الغثيان هو الشعور بعدم الراحة في أعلى البطن والحاجة للتقيؤ، ويعتقد البعض أنّ مسببات الغثيان فقط هي الأرق أو الضغوطات النفسية التي تؤدّي للقلق والتوتر، اضطرابات النوم، أعراض الحمل عند المرأة، تناول بعض الأدوية أو المضادات الحيوية، دوار البحر أو الحركة، التدخين، وأنّ الغثيان عارض مؤقت. لكنّ الحقيقة أنّ الغالبية العظمى يعانون منه بشكل مستمر ودائم. والغثيان المستمر هو مؤشر لوجود مرض عضوي عند من يعاني منه.
والأمراض المزمنة هي عادةً المسببة للغثيان المستمر منها: فقر الدم الذي يسببه نقص الهيموجلوبين في الدم، أمراض الأذن الداخلية خاصةً الوسطى، حالات التسمم الغذائي، الالتهاب الكبدي الوبائي، حصوات المرارة أو التهاب المرارة، قرحة المعدة أو الأمعاء أو التهاب المعدة الفيروسي، الارتجاع المِعديّ المريئيّ، العلاج الكيميائي، الحساسيّة من بعض الأطعمة، الصّداع النصفيّ، التهاب البنكرياس أو الكبد، متلازمة التقيؤ الدوري التي تعدّ نادرة وهي غير معروفة السبب، تصيب الإنسان فجأة فيشعر بالمرض والتوعك والرغبة بالتقيؤ وتستمر لساعات أو أيام ثم تختفي ثم تعود مرة أخرى وهكذا، وقد تلازم الإنسان لأسابيع أو شهور أو طيلة عمره، لذلك يتناول المريض خلالها علاج مناسب باستشارة طبية ليقاوم الهجمات التي يتعرّض لها جسد المريض.
وقد ربطت بعض الدراسات الغثيان المستمر أيضًا بنقص البوتاسيوم في الجسم، ومن الأعراض المرافقة للغثيان التي تدل على نقص البوتاسيوم: الشعور بالإرهاق والإعياء الشديد، والدوار الذي يصاحبه صداع، ووجع البطن والإمساك. وهناك بعض الأعراض الخطرة مثل: عدم انتظام ضربات القلب أو المشاكل في الدورة الدموية أو الشلل في بعض عضلات الجسم.
وهناك أعراض كثيرة يشعر بها المريض قد ترافق إحداها أو بعضها أو جميعها الغثيان منها: الصُّداع أو الحُمّى أو الإسهال أو الغازات أو الرَّغبة في التقيؤ أو الإحساس بالدَوْخة والدُوار أو الآلام في البطن والمَعِدَة أو الجفاف في الفم أو التناقص في كمية البول.
كذلك هناك أعراض مصاحبة للغثيان تعدّ ناقوسًا خطرًا؛ لأنّها تشير لوجود مرض خطير وهي: القيء المصاحب للدم أو مادة صفراء، فقدان الوزن، ألم حاد في البطن، الحُمّى وتصلب الرقبة، ظهور الطَّفح الجلدي، زيادة الضعف وفقدان الوعي، القَيْء المستمر والمتفاقم لمدّة 48 ساعة، الارتباك والخمول، سرعة النبض، صعوبة في التَّنفس، التعرق المُفرط، الإغماء.
ويمكن السيطرة على الغثيان بتناول الأدوية المناسبة بعد استشارة الطبيب. ويجب عدم إهمال حالات الغثيان المستمرة لألا تُحدث جفافاً عند المريض، وفي حالات الغثيان والقيء المستمرة يجب عدم الإهمال في تناول الكمية المناسبة من السوائل.
كما يمكن السيطرة على الغثيان المستمر من خلال تنظيم الوجبات وتناول بعض الوجبات الخفيفة الغنيّة ببعض العناصر الغذائية التي تخفف من الغثيان وتقضي عليه في حالات أخرى كالألياف ومنها: التفاح والخُضار النَّيئة كالجزر والخيار؛ لأنَّ الألياف تقاوم المواد الكيميائيّة المُسبّبة للغَثيان وتطردها من الجسم. كذلك ينصح في حالات الغثيان تناول الموالح أو الخبز المحمّص وذلك لاحتوائها على النشويات التي تقوم بامتصاص الأحماض المهيجة للمعدة لتهدئتها..