محتويات
لماذا تسبب ألعاب الفيديو الإدمان؟
إدمان ألعاب الفيديو حالة صحّيّة عقليّة حقيقيّة تؤثّر على ملايين الأشخاص والأطفال حول العالم، وتُعرّفه منظّمة الصّحّة العالميّة بأنّه نمط من سلوك اللّعب المستمرّ أو المتكرّر، والذي قد يكون عبر الإنترنت أو من غير اتّصال بالإنترنت، ويتجلّى من خلال ضعف التّحكّم بالألعاب، وزيادة الأولويّة المُعطاة للألعاب إلى الحدِّ الذي تكون فيه للألعاب الأسبقيّة على المصالح الحياتيّة الأخرى، والأنشطة اليوميّة، واستمرار الألعاب أو تصعيدها على الرّغم من حدوث عواقب سلبيّة[١].
توجد العديد من الأسباب التي تجعل الألعاب مُسبِّبَة للإدمان، منها أنّها تُصمّم لتكون مسبِّبة للإدمان باستخدام علم النّفس السّلوكيّ الحديث؛ لإبقاء المُستخدمين عالقين فيها؛ فالألعاب التي تعتمد على مراحل من المغامرات توفّر للّاعب كمّيّة عالية من الدّوبامين، ويمكن أن يسبّب التّعرّض المفرط لهذا المستوى من التّحفيز تغييراتٍ هيكليّةً في الدّماغ، كما أنَّ الألعاب تجعل اللّاعب يعيش في عالم يتوقّع فيه إشباعًا فوريًّا، ومن السّهل اللّعب لساعات وساعات دون ملاحظة مرور الوقت، بالإضافة إلى أنّها تسمح للّاعب بالهروب من الواقع ورؤية التّقدّم وقياسه، وهي ألعاب اجتماعيّة وتخلق بيئة تُشعِر اللّاعب فيها بالأمان والسّيطرة، كما أنَّ مطوّري الألعاب ينشرون ميّزات تصميم اللّعبة التّلاعبيّة، مثل عمليّات الشّراء داخل التّطبيق، والمعاملات الدّقيقة، والألعاب تُسبّب الإدمان لأنّ شركات الألعاب تريد ذلك وتنفق عليه مليارات الدّولارات، وكلّما زاد عدد الأشخاص الذين يرتبطون بالألعاب، زاد المال الذي يكسبونه[١].
علامات لإدمان ابنكِ على ألعاب الفيديو
إذا كان ابنكِ يقضي وقتًا مفرطًا في ممارسة ألعاب الفيديو، عليكِ أن تبحثي عن أعراض الإدمان لديه، وإليكِ بعض هذه العلامات والأعراض[٢]:
- الانشغال المفرط: إذا كان ابنكِ يعاني من إدمان ألعاب الفيديو، سيكون منشغلًا باللّعبة حتّى عندما يكون بعيدًا عنها، وألعاب الفيديو ضارّة إذا كان المراهق كثير الانشغال بها.
- الافتقار للتّحكّم: لا يستطيع ابنكِ إذا كان مدمنًا على ألعاب الفيديو أن يتحكّم بمقدار الوقت الذي يقضيه عليها، وقد يبدأ اللّعب بنيَّة قضاء 20 دقيقة فقط، لكنّ المدّة تطول إلى ساعات، وهذا يؤثّر على دراسته وهواياته الأخرى.
- إهمال أشياء أخرى في الحياة: إذا فضّل ابنكِ البقاء في المنزل وممارسة الألعاب، وإذا كان أداؤه ضعيفًا أيضًا في الدّراسة فإنّه يُعاني من إدمان ألعاب الفيديو.
- التّبذير: قد يصرف ابنكِ جميع أمواله لشراء عناصر الألعاب، أو لترقية حُزم البرامج والأجهزة والملحقات باستمرار، ولا يمانع من دفع أيِّ تكاليف لذلك.
- الهجومية: لا يُريد ابنكِ المدمن على الألعاب مناقشته فيها أبدًا، ويستهزئ بكِ عند سؤاله عن الوقت الذي يقضيه في الألعاب، وهذا مؤشّر على أنّ وجود خطأ ما، خاصّة إذا بدا غير مهتمٍّ بأنّ أصدقاءه وعائلته يشعرون بأنّهم مهمَلون من حياته.
- تغيُّر السّلوك: قد يتغيَّر سلوك ابنكِ كثيرًا إذا أصبح مدمنًا على ألعاب الفيديو، ويجب أن تتدخّلي إذا أظهر ابنكِ اثنين أو ثلاثة من الأنماط السّلوكيّة المذكورة أعلاه.
كيف تحلّين مشكلة إدمان ابنكِ على ألعاب الفيديو؟
يمكن أن يكون لألعاب الفيديو الكثير من الفوائد، ومع ذلك عندما يكون لعبُ ابنكِ لألعاب الفيديو مفرطًا لدرجة أنّه يسبب تأثيرات سلبيّة عليكِ التّفكير بجدّيّة في تحديد وقت لعبه، وإليكِ بعض النّصائح لكسر إدمان ألعاب الفيديو عند ابنكِ[٣]:
- تحدّثي إلى طفلكِ لوضع ألعاب الفيديو الخاصّة به في منظورها الصّحيح، واشرحي له أنّها وسيلة ترفيه، وليست محور حياته، واجعليه يدرك أنّ النّجاح في عالم الألعاب أمر افتراضي أو خياليّ، ولا علاقة له بنجاحه في الحياة الحقيقيّة، ومن الأفضل له أن يكسب نقاطًا في الحياة الواقعيّة، عن طريق تعلُّم مهارة جديدة، والحصول على درجات مرتفعة في المدرسة.
- حدّدي وقتًا مناسبًا لطفلكِ للّعب باعتدال والوقت المناسب يكون ساعة يوميًّا، وساعتين إلى ثلاث كحدٍّ أقصى في العطلة.
- ضعي قواعد محدّدة للوقت المحدّد للألعاب، وكوني حازمة بشأن ذلك، ووضّحي لطفلكِ على وجه التّحديد مقدار الوقت الذي يُسمح له باللّعب فيه، وتأكّدي من أنّكِ تفرضيه بحزم؛ لأنّ التّساهل معه من حين لآخر سيجعله لا يأخذ القواعد على محمل الجدِّ.
- عرّفي ابنكِ بعواقب عدم اتّباعه للقواعد، ويمكنكِ منعه من اللّعب أسبوعًا إذا تجاوز الحدّ الزّمنيّ المسموح به.
- اجعلي وقت اللّعب مكافأة، أي اجعليه مرهونًا بتحقيق أهداف ابنكِ في فترة معيّنة، مثلًا يمكنكِ السماح لطفلكِ باللّعب في أيّام المدرسة إذا كانت درجاته جيّدة، وإذا لم تكن كذلك يمكنه اللّعب فقط في نهاية الأسبوع.
ما هي أضرار ألعاب الفيديو على ابنكِ؟
إدمان ألعاب الفيديو مماثل لغيره من أنواع الإدمان من حيث كمّيّة الوقت الذي يقضيه ابنكِ في اللّعب، وارتباطه العاطفيّ القويّ باللّعبة، وأنماط الصّعوبات الاجتماعيّة التي يعاني منها، وكما هو الحال مع أيِّ إدمان آخر، إذا بدأ الإدمان عند طفلكِ في سنٍّ صغيرة، يزيد احتمال تطوير سلوكيّات شبيهة باللّعبة، وتوجد مجموعة من الاستجابات المختلفة للنّشاط، مثل عدم القدرة على تقليل الوقت الذي يقضيه في اللّعب، أو المعاناة من الرّغبة الشّديدة في اللّعب، وعندما يكون لعب اللّعبة إدمانيًّا، فإنّها ستأخذ مكانها في حياة ابنكِ كطريقة رئيسيّة للتّعامل مع الحياة، مع إهمال أو تعطيل أشياء مهمّة أخرى من حياته نتيجة لذلك[٤]، بالإضافة إلى هذه السّلوكيّات الإدمانيّة، توجد العديد من الآثار الضّارّة ذات الصّلة باستخدام ألعاب الفيديو، ومنها[٤]:
- زيادة خطر النّوبات النّاتجة عن الضّوء، والاضطرابات العضليّة الهيكليّة في الأطراف العلويّة، وزيادة معدّل التّمثيل الغذائيّ.
- زيادة الأفكار والسّلوكيّات العدوانيّة، خاصّة إذا كان ابنكِ تحت سنِّ 10 سنوات.
- انخفاض سلوكيّات ابنكِ التّعاونيّة في التّفاعلات الاجتماعيّة.
- تُظهِر الأبحاث التي أجريت مع الأشخاص المدمنين على ألعاب الفيديو أنّ الصّحّة العقليّة والأداء الإدراكيّ لديهم ضعيف، بما في ذلك ضعف التّحكّم بالاندفاع، وظهور أعراض التّوحّد، مقارنة بالأشخاص الذين ليس لديهم إدمان ألعاب الفيديو.
- يعاني ابنكِ المدمن على ألعاب الفيديو من صعوبات عاطفيّة متزايدة، بما في ذلك زيادة الاكتئاب والقلق، وزيادة شعوره بالعزلة الاجتماعيّة، ومن المرجّح أن يواجه مشكلات في استخدام الموادّ الإباحيّة على الإنترنت.
المراجع
- ^ أ ب "What Causes Gaming Addiction?", gamequitters, Retrieved 12-7-2020. Edited.
- ↑ SUDIPTA JANA (3-7-2020), "Symptoms Of Video Game Addiction"، momjunction, Retrieved 12-7-2020.
- ↑ "How to Break Your Child’s Video Game Addiction", raisesmartkid, Retrieved 12-7-2020. Edited.
- ^ أ ب Elizabeth Hartney (16-5-2020), "How Is Video Game Addiction Like Other Addictions?"، verywellmind, Retrieved 12-7-2020. Edited.