أسباب تأخّر الدّورة الشهرية أثناء الرضاعة

أسباب تأخّر الدّورة الشهرية أثناء الرضاعة

كيف تؤثر الدورة الشهرية على الرضاعة؟

قد لا تعود الدورة الشهرية لعدة أشهر بعد الولادة أثناء فترة الرضاعة الطبيعية للطفل، ويعود السبب في ذلك إلى أن هرمونات الحليب التي تعرف باسم هرمون البرولاكتين تمنع الإباضة التي تتسبب بحدوث الدورة الشهرية، كما أن إرضاع الطفل ليلًا ونهارًا من الثدي قد يؤخر عودة الدورة الشهرية لمدة قد تصل إلى عام بسبب زيادة إدرار الحليب، وتؤثر عودة الدورة الشهرية على إنتاج الحليب أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، فقد تلاحظ بعض النساء انخفاضًا مؤقتًا في كمية الحليب قبل بدء الدورة الشهرية، أو لبضعة أيام أثناء الدورة الشهرية، ولكن يعود إنتاج الحليب إلى مستوياته الطبيعية عند عودة الهرمونات أيضًا إلى مستوياتها الطبيعية[١].


ما هي أسباب تأخر الدورة الشهرية أثناء الرضاعة الطبيعية؟

توجد العديد من العوامل التي قد تؤثر على عودة دورتكِ الشهرية أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، ويمكن أن تشمل هذه العوامل ما يأتي[٢]:

الهرمونات

تلعب الهرمونات دورًا كبيرًا في جسمكِ، فمثلما كان للهرمونات دور في دعم الحمل، فإنها تلعب دورًا أيضًا في إنتاج الحليب والرضاعة الطبيعية، إذ يُعد هرمون البرولاكتين الذي ينتج في الغدة النخامية في الدماغ هو الهرمون المسؤول عن إنتاج الحليب في الثدي، وتتسبب الرضاعة الطبيعية بارتفاع هرمون البرولاكتين في جسمكِ، مما يؤدي إلى منع دورة الحيض، لذلك كلما ازداد طول فترة الرضاعة ازداد احتمال تأخر الدورة الشهرية، أو نزفها نزفًا خفيفًا أو متقطعًا.


لكن في مرحلة فطام الطفل من المرجح أن تعود الدورة الشهرية بسرعة، ويعود السبب في ذلك إلى تنبه الغدة الدرقية إلى نقصان استهلاك الحليب من الثدي، مما يؤدي إلى تقليل أو إبطاء إنتاج هرمون البرولاكتين، مؤديًا إلى عودة الدورة الشهرية.


التغيرات في رضاعة الطفل

عند نزول الدورة الشهرية أثناء الرضاعة الطبيعية فمن المحتمل أن يفقد الطفل اهتمامه بالرضاعة، أو قد تقل كمية الحليب التي يرضعها أثناء هذه الفترة، ويُعتقد أن السبب يعود في ذلك إلى تغير طعم الحليب نتيجةً للدورة الشهرية، وفي بعض الحالات يمكن أن يحدث العكس، فنظرًا لأن البرولاكتين يتحكم بإنتاج الحليب، ونظرًا لأن نسب هذا الهرمون تقل أثناء الدورة الشهرية، فمن المحتمل أن يقل إنتاج الحليب خلال هذه الفترة، مما قد يدفع الطفل إلى الرضاعة رضاعةً متكررةً، مما يؤثر على نسب الهرمونات التي تتحكم بالدورة الشهرية.


متى تعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها مع الرضاعة؟

لا يوجد وقت محدد لعودة دورتكِ الشهرية إلى طبيعتها لأن كل امرأة تختلف عن الأخرى، لذا من المحتمل إذا كانت دورتكِ الشهرية منتظمةً قبل الحمل أن تعود إلى طبيعتها بعد التوقف عن الرضاعة الطبيعية، ويتراوح الإطار الزمني لعودة الدورة الشهرية مع الرضاعة الطبيعية بين ستة أشهر وسنتين، وقد لا يعني عدم نزول الدورة الشهرية قلة أو عدم الإباضة، لذا من الخطأ أن تفترضي أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تمنع الحمل، ويُعد هذا الاعتقاد المساهم الرئيسي في حالات الحمل المفاجئة لدى الأمهات المرضعات[٢].


على الرغم من أن حدوث الحمل قد لا يكون مستحيلًا أثناء الرضاعة الطبيعية، إلا أن حدوثه قد يكون صعبًا، لأن هرمون الحليب الذي يدعم الرضاعة الطبيعية يدعم الحمل أيضًا، لذا قد يكون من الصعب على الجسم تحمل العمليتين معًا[٢].


هل توجد أسباب أخرى لتأخر الدورة الشهرية أثناء الرضاعة الطبيعية؟

من المحتمل أن تتسبب الرضاعة الطبيعية بتأخر الدورة الشهرية، مع ذلك توجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية حتى أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، ويمكن أن تشمل هذه الأسباب على ما يأتي[٢]:


من المهم مراجعة الطبيب أثناء الرضاعة الطبيعية عند مواجهة أعراض مثل: الألم الشديد، أو زيادة النزيف، أو النزف في غير وقت الدورة الشهرية.


من حياتكِ لكِ

يمكن أن تزيدي من إدرار حليبكِ خلال الرضاعة الطبيعية كما يأتي[٣]:

  • إرضاع الطفل بطريقة صحيحة: يُعد عدم تمسك الطفل بحلمة الثدي بطريقة صحيحة من الأسباب الشائعة لعدم اكتسابه للوزن، وانخفاض كمية الحليب التي يتناولها أثناء الرضاعة، كما أنه يتسبب بالألم والانزعاج للأم، ويُفشل عملية تحفيز زيادة إنتاج الحليب، كما تساعد رضاعة الطفل المتتالية أي إرضاع الطفل في كل مرة يبكي فيها لفترة طويلة مفيدةً جدًا في زيادة إدرار الحليب، أو إرضاع الطفل كل ساعتين.
  • الضغط على الثدي أثناء الرضاعة: يساعد الضغط على الثدي أثناء إرضاع الطفل في زيادة تدفق وإدرار الحليب أثناء الرضاعة.
  • تفريغ الثدي تمامًا: يمكن أن تؤدي كثرة تبديل الثدي أثناء الرضاعة إلى إعاقة إنتاج الحليب، لذا يجب إرضاع الطفل من الثدي لفترة كافية حتى يفرغ الثدي بالكامل من الحليب، ثم يمكن الانتقال للثدي الآخر.
  • التغذية الجيدة للأم: إذا لم تتبع الأم نظامًا غذائيًا جيدًا فسيكون من الصعب عليها تلبية احتياجات طفلها من الحليب، لذا من المهم أن تحصل الأم على 500 سعرة حرارية إضافية يوميًا أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، وأن تكثر من شرب الماء والسوائل.
  • الابتعاد عن بعض أنواع الأدوية: يمكن أن يتسبب التأثير الجانبي لبعض أنواع الأدوية مثل مانع الحمل، وأدوية علاج نزلات البرد أو الحساسية بتقليل إدرار الحليب، لذا من المهم سؤال الصيدلي، أو مراجعة المعلومات الخاصة بالدواء قبل استخدامه أثناء فترة الرضاعة الطبيعية.
  • تناول الأدوية والمكملات الغذائية: عند تنفيذ جميع الخطوات السابقة وبقاء إدرار الحليب منخفضًا تجب استشارة الطبيب للحصول على الأدوية أو المكملات الغذائية التي تساعد على زيادة إدرار الحليب، وتجنب شراء الأدوية أو المكملات دون وصفة طبية، إذ إن لبعض هذه الأدوية آثارًا جانبيةً قد تؤثر على صحة الأم أو الطفل.


المراجع

  1. "Breastfeeding and periods", healthdirect, Retrieved 23-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Kristeen Cherney, "Why Women Get Irregular Periods While Breast-Feeding"، healthline, Retrieved 23-7-2020. Edited.
  3. Jennifer White, "How to Increase a Low Milk Supply"، verywellfamily, Retrieved 23-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :