّط قوّة الإرادة.
- مقاومة الضّغط الاجتماعيّ: عند الارتكاز على القيم والرّغبات المفضّلة، سيكون الشّخص أقلَّ عرضة لقول نعم عندما يُريد قول لا.
- التّسامح وفهم الآخرين: يمكن أن يُساعد فهم النفس على إدراك نقاط الضّعف، وفي النّهاية يساعد على التّعاطف مع الآخرين.
- الحيويّة والسّرور: عندما يعرف كلُّ شخص نفسه ويعرف كينونته، يساعده هذا حقًّا على الشّعور بالحياة، ويجعل تجربته في الحياة أكثر ثراءً، وأكبر حجمًا، وأكثر إثارة.
اللّبنات الأساسيّة في بناء النّفس
قبل التّعرّف على النفس يجب معرفة ما مكوّناتها التي تضمّ جوانب القيم والاهتمامات والأنشطة، بالإضافة إلى المهمّة الأساسية في الحياة، ونقاط القوّة والمهارات، وفيما يلي شرح لكلِّ لَبِنَة على حدة[٢]:
- القيم: هي دوافع الأهداف مثل مساعدة الآخرين، والإبداع، والصّحّة، والأمن الماليّ، وما إلى ذلك، وتُظهِر الأبحاث والعديد من تجارب علم النفس أنَّ مجرّد التّفكير في القيم أو كتابتها يمكن أن يجعل الشّخص أكثر عرضة لاتّخاذ إجراءات صحيحة؛ فالدّوافع التي توفّرها القيم الجديرة بالاهتمام، يمكن أن تُبقي صاحبها مستيقظًا حتّى وإن شعر أنّه مُتعَب.
- الاهتمامات: تشمل الاهتمامات الشّغف والهوايات وأيَّ شيء يلفت الانتباه على مدار فترة زمنيّة متواصلة، كما أنَّ الحالة الذهنية المركّزة المتمثّلة في الاهتمام بشيء ما، تجعل الحياة مستمرة، وقد تعطي أدلّة على أعمق المشاعر، وقد بنى العديد من الأشخاص مِهَنهُم حول اهتمامهم العميق بشيء ما، ويمكن سؤال النفس العديد من الأسئلة لمعرفة الاهتمامات مثل:
- ما الذي تهتمُّ به؟
- ما الذي تشعر أنه غريب عنك؟
- ما الذي يُقلقك؟
- المزاج: هو التّفضيلات التي تكون في النفس بالفطرة، فعلى سبيل المثال قد يستعيد بعض الأشخاص طاقتهم من كونهم وحيدين (انطوائيين)، أو عندما يكونون بين مجموعة من النّاس (الاجتماعيين)، ويجب أن يعرف كلُّ شخص ما الجوُّ الذي يُحبُّ إحاطة نفسه به، وهل يتّخذ القرارات بناءً على المشاعر أم على الأفكار والحقائق، وهل التّفاصيل أفضل أم الأفكار العامة؟ إنّ معرفة الإجابات عن الأسئلة المزاجيّة مثل هذه، قد تساعد على الانجذاب نحو المواقف التي يُمكن أن تزدهر فيها النّفس، ويتجنّب المواقف التي تُسبّب الذّبول لها.
- الأنشطة على مدار السّاعة: تشير الأنشطة التي تُقام على مدار السّاعة إلى الوقت المخصص للحيويّة وسعادة، وقد تبدو هذه الجوانب أمورًا بيولوجيّة بسيطة مقارنة بالصّفات السّامية للنّفس، مثل القِيَم، لكنَّ الحياة اليوميّة ستكون أكثر متعة عندما تكون متزامنة مع كلِّ شخص حسب رغبته الخاصة، ومن الأسهل الاستمتاع بالحياة عندما لا تُهدَر الطّاقة للتّظاهر بعكس ما ترتاح عليه طبيعة النّفس، إذ يمكن مثلًا سؤال النفس العديد من الأسئلة مثل:
- هل من الأفضل القيام بالأعمال صباحًا أم ليلًا؟
- في أيِّ وقت من اليوم تشعر أنك بلا طاقة؟
- في حال جدولة الأنشطة، متى تكون في أفضل حالاتك؟
- القوّة: إنّ معرفة نقاط القوّة هي أحد أساسات الثّقة بالنّفس، وعدم معرفتها قد يضعك على طريق تدنّي احترام الذّات، ويجب أن يستمع كلُّ شخص إلى المديح ويلاحظ نقاط قوّته من وجهة نظر الآخرين، وفي المقابل يجب أن يعرف كلُّ شخص نقاط ضعفه، ويُساعده ذلك في تعزيز الصّدق مع النّفس، وأن يُقرّر العمل على نقاط الضّعف، وجعلها أصغر ممّا هي عليه.
طرق التّعرّف إلى النفس
قبل البدء بأيِّ طريقة للتّعرّف إلى النفس من المهمِّ أن يعرف كلُّ شخص أنّه سيتفاجأ من بعض جوانب شخصيّته، خاصّة إذا كان يجد صعوبة في الانفصال عن أحكام الآخرين، وفيما يلي طُرُق لبدء التّعرُّف على مجموعة واسعة من جوانب النّفس[٣]:
- التّعرّف على الشّخصيّة: يُمكن التّعرّف على السّمات الشّخصيّة الأساسيّة من خلال التّفكير، أو تدوين الملاحظات وكتابة القوائم التي يمكن أن تُساعد على فهم المعلومات، ويُمكن أن تساعد إجابات الأسئلة التّالية على ذلك:
- ما هي الصّفات التي تُميّزني؟
- ما هي الكلمات التي قد يختارها الآخرون لوصفي؟
- ما هو الدّور الذي ألعبه بين أصدقائي؟
- كيف يراني شخص غريب؟
- ماذا أريد من الآخرين أن يفكّروا بي؟
- ما هي القرارات الرّئيسية التي اتخذتُها في الحياة؟ وما السبب في اتخذتها؟
- هل كانت القرارات التي اتخذتها من قرارة نفسي، أم بسبب ضغوطات الآخرين؟
- كيف لعب الماضي دورًا في تشكيل نفسي الحاليّة؟
- التّعرّف على القيم: القيم تختلف عن المميّزات، ويُشير علماء النّفس غالبًا إلى أنّ المُعظم لديه حوالي ثماني قيم أساسيّة، وهي من تلعب الدّور الكبير في تحفيز الخيارات في العمل وفي المنزل وفي الحياة اليوميّة، ومن هذه القيم الصّدق والرّحمة والانفتاح وما إلى ذلك، ويمكن التعرف على النفس عند قضاء بعض الوقت في التّفكير في كيفيّة تطوير هذه القيم، كما يمكن سؤال النفس بعض الأسئلة مثل:
- هل غرس الوالدان هذه القيم فيك؟
- هل اكتسبت قيمًا من خلال تجارب سلبية؟
- كتابة اليوميّات: إنَّ كتابة الأحداث اليوميّة تلعب دورًا رئيسيًّا في تعزيز المعرفة الذّاتيّة، ويُساعد التّفكير الذّاتيُّ بتمييز الصّوت الدّاخلي عن أصوات الأشخاص الذين قد يسعى الشّخص للحصول على موافقتهم في الحياة اليوميّة.
- تحديد هدف الحياة: لا تقلُّ أهمّيّة التّفكير في الماضي عن أهمّيّة وضع خطط للمستقبل، فهي أمر مهم للتّعرّف على النّفس، وتحديد الأهداف يحمي من الانجراف وراء الحياة اليوميّة وتقليد سلوكيّات الآخرين، وإنّ الهدف في الحياة لا يعني بالضرورة مهمّة مثيرةً أو إحداث تغيير في العالم، إذ إنّ الأهداف هي ما يجعل الإنسان يشعُر بأنّم متحمّس وعاطفيّ، وفي الوقت نفسه يجب التّفكير جدّيًّا في كيفيّة التأثير على الآخرين في هذه المهمّة، حتّى على نطاق صغير، واسأل نفسك بعض الأسئلة مثل:
- ما هي مهمّتك في الحياة؟
- أيُّ نوع من الإرث تريد أن تُخلِّف وراءك؟
- أين ترى نفسك بعد سنتين أو عشر سنوات أو عشرين سنة ؟
المراجع
- ↑ Farnoosh, "How to Get to Know Yourself in 5 Fool-Proof Steps"، prolificliving, Retrieved 2019-11-18. Edited.
- ^ أ ب Meg Selig (2016-5-9), "Know Yourself? 6 Specific Ways to Know Who You Are"، psychologytoday, Retrieved 2019-11-18. Edited.
- ↑ KATHERINE HURST, "How To Get To Know Yourself Better! 7 Steps To Self Awareness"، thelawofattraction, Retrieved 2019-11-18. Edited.