تعريف مفهوم الذات

تعريف مفهوم الذات في علم الفلسفة

عُرِّفت الذات على مدى السنين من قِبل أشهر الفلاسفة، ووضع كلٌّ منهم نظرياتهم حول مفهوم الذات حسب فهمهم الخاص، وفيما يلي نذكر تعريف مفهوم الذات في علم الفلسفة وفقًا للفلاسفة المشهورين في مختلف العصور^[١]:

أفلاطون

تميّزت نظرة أفلاطون للذات بـ3 عناصر، وهي: العقل، والشهية الجسدية، والروح أو العاطفة؛ وعرَّف العقل على أنّه قدرة الذات على التفكير النقدي واتخاذ القرارات، فبواسطته يُعرَف الإدراك، أما الشهية الجسدية فهي الحاجات الأساسية للإنسان؛ مثل الجوع والعطش والرغبات الجنسية، وبالنسبة للعاطفة فتتكوّن من المشاعر الأساسية المختلفة التي يواجهها الإنسان.

أرسطو

يَعدّ أرسطو أنّ الهدف الأساسي للذات هو الاتكاء والاعتماد على حياة جيّدة مزدهرة ومُرضية.

سقراط

يعتقد سقراط أنّ البشر لديهم روح خالدة تعيش داخل أجسادهم المادية، وأنّ الحياة لا تستحق العيش إذا لم تُفحَص وتُمتحن الروح.

رينيه ديكارت

يَرَى ديكارت أنّ للذات بُعْدَين هما: كيان التفكير، والذات كجسم مادي، كما شدّد على مقولة: (أنا أفكر إذن أنا موجود)، ممّا يعني أنّ التفكير العقلاني والوعي الذاتي هو دليل على وجود الذات.

أغسطينوس

لاحظ أغسطينوس أنّ الجسد ليس منفصلًا، وإنما متحدّ مع الروح ككل، فهو الذي قال: أنا أشك فلذلك أنا موجود.

سيغموند فرويد

الذات بالنسبة لفرويد متعددة الطبقات، مثل الوعي واللاوعي.

موريس ميرلو بونتي

تستند المعرفة عن الذات بالنسبة لموريس ميرلو بونتي إلى ظاهرة التجربة، وهذا يعني أنّ الذات هي نتاج التجارب السابقة التي مر بها الإنسان في الماضي، والتي اتخذ فيها قراراته الخاصة، وبالتالي بنى من خلالها هويته.

جيلبرت رايل

يرى جيلبرت رايل أنّ الذات هي الطريقة التي يتصرف بها الناس، وبالتالي فإنّها نمط من السلوك، وقدرة الشخص على التصرف، والقيام بتحركاته بطرق وشروط معينة.

تعريف مفهوم الذات في علم النفس

يُشكّل مفهوم الذات الصورة التي لدينا عن أنفسنا وكيفية تشكّلها بمرور الوقت وتأثّرها بكيفية تفاعلنا مع الأشخاص الذين يهمّوننا في حياتنا، ويُنظر إليه في علم النفس على أنّه تصوراتنا الفردية لسلوكنا وقدراتنا وخصائصنا الفريدة، ولذلك فإنّ فكرة الذات تكون أكثر مرونةً عندما نكون أصغر سنًا أثناء مرورنا بعملية اكتشاف ذاتنا وتشكيل هويتنا الخاصة، ولكن عند تقدّمنا في العمر، تتغيّر هذه التصوّرات لتكون أكثر انتظامًا وتفصيلًا، إذ نصبح قادرين على تشكيل فكرة أفضل عن هويتنا وما هو مهم بالنسبة لنا.

ومثل العديد من الموضوعات في علم النفس، اقترح عدد من المنظّرين أساليبًا مختلفةً لدراسة وشرح مفهوم الذات، ووفقًا لنظرية الهوية الاجتماعية، يتكوّن مفهوم الذات من جزأين أساسيّين؛ فالأول هو الهوية الشخصية، التي تتضمّن الخصائص والسمات الأخرى التي تجعل كل شخص فريدًا بذاته، والثاني هو الهوية الاجتماعية، التي تشير إلى سلوكنا اتجاه الجماعات من حولنا، مثل المجتمع أو الدين أو الحركات السياسية وغيره^[٢].

تعريف مفهوم الذات في علم الاجتماع

يشرح علم الاجتماع كيفية تأثير العمليات الاجتماعية، مثل التنشئة على تطور الذات، ولذلك طوّر علماء الاجتماع مناهج اجتماعية مختلفة للذات أهمها منهج العالم ميد، والذي يُصوّر العقل على أنه الاستيراد الفردي للعملية الاجتماعية، فيأخذ الإيماءات والمواقف الجماعية للآخرين، ويتفاعل وفقًا لذلك مع المواقف الأخرى، لذلك يجب أولًا أن يشارك المرء في المواقف الاجتماعية المختلفة داخل المجتمع، وبعدها يمكنه استخدام تلك التجربة لأخذ منظور الآخرين ليصبح واعيًا بذاته.

لذلك فإنّ الذات وفقًا لميد هي الذات الاجتماعية، واستجابة الفرد لمواقف الآخرين، وهي أيضًا مجموعة منظمة من مواقف الآخرين التي يفترضها الفرد، وهي الفهم العام المتراكم للآخر، أي كيف يعتقد المرء أنّ المجموعة ترى نفسها، وهي تيار الفكر وحركات التأمل الذاتي للتفاعل بين الذات والمجتمع، وهذه الديناميكيات تتجاوز الذات بالمعنى الضيق، وتُشكِّل الأساس لنظرية الإدراك البشري^[٣].

تعريف مفهوم الذات في الإسلام

تتميز الذات الإسلامية بـ3 مبادئ أساسية؛ فهي تتشكّل من خلال اختبارات الحياة، كما تُمثّل بنية الذات وفضائلها الروحية وسيلة النجاح في هذه الاختبارات، أما ثالثًا فيمكن إضفاء الطابع الرسمي على الديناميكيات المُعقّدة، وباختصار تُعرَّف الذات هنا كنظام ديناميكي يتميّز بظهور أنماط مستقرة وغير مستقرة، وذاتية التنظيم تأخذ شكل الديناميكيات الإيجابية (القلب المنير) أو السلبية (القلب المظلم)، ووفقًا للعقيدة الإسلامية؛ فإنّ القرآن والأحاديث النبوية يُمثّلان المصادر الوحيدة للوحي الإلهي.

وبناءً على ذلك فإنّ القرآن والحديث إلى جانب الشريعة والقانون الإسلامي المستمد من القرآن والحديث، هما أساس الثقافة والمجتمع الإسلامي، ولذلك فإنّ ذات المسلم متجذرة بعمق في القرآن والأحاديث، كما إنّ الفلسفة الإسلامية تتمثل بأركان العقيدة الإسلامية، مثل وحدانية الله والنبوة والعبادات كالصلاة والصوم، ما يعطيها أهميةً كبيرةً، ولأنّ التفكير الإسلامي يمكن أن يُشكّل شخصية الأشخاص الذين لا يتبعون بالضرورة ركائز الممارسة الإسلامية، وفي هذا الصدد، تطمح الذات المسلمة إلى أن تكون متكاملةً، وأن تأخذ في الاعتبار ديناميكيات المسلمين، بغض النظر عن درجة الممارسة الدينية^[٤].

ما هو الفرق بين مفهوم الذات وتقدير الذات؟

على الرغم من التشابه بين مفهوميّ الذات وتقدير الذات من حيث أنّهما تصوّرات ذاتية عن الذات، إلا أنّهما مختلفان تمامًا، ولديهما مكونات ومظاهر مختلفة في الفرد، وتتمثّل الاختلافات بينهما في الأقسام التالية^[٥]:

المراجع

1. ↑ VOLER HAUT, "12 Philosophers of the ‘Self’", volerhautian.wordpress, Retrieved 29/1/2021. Edited.
2. ↑ Kendra Cherry (8/1/2020), "What Is Self-Concept?", verywellmind, Retrieved 3/2/2021. Edited.
3. ↑ "Sociological Theories of the Self", socialsci.libretexts, 16/12/2020, Retrieved 29/1/2021. Edited.
4. ↑ Walid Briki,Mahfoud Amara , "Perspective of Islamic Self", link.springer, Retrieved 29/1/2021. Edited.
5. ↑ Gene Brown, "Difference Between Self-Concept And Self-Esteem", differencebetween, Retrieved 3/2/2021. Edited.