كيفية الغسل من الجنابة بالدش

كيفية الغسل من الجنابة بالدش

تعريف الغسل والجنابة

يُعرف الغسل لغًة بأنّه إفاضة الماء على الشيء، أمّا شرعًا فيكون مصحوبًا بنية معتبرة وهي إزالة النّجاسة ورفع الحدث[١]، وذلك بنيّة العودة لأداء العبادات والفرائض التي كانت محظورة، فيحظرُ على الجنب أداء الصلاة والمكوث في المسجد لقوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقۡرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعۡلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغۡتَسِلُواْۚ} [النساء: 43]، كما يحرم عليه الطواف بالبيت الحرام، ومسّ المصحف الشّريف، وقراءة القرآن الكريم[٢]، ويُمكن تعريف الجنابة لغًة بأنّها البعدُ عن الشيء، أمّا اصطلاحًا فهي نزول المني، وسنتحدث في هذا المقال حول خطوات الغسل بشيء من التفصيل مع سرد مكروهات ذلك،فضلًا عن موجبات الغسل[٣].


كيفية غسل الجنابة

ذكرنا في بداية المقال أنّ الغسل هو تعميم الماء على أعضاء البدن بنيّة ما، فالواجب فيه إذن سكب الماء والنية، لكن المستحب هو الاقتداء بصفة غسل النبي المصطفى -صلّى الله عليه وسلم- كما وصفتها أم المؤمنين ميمونة -رضي الله عنها- فقالت: (وَضَعْتُ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غُسْلًا وسَتَرْتُهُ، فَصَبَّ علَى يَدِهِ، فَغَسَلَهَا مَرَّةً أوْ مَرَّتَيْنِ -قالَ: سُلَيْمَانُ لا أدْرِي، أذَكَرَ الثَّالِثَةَ أمْ لَا؟ -ثُمَّ أفْرَغَ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ، فَغَسَلَ فَرْجَهُ، ثُمَّ دَلَكَ يَدَهُ بالأرْضِ أوْ بالحَائِطِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ واسْتَنْشَقَ، وغَسَلَ وجْهَهُ ويَدَيْهِ، وغَسَلَ رَأْسَهُ، ثُمَّ صَبَّ علَى جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ، فَنَاوَلْتُهُ خِرْقَةً، فَقالَ بيَدِهِ هَكَذَا، ولَمْ يُرِدْهَا) [رواه البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح][٤]، وفي شرح الحديث يمكن توضيح الخطوات التالية[٢]:

  • صب الماء على اليدين مرتين أو ثلاث قبل إدخالهما في إناء الغسل.
  • غسل الفرج.
  • ضرب اليد بالأرض أو الحائط مرتين أو ثلاثة.
  • الوضوء العادي للصلاة مع تأخير غسل القدمين.
  • سكب الماء على الرأس.
  • غسل سائر الجسد.
  • غسل القدمين.


مكروهات الغسل

يدخل في عداد المكروه كلّ ما نهى عنه الشرع نهيًا غير جازم، إنما على سبيل الأفضلية، إذ يثاب مَن تركه ابتغاء مرضاة الله، ولا يعاقب فاعله، وفي موضوع الغسل يمكن إجمال المكروهات فيما يلي[٥]:

  • الإسراف في الماء أو التقتير، فقد نهانا الله -جل وعلا- عن الإسراف في كل نواحي الحياة المادية والمعنوية، فقال -تبارك وتعالى- في محكم تنزيله: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام:141]؛ كما أن الإسراف مخالف لسنة النبي المصطفى الذي كان يقتصد أثناء الوضوء والاستحمام فيستهلك صاعًا وهو "كَيْلٌ يَسَعُ أربعة أمداد، والمد: إناءٌ يساوي مكعبًا طول حرفه 10سم تقريبًا"، وتجدر الإشارة إلى أن الإسراف يكون بالزيادة عن الحد المعروف، ومن ناحية أخرى فإن التقتير أيضًا مكروه ومذموم فيصبح الغسل أشبه بالمسح.
  • ترك التيامن؛ أي تعمّد المغتسل تقديم غسل الشق الأيسر من جسده على الشق الأيمن، فهو مخالف لما ورد عن سنة النبي أيضًا؛ إذ كان يبدأ بشقه الأيمن، ويأمرنا بالتيامن في شتى الأمور.
  • الاغتسال بالماء الراكد أي الواقف غير الجاري وإن كثر، والحكمة من نهي الجنب عن تناول الماء الراكد أو الغرف منه بإناء صغير بنية الاغتسال هو أن نفوس الناس تتقزز من الانتفاع بماء غير جارٍ إذا رأوا ما ينغمس فيه ويقذره.
  • التجفيف بمنديل أو منشفة أو ما شابه إلا لعذر كالبرد الشديد، فالكراهة هنا تزول، فقد كان الرسول المصطفى ينفض الماء عن بدنه بعد الاغتسال، ولما أتته أم المؤمنين ميمونة -رضي الله عنها- بمنديل لم يمسه.
  • الاستعانة بشخص آخر من أجل الوضوء إلا لعذر، لأن ذلك فيه نوع من التكبر والتعالي المنافي للعبودية، أما في حال وجود عذر قاهر كالمرض أو العجز أو ما شابه فتزول الكراهة، علمًا أن الاستعانة في إحضار الماء أمر لا بأس به.
  • الاغتسال بمحضر من الناس وإن كان المغتسل مستور العورة، فذلك أمر منافٍ للهيبة والمروءة بين الناس.


الجنابة الموجبة للغسل

فيما يلي ذكر للجنابة التي توجب الغسل:

  • الجماع؛ أي إيلاج الذكر في فرج الأنثى سواء أنزل منيًا أم لم ينزل، فالعبرة في الجماع وغياب الحشفة في الفرج لا في نزول السائل[٦].
  • نزول المني؛ وهو سائل غليط أبيض اللون بالنسبة للرجل، أمّا ماء المرأة فرقيق أصفر، وفي كليهما يكون مصحوبًا بلذة جنسية؛ أي بعد الرعشة، أو أعلى النشوة متبوعًا بفتور في البدن، وله رائحة معينة، وتجدر الإشارة إلى أن ما يخرج من فرع المرأة ترطيبًا لتسهيل عملية الجماع لا يوجب الغسل، بل فيه الوضوء[٦]، وفي هذا المقام ينبغي التنويه إلى أن الاحتلام دون خروج المني لا يوجب الغسل، فإن خرج بعد استيقاظ النائم وجب الغسل، كما أن مَن رأى المني بعد الاستيقاظ ولم يذكر أنه احتلم وجب عليه الغسل، أما من أحس بانتقال المني لكنه لم يره فلا غسل عليه، وكذلك مَن خرج منه المني بسبب مرض أو علة أو ما شابه فلا غسل عليه إن كان بغير شهوة، وأخيرًا فمن استيقظ من نومه فوجد بللًا لم يذكر سببه فإما أن يتيقن من كونه منيًا فيغتسل، أو يتيقن من كونه ليس بمني فلا يغتسل، أو يشك والأفضل أن يغتسل[٢].
  • الدخول في الدين الإسلامي وذلك اقتداءً بما أمر به النبي المصطفى صحابته الكرام، فلما أسلم قيس بن عاصم أمره -عليه الصلاة والسلام- بالاغتسال[٢].
  • انقطاع دم الحيض والنفاس وهو من تعليم أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-[٢].
  • الموت، فموت المسلم يقتضي غسله كما في الجنابة[٢].


أحكام عامة عن الغسل

فيما يلي مجموعة من الأحكام العامة حول الاغتسال يمكن الاستفادة منها[٢]:

  • يجوز للمرأة ألا تحل ضفائرها في الغسل، بل يكفيها سكب الماء على رأسها مع ضمان وصوله إلى منابت وجذور الشعر.
  • يستحب للمرأة بعد غسل الحيض أو النفاس مسح موضع الدم بقطنة عليها مسك أو طيب.
  • غسل الجنابة صحيح سواء نوى المغتسل وضوءًا أو لم يفعل.
  • يستحب الاغتسال لصلاة الجمعة، وعند الإحرام في الحج أو العمرة، وبعد تغسيل الميت، وبعد كل جماع في حال أراد الرجل ممارسة العلاقة الحميمة مرة أخرى أو كان متزوجًا غير امرأة.
  • لا يجوز تأخير غسل الجنابة حتى يخرج وقت صلاة ما، وهذا يعني أنّ الصلاة تجب على المرأة بمجرد أن تطهر من الحيض، فلو طهرت قبل خروج وقت الصلاة بمقدار ركعة عليها أداء الصّلاة.


المراجع

  1. "تعريف الغسل"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ "الغسل"، الفقه، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
  3. "تعريف الجنابة لغة واصطلاحًا"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
  4. "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
  5. "مكروهات الغسل"، إسلام ويب، 28-4-2016، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "ما هي الجنابة التي توجب الغسل"، الإسلام سؤال وجواب، 2-7-2011، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :