محتويات
هل تؤثر المخاصمة على نفسية طفلكِ عند معاقبته؟
عندما تبحثين عن تعريفٍ للاعتداءِ العاطفي على الأطفال، ستجدينَ أنّ مخاصمةَ طفلكِ أو ما يُطلق عليهِ أحيانًا اسم العلاج الصامت، تُعد نوعًا من أنواع الإساءة العاطفية لهُ، ويتمثّل عقاب الطفل بهذهِ الطريقةِ بِرفض التحدث إليه، أو حتى الاعتراف بِوجوده، من خلال التزام الصمت تجاهه، وقد يعبر الطفل المُخاصم بدورهِ عن استيائهِ وغضبهِ من هذا العقاب بِصوتٍ عالٍ، ولا يقتصر عقاب الطفل بِمخاصمتهِ على الأمِّ فقط، بل قد يتوقّف الأب عن التحدّث إلى طفلهِ لِمعاقبته، ويعودُ سبب مخاصمة الوالدين لِطفلهم بسببِ أنّهُ لم يكن عندَ حِسن ظنّهم، فقد تتوقّع الأم من طفلها إنجاز عملٍ روتينيٍّ أو مهمّة دونَ أن تطلب منهُ ذلك، وعندما يفشل الطفل في تلبيةِ توقّعاتِها، فستُقدم على مخاصمتهِ لِفترةٍ طويلة، ومن الأسباب الأخرى التي تدفع الأم لِمخاصمةِ ابنها، هوَ عدم رضاها عن كلامٍ تفوّهَ بهِ طفلها، مثل انتقادهِ لِنوعِ وجبةِ طعامه، وقد تُعاقب الأم طفلها بِعدمِ التحدّثِ إليه لِفترةٍ طويلة إذا لم ينتبه الطفل أو يتفاعل بِحماسٍ مع الكلام الذي تقولهُ والدته.
كل هذهِ الأمثلة وغيرها من التصرّفات التي تدعوكِ لِمخاصمِة طفلكِ هيَ سلوكيّات طبيعية لدى معظم الأطفال، فمن البديهي أن ينسى الطفل القيام بالأعمال المنزلية، أو أن يرفض طفلكِ تناول وجبةِ الطعام لأنها لم تعجبه، وقد لا يهتم طفلكِ كثيرًا بِما يحدث معكِ، لِذلك لا يجب عليكِ أن تُحمّلي طفلكِ مسؤوليّاتٍ أو توقّعاتٍ أكبر من عمرهِ وقدراته، وعليكِ أيضًا تقديم الحب والدعم غير المشروطَين لِطفلكِ، وعقابكِ لِطفلكِ المُسيء بِمخاصمتهِ يتعاكس تمامًا مع إعطائهِ الحب والدعم العاطفي، فمخاصمةُ الطفل تعد فكرةً مرعبةً بالنسبةِ له، إذ لا يُمكنهُ ممارسة حياتهِ اليومية ونشاطاتهِ دونِ توجيهاتكِ ورعايتكِ، كما أن مخاصمة طفلكِ تُرسل رسالةً لهُ مفادها بأنّهُ لا يعيشُ بأمان، وبأنّكِ لن تكونينَ موجودةً إلى جانبه في أيِّ وقت، وهذا ما يُسبّب ضررًا شديدًا على نفسيّةِ طفلكِ، فعدم استماعكِ وتجاهلكِ لِطفلكِ أمر خاطئ وقاسٍ ومؤذٍ لِمشاعرهِ وقد يصيبهُ بأضرار عقلية وليست فقط نفسية[١].
هل يكون تأثير كرسي العقاب على طفلكِ سلبيًّا كتأثير العقاب بالمخاصمة؟
إنَّ الحفاظ على هدوئكِ والتحكّم بانفعالاتكِ حينَ يُسيء طفلكِ التصرّف هو المفتاح الصحيح لتُعالجي خطأ طفلكِ دونِ أن يكونَ لِعقابكِ تأثير سلبي عليه، ويُعد جلوس طفلكِ على كرسي العقاب أسلوبًا سليمًا للِتربيةِ، فهوَ يمنح طفلكِ وقتًا للراحة والتفكير في الخطأ الذي ارتكبه، ويمنحكِ أنتِ الفرصة لِتهدئي، فعندما يُسيء طفلكِ التصرّف، أو يُخالف إحدى قواعد المنزل، يجب عليكِ شرح الخطأ الذي ارتكبه، وإخباره بأنَّ سلوكه غير مقبول، وحذريهِ بصوتٍ هادئٍ وليسَ غاضبٍ، وبِنغمةٍ منخفضة وواثقة، بأنَّ تكراره لِهذا التصرّف سيدفعكِ إلى اللجوءِ إلى كرسي العقاب حتى لا يُكرّر سلوكه السيء، وفي حالِ كرّر طفلكِ تصرّفهُ السيء فيجب عليكِ وضعهُ على كرسي العقاب، وهو جلوسِ طفلكِ وحده في غرفته، أو في مكانٍ منفصلٍ عنكِ، بعدَ أن تشرحي لِطفلكِ سبب تواجدهِ ومدّةِ إقامته على كرسي العقاب، وكلّما زادَ عمر طفلكِ سيزيد وقت جلوسهِ على كرسي العقاب دقيقةً واحدة، وعندما يُكمل طفلكِ الوقت المّحدّد، اطلبي منهُ أن يعتذر منكِ، وبعدها امدحيهِ بِحرارةٍ وقبّليهِ واشكريه، وقولي لهُ ارجع إلى ما كنتَ تفعله، وانسي ما حدث، ولِكرسي العقاب أثر إيجابيّ على طفلكِ، فهوَ يزرع فيهِ تحمّل مسؤولةِ أفعاله[٢].
أمّا مخاصمتكِ لِطفلكِ عندما يُسيء التصرف فهيَ طريقة مُسيئة لِعقابهِ، وهذا بِعكس ما قد تعتقدين، فقد تعتقدينَ أنَّ مخاصمة طفلكِ طريقة سليمة لعقابهِ، كونها غير مؤذية جسديًّا لطفلكِ، ولكن في الحقيقة فإنَّ مخاصمة الطفل تُعد شكلًا من أشكال الاعتداء العاطفي عليه، وليسَ بالضرورةِ أن تكون الاعتداءاتِ جسديّةً أو لفظية، كما تُعد المخاصمة شكلًا من أشكال الإساءة العقلية والنفسية لطفلكِ، فغالبًا ما يشعر الطفل المُخاصم بأنّهُ غير مرغوب به[٣].
أخطاء شائعة عند تأديب طفلكِ يجب عليكِ تجنّبها
تلجأ معظم الأمهات إلى معاقبةِ طلفها في حال تصرّف بطريقة مُسيئة، ولكن توجد بعض الأخطاء التي من الممكن ارتكابها عند تأديبِ الطفل، والتي منها ما يلي[٤]:
- الصراخ: قد تلجأ بعض الأمهات إلى الصراخ على طفلها عند غضبها منه، ولكن عليكِ أن تعلمي أنَّهُ لا يجب استخدام الصراخ على طفلكِ كوسيلةٍ للاتصال معه، فالطفل سيُقلّد هذا السلوك في تواصلهِ معكِ ومع الآخرين، بالإضافةِ إلى أنَّ الصراخ هو شكل من أشكال إرعاب طفلكِ، وهيَ وسيلة غير مُفيدة في التربية، وبدلًا من ذلك عليكِ التحدّث إلى طفلكِ بهدوء.
- التهديدات الفارغة: إنَّ اتباعكِ لأسلوبِ التهديدات الدائمة والفارغة لِطفلكِ سيتسبّب على المدى الطويل في زعزعةِ ثقةِ طفلكِ فيكِ، ولن يُصدّق كل ما تقولينه، وبدلًا من ذلك اشرحي لطفلكِ بأنكِ غاضبة منه، واقترحي عليهِ أن يتصرّف بطريقةٍ أفضل.
- الضرب: قد تظنُّ بعض الأمهات أنَّ الضرب وسيلة سليمة للتصرّف مع طفلها عندما يُخطئ، وهذهِ الفكرة غير صحيحة تمامًا، فعندما تضربينَ طفلكِ عندما يُخطئ فهوَ لن يُعيد ارتكاب الخطأ نفسه لِخوفهِ من التعرّض للضّربِ مرّةً أخرى، كما أن له تأثيرًا سلبيًّا على صحةِ طفلكِ الجسدية والعاطفية والنفسية، وبدلًا من ضربِ طفلكِ يجب عليكِ تبديل هذهِ العقوبة بحلولٍ منطقيّةٍ أخرى، لتضعي حلًّا لِتصرف طفلكِ الخاطئ.
- مخاصمة الطفل: إنّ عدم تحدّثكِ إلى طفلكِ حينَ يُسيء التصرّف قد يجعلهُ يتوقّف عن سلوكه السيئ، ولكن هذا الأسلوب غير جيّد في تربيةِ الأطفال، ويجعل طفلكِ غير مرتاح.
- تجاهل مشكلات الطفل: إنَّ تجاهلكِ لِمشكلات طفلكِ وعدم معالجتها سيدفعهُ إلى حل مشكلاتهِ بِمفرده، وهذا الأمر قد يُدمّر طفلكِ بِمرور الوقت.
تعرّفي على الطرق الصحيحة والسليمة لتأديب طفلكِ
إذا أردتِ اتباع الطرق السليمة لِتربيةِ طفلكِ فعليكِ أخذ بعض النصائح والقواعد التي ستساعدكِ على تنمية شخصية طفلكِ وقدراتهِ، وغرس ثقتهِ بِنفسه، ومن هذهِ الطرق ما يأتي[٥]:
- شجّعي مهارات طفلكِ الخاصة، فالعديد من الأطفال لديهِم مواهب خاصة وفريدة، والمطلوب منكِ تنمية مهارات طفلكِ ومواهبه بإلحاقهِ بدروسٍ تُعزّز هذهِ المواهب، حتى تُعطي لِطفلكِ فرصةً للتطورِ الجسدي والفكري، وتُساعديهِ على إيجادِ هويته.
- امدحي طفلكِ وأثني عليه، إذ إنَّ مدحكِ لطفلكِ سَيؤثر إيجابًا على سلوكه، ويدفعهُ إلى المزيد من التعلّم والتطوّر.
- راعي أنماط التعلّم المختلفة للأطفال، فقد يحتاج طفلكِ إلى بيئةٍ خاليةٍ من الضوضاء عند أدائهِ لواجباتهِ المنزلية، وقد لا يستطيع أداءِ واجباتهِ إلّا في جوٍّ عائلي، وتكمن الحيلة في الانتباه إلى الطريقة التي يتعلّم بها طفلكِ تعلّمًا أفضل، حتى تتمكّني من تحديد أسلوب التعلّم الخاص به، وتُساعديهِ في تطوير ذكائهِ واكتسابهِ للمعلومات المفيدة.
- احرصي على القراءة لطفلكِ في مرحلةٍ مبكرة، لأنَّ القراءة تُشجع طفلكِ على تطويرِ لغتِه وتنميةِ مهاراتِ القراءةِ لديه، ممّا سيُساعدهُ على النجاحِ والتفوّق في المدرسة، لذلك يجب عليكِ أن تبدئي بقراءةِ القصصِ والكتبِ المناسبة لِعمر طفلكِ في سنٍّ مبكرة من عمره.
- حدّدي وقتًا معيّنًا لنومِ طفلكِ كلّ ليلة، لأنَّ أخذ الطفل لِساعاتٍ كافيةٍ من النوم سيُساعده على البقاءِ مُتيقّظًا طوال يومه، دونِ شعورهِ بالتعبِ أو الإرهاق.
المراجع
- ↑ Veronica Jarski (12-6-2020), "THE INVISIBLE SCAR"، theinvisiblescar, Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ↑ "The Naughty Step - what is it and how does it work?", supernanny,12-6-2020، Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ↑ Karime Salas (12-6-2020), "The Silent Treatment Is a Damaging Way to Punish Children"، affinitymagazine, Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ↑ Astrid Van Den Broek (12-6-2020), "6 discipline fallbacks… and how to fix them!"، todaysparent, Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ↑ Amy Capetta (12-6-2020), "7 Ways to Raise a Well-Rounded Kid"، parents, Retrieved 12-6-2020. Edited.