ما هي أسباب صراخ الطفل المستمر؟

ما هي أسباب صراخ الطفل المستمر؟

مشكلة صراخ طفلكِ المستمرّ

قد تُعاني معظم الأمهات من مشكلة صراخ أطفالهن المُتكرر والمُستمر، والتي قد تُسبب لهن حرجًا وإزعاجًا، وخاصةً إذا كان طفلكِ في الأماكن العامة، فقد يتعاطف بعض الموجودين معكِ ويُبررون موقفكِ ويستوعبونه، في حين أنّ البعض الآخر قد ينزعج من هذا الموقف، وتبدأ نظراته تتجه جميعها إليكِ، لتشعري بالحرج وتحاولي تهدئة طفلكِ، فالأطفال عادةً يجدون الصراخ طريقة جيّدة للتواصل مع الآخرين، والحصول على ما يريدون، فترين طفلكِ يصرخ لأنّه لا يُريد ارتداء هذا الحذاء، أو لأنّكِ خرجتِ وحدكِ، وغيرها العديد من الأسباب، وقد يكون صراخ الأطفال تعبيرًا عن سعادتهم وبهجتهم، أو لطلب الانتباه الكامل، أو بسبب غضبهم من شيء ما، وغيرها من الأسباب المتنوعة، وسنتناول في هذا المقال أسباب صراخ الطفل، وكيفيّة التعامل مع صراخ طفلكِ، بالإضافة لبعض الألعاب التي يُمكنكِ اتّباعها لتهدئة طفلكِ[١].


لماذا يصرخ طفلكِ باستمرار؟

قد تختلف الأسباب التي تجعل طفلكِ يصرخ باستمرار، وبالرغم من أنّ موضوع الصراخ مؤذٍ ومُزعج جدًّا لمن حوله، ولكنّه قد يكون طبيعيًّا في هذا العمر، فالأطفال عادةً يستمتعون بتجربة كل ما هو جديد ومُكتشف للتوّ، لذلك يُلجؤون لإصدار أصوات مرتفعة وعاليّة ويصرخون دائمًا، فقد يكون ذلك من أجل الشعور بالمتعة واللعب فقط، ولكن ماذا لو كان طفلكِ يصرخ باستمرار وبطريقة مُبالغ بها، فالأطفال بطبيعتهم لديهم قدرة قليلة على التحكّم باندفاعاتهم وردة فعلهم حيال موقف مُعيّن قد يزعجهم، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على التحكّم بصوتهم ومستوى ارتفاعه من الأساس، لذلك فقد يجدونها الطريقة المُثلى للتعبير عمّا يدور في خاطرهم أو ما يُزعجهم، وقد يكون أطفالكِ غير قادرين على التكيّف أو لا يعرفون كيفيّة التصرّف في الأماكن العامّة، في حين أنّ بعض الأطفال قد يواجهون مشكلة في التواصل مع الآخرين، وقد تكون مهارات الاتصال لديهم محدودة جدًّا، لذلك يعتقدون أنّ الطريقة الوحيدة للتعبير عن رأيهم وجعل الآخرين ينتبهون لهم ويسمعونