الفرق بين البنت والولد في النوم

النوم

يُعرف النوم بأنه حالة من انخفاض الوعي لدى البشر، كما يرتبط النوم بقلة الحركة، ويتكون من مرحلتين مختلفتين؛ مرحلة حركة العين السريعة، وتتميّز هذه المرحلة بتحرّك الجفن والرمش بسرعة أثناء النوم، وهو أقلّ راحة من المرحلة الأخرى، فيكون الشخص أكثر تأثرًا بالمنبه الخارجي، ويكون معدل ضربات القلب والتنفس غير منتظمين، وهذه الحالة تحدث عند الأحلام، ويكون الدماغ نشطًا للغاية في هذه المرحلة، والمرحلة الأخرى هي مرحلة النوم البطيء، وتمتازُ هذه المرحلة بالنوم العميق، وتكون مرحلة حركة العين السريعة عند التعب في بداية النوم، أما النوم البطيء والعميق فيكون عند شعور الجسم بالراحة أثناء الليل، وفي الغالب يكون النوم البطيء نوم بلا أحلام، فالأحلام والكوابيس تحدث فقط في مرحلة حركة العين السريعة، وتستغرق دورة النوم الواحدة مدة 90 دقيقةً تقريبًا، وعادةً ما تتواجد 4 إلى 6 دورات بين مرحلة حركة العين السريعة ومرحلة النوم البطيء في كلّ ليلة، وعند الاستغراق بالنّوم في منتصف الليل تكون مرحلة العين السريعة أقل من مرحلة النوم البطيء، ويمكن أن يُطلق على الدورة الثالثة وما بعدها بأنّها فترات النّوم العميق، أمّا الدورتان الأولى والثانية فيطلق عليهما مرحلة النوم الخفيف، ويتزايد وقت النوم متأثرًا بوقت الاستيقاظ قبله، فعند الاستيقاظ لأوقات طويلة جدًا تتزايد مرحلة النوم البطيء والعميق وتقلّ مرحلة حركة العين السريعة^[١].

الفرق بين البنت والولد في النوم

قد يُطلق البعض شائعات مثل أنّ البنات حديثات الولادة تنمنَ لوقت أطول من الأولاد حديثي الولادة، أو العكس، ولكن المفاجئ أنه لا توجد أيّ أبحاث تشير إلى وجود جنس معين ينام لفترة أطول أو أفضل من الآخر، ولكن أثبتت دراسة أنّ الأولاد حديثي الولادة يستيقظون بسرعة أكبر من البنات حديثي الولادة، كما أنّ نومهم يكون أخفّ من نوم البنات حديثات الولادة، وبمجرد وصول الطفل إلى عمر شهرين أو ثلاثة أشهر فلا يوجد أي اختلاف أو فرق بين سهولة إيقاظهم أو عدد ساعات نومهم^[٢].

كما تثبت الدراسات أن الفتيات ينمن لوقت متأخر في عطلة نهاية الأسبوع أكثر من الأولاد، كما ينمن أكثر في عطل نهاية الأسبوع عمومًا، أما خلال الأسبوع فلا يوجد فرق يذكر بين الجنسين^[٣].

الفرق بين النساء والرجال في النوم

أثبتت الدراسات أنّه يوجد اختلافات في طريقة نوم الرجال والنساء والمقدار الذي يحتاجون إليه ومن هذه الاختلافات^[٤]:

• الوقت اللّازم للنّوم: تحتاج النساء إلى أن ينمن حوالي 20 دقيقةً أكثر من الرّجال؛ لأنهم يبذلون طاقةً ذهنيةً أكثر، وبعبارة أخرى يقومون بمهام متعددة ويستخدمون أجزاءً أكثر من دماغهم، والنوم هو الوقت الذي يتجدد فيه الدماغ؛ لذلك فإنّ أدمغة النساء تحتاجُ وقتًا أكثر؛ لأنّ عملية تجديدها تستغرق وقتًا أطول، لكن رغم من ذلك فهي تنام وقتًا أقلّ من الرّجال.
• اضطرابات النوم: تعاني النساء من اضطرابات النوم أكثر من الرجال، ففي حين تعاني 15% من النساء من الأرق ومشاكل النوم المختلفة، يعاني 8% من الرجال فقط من هذه الاضطرابات.
• الحرمان من النوم: تتأثر النّساء بشدة عند عدم حصولهن على النوم مقارنةً بالرجال، لا سيما حالتهن النفسية؛ فهم يشعرون بالغضب والاكتئاب والعداء أكثر من الرجال عندما لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم.

أسباب الاختلافات بين الجنسين في طريقة النوم

تشير الدراسات إلى أن معظم الرجال والنساء يحتاجون إلى حوالي سبع إلى ثمان ساعات من النوم يوميًا، ومع ذلك توجد اختلافات كثيرة في كيفية نوم الرجال والنساء؛ إذ تميل النساء إلى نوم ساعات أكثر في الغالب، ولكنهم مع ذلك ينامون بعمق أقل، وهم معرضون لاضطرابات النوم أكثر من الرجال، بما في ذلك الأرق، وخلال العشرينيات والثلاثينيات من العمر تشكو النساء أيضًا من النعاس أثناء النهار، وذلك بسبب التعب خلال النهار في هذه الفترة.

ومن أهم الأسباب لاختلاف طرق النوم بين الذكور والإناث التغيرات الفسيولوجية في هرمونات الغدد الصماء، ودرجة حرارة الجسم، والحالة المزاجية، والحالة العاطفية في فترة الطمث للنساء، والحمل، ووصولها سن اليأس وانقطاع الطمث، والعمل الكثير أثناء النهار، ويُفترض أنه في مرحلة ما قبل البلوغ يكون النوم متشابهًا بين الإناث والذكور، وتظهر الفروقات بين الجنسين خلال فترة البلوغ، كما كشفت الدّراسات أنّ الأفراد الذين يتمتّعون بمستويات اجتماعية واقتصادية أعلى، ومستواهم التعليمي أكثر ينامون أفضل من غيرهم، كما كشفت أنّ الناس الأصغر وغير المرتبطين ينامون لساعات أقلّ من غيرهم، ومن أهم اضطرابات ومشاكل النوم^[٥]:

• الأرق: هو حالة من قلّة النوم، أو النوم غير المريح، ومن الأمثلة عليه صعوبة النّوم، أو الاستيقاظ في منتصف اللّيل وعدم القدرة على الرجوع للنّوم، أو الشّعور بعدم الراحة حتى بعد نوم اللّيل بأكمله، وتعاني النساء من الأرق أكثر من الرجال، وقد يرتبط ذلك بالاكتئاب أو غيره من المضاعفات العاطفية، كما قد يرتبط بانخفاض هرمون البروجسترون في فترة الحيض وتقلبات الهرمونات الداخلية.
• توقف التنفس أثناء النوم: هي حالة يتوقّف فيها الشخص عن التنفس مؤقتًا عندما تتدلى الأنسجة الموجودة في الجزء الخلفي، وتمنع مجرى الهواء أثناء النوم، ويحدث هذا لدى الرجال أكثر من النساء؛ إذ أثبتت الدراسات أن مستويات هرمون الإستروجين والسيروتونين تؤثر على التنفس، لا سيما للرجال في منتصف النوم؛ فهم أكثر من يعاني من توقف التنفس أثناء النوم نتيجةً لاختلالات التوازن الهرموني.

أهمية النوم

الحصول على قسط كافٍ من النوم مهم جدًا وضروري لمساعدة الشخص في الحفاظ على صحته، ومن أهمّ فوائد الحُصول على قسط كافٍ ومناسب أثناء الليل^[٦]:

• تحسين التركيز والإنتاجية: يؤثر النوم على الكثير من وظائف الدماغ، ومنها التركيز والإنتاجية والإدراك، كما أظهرت دراسات أن أنماط نوم الأطفال يمكن أن يكون لها تأثير مباشر على سلوكهم وأدائهم الأكاديمي.
• انخفاض مخاطر السمنة: قد يؤثر النوم الكافي على رغبة الشخص في الحفاظ على نمط حياة صحيّ، ولكن ليس للنوم أيّ علاقات مباشرة مع زيادة الوزن أو نقصانه.
• تنظيم السعرات الحرارية: أثبتت الدراسات أن الحصول على نوم كافٍ في الليل يمكن أن يؤدي إلى استهلاك سعرات حرارية أقل خلال اليوم.
• انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب: إن أحد أهم عوامل الإصابة بأمراض القلب هو ارتفاع ضغط الدم، ولكن الحصول على راحة كافية في الليل يساعد على تنظيم ضغط الدم.
• زيادة الذكاء الاجتماعي والعاطفي: يؤثر النوم على ذكاء الناس العاطفي والاجتماعي، كما يسبب عدم الحصول على النوم الكافي إلى زيادة خطر المشاكل العاطفية والاجتماعية.

المراجع

1. ↑ "Sleep physiology", healthengine,20-6-2019، Retrieved 29-12-2019. Edited.
2. ↑ "Do baby girls sleep better than baby boys?", babycentre, Retrieved 29-12-2019. Edited.
3. ↑ "Gender differences in the sleep habits of 11-13 year olds", scielo,6-7-2009، Retrieved 29-12-2019. Edited.
4. ↑ "The Difference Between a Man and Woman’s Sleep", sleep, Retrieved 29-12-2019. Edited.
5. ↑ "Gender Differences in Sleep Patterns", wikigender, Retrieved 29-12-2019. Edited.
6. ↑ Deborah Weatherspoon (31-5-2019), "Why sleep is essential for health"، medicalnewstoday, Retrieved 29-12-2019. Edited.