اشرح ما اهمية وجود نظام لتصنيف المخلوقات الحية

اشرح ما اهمية وجود نظام لتصنيف المخلوقات الحية

أهمية وجود نظام لتصنيف المخلوقات الحية

يُعدّ تصنيف الكائنات الحية بمثابة تحديد هويتها وتجميع العينات المُتماثلة منها، وذلك من خلال خصائصها الأكثر وضوحًا ثم خصائصها الأكثر دقّةً وذلك بعد تشريحها ومعرفة المراحل التي تمرّ بها في دورة حياتها، ففي بعض الأحيان لا تكفي الصفات الخارجية كاللون والشكل في تصنيف المجموعات؛ لأنها قد تكون مُتشابهة في الشكل ولكن تختلف في الصفات الداخلية، فعلي سبيل المثال يوجد 250 ألفًا من أنواع الخنافس التي تشترك في معظم الصفات ما يجعله من الضروري تقسيمها لمجموعات وتصنيفات فرعية، وكذلك الأمر بالنسبة لدودة الأرض التي تحمل أربعة أزواج من الشعيرات في كلّ جزء من أجزاء الجسم المًستخدم في الحركة، إلا أن البحوث أكدت أنّ بعض أنواعها طوّرت هذه الشعيرات وأصبحت تحمل شُعيرات على شكل حلقة كاملة حول الجسم ما أوجد مجموعةً جديدةً منها تُصنّف تحت اسم دودة الأرض.


كما يُسهِّل التصنيف معرفة الكائنات الحيّة على العلماء والمُتعلّمين؛ لأنه يجمع الأنواع التي تشترك في الصفات الأساسية وبالتالي تُخزَّن المعلومات بإيجاز وفعّالية ودون تكرار، إلّا إنّه وفي بعض الأحيان تُصنّف الأنواع المُختلفة والتي يصعب العثور على صفات مُشتركة بينها في مجموعات مُنفصلة ما يحجب الوصول إلى العلاقات المتشابهة بينها وبين المجموعات الأخرى[١]، وتكمن أهمية التصنيف في عدّة نقاط أهمّها[٢]:

  • تحديد عدد الكائنات الحية على الأرض، إذ تم اكتشاف وتصنيف أكثر من مليون نوعٍ من الحيوانات والنباتات حتى يومنا هذا.
  • تصنيف المخلوقات الحية في مجموعات لتسهيل فهمها وإجراء البحوث والاكتشافات عليها.
  • إعطاء فكرة أفضل عن صفات وخصائص النباتات والحيوانات والكائنات الدقيقة وترتيب تطوّرها ونشأتها.
  • إعطاء معلومات مؤكدة عن الحيوانات والنباتات المحلّية لتسهيل تمييز الأنواع المستوطنة والأنواع الموسمية التي تأتي مع الهجرة.


ما هو نظام تصنيف المخلوقات الحية؟

يُعنى علم التصنيف (Taxonmy) بتسمية ووصف وتصنيف الكائنات الحية من نباتات وحيوانات وكائنات دقيقة، وذلك بالاعتماد على خصائصها الجينية والسلوكية والحيوية، إذ يُرتّب العلماء جميع الأنواع في تصنيفات تُوفّر المعرفة الأساسية التي يُبنى عليها التنوع البيولوجي، وقد صنّف العلماء ما يُقارب 1.78 مليون نوعٍ من الكائنات الحية، ولا تزال الأنواع غير المعروفة تتراوح أعدادها من 5 إلى 30 مليونًا، ويُعرّف النّوع على أنه مجموعة الكائنات القابلة للتزاوج وإنتاج كائنات من نفس النوع، وعادةً ما يُسمّيها العلماء بأسماء علمية فريدة تُتيح للمُتعلّم معرفتها[٣].


أهداف تصنيف المخلوقات الحية

ويهدف التصنيف إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية هي[٤]:

  • تصنيف الكائنات الحية على أساس أوجه التشابه الشكلي، وهي الخصائص التي يُعبَّر عنها لوصف الكائن الحي، إذ تُفحص بالنظر ووسائل الاختبار الأخرى، وذلك لتحكُّم مجموعة من الجينات بهذه الخاصية ما يعني أنَّ تشارك الصفات يدلّ على أن النوعين يمتلكان جينات مُتشابهة، وقد تدلّ الخصائص الشكلية على القُرب الوراثي بين الكائنات الحية أحيانًا، ويرتبط هذا القُرب الجيني بالنشأة والنمو والتطور؛ لأن بعض الكائنات تُنتج الجينات المُشتركة أثناء تطورها.
  • تخصيص اسم لكلّ صنف وتُسمّى هذه العملية بِ (nomenclature)، إذ لا يُمكن التعرّف على الكائن الحي دون تعيين اسم له تجنبًا لحدوث الالتباس، ويُدرج هذا الاسم العلمي في جميع أنحاء العالم لذا يجب تسميته باتباع قواعد معينة تُقبل دوليًا، فمثلًا تخضع تسمية البكتيريا العلمية لكود دولي لتسمية البكتيريا منذ عام 1975للميلاد، ونُشرت نسخته المحدّثة عام 1992ميلاديّ، وتتكون الأسماء البكتيرية من جزأين: هما اسم الجنس واسم النوع بصيغة لاتينية، ويُكتب اسم الجنس بالخط الكبير واسم النوع بالخط الصغير فيما تُكتب الأسماء العامة بخط مائل، كما يُستشهد باسم المؤلف الذي اقترح الإسم لأول مرة.
  • استخدامه كأداة لتحديد تصنيف الكائنات الحية، إذ يُمكن تصنيفها ضمن مجموعات موجودة أو توضع في تصنيف جديد غير معروف سابقًا، ومن ذلك يتَّضح أنّ التصنيف يعدّ فرعًا هامًا في علم الأحياء؛ لأن اكتشاف الكائنات الجديدة يتطلّب تغييرات مُستمرة في التصنيفات الموجودة حاليًا، أو يتطلب اعتماد تقنيات جديدة لتصنيف هذه الكائنات وأحيانًا تحتاج تغييرات شاملة، فمثلاً أحدثت تطورات التقنيات البيولوجية الجزيئية تأثيرًا كبيرًا على تصنيف البكتيريا كتهجين الحمض النووي مثلًا ما أدى لظهور فرع جديد من التصنيفات سُمّي التصنيف الجزيئي، كما أحدث تحديد تماثل الحمض النووي الريبوسومي ثورةً أخرى في عالم تصنيف البكتيريا.


مراحل تطوّر علم تصنيف المخلوقات الحية عبر التاريخ

مرّت عملية تصنيف الكائنات الحية في مراحل عديدة خلال 500 سنة الماضية، وأصبح التركيز في عصرنا على علم الخلايا والوراثة وعلم البيئة وعلم الأحياء، كما قلّ التركيز على علم التصنيف والتسمية بالرغم من أهميّته، ويُمكن تقسيم مراحل تطوّر علم التصنيف إلى أربعة أجزاء هي[٥]:

  • طور الاستكشاف (Exploratory Phase): عُرّفت فيها الأنواع على أنها مجموعات طبيعية من الكائنات الحية ذات النمط العام والصفات المشتركة، أي أنها مُجرّد استكشاف وتسمية.
  • طور الاندماج (Consolidation Phase): نُشرت في هذه المرحلة أعمال ضخمة تتعلق بالتصنيف، وعُدّل بها نظام لينيوس ونُشر نظام بنثام هوكر ذا التصنيف الطبيعي والفائدة العملية لوقتنا الحاضر، كما نشر تشارلز داروين مبدأ الانتقاء الطبيعي وتطور الأنواع بناءً على التشابه الجيني.
  • طور النظم الحيوية (Biosystematic Phase): إذ شهدت تحسّنًا نوعيًا في مفهوم التصنيف وتطبيقاته، واقترح هكسلي النظاميات الجديدة، وصُنّفت الكائنات اعتمادًا على عدد الكروموسومات وشكلها وحجمها، وطُوّر فيها علم الهندسة الكيميائية.
  • مرحلة تصنيف هولو (Holotaxonomic Phase): فيها جُمعت المعلومات والبيانات والتحليل للوصول إلى التصنيف العددي والمعتمد لتقييم مدى التشابه بين المجموعات وترتيبها على أساس أوجه التشابه.


أفكار تساعدكِ في تعليم أطفالكِ تصنيف المخلوقات الحية

إن أفضل وسيلة لتعليم الأطفال تصنيف المخلوقات هي تمثيلها بألعاب تجمع الأشياء المُتشابهة وتُوزّعها على مجموعات، مما يُحببهم بتعلّم التصنيف، ويمهِّدهم إلى التعرف عليه من خلال الاهتمام بالحيوانات وعددها واختلاف أشكالها وتعليمهم الفرق مثلًا بين الفرو والريش والجلد والحراشف وغيرها، ويُفضّل البدء بتصنيف ثلاثة مجموعات، ومع تطوّر فهم الطفل تُضاف مجموعات جديدة، وإليكِ بعض الألعاب المُمتعة لتعليم طفلك التصنيفات[٦]:

  • ارسمي مجموعة من الحيوانات في لعبة الحجلة، ودعي طفلك يرمي الحجر على واحدة منها ثم يقفز إليها واشرحي له عنها بعض المعلومات.
  • استفيدي من الكتب المدرسية بعد الانتهاء منها وأخرجي قصاصات صور الحيوانات وافرزيها عبر مجموعات كالثدييات والزواحف والطيور ودعي طفلكِ يفرزها بعدكِ، واطلبي من طفلكِ أن يضع كلّ حيوان في فئته الصحيحة اعتمادًا على شكلها.
  • ارسمي حيوانات مُختلفة على اللوح واطلبي من طفلكِ أن يُشير للطيور على حده، ثم الثدييات ثم الزواحف وهكذا.
  • اكتبي أسماء الحيوانات أو النباتات على لوح ودعي طفلكِ يلصق كلّ صورة بالصنف الذي يُناسبه.
  • وسّعي مدارك طفلكِ وابدأي بتطبيق هذه الألعاب على الحشرات والنباتات وغيرها من الكائنات.


المراجع

  1. A.J. Cain, "Taxonomy", britannica, Retrieved 2020-10-24. Edited.
  2. Reyan Roberth,Stefan V (2018-04-01), "What is the importance of taxonomy?", socratic, Retrieved 2020-10-24. Edited.
  3. "What is Taxonomy?", cbd, 2010-06-03, Retrieved 2020-10-23. Edited.
  4. "Taxonomy: Definition, Objectives and Characteristics", biologydiscussion, Retrieved 2020-10-24. Edited.
  5. Preksha bhan, "Taxonomy: History, Phases and Aims Angiosperms", biologydiscussion, Retrieved 2020-10-24. Edited.
  6. "AWESOME Animal classification Activities for Kids", mothernatured, Retrieved 2020-10-24. Edited.

فيديو ذو صلة :