محتويات
مفهوم البحث التربوي
هو أحد فروع علم التربيَّة الذي يتفرَّد ببنية تختلف عن باقي الفروع، وتمَّ وصفه بنوعين من التعريفات[١]:
- التعريف الوصفي: تمَّ تعريف البحث التربوي على أنَّه نشاط يتَّجه إلى تطوير وتنمية المجالات التربويَّة والنفسيَّة والسلوكيَّة في العمليَّة التعليميَّة، ممَّا يُساعد العاملين على حل مشكلاتهم في العمل، وهو أيضًا أحد ميادين البحث العلميَّة الذي يهدف إلى التعرُّف على المشكلات وإيجاد الحلول لها من خلال تنظيم وتوجيه المدخلات والمخرجات.
- التعريف المعياري: البحث التربوي هو الطريقة العلميَّة التي يتَّبعها الباحث وما تحمله من موازين ومبادئ في دراسة الظواهر التربويَّة، وتقوم هذه الطريقة العلميَّة على بحث دقيق وشامل لكل ما تحمله الظاهرة من تساؤلات ومحاولة البحث عن أجوبة لها، وذلك من خلال جمع وتحليل المعلومات والبيانات المتعلقة بها والعمل على مناقشتها وتفسيرها للوصول إلى قوانين تُساعد في حل المشكلات.
فوائد البحث التربوي
يسعى البحث التربوي إلى تحقيق عدة فوائد، ومنها[١]:
- ابتكار حلول وبدائل جديدة تُساعد في فهم وتحليل أبعاد العمليَّة التعليميَّة ممَّا يؤدي إلى إيجاد واكتشاف معارف جديدة.
- دراسة طبيعة النُّظم التربويَّة الداخليَّة والخارجيَّة للرَّفع من كفاءتها وتطور عملها، من خلال دراسة خصائصها ومشكلاتها الواضحة والمؤثِّرة.
- تحديد كفاءة وفاعليَّة الوسائل والطرق المستخدمة في مكان الدراسة والعمل على تنميتها وتطويرها.
- تعليم استخدام أخلاقيَّات البحث التربوي أثناء كتابة وإعداد الأعمال الكتابيَّة مثل البحوث وأوراق العمل.
- توضيح الطبيعة الإنسانيَّة لمساعدة التربويين في التعامل الاجتماعي معها بشكل أفضل وبسلاسة أكثر.
مناهج البحث التربوي
يتم استخدام عدَّة مناهج للبحث التربوي أثناء الإعداد وكتابة الأبحاث والأوراق العلميَّة، وفيما يلي تفصيل لهذه المناهج[٢]:
- المنهج الوصفي: وهو أكثر المناهج المستخدمة شيوعًا، وذلك لأنَّه يُقدِّم للباحث طرق وأساليب إيجابيَّة تُمكِّنه من معرفة كل ما يتعلَّق بالمشكلة وتحليلها بدقة، لأنَّ هذه الأبحاث العلميَّة تهتم بدراسة تصرُّفات وسلوكيَّات الأفراد بعيدًا عن المجالات العلميَّة التي تهتم بالفيزياء والرياضيات التي تناسبها مناهج أخرى، ويعتمد أكثر الباحثين هذا المنهج في بحوثهم لأنَّه أكثر المناهج أهميَّة وإفادة، وعلى الرُّغم من هذا يمكن للباحث استخدام أكثر من منهج علمي ليحصل على دراسة ونتائج مفيدة أكثر.
- المنهج الكمِّي: يأتي هذا المنهج في المرتبة الثانية في الأهميَّة بعد المنهج الوصفي، يُنصح باستخدامه في الأبحاث التربويَّة في المدارس الكبيرة، لأنَّ هذا المنهج يُعطي نتائج دقيقة ومقنعة وذات كفاءة عالية لا تحتوي على أخطاء وسلبيَّات، فهو يهدف إلى تعزيز وتطوير النتائج واستخدام الرَّقميات المتعلقة بهذه الأبحاث.
- المنهج التجريبي: يُستخدم هذا المنهج بالأصل في البحوث العلميَّة، لأنَّه يُعدُّ أساسًا وداعمًا لها، ولكنَّه يُستخدم في مجالات معيَّنة تم تحديدها من البحث التربوي لتجريبها على مجموعة من الأفراد تحت ظروف وبيئة معينة للحصول على أفضل النتائج.
أنواع البحث التربوي
تمَّ تقسيم البحث التربوي إلى ثلاثة أنواع، وهي[٣]:
- البحث الأساسي أو النظري: ويُطلق عليه أيضًا البحث الأوَّلي أو البحث البحت، يهدف للوصول إلى الأصول والحقائق، التي تتشكل منها العمليَّة التربويَّة وتتحكم بها، والكشف عن المبادئ والنظريَّات الرئيسيَّة، ممَّا يُساعد في تنمية وتطوير النظريَّة التربويَّة وتنمية المفاهيم المتعلقة بالأسس النظريَّة، بعيدًا عن النتائج التطبيقيَّة التي يتم التوصل إليها في الميدان.
- البحث التطبيقي أو الميداني: يهدف بشكل رئيسي إلى اختبار وتطبيق النظريَّات والنتائج التربويَّة على الميدان بعد اكتشاف وتحديد علاقتها بين الظواهر التربويَّة، ومن ثم اختيار النتيجة الأكبر والأشمل وتعميمها على باقي العيِّنات.
- البحث الموقفي: يُركِّز هذا البحث على الفصول الدراسيِّة ويمكن أن يتم من قِبَل مدرِّس واحد أو أكثر من مدرس، من خلال تطبيق خطوات الطريقة العلميَّة على التدريس، ومن الممكن أن يتم في فصل واحد أيضًا لذلك يتميَّز بدقة وضبط أقل، ولا يعين علم التربية بشكل عام.
أخلاقيات الباحث التربوي
يوجد العديد من الأخلاقيَّات التي يجب على الباحث التربوي مراعاتها، وهي كما يلي[٢]:
- التواضع: يجب على الباحث العلمي أن يتحلَّى بالتواضع مع الأفراد الذين أُجريت عليهم الدراسة، ليسهُل عليه الحصول على المعلومات التي يريدها منهم وسيتجاوبون معه بكل سهولة.
- الموضوعيَّة أثناء إجراء الدراسة: تُعدُّ الموضوعيَّة من أبرز الأخلاقيَّات، إذ لا يجب على الباحث أن يكون هدفه من إعداد البحث مصالحه الشخصية، بل يجب أن يكون محايدًا ولا يدع رأيه الشخصي يطغى على النتائج، ويجب أن يستمع إلى الأدلة الواضحة والآراء الأخرى، ولكن يحق له أن يختار ويكتب الحلول حسب تصوُّراته ورؤيته وفقًا لما وصل إليه نتائج.
- سريَّة المعلومات: وهي من أهم الأخلاقيَّات التي يجب أن يتحلى بها الباحث التربوي، فعليه أن يفهم مدى أهميَّة الحفاظ على سريَّة معلومات المبحوثين والمفحوصين وعدم إظهارالمعلومات لأي شخص كان.
- حرية المفحوصين في الانسحاب: يجب على الباحث إعطاء الحريَّة التامَّة للذين قام بإجراء الفحص عليهم في الانسحاب من الدراسة في أي وقت دون الضغط عليهم أو إجبارهم على ذلك.
- اختيار الوقت المناسب لإجراء البحث: من أهم الأمور التي يجب أن يتَّبعها الباحث اختيار الوقت الأفضل لإجراء الدراسة أو البحث، والذي يتناسب مع المفحوصين دون إزعاجهم أو تعطيل أعمالهم، ويُفضَّل أن يقوم بتحديد الوقت مع المسؤولين فهم أعلم بالوقت الأكثر مناسبة للمفحوصين.
- المساواة في التعامل مع أفراد العينة: يجب على الباحث إشعار أفراد العيِّنة بأنَّهم سواء وعدم التمييز بينهم والتعامل معهم بنفس الأسلوب والطريقة، ليستطيع الحصول على المعلومات والبيانات التي يريدها دون مشاكل أو اعتراض من أفراد العيِّنة.
- حماية المفحوصين من أي ضرر: وهي من أولويات أخلاقيَّات الباحث التربوي، إذ يجب عليه تجنُّب إلحاق أي ضرر مادي أو معنوي لأفراد العيِّنة والحرص على حمايتهم من حدوث ذلك.
- أخذ موافقة أفراد العينة: على الباحث أن يأخذ موافقة كتابيَّة من أولياء أمور أفراد العيِّنة عند إعداد أي دراسة أو بحث، مع اطِّلاعهم على أهميَّة هذا البحث وسبب إجرائه، ويجب عليه أيضًا أخذ موافقة الجهات المعنيَّة والمسؤولة واطَّلاعهم على مراحل الدراسة لضمان إتمامها بنجاح دون توقف أو حدوث أي تصادم بينها وبين بحوث أخرى.
- مصارحة المفحوصين بنتائج البحث: يجب على الباحث إخبار المفحوصين بالنتائج الإيجابيَّة المتوقعة التي سيحصل عليها من البحث أو الدراسة، سيزيد ذلك من دعمهم وسعادتهم بالمشاركة.
ما الفرق بين البحث التربوي والبحث العلمي؟
البحث التربوي والبحث العلمي هما نتاج جهود مجموعة من الأفراد الذين يقومون بأبحاث في مجالات معيَّنة، إذ يهتم البحث العلمي في المجالات العلميَّة العمليَّة والتجريبيَّة، أمَّا البحث التربوي يهتم في المجالات التربويَّة والاجتماعيَّة والنفسيَّة، كما يختلف البحث العلمي باهتمامه بمعرفة ودراسة الظواهر التي توصَّل إليها العلم وكيفية حدوثها، فيعود سبب وجود البحث العلمي إلى الطبيعة البشريَّة التي تميل إلى حب الاكتشاف والبحث في تطوير الحياة الإنسانيَّة[٤].
- ^ أ ب مساعد بن عبدالله النوح، مبادئ البحث التربوي، صفحة 14-17. بتصرّف.
- ^ أ ب "البحث التربوي أنواعه، ومناهجه، وأخلاقياته"، مبتعث، اطّلع عليه بتاريخ 5/2/2021. بتصرّف.
- ↑ ميثاء سالم الشامي، أهمية البحوث التربوية من منظور الخطط التنموية، صفحة 3-4. بتصرّف.
- ↑ " الفرق بين البحث التربوي و البحث العلمي "، المبتعث، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2021. بتصرّف.