محتويات
قلة النوم
يُشير مصطلح قلة النوم أو الحرمان من النوم إلى عجز الإنسان عن النّوم لساعات كافية يوميًا، فهو ليس مرضًا قائمًا بحد ذاته، إنما ينجم عن الأرق وبعض الأمراض والحالات الطبية المختلفة، وتؤثر قلة النوم سلبًا على نواحٍ عديدةٍ عند الإنسان، إذ يُعاني حينها من النعاس الشديد وتقلب المزاج وتراجع قدرة الجسم على مكافحة الأمراض والعدوى، وعمومًا أصبحت قلة النوم مشكلةً متزايدةً نظرًا لاضطرار كثير من الناس إلى تعديل جدول يومهم لإنجاز أكبر قدر ممكن من العمل، وتُعد أيضًا مشكلةً شائعةً عند المسنين، إذ ينامون ساعات أقل وينامون نومًا خفيفًا مقارنةً بالبالغين والشباب[١].
أضرار قلة النوم
تلحق قلة النوم مجموعة كبيرة من الأضرار بجسم الإنسان، فهي تؤثر على عمل أجهزته المختلفة مثل[٢]:
- القلب والأوعية الدموية: يؤثر النوم على مجموعة من العوامل المساهمة في صحة القلب والأوعية الدموية في الجسم، مثل نسبة السكر في الدم ومستوى ضغط الدم، وللنوم أيضًا دور حيوي في قدرة الجسم على إصلاح القلب والأوعية الدموية وشفائها من الأضرار اللاحقة بهم، لذلك كان الأفراد المصابون بقلة النّوم أكثر عرضةً من غيرهم للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ إذ أشارت دراسة تحليلية عملية إلى وجود تناسب طردي بين الأرق وزيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
- الجهاز الهضمي: تُعرف قلة النّوم بأنها من عوامل الخطر الرئيسة للسمنة وزيادة الوزن عند الإنسان، فالنوم يؤثر مباشرةً على مستويات هرموني اللبتين والجريلين، اللذين يتحكمان بالشعور بالجوع عند الشخص؛ فاللبتين يُعلِم الدّماغ بحصول الجسم على كفايته من الطعام، لكن عندما لا ينام الشخص نومًا كافيًا، فإن مستويات هرمون الجريلين ترتفع في الجسم، وهو معروف بأنه محفز للشهية، مما يفسر إقبال الشخص على تناول وجبات خفيفة من الطعام خلال آخر الليل، كما تؤثر قلة النوم على زيادة الوزن نظرًا لأنها تُسبب شعور الشخص بالتعب عند ممارسة النشاط البدني، فينخفض نشاطه مع مرور الوقت، وتُسبب قلة النوم أيضًا زيادة إفراز الإنسولين بعد تناول وجبات الطعام، وهذا الأمر يُعزز تخزين الدهون في الجسم، ويزيد احتمال الإصابة بسكري النوع الثاني.
- جهاز المناعة: يُنتج الجهاز المناعي خلال عملية النّوم مجموعةً من المواد الوقائية والمكافحة للعدوى مثل السيتوكينات، فهذه المواد تُكافح مسببات العدوى المختلفة مثل البكتيريا والفيروسات، وتساهم السيتوكينات أيضًا في عملية النّوم، وتُعزز طاقة جهاز المناعة في الدفاع عن الجسم وحمايته من الأمراض، لذلك كانت قلّة النوم ضارةً بوظيفة جهاز المناعي، فتقل فعاليته في مكافحة مسببات المرض، مما يؤدي إلى حاجة الجسم إلى وقت أطول للشفاء والتعافي من الأمراض، وتزيد قلة النوم أيضًا من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل السكري.
- الغدد الصماء: يعتمد إنتاج الهرمونات في الجسم على عملية النوم عند الإنسان، فإنتاج هرمون التستوستيرون يتطلب نوم الشخص مدة 3 ساعات دون انقطاع بالحد الأدنى، مما يعني أن الاستيقاظ خلال الليل يؤثر سلبًا على إنتاج الهرمونات، كذلك يؤثر النوم المتقطع على عملية إنتاج هرمون النمو، لا سيما عند الأطفال والمراهقين وهذا الأمر سلبي للغاية نظرًا لدوره في بناء الكتلة العضلية وإصلاح الخلايا والأنسجة، لذلك يستحسن أن ينام الإنسان ساعاتٍ كافيةً نظرًا لأن النوم يُعزز إفراز هذا الهرمون في الغدة النخامية.
أسباب قلة النوم
تشمل قائمة الأسباب الكامنة وراء قلة النّوم كلًا من الأمور التالية[٣]:
- الخيارات الشخصية: يعاني بعض النّاس من قلّة النوم جراء خياراتهم الشخصية وعاداتهم اليومي-ة التي يتبعونها، فلا يخلدون إلى الفراش باكرًا، وإنما يقضون وقتهم مستيقظين لمشاهدة التلفاز أو القراءة أو الدراسة أو العمل على الإنترنت.
