محتويات
ما هو هرمون الحليب؟
يُعرف هرمون الحليب، الذي يسمى أيضًا البرولاكتين، بأنه هرمون تنتجه الغدة النخامية التي تقع أسفل الدماغ، ويُحفز هذا الهرمون على الثديين على النشوء والنمو، كما يحفزهما على إنتاج الحليب بعد إنجاب المرأة لمولودها، ويُشار إلى أن الرجال أيضًا لديهم هرمون الحليب في الدم، لكنه يكون بكميات قليلة، وتسيطر على مستويات هرمون الحليب في الدم لدى النساء والرجال مجموعة من الهرمونات تعرف بالعوامل المثبطة للبرولاكتين منها هرمون الدوبامين، وأثناء فترة الحمل ترتفع مستويات هرمون الحليب لدى المرأة، وتحث مستوياته العالية التي تستمر بعد الإنجاب جسمها على إنتاج الحليب بهدف إرضاع المولود، أما عن النساء غير الحوامل، فهذا الهرمون ينظم لهن الدورة الشهرية، وفيما يتعلق بالرجال فمستوياته القليلة في الدم لديهم تؤثر في عملية إنتاج أجسامهم للحيوانات المنوية[١].
يُذكر أن عمل هرمون الحليب لا يقتصر فقط على ما أشرنا إليه أعلاه، فقد وُجد أنه يؤدي ما يزيد عن 300 وظيفة في الجسم موزعة في اتجاهات مختلفة تشمل تأثيرها في الجهاز التناسلي للرجل والمرأة، وفي عملية الأيض وتنظيم السوائل وضبط جهاز المناعة، بالإضافة إلى وظائف أخرى متعلقة بالسلوك[٢].
تحدث حالة زيادة هرمون الحليب عند النساء عندما ترتفع مستويات هذا الهرمون في الدم لدى النساء غير الحوامل عما هو طبيعي، وهذه الحالة تُعد شائعةً بينهن، فنحو ثلث النساء في سن الإنجاب ممن لديهن دورة شهرية غير منتظمة رغم عدم وجود مشكلة في المبيضين يصبن بارتفاع في هذا الهرمون، ويؤدي هذا الارتفاع إلى صعوبة في الحمل لدى المصابة وبدء ثدييها بإنتاج الحليب رغم أنها ليست حاملًا، ويشار إلى أن زيادة هرمون الحليب عند النساء تؤثر على إنتاج أجسامهن لهرمونات أخرى، منها الإستروجين والبروجيستيرون، وهذا قد يُحدث تغيرًا في عملية الإباضة لديهن أو يوقفها تمامًا، كما أنه قد يسبب اضطراب مواعيد الدورة الشهرية، لكن بعض حالات زيادة هذا الهرمون لا تتصاحب مع أي أعراض ويشار إلى أن الرجال أيضًا قد يصابون بزيادة هرمون الحليب، أما عن أعراض هذه الزيادة لديهم، فهي تشمل ضعف الانتصاب وانخفاض الرغبة الجنسية، كما قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بالعقم فإن لم تعالج زيادة هذا الهرمون، فإن إنتاج جسد الرجل من الحيوانات المنوية قد ينخفض أو حتى يتوقف[١].
تعرفي على أسباب زيادة هرمون الحليب عند النساء
توجد أسباب عديدة تؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الحليب لدى النساء، ويُعد الحمل السبب الأهم والأكثر شيوعًا وراء ذلك، أما الأسباب الأخرى فنحو 50% منها يعود إلى وجود ورم في الغدة النخامية، وهو عادةً ما يكون حميدًا، أما الأسباب الأخرى لارتفاع هذا الهرمون فتتضمن ما يأتي[٣][١]:
- الإصابة بتشمع الكبد.
- حدوث كسل في الغدة الدرقية.
- تهيج الجدار الصدري الذي تتضمن أسبابه وجود ندب فيه نتيجةً لعملية جراحية سابقة وارتداء حمالة صدر ضيقة.
- الإصابة بمتلازمة كوشينغ التي تحدث نتيجةً لارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول.
- تشكل ورم في منطقة تحت المهاد في الدماغ أو تعرض هذه المنطقة لصدمة أو للإصابة بالالتهاب.
- استخدام أعشاب معينة، منها الحلبة وبذور الشمر.
- تناول مواد غذائية معينة.
- التعرض للضغط النفسي.
- الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
- استخدام أدوية معينة، أهمها الأدوية الآتية:
- أدوية ارتفاع ضغط الدم.
- حاصرات الهيستامين من النوع 2 التي يستخدمها مصابو حموضة المعدة.
- الأدوية المضادة للاكتئاب.
- الأدوية المضادة للتقيؤ.
- الإستروجين.
كيف تعرفين أنك تعانين من زيادة في هرمون الحليب
إن كنت تعانين من زيادة في هرمون الحليب، فإنك ستلاحظين إصابتك بالأعراض الآتية أو ببعض منها[٣]:
- عدم انتظام مواعيد الدورة الشهرية أو توقفها لديكِ.
- حدوث تغيرات في تدفق دم الدورة الشهرية عما أنت معتادة عليه.
- إصابتكِ بجفاف في المهبل.
- فقدانكِ للرغبة الجنسية.
- إنتاج ثدييك للحليب.
- إصابتك بالألم في الثدي.
فإن لاحظتِ وجود ذلك لديك، فعليك زيارة طبيبتك لإجراء الفحوصات اللازمة لتشخيص زيادة هرمون الحليب لديك، وتبدأ هذه الفحوصات بفحص للدم يقيس مستويات هذا الهرمون، لكن هذا الفحص قد يُظهر ارتفاع مستويات هذه الهرمون لديك إن كنت قد تناولت الطعام قبل وقت قصير من إجرائه أو كنتِ تشعرين بالضغط النفسي، عندها تجب إعادته مرةً أخرى مع الحرص على أن تكوني صائمةً وهادئة الأعصاب، وفي حالة إظهار الفحص الثاني أيضًا وجود ارتفاع في مستوياته، فعندها ستطلب الطبيبة إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ لمعرفة ما إن كان يوجد ورم في الغدة النخامية، كما ستجري لك الطبيبة فحصًا سريريًا للتأكد من عدم وجود أسباب واضحة للأعراض أو وجود إفرازات تخرج من حلمة ثديك، وبعد إتمام كل ذلك تُصبح الطبيبة قادرةً على اختيار العلاج المناسب لحالتك[١].
هل كل حالات زيادة هرمون الحليب تحتاج إلى علاج؟
لا تستدعي جميع حالات زيادة هرمون الحليب عند النساء التدخل العلاجي، فالحالات التي لا تتطلب هذا التدخل تشمل الحالات غير معروفة السبب، والتي تشكل نحو 30% من الحالات عامةً، كذلك الحالات الناجمة عن وجود ورم صغير في الغدة النخامية إن كان الجسم مستمرًا بإنتاج الإستروجين، أما من توقفت أجسامهن عن إنتاج الإستروجين نتيجةً لزيادة هرمون الحليب، فهن بحاجة للتدخل العلاجي لاستعادة القدرة على إنتاجه أو لإمدادهن به، وأهم الحالات التي لا يتدخل العلاج في مواجهتها هي زيادة هذا الهرمون نتيجةً للحمل[١].
أما إن كانت الحالة تتطلب التدخل العلاجي، فعندها يكون العلاج بناءً على السبب وراء زيادة هرمون الحليب. فعلى سبيل المثال، إن كان السبب هو استخدام دواء معين، فعندها يوقف استخدامه وتعطى المصابة دواءً بديلًا له، أما إن كان ناجمًا عن وجود ورم حميد في الغدة النخامية، فالأساليب العلاجية له تتضمن ما يأتي[٤]:
- العلاج الدوائي: وعادةً ما تكون الأدوية المستخدمة في ذلك فعالةً وآمنةً.
- العلاج الجراحي: يُستأصل الورم من خلال عملية جراحية عادةً ما يلجأ الطبيب لإجرائها إن لم ينجح العلاج الدوائي أو أثر الورم سلبًا على البصر.
- العلاج الإشعاعي: إن لم ينجح الأسلوبان المذكوران، فقد يلجأ الطبيب للعلاج الإشعاعي لتقليص حجم الورم.
أسئلة تجيب عنها حياتك
تجيب حياتك فيما يأتي على مجموعة من الأسئلة التي تراود من لديهن زيادة في هرمون الحليب:
هل ارتفاع هرمون الحليب خطير؟
ليس دائمًا، فإن اكتشف ارتفاعه منذ بدايته وبدأت المصابة بتلقي العلاج مبكرًا، فإن احتمالية إصابتها بمضاعفات هذا الارتفاع تقل، أما إن تُرك دون علاج، فقد يؤثر سلبًا على خصوبة المصابة، بالإضافة إلى أنه قد يقلل من كثافة عظامها مما يفضي إلى إصابتها بهشاشة العظام، كما أنه قد يُسبب لها أيضًا ظهور أعراض متعلقة بالجهاز العصبي[٥].
هل ارتفاع هرمون الحليب يُسبب الدوخة؟
لا، فأعراض ارتفاع هرمون الحليب لا تشمل الدوخة، لكن بعض الأدوية التي تُستخدم لعلاج هذا الارتفاع عندما يكون ناجمًا عن وجود ورم في الغدة النخامية قد تسبب الدوخة إن كانت ضمن آثارها الجانبية، ويُعد البروموكريبتين الذي يستخدم منذ أعوام عديدة مثالًا على هذه الأدوية، لكن عادةً ما يكون بالإمكان تجنب هذه الدوخة عبر اتخاذ خطوات معينة كأخذه أثناء تناول الطعام[٦].
هل ارتفاع هرمون الحليب يؤلم الثدي؟
نعم، فكما أشرنا إليه أعلاه، فإن ألم الثدي يقع ضمن الأعراض التي يُسببها ارتفاع مستويات هرمون الحليب لدى النساء، وهذا أمر منطقي، فبما أن هذا الهرمون يؤثر على هرمون الإستروجين ويحفز الثدي على إنتاج الحليب، فإن اضطراب مستوياته عما هو طبيعي سوف يؤدي بكل تأكيد إلى حدوث أعراض مزعجة متعلقة بالثدي[٤].
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "Hyperprolactinemia (High Prolactin Levels)", Reproductive Facts, Retrieved 17-7-2020. Edited.
- ↑ "Prolactin", Your Hormones, Retrieved 17-7-2020. Edited.
- ^ أ ب "What Is Hyperprolactinemia?", Healthline, Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ^ أ ب "Hyperprolactinemia", Hormone Health Network, Retrieved 19-7-2020. Edited.
- ↑ "Hyperprolactinemia and the menstrual cycle", Helloclue, Retrieved 20-7-2020. Edited.
- ↑ "Patient education: High prolactin levels and prolactinomas (Beyond the Basics)", UpToDate, Retrieved 20-7-2020. Edited.