محتويات
ما هي المشابك العصبية
توجد المشابك في الجهاز العصبي المركزي، وهي عبارة عن فجوة صغيرة في نهاية العصبون تسمح للإشارات العصبية بالمرور من عصبون إلى آخر، وتنشأ نقاط الاشتباك العصبي حين تتصل الخلايا العصبية بالخلايا العصبية الأخرى، وتُعد المشابك المفتاح لوظائف الدماغ لا سيما عندما يتعلق الأمر بالذاكرة، فتبدأ المشابك العصبية بالعمل عند وصول إشارة عصبية لنهاية العصبون، فالإشارة العصبية لا تستطيع الوصول للخلية التالية بسهولة، لذا تفرز الناقلات العصبية في منطقة المشبك وترتبط بالمستقبلات التي تكون موجودة على أسطح الخلايا الأخرى وذلك لتحفيز ودفع الإشارة العصبية للوصول للعصبون التالي، فتعمل هذه المستقبلات مثل القفل، بينما تعمل الناقلات العصبية كالمفتاح الذي قد يحفز أو يُثبط عمل العصبون الذي سترتبط به[١].
كيف تؤثر المخدرات على المشابك العصبية؟
يمكن للمخدرات تغيير طريقة التفكير والمشاعر والتصرفات للأشخاص الذين يتناولونها وذلك بسبب تعطيل عملية الانتقال العصبي؛ وهي عملية الاتصال بين الخلايا العصبية في الدماغ، وقد أثبتت العديد من الدراسات العلمية التي أجريت على مدى عقود أن الاعتماد على المخدرات والإدمان يمكن أن يسبب اضطرابات الدماغ العضوي الناتجة عن التأثيرات التراكمية للمخدارت على عملية الانتقال العصبي، فيمكن أن تؤثر بعض أنواع المخدرات على ناقل عصبي واحد أو على مجموعة، ويمكن أن يظهر تأثير المخدرات على النواقل العصبية بسبب ارتباط كل ناقل عصبي بتأثيرات معينة اعتمادًا على توزيعه بين المجالات الوظيفية المختلفة للدماغ، ولأن الناقل العصبي يمكنه تحفيز أو تثبيط الخلايا العصبية التي تنتج ناقلات عصبية مختلفة؛ لذا فالمخدرات التي تُعطل إحدى الناقلات العصبية يمكن أن تكون لها تأثيرات ثانوية على النواقل الأخرى، وقد يؤدي تعاطي المخدرات المتكرر في نهاية المطاف إلى تغيرات في البنية العصبية والوظيفة العصبية التي قد تسبب تشوهات طويلة الأمد أو دائمة في عملية الانتقال العصبي، وهذا قد يجبر الجسم على القيام بتعديلات لتعويض الزيادات التي قد تسببها المخدرات في شدة إشارة النواقل العصبية، وفي النهاية يجب معرفة أن كل نوع من المخدرات يعطل ناقلات عصبية معينة بطرق معينة، مما قد يؤدي لحصول تأثيرات سامة على أنواع معينة من الخلايا العصبية[٢].
كيف تؤثر المخدرات على الصحة الجسدية؟
تؤثر أنواع المخدرات المختلفة على الصحة الجسدية بطرق مختلفة، ويمكن أن تختلف الآثار المرتبطة فيها من شخص لآخر، إذ يعتمد تأثير المخدرات على الفرد على مجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك حجم الجسم، والصحة العامة، وكمية وقوة نوع المخدرات المأخوذ، فضلًا عن وجود أي نوع مخدرات آخر موجود في الجسم في نفس الوقت، ويمكن أن تكون للمخدرات تأثيرات قصيرة أو طويلة المدى، ويمكن أن تكون هذه التأثيرات جسدية ونفسية، فقد يتصرف الفرد بشكل مختلف، ويشعر بشكل مختلف ويفكر بشكل مختلف إذا كان قد تعاطى المخدرات، أيضًا قد لا يستطيع الفرد السيطرة على أفعاله وأفكاره، وفيما يلي مجموعة من التأثيرات التي تولدها المخدرات على الصحة الجسدية[٣]:
- صعوبة في النوم والتفكير والتذكر وحل المشكلات.
- التعرض للحوادث المختلفة سواء في المنزل أو السيارة أو أي مكان آخر.
- التعرض للاعتداء الجنسي أو الانخراط في ممارسة الجنس دون حماية، ويمكن أن يؤدي أي منهما إلى الحمل والعدوى المنقولة جنسيًا.
- ارتكاب اعتداء جنسي أو أفعال عنيفة آخرى.
- التعرض لأضرار في الأعضاء والأنظمة في الجسم، مثل الحلق والمعدة والرئتين والكبد والبنكرياس والقلب والدماغ والجهاز العصبي.
- الإصابة بالسرطان، مثل سرطان الرئة بسبب استنشاق المخدرات.
- الإصابة بالأمراض المعدية من معدات الحقن المشتركة وزيادة حدوث السلوكيات الخطرة.
- أضرار للجنين إذا كانت المرأة حامل.
- ظهور حب الشباب أو الآفات الجلدية إذا كانت المخدرات التي يتم تناولها تحتاج لخدش البشرة.
- ظهور علامات الإبرة والأوردة المنهارة إذا كان الشخص يحقن المخدرات بانتظام.
- الصلع.
- نمو الشعر عند النساء بمناطق مثل الذكور، مثل شعر الوجه.
- ظهور مشاكل في الفك والأسنان بسبب طبق الأسنان على بعضها مثل رائحة الفم الكريهة، وتسوس الأسنان وأمراض اللثة.
- تقلبات المزاج والسلوك الشاذ.
- الإصابة بالذهان؛ وهو فقدان الاتصال بالواقع.
- ارتفاع خطر الإصابة بالأمراض العقلية والاكتئاب والانتحار والوفاة.
علامات تظهر على المدمنين على المخدرات
إدمان المخدرات أو اضطراب تعاطي المخدرات؛ هو مرض يؤثر على دماغ الشخص وسلوكياته ويؤدي إلى عدم القدرة على التحكم في استخدام العقار أو الدواء القانوني أو غير القانوني، ويُعد الكحول والماريجوانا والنيكوتين أصناف من المخدرات، وعندما يصنف الفرد بأنه مدمن، ففي هذه الحالة سيبقى مستمرًا على استخدام العقار رغم معرفته بالضرر الذي يسببه، ويمكن أن تظهر علامات وأعراض مختلفة على مدمني المخدرات حسب نوع المخدرات وحسب استجابة الفرد لهذا النوع، وفيما يلي بعض الأعراض لأنواع مختلفة من المخدرات[٤]:
- الماريجوانا والحشيش والمواد الأخرى التي تحتوي على القنب: يستخدم الأشخاص القنب عن طريق التدخين أو تناول أو استنشاق شكل مبخر من المخدرات، وغالبًا ما يسبق القنب مواد أخرى أو يمكن أن تستخدم معًا، مثل الكحول أو المخدرات غير المشروعة، وعادةً ما يكون القنب هو أول عقار يمكن تجربته، وقد يُظهر القنب الأعراض التالية على مدمنيه:
- الشعور بالنشوة.
- الإحساس العالي بالإدراك البصري والسمعي والذوق.
- زيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
- العيون الحمراء.
- جفاف الفم.
- صعوبة التركيز أو التذكر.
- بُطء وقت رد الفعل.
- القلق أو التفكير.
- ظهور رائحة القنب على الملابس أو ظهور اللون الأصفر على أطراف الأصابع.
- الرغبة الشديدة في تناول بعض الأطعمة في أوقات غير عادية.
- انخفاض الحدة العقلية.
- ضعف الأداء في المدرسة أو في العمل.
- الميث والكوكايين والمنشطات الأخرى: تشمل المنشطات الأمفيتامينات والميث، والكوكايين وميثيل فِنيدات، والأمفيتامين-ديكستروأمفيتامين، وغالبًا ما تستخدم هذه المنشطات للوصول إلى شعور يشبه السعادة والبهجة، أو لزيادة الطاقة، أو لتحسين الأداء في العمل أو المدرسة، أو لفقدان الوزن أو التحكم في الشهية، وفيما يأتي الأعراض التي تظهر على مستخدمي هذه المُنشطات:
- الشعور بالبهجة والثقة المبالغ فيها.
- ارتفاع درجة الانتباه.
- ارتفاع الطاقة والأرق.
- تغييرات في السلوك والعدوانية.
- التحدث بسرعة.
- توسع حدقة العين.
- التشوش الذهني والتهيؤات والهلوسات.
- النوبة والقلق أو الإصابة بجنون العظمة.
- التغيرات في معدل ضربات القلب وضغط الدم ودرجة حرارة الجسم.
- الغثيان أو القيء مع فقدان الوزن.
- احتقان الأنف وتلف الغشاء المخاطي للأنف.
- تقرحات الفم وأمراض اللثة وتسوس الأسنان.
- الاكتئاب عند انتهاء مفعول المخدرات.
- مخدرات النوادي: عادة ما يستخدم هذا النوع من المخدرات في النوادي الليلية والحفلات الموسيقية وكل ما شابه ذلك، وتوجد عدة أنواع من هذه المخدرات التي لا تندرج جميعها في نفس الفئة، لكنها تشترك في بعض الآثار والأخطار المماثلة، بما في ذلك الآثار الضارة طويلة المدى، ومن أعراض تناول الحبوب المخدرة من هذا النوع ما يأتي:
- الهلوسة.
- جنون العظمة.
- توسع حدقة العين.
- التعرق والقشعريرة.
- الارتعاش اللاإرادي.
- التغييرات السلوكية.
- تشنج العضلات والأسنان.
- الارتخاء العضلي، أو ضعف التنسيق الحركي أو مشاكل في الحركة.
- تزايد قوة حواس الرؤية أو السمع أو التذوق أو حدوث تغير بها.
- مشاكل في التذكر أو فقدان الذاكرة.
- ضعف الوعي.
- زيادة أو ضعف معدل ضربات القلب وضغط الدم.
من حياتكِ لكِ
يصنف الإدمان بأنه مرض مزمن يصعب علاجه ويتطلب رعاية مستمرة للتخلص منه، ويمكن أن تنشأ عن الإدمان مجموعة من الاضطرابات التي يمكن أن تسبب أضرارًا جسدية ونفسية، ويُعد تلقي العلاج أمرًا ضروريًا لكسر دورة الإدمان، فقد تحتاجين للعديد من المراحل لعلاج الإدمان، وفيما يلي مجموعة من الطرق التي ستساعدكِ[٥]:
- الاعتراف بالمشكلة: تتمثل الخطوة الأولى نحو التعافي باعترافكِ بأن تعاطي المخدرات أصبح مشكلة في حياتكِ، وبمجرد إدراككِ لهذ التأثير السلبي على حياتكِ، ستتوفر مجموعة واسعة من خيارات العلاج التي تعتمد على عدة عوامل بما في ذلك نوع الاضطراب الإدماني، وطول وشدة الاستخدام، والتأثيرات الناتجة، أيضًا، سيقوم الطبيب بمعالجة أو الإشارة إلى العلاج لأي مضاعفات جسدية تطورت لدكِ خلال فترة تعاطي المخدرات.
- إزالة السموم: عادة ما تكون خُطوة إزالة السموم هي أساس العلاج، وذلك لإزالة المادة المخدرة من الجسم والحد من ردود الفعل اتجاه إزالتها، وغالبًا ما تُستخدم الأدوية في هذه المرحلة وذلك لتقليل أي أعراض أو ردور فعل ناتجة.
- الاستشارة والعلاج السلوكي: يُعد هذا هو الشكل الأكثر شيوعًا للعلاج بعد خطوة إزالة السموم، وقد يتم على أساس فردي أو جماعي أو عائلي اعتمادًا على احتياجاتُكِ، عادة ما يكون العلاج السلوكي مكثفًا في بداية العلاج، ثم يبدأ انخفاض عدد الجلسات تدريجيًا بمرور الوقت مع تحسن الأعراض.
- برامج التأهيل: يمكن أن تكون برامج العلاج على المدى الطويل للاضطرابات المرتبطة بالمخدرات والإدمان فعالة، وقد تتوفر مرافق سكنية مرخصة بالكامل لتنظيم برنامج رعاية على مدار 24 ساعة، لتوفير بيئة سكنية آمنة، وتوفير أي تدخلات طبية أو مساعدة طبية ضرورية.
- مجموعات المساعدة الذاتية: قد تُساعدك هذه المجموعات على مقابلة الأشخاص الآخرين الذين أصيبوا بنفس النوع من الاضطراب الإدماني وتعافوا، وذلك قد يُحفزكِ على الاستمرار، كما أنه قد يكون مصدرًا مفيدًا للتعليم والمعلومات.
- الأدوية: يمكنكِ تناول الدواء بشكل مستمر عند التعافي من اضطراب متعلق بأحد المواد المخدرة، ومع ذلك، غالبًا ما تُستخدم الأدوية أثناء خطوة إزالة السموم للتحكم في أعراض الانسحاب، ويختلف نوع الدواء اعتمادًا على نوع المخدرات، وتظهر أهمية الأدوية بقدرتها على مساعدتكِ على المدى الطويل تقليل الرغبة الشديدة في تناول المخدرات ومنع الانتكاس، أو منع العودة إلى استخدام المخدرات بعد التعافي من الإدمان، ولا يُعد الدواء علاجًا مستقلاً للإدمان، إذ يجب أن ترافقه طرق أخرى مثل العلاج النفسي.
المراجع
- ↑ "Synapses in the Nervous System", verywellhealth, Retrieved 2020-7-19. Edited.
- ↑ "Impacts of Drugs on Neurotransmission", drugabuse, Retrieved 2020-7-19. Edited.
- ↑ "How drugs affect your body", betterhealth, Retrieved 2020-7-19. Edited.
- ↑ "Drug addiction (substance use disorder)", mayoclinic, Retrieved 2020-7-21. Edited.
- ↑ "What are the treatments for addiction?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-7-21. Edited.