محتويات
قوة الكلمات
تحمل الكلمات قوة هائلة ولها تأثير في حياتنا أكثر مما نتصور، فهي تؤثر على سلوكياتنا ومعتقداتنا وتساهم في بناء علاقاتنا سواء في حياتنا الشخصية أو في العمل، وكمساهمتها في بناء العلاقات فإنها قد تؤدي إلى هدم هذه العلاقات أحيانًا، ولهذا من الأفضل أن نختار كلماتنا بعناية كبيرة وأن نفكّر جيدًا قبل أن نتحدث، فكلمة واحدة سيئة أو سلبية يمكنها أن تفسد حياة شخص ما، وعلى العكس يمكن أن نحدث فرقًا كبيرًا بتعليق إيجابي أو مشجع لأحدهم، ويظهر هذا ظهورًا واضحًا عند القادة فطريقة حديث القائد مع من يعمل معهم يمكن أن تجعل منه قائدًا ناجًحا أو فاشلًا[١][٢].
الحديث الإيجابي مع النفس وأثره
مخاطبة النفس بكلمات إيجابية يحفزها ويساعدها على الإنتاجية، كما وجد أن الحديث الإيجابي مع النفس يزيد من عمر الإنسان ويحسن من صحته الجسدية والنفسية ويقلل من التوتر والقلق اليومي، ومن الجمل التي يمكن استخدامها عند الحديث مع النفس[٣][٤]:
- اليوم هو يوم جيد: كل يوم هو بداية وفرصة جديدة يمكن الاستفادة منها، فأمس قد مضى والغد لا زال مجهولًا، ومن الأفضل تجنب كل ما يمكن أن يعكر صفو اليوم.
- أحب من أكون: تذكير الإنسان نفسه كل صباح أنه محبوب ورائع وتقبله لنقاط ضعفه وقوته واعتقاده بأنه مميز، إذ سيساعده على احترام ذاته أكثر كما سيساعده على تكوين علاقات أفضل مع الناس.
- أنا ممتن لهذه الحياة: تقدير الإنسان للحياة التي يمتلكها تجعله راضيًا عن كل ما يمتلك فيها وتزيد من طاقته وتجعله قادرًا على تحقيق ما يريد.
- أتقبل الأمور التي ليس باستطاعتي تغييرها: التفكير بهذه الطريقة يساعد الإنسان على العيش بسلام ويساعده أيضًا على وضع كل طاقته في إنجاز الأمور التي تحت سيطرته.
- أنا لا أعرف كل شيء: وهذا يساعد الإنسان على فهم ضرورة التعلم المستمر ليصبح إنسانًا أفضل فهناك الكثير من المهارات التي لا زال بوسع الإنسان تحصيلها، لذا على الإنسان أن يحافظ على فضوله وأن يكون كثير السؤال وراغبًا في التعلم.
- أنا لست مشغولًا جدًّا: من المهم الحفاظ على الأولويات مرتبة لتوفير مساحة من الوقت لقضائها مع العائلة والأصدقاء.
- سأتوقف عن الحكم على الناس وانتقادهم: كل شخص في الحياة لديه صراعه الخاص الذي يخوضه، فإن أراد الإنسان من الناس أن يتوقفوا عن انتقاده فعليه التوقف عن ذلك أيضًا.
- سأكون ثابتًا عند اتخاذ قراراتي وأفعالي اليومية: على الإنسان أن يعيش بطريقة لا مجال فيها للندم على أي شيء، وأن لا يجعل الاحتمالات توقفه عن فعل ما يريده بالفعل بل عليه اتخاذ قرارات حازمة وخطوات عملية يومية لتحقيق أهدافه مهما كانت التحديات.
- أنا أتقبل أخطائي كجزء من قصة نجاحي: تقبل الإنسان لأخطائه وتكيفه معها يجعل منها مصدرًا للتعلم والاستفادة.
- سأتوقف عن إعطاء الوعود التي لا أستطيع الإيفاء بها: إعطاء الوعود أسهل بكثير من الإيفاء بها لكن إن كان الإنسان يريد أن يكسب ثقة الآخرين به فعليه تجنب قول ما لا يستطيع فعله.
- لا يمكنني التحكم في كل شيء ولكن يمكنني التحكم في ردودي: لا يمكن للإنسان التحكم في كثير من الأمور التي تحدث حوله لكن بإمكانه التحكم في تصرفاته وردود أفعاله وعليه التذكر أن هذه الردود إما أن تنعكس عليه سلبًا أو إيجابًا.
- سأتوقف عن مقارنة نفسي بالآخرين: على الإنسان أن يعي الاختلاف بينه وبينه الآخرين فلكل شخص موهبة ونقاط قوة معينة والمنافس الوحيد للإنسان هو نفسه.
الحديث السلبي
أظهرت العديد من الدراسات أن السلوكيات والكلمات السلبية تؤثر على سعادة الإنسان ومن الكلمات التي ينصح بتجنبها[٥]:
- الكلمات التي تبين العجز: تكرار بعض الجمل والكلمات مثل أنا لا أستطيع، أنا لست جيدًا بما يكفي، سأفشل، أنا عديم الفائدة، هذا الأمر مستحيل وغيرها يقلل من ثقة الإنسان بنفسه ويحد من إمكانيته وبالتالي يؤثر على نجاحه في الحياة.
- المقارنات السلبية: تؤكد الدراسات أن المقارنات التي عادة ما يستخدمها الناس مثل: أنا لست جيدًا كذاك أو كتلك تسبب القلق والإجهاد للإنسان، وعليه أن يبدلها بجمل أفضل مثل: أنا جميل وأنا جميلة أو سأحسن من وضعي المالي وغيرها.
- العيش في الماضي: يمر جميع الناس بتجارب قاسية وظروف صعبة وعادة ما يستخدونها ذريعة لوضعهم مثل قول: لو أنني لم أرسب في ذاك الامتحان أو لو أن أمي لم تتركني وغيرها، هذا الأمر يقيد حركة الإنسان ويمنعه من البحث عن فرص جديدة ويجعل منه شخصًا تعيسًا.
- اللوم: يحمل بعض الأشخاص مسؤولية سوء حظهم لغيرهم ويكثرون من لومهم وفي الواقع إن هذا الأمر يزيد من ألم الشخص وغضبه لذلك يجب على الإنسان تقوية نفسه لتجاوز الصعوبات التي سببها الناس له بدلًا من زيادة التركيز عليها.
- الضعف عند المواجهة: يكوّن الإنسان بعض المعتقدات في عقله عن الأناس القاسيين وهذا يجعله ضعيفًا عند التعامل معهم فبدلًا من قول "هذا الشخص فظيع" يمكن القول "سأقول هذا عند مواجهته" و"سأفعل هذا عند مقابلته"، فيجب على الإنسان إعطاء نفسه فرصة عند تعامله مع مخاوفه.
تأثير الكلام السلبي على الأطفال
ينشأ الكثير من الأطفال في أسر تستخدم الكلام السلبي والانتقاد والمقارنات المتكررة والسخرية والتهديدات مثل: أنت طفل سيئ، أنت غبي، لن تنجح، ابن عمك أفضل منك، وغيره من الكلام القاسي معتقدين في بعض الأحيان أنها ستجعل منهم أطفالًا مسؤولين ولكنها في الواقع تؤثر على نموهم الإدراكي والعاطفي والاجتماعي تأثيرًا سلبيًّا وتجعلهم يشعرون بالنقص وعدم الكفاية وأنهم غير محبوبين، كما ستجعلهم أكثر قسوة على أنفسهم ويبدؤون بوضع توقعات عالية من أنفسهم ومن الآخرين في حين أن استخدام الكلمات الإيجابية مع الأطفال تساعدهم على الشعور بالحب والرغبة وتشعرهم بقيمتهم ومن الأمور التي يمكن فعلها لتحقيق ذلك[٦]:
- استخدام الكلام الإيجابي بدلًا من السلبي فبدل قول "لا يمكنك فعل ذلك" اقترح عليه ما يمكنه فعله.
- مكافأة الطفل عند قيامه بفعل إيجابي.
- إظهار الاحترام للطفل.
- عدم مقارنة الطفل بغيره فكل طفل فريد ومختلف عن غيره.
- تجنب استخدام الكلام المؤذي مثل: سأتركك وحدك وسأذهب بعيدًا.
- إخبار الطفل بالحاجة إلى الوقت في تحقيق العديد من الأمور في الحياة، والتكلم مع الطفل بطريقة هادئة في حين الشعور بالغضب بسبب المشكلات الشخصية.
- تجنب استخدام السخرية مع الأطفال.
- تجنب استخدام الملاحظات المهينة المتعلقة بالجنس مثل: لا تبك كالفتاة.
المراجع
- ↑ Matt Mayberry (2-10-2015), "Your Words Have Impact, So Think Before You Speak"، entrepreneur, Retrieved 1-1-2020. Edited.
- ↑ "Words Have the Power to Change Our Lives", businessinsider,11-11-2011، Retrieved 1-1-2020. Edited.
- ↑ Sandeep Kashyap (16-7-2018), "7 Positive Things You Need to Tell Yourself Every Morning"، medium, Retrieved 1-1-2020. Edited.
- ↑ Lolly Daskal, "15 Phrases You Need to Say to Yourself More Often"، inc, Retrieved 1-1-2020. Edited.
- ↑ "6 Negative Words and Phrases That Attract Unhappiness and Failure", learning-mind, Retrieved 2-1-2020. Edited.
- ↑ "Effect of Negative Language on children", eftforpeace.wordpress,24-1-2011، Retrieved 2-1-2020. Edited.