بحث حول السلطة السياسية

السلطات الثلاث

إن أي نظام في الكون يحتاج إلى عناصر ومقومات وإدارة، فنظام الكون الذي نعيش فيه يتكون من المخلوقات التي تكمل بعضها، وتسير وفق النظام الذي حدده الله تعالى لها، وكذلك الأمر في الأنظمة التي ينشئها الإنسان، والدولة خير مثال على ذلك؛ فكل ما فيها من مكونات تحتاج إلى إدارة، وهذه الإدارة تتمثل عمومًا بالسلطات الثلاث: السلطة السياسية، السلطة التشريعية، السلطة القضائية.


السلطة السياسية

السلطة السياسية هي سلطة الدولة ونفوذها في اتخاذ وتنفيذ القرارات والوظائف الداخلية والخارجية، التي من شأنها تنظيم الدولة وتحقيق أمانها ومصلحتها العامة، وهي من اختصاص مجموعة تنتخب أو تُختار من قبل الشعب لمن يرون فيه صلاح أحوالهم، وهذه السلطة تشمل الأمور الإدارية ومعايير السلامة وحفظ الأمان، واستخدام ما فيها من قوة واعتبار لتحقيق ذلك، كما أنها تضمن حماية الحكم بما فيه تحقيق العدل والمساواة والمصلحة العامة، وهذه السلطة مهمة جدًّا للمجتمع؛ إذ إن المجتمعات على اختلافاتها تحتاج إلى ما يدير زمامها، ويحقق تواصلًا حقيقيًّا بينها وبين الشعب، وتوجد ثلاثة أشكال يمكن أن تكون عليها السلطة السياسية[١]:

  • السلطة السياسية الاجتماعية، والتي لا تكون من نصيب فرد بعينه، بل إن الجميع يشترك فيها ويحصل فيها على امتيازات، بحكم الطبائع والعادات الموروثة، وهذا النوع انتشر قديمًا لكنه لا يتواجد حاليًا بنسبة كبيرة.
  • السلطة السياسية المجسّدة، وهي التي يحظى بها فرد بحسب شخصه، واسمه، ومكانته الاجتماعية، أي إنها ليست مجرّد وظيفة تخضع لانتخاب كل فترة.
  • السلطة المؤسسة، وهي نوع شائع حاليًّا، وتعني السلطة التي تعتمد اعتمادًا أساسيًّا على مدى قبول الشعب ورضاهم عن صاحب السلطة، وعلى ذلك الرضى يجري الاختيار والانتخاب، لذلك فإن السلطة فيها تبقى مقيدةً بالقوانين وتخشى تجاوزها.


السلطة السياسية في الإسلام

دين الإسلام دين الشمول والمنهجية الواضحة، إذ كان له منهج واضح في أمور نظامية عديدة، وفي الحديث عن مفهوم السلطة يتضح بأن كلمة السلطة بحذافيرها كان حولها خلاف؛ فالبعض كان يرى بأن الإسلام منهج قويم ينبع من الفرد نفسه قبل أصحاب الحكم، وكانوا يفضلون كلمة "قيادة" بدلًا من رئاسة في نظرتهم؛ لتعامل الرسول عليه الصلاة والسلام مع مجتمع الإسلام آنذاك باعتباره القائد الملهم والمعلم، بينما يوجد رأي آخر؛ إذ إن تطبيق مفهوم السلطة في الأرض ليس انتقاصًا من سلطة الله تعالى، بل إنها تدخل في معنى الاستخفاف والإعمار في الأرض؛ فلو أن كل فرد تُرِك على هواه لانتشر الفساد وعمّت الخلافات والنزاعات، خاصةً مع قلة الوازع الديني الذي يكفل الحكم الذاتي للأفراد، لذا كان من الواجب تحقيق الخلافة وجعل السلطة بيد من يستطيع الحكم، وتطبيق سنة الله تعالى ورسوله، ولكن ليس بمعنى التجبر والعلو في الأرض، وخير دليل على ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام والخلفاء المقربين من بعده، إذ كانوا قريبين من الناس ومتواضعين ويحكمون بالعدل، وبما فيه مصلحة الناس والدين، رغم ما بيدهم من سلطة وأمر[٢][٣].


المراجع

  1. "السلطة السياسية"، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 16-4-2019.
  2. "تمييز الدين عن السلطة السياسية وتخليص الإسلام من«خنجر مسموم«2-2»"، اليوم السابع، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-16.
  3. "الإسلام وتصور السلطة السياسية"، المصدر أونلاين، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-16.

فيديو ذو صلة :