- الأمراض: يُصاب الإنسان أحيانًا ببعض الأمراض مثل نزلات البرد أو التهاب اللوزتين، فيعانون حينها من الشخير أو الاستيقاظ المبكر خلال النوم، مما يؤدي إلى معاناتهم من قلة النوم.
- العمل: يؤثر العمل أحيانًا على النوم عند الإنسان، لا سيما إذا كان الشخص يعمل وفق نوبات عمل متغيرة، والأمر ذاته يسري على الأفراد العاملين في مهن تتطلب الانتقال والسفر، مثل موظفي الرحلات الجوية.
- اضطرابات النّوم: تتأثر عملية النوم عند الإنسان بمعاناته من أحد اضطرابات النوم المعروفة، مثل انقطاع النفس النومي أو الشخير أو اضطراب حركة الأطراف الدورية.
- الأدوية: تؤدي التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية، مثل أدوية الصرع أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إلى معاناة الشخص من الأرق.
- عادات النوم: تتأثر عملية النوم نتيجة مجموعة من الأسباب المرتبطة ببيئة النوم، مثل برودة غرفة النوم أو ارتفاع درجة حرارتها، أو وجود جيران مزعجين أو النّوم إلى جانب شخص مصاب بالشخير، كذلك ترجع قلّة النوم أحيانًا إلى بعض السلوكيات الخاطئة عند الشخص، مثل شرب القهوة أو تدخين السجائر قبل النوم أو الاستلقاء على السرير والتفكير عوضًا عن الاسترخاء.
- أسباب أخرى: يعاني بعض النّاس من قلة النوم نتيجة اعتنائهم بأطفالهم أو أقربائهم من كبار السن، فالأطفال الرّضع يستيقظون كثيرًا خلال الليل للتغذية، مما يؤدي إلى استيقاظ الوالدين أيضًا.
أعراض قلة النوم
تتجلى الأعراض الرئيسة لقلّة النوم عند الإنسان في النعاس الشديد طوال اليوم، بيد أنها تتضمن أعراضًا أخرى مثل[٤]:
- المعاناة من التثاؤب.
- المعاناة من التعب والإعياء.
- النسيان.
- صعوبة التركيز على أمر معين.
- زيادة الشهية نحو الطعام، لا سيما الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات.
- الاكتئاب.
- قلّة الحوافز.
- مواجهة صعوبة في تعلم مفاهيم وأمور جديدة.
- تراجع الرغبة الجنسية.
من جهة أخرى تؤثر قلّة النوم على الأطفال بطرق مختلفة عن البالغين؛ فالأطفال النُّعّس تزداد حركتهم عوضًا عن تراجعها، وتشمل أعراض قلّة النّوم لديهم ما يأتي[٣]:
- تقلب المزاج وسرعة التهيّج.
- المعاناة من نوبة الغضب.
- نزوع الطفل إلى الانفعال العاطفي عند أدنى استفزاز.
- الإفراط في النشاط والسلوك والحركة.
- أخذ قيلولة خلال النّهار.
- المعاناة من الترنّح عند النهوض من السرير.
- عدم النهوض من السرير صباحًا.
عدد ساعات النوم اليومية
يعتمد عدد ساعات النوم المثالي على عمر الشخص، لذلك حددت المؤسسة الأمريكية للنوم عدد الساعات المثالي موزعةً على الفئات العمرية التالية[٤]:
- الرّضع حتى عمر 3 أشهر يحتاجون إلى النوم مدةً تتراوح بين 14-17 ساعةً.
- الرّضع بين عمر 4-11 شهرًا يحتاجون إلى النوم مدةً تتراوح بين 12-15 ساعةً.
- الأطفال الصغار بين عمر 1-2 سنة يحتاجون إلى النوم مدةً تتراوح بين 11-14 ساعةً.
- الأطفال بين عمر 3-5 سنوات يحتاجون إلى النوم مدةً تتراوح بين 10-13 ساعةً.
- الأطفال بين عمر 6-13 يحتاجون إلى النوم مدةً تتراوح بين 9-11 ساعةً.
- المراهقون بين عمر 14-17 يحتاجون إلى النوم مدةً تتراوح بين 8-10 ساعات.
- البالغون بين عمر 18-64 سنةً يحتاجون إلى النوم مدةً تتراوح بين 7-9 ساعات.
- كبار السن فوق عمر 65 سنةً يحتاجون إلى النوم مدةً تتراوح بين 7-8 ساعات.
المراجع
- ↑ "Sleep Deprivation", columbianeurology, Retrieved 2019-12-11. Edited.
- ↑ "The Effects of Sleep Deprivation on Your Body", healthline, Retrieved 2019-12-11. Edited.
- ^ أ ب "Sleep deprivation", betterhealth, Retrieved 2019-12-11. Edited.
- ^ أ ب "What to know about sleep deprivation", medicalnewstoday, Retrieved 2019-12-11. Edited.