أسباب سكر الحمل وعلاجه

أسباب سكر الحمل وعلاجه

سكر الحمل

يُعدّ سكر الحمل من أكثر المشاكل شيوعًا لدى النساء الحوامل، وتُشير هذه الحالة للإصابة بارتفاع مستوى السكر في الدم بالرغم من عدم الإصابة بذلك سابقًا، نتيجة عجز الجسم عن إفراز هرمون الإنسولين بكمية مناسبة، وتساعد التغيرات الهرمونية لدى الحامل بجعل خلايا الجسم أقل استجابةً لهرمون الإنسولين مسببةً حالةً تُعرَف بمقاومة الإنسولين، مع عدم قدرة البنكرياس على تلبية الطلب الزائد على الإنسولين أثناء الحمل، وبالتالي حدوث زيادة في مستوى السكر بالدم[١]، وفي أغلب الحالات بعد ولادة الطفل يعود مستوى السكر في الدم لوضعه الطبيعي بعد 6 أسابيع من الولادة، مع احتمال عودة الحالة مستقبلًا أثناء حمل آخر، وفي بعض الأحيان يمكن أن تتطوّر الإصابة بسكر الحمل إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في وقت لاحق[٢].

عادةً لا تظهر أي أعراض عند الإصابة بسكر الحمل، وتُشخص الحالة أثناء إجراء فحص السكر الروتيني في الفترة ما بين الأسبوع 24-28 من الحمل، ومن الأعراض التي قد تُصاحب سكر الحمل؛ التعب الشديد، وجفاف الفم، وتشوش الرؤية، فضلًا عن كثرة التبول، ويُقسم سكر الحمل لصنفين حسب طريقة السيطرة عليه؛ للصنف الأول الذي يُمكن السيطرة عليه من خلال الحمية الغذائية، وتبني نظام حياة صحي فقط، والصنف الثاني، الذي يتطلب تدخلًا دوائيًا، كالعقاقير المتناولة عن طريق الفم والإنسولين[٣].


أسباب الإصابة بسكر الحمل

لا يُعرف السبب الذي يؤدّي للإصابة بسكر الحمل تحديدًا، لكنّ الأمر يُعزى عادةً لإنتاج جسم الحامل مجموعةً من الهرمونات التي تزيد من مقاومة الإنسولين في الجسم، كما تجدُر الإشارة لوجود مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسكر الحمل، ومن هذه العوامل ما يأتي[١][٢][٣]:

  • امتلاك المرأة الحامل وزنًا زائدًا قبل الحمل أساسًا.
  • الإصابة بسكر الحمل أثناء الحمل السابق.
  • العامل الوراثي، ووجود تاريخ عائلي من الإصابة بمرض السكري.
  • حدوث الحمل بعمر 25 أو أكثر.
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • إنجاب طفل كبير الحجم، بمعدل 3 كجم.
  • إنجاب طفل يعاني من عيب خلقي من قبل، أو ولادة طفل ميت في الرحم.
  • الحمل بتوائم.
  • الإصابة بمتلازمة تكيّس المبايض.


مضاعفات سكر الحمل

إن عدم السيطرة على مستوى السكر في الدم خلال الإصابة بسكري الحمل قد يضرّ بالمرأة الحامل والجنين، ويؤدي للعديد من المضاعفات الخطيرة، أهمها[٤]:

  • ولادة طفل بوزن أعلى من الطبيعي، إذ يُمكن أن يَعبر سكّر الجلوكوز الزائد في الدم عبر المشيمة إلى الجنين، ويُحفّز بنكرياس الجنين على إفراز المزيد من الإنسولين، فيولد الجنين بحجم أكبر ووزن أكبر من 3 كيلوغرامات، مما قد يجعل الولادة الطبيعية خيارًا غير متاح، ويلجأ الطبيب إلى الولادة القيصرية.
  • تعرض الطفل لهبوط السكر الحاد في الدم بعد الولادة؛ بسبب زيادة إنتاج الإنسولين من بنكرياس الطفل، رغم مستويات السكر الطبيعية في الدم، ممّا يستدعي المتابعة الحثيثة للطفل وإعطاءه الجلوكوز لتجنب هبوط السكر، فضلًا عن إجراء تحاليل دورية للطفل.
  • زيادة خطر الإصابة بالسمنة، والسكري من النوع الثاني مع تقدم العمر، سواء الطفل أو الأم.
  • وفاة الجنين في حال عدم السيطرة على سكري الحمل.
  • احتمالية الولادة المبكرة، فيؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم لدخول المرأة في مخاض مبكر، وإنجاب طفل يعاني من صعوبات في التنفس لعدم اكتمال نمو الرئتين.
  • ارتفاع ضغط الدم والإصابة بتسمم الحمل، وهي حالة تهدد حياة الأم والطفل.


تشخيص سكر الحمل

يُشخص سكر الحمل عادةً بين الأُسبوعين 24 و28 من الحمل؛ إذ تبدأ مقاومة الإنسولين في هذه الفترة من الحمل، لكن في حال الإصابة بسكر الحمل في حمل مُسبق، أو توافرت عوامل الخطر بالإصابة به، فقد يُجري الطبيب الفحص قبل الأسبوع 13 من الحمل، وللكشف عن سكر الحمل يُجرى فحص يُسمى اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم، وتشرب المرأة الحامل سائلًا مُحلًّى، يحتوي على 50 غرامًا من الجلوكوز، فيمتص الجسم السكر فور دخوله مما يسبب ارتفاع سريع وحاد في مستوى السكر في الدم خلال 30 إلى 60 دقيقة، ثم يأخذ الطبيب عينة دم من الوريد بعد حوالي 30 دقيقةً من شرب المحلول، وتكشف عينة الدم عن كيفية استقلاب ومعالجة السكر في الجسم، في حال كانت نتائج الفحص غير طبيعية، يلجأ الطبيب لإجراء فحص آخر يُشبه فحص الكشف عن مرض السكري، وعلى المرأة الحامل الصوم لإجرائه، إذا كانت نتائج هذا الفحص غير طبيعية أيضًا تُشخص المرأة بسكر الحمل[١].


التغذية وسكر الحمل

تُساهم التغذية السليمة في السيطرة على مستويات السكر في الدم والتقليل من خطر المضاعفات لسكر الحمل، ومن أهم النصائح التغذوية للمرأة المصابة[٢]:

  • يجب تناول ثلاث وجبات رئيسية ووجبات خفيفة خلال اليوم مع الالتزام بمواعيد محددة للوجبات، وتتوزع المغذيات في الوجبات بنسبة 40% كربوهيدرات، و20% بروتينات، و25% إلى 30% دهون، كما يُفضل تناول مصادر الأطعمة الغنية بالألياف كالفواكه والخضراوات.
  • تَنويع أصناف الطعام لضمان الحصول على كافة الفيتامينات والمعادن، ويُمكن الاستعانة بالمكملات الغذائية لتغطية الاحتياجات تحت إشراف الطبيب.
  • تَجنب الأطعمة التي تُسبب الغثيان والقيء، كالأطعمة المقلية وعالية المحتوى من الدهون، لأن القيء يؤدي لخفض نسبة السكر في الدم بسبب خروج الطعام، في حال استخدام الإنسولين، وتشمل أعراض هبوط السكر ما يأتي[١]:
    • الارتباك.
    • الشعور بالدوخة.
    • الصداع.
    • الجوع المفاجئ.
    • التعرق.
    • الشعور بالضعف.


من حياتكِ لكِ

عزيزتي الأم الحامل لضمان سلامتك أنتِ والجنين وللوقاية من ارتفاع السكر اتبعي ما يأتي[٤]:

  • راقبي مستوى السكر في الدم يوميًا، لا سيما بعد تناولكِ وجبات الطعام وفي الصباح.
  • اتبعي نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا، لا سيما في وجبة الإفطار والاعتماد على البروتين والألياف الغذائية، وتجنبي الكربوهيدرات والسكريات.
  • مارسي التمارين الرياضية الخفيفة باستمرار، لتحفيز نقل الجلوكوز إلى خلايا الجسم والحصول على الطاقة، فضلًا عن دور التمارين

الرياضية في تقليل تشنج عضلات الظهر، والإمساك، والتورم، والأرق واضطرابات النوم، كما أنّها تسهل عملية الولادة.

  • تَناولي العقاقير الطبية، فقد تحتاج بعض النساء لحُقن الإنسولين لخفض مستوى السكر في الدم، إذ إنّ 10% إلى 20% من النساء، يلجأن إلى العلاج بالإنسولين لعدم نجاح الحمية والتمارين الرياضية بتحقيق أهداف العلاج.
  • استشيري الطبيب المختص دوريًا مع تناول الأدوية المناسبة كحقن الإنسولين التي تخفض مستوى السكر بالدم.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Gestational Diabetes", clevelandclinic,26-1-2016، Retrieved 3-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت Traci C. Johnson (19-4-2019), "Will Gestational Diabetes Affect Us After Birth?"، webmd, Retrieved 3-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Holly Ernst (25-6-2018), "Gestational Diabetes"، healthline, Retrieved 3-12-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Gestational diabetes", mayoclinic, Retrieved 3-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :