مفهوم الإنسان عند 10 من أشهر الفلاسفة
لطالما كان تعريف الإنسان أمر مُبهم وصعب، ذلك أنه يصنف ضمن المفاهيم التي تميل للظهور عند مواجهة معضلة أخلاقية أو أزمة وجودية، لكن يمكن تعريف الإنسان على أنه الطبيعة البشرية والثقافة العامة للعقل، فالجنس البشري يؤخذ كوحدة واحدة، في حين يُعرّف معظم الفلاسفة الإنسان على أنه الذي يتمتع بالعقل، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا المفهوم يرتبط بالعديد من الأسئلة على شاكلة ما الذي يفصل الإنسان عن الأنواع الأخرى؟ وما الذي يدفعه للقيام بما يفعله؟ وما هو الأمر الذي يجعله فريد من نوعه؟، وفيما يلي سنأتي على ذكر مفهوم الإنسان عند 10 من أشهر الفلاسفة حول العالم[١][٢]:
سيمون دي بوفوار (Simone de Beauvoir)
يُعرف سيمون الإنسان كجزء من الإنسانية، والتي هي عبارة عن سلسلة متقطعة من الرجال الأحرار الذين يعزلون ذاتهم بصورة دائمة.
هوسرل (Husserl)
يُعرف هوسرل الإنسان على أنه كل شخصية ذات طبيعة روحية في فضاء تاريخ العالم، ويظهر هوسرل التجربة الإنسانية على أنّها حياة واحدة تقبل الشعوب جميعها ولا ترتبط إلا بسمات روحية، فهي تغلف العديد من أنواع الإنسانية والثقافة، لكن من خلال التحولات غير المحسوسة والتي تذوب في بعضها البعض.
كارل ماركس (Karl Marx)
يُعرف ماركس الإنسان على أنه مخلوق اجتماعي يمكنه أنّ يتطور فقط في المجتمع، أما وجهة نظره عن الطبيعة البشرية تلخصها عبارته الشهيرة: (كل التاريخ ليس سوى تحول مستمر في الطبيعة البشرية)، فماركس كان يعتقد أن الطبيعة البشرية تتشكل إلى حد بعيد من خلال تاريخها، وأن الطريقة التي ينظر بها الإنسان إلى الأخلاق والبناء الاجتماعي كالحاجة إلى الوفاء، مشروطة تاريخيًا بنفس الطريقة التي يتكون بها المجتمع.
ديفيد هيوم (David Hume)
كان يرى هيوم أنّ كل ما يخص الفهم البشري في الجهل والغموض، يأتي من التشكك والحذر وعدم الاعتراف بأي فرضية إطلاقا، فقد اشتهر هذا الفيلسوف بأنه تجريبي أولا وقبل كل شيء، لذا كان يعتقد أنّ كل الأفكار البشرية لها جذور من انطباعات الحس، بمعنى لو تخيل أحدهم مخلوقًا غير موجود، فإن خياله لا يزال يتكون من أشياء كان قد شعر بها بالعالم الحقيقي.
حسب وجهة نظر هيوم فإن جميع العلوم لها علاقة بعض الشيء بالطبيعة البشرية، بما فيها الرياضيات والفلسفة الطبيعية والدين الطبيعي التي تعتمد بمجملها على علم الإنسان، فإدراك كل شخص للحقيقة بغض النظر عن مدى اختلافه موجود، لذا عندما يبحث البشر عن الحقيقة يدخلون في لحظات الإدراك، واللحظات الصغيرة من الإدراك تؤدي إلى السعادة، أما اللحظات الكبيرة منها توصل لماهية الإنسان.
لودفيج فيتجنشتاين (Ludwig Wittgenstein)
يرى لودفيج أن ماهية الإنسان تكمن في قدرته على التفكير بوعي، فالإنسان متحدث نشيط وبارع، وقبل أنّ يتواصل مع غيره يحتاج إلى من يتواصل معه، لذا يجدر به ابتكار وتمييز الأفكار الصحيحة والخاطئة عن العالم من حوله، حتى يتمكن من التفكير بالأشياء الموجودة في محيطه.
أفلاطون (Plato)
يُعرف أفلاطون الإنسان على أنه كائن يبحث عن المعنى، وكان يعتقد أنّ البشر لديهم كلا من العقل غير المادي (الروح) والجسد المادي، أما الروح فهي موجودة قبل الولادة وبعد الموت، وتتألف من العقل والرغبات الجسدية، وبالنسبة لأفلاطون الروح هي مصدر كل ما يشعر به الإنسان من الحب والكره والغضب والطموح والخوف، لذا أشار إلى أنّ معظم صراعات الإنسان العقلية ناتجة عن عدم انسجام هذه الجوانب، وتجدر الإشارة إلى أنه كان يعتقد أنّ الطبيعة البشرية في الأصل اجتماعية ولا تكتفي بذاتها، لذا البشر يحتاجون بعضهم البعض ليستمدوا الرضا ومعنى وجودهم من تفاعلاتهم الاجتماعية.
إيمانويل كانت (Immanuel Kant)
اعتقد إيمانويل أنّ البشر مصممون وقادرون على الحصول على المعرفة والقدرة على التصرف وفقًا لها دون الاعتماد على أي شخص آخر باستثناء عقولهم، كما كان يعتقد أن تفاعل الإنسان مع العالم يكون بناءً على تصوره له، فالإنسان يعطي أسبابًا لأفعاله، وهذا أساسًا ما يعنيه الإنسان بالنسبة لإيمانويل.
توماس الاكويني (Thomas Aquinas)
كان توماس مثل أفلاطون ثنائيًا، أي كان يعتقد أنّ البشر لديهم نفس الجسد والروح، في حين أنه كان على عكس إيمانويل الذي أعتقد أنّ العقل هو ما يمنح المرء المعنى، إذ آمن توماس بأنّ الإنسان يستوعب المعرفة من خلال الحواس ويعالجها بالعقل لاحقًا وبشكل تدريجي من خلال تجاربه السابقة، ومن الجدير بالذكر أنّ توماس آمن بأنّ الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يمكنه إدراك المادة والروح.
باسكال (Pascal)
يُعرف باسكال الإنسان على أنه أضعف كائن في الطبيعة، لكنه الكائن الوحيد القادر على التفكير، لذا فإنّ فنائه يعني فناء الكون.
أرسطو (Aristotle)
يُعرف أرسطو الإنسان على أنه حيوان عاقل، وقد شدد بشكل متكرر على أنه يعتبر العقلانية هي السمة المميزة الحاسمة للبشر، لكنه لم يحدد موضع جوهر الإنسان في تعريفاته، لذا فإنّ أغلب التعريفات التي أطلقها على الطبيعة البشرية كانت مبهمة ومبعثرة في أغلب نصوصه، ولا تقدم أي أطروحة منهجية عن البشر[٣].
مفهوم الإنسان بين الفكر الغربي والعربي
سنقارن على النحو التالي مفهوم الإنسان بين الفكر الغربي والعربي[٤][٥]:
مفهوم الإنسان في الفكر الغربي
|
اقترح الفلاسفة الغربيين العديد من المفاهيم المختلفة لتعريف الإنسان، من خلال شخص ما لوصف كيفية قيام العالم ببناء عالمه العلمي الصغير من خلال أنشطة البحث في تاريخ الفلسفة الغربية، بدايةً تميز أرسطو بتعريف الإنسان بين الحكمة النظرية والحكمة العملية، بينما تميز إيمانويل بتعريفه بالعقل النظري والعقل العملي، في حين شرح كتاب فيتجنشتاين نظرية المعرفة التطورية للإنسان لتوضيح التغيرات الدراماتيكية، ومن الوضعية إلى ما بعد الوضعية من حيث الأنطولوجيا ونظرية المعرفة والمنهجية. |
مفهوم الإنسان في الفكر العربي
|
عُرِف الأنسان وفقًا للمنظور الإسلامي على أنّه كيان يتكون من ثلاث عناصر وهي الجسد والعقل والروح، ويلبي الإسلام الحاجات الجسدية والفكرية والروحية، وأنّ الأنسان قادر على الحفاظ على التوازن والاعتدال بينهم، وقد ذكر بالقرآن الكريم كلمات تعبر عن الطبيعة البشرية مثل القلب والفؤاد، وتؤدي وظائف عقلية في جسم الأنسان، وذكرت كلمة الروح والنفس أيضًا ولها ثلاث تعابير النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس المطمئنة. |
- ↑ "WHAT IS MAN ACCORDING TO PHILOSOPHY ?", the-philosophy, 26/5/2012, Retrieved 30/1/2021. Edited.
- ↑ Genefe navilon (24/3/2019), "What does it mean to be human? 7 famous philosophers answer", ideapod, Retrieved 30/1/2021. Edited.
- ↑ Christian Kietzmann (30/5/2019), "Chapter 1 - Aristotle on the Definition of What It Is to Be Human", cambridge, Retrieved 30/1/2021. Edited.
- ↑ "Western Philosophy’s Concepts of Person and Paradigm Shifts", researchgate, Retrieved 6/2/2021. Edited.
- ↑ "Human nature: An Islamic perspective", researchgate, Retrieved 6/2/2021. Edited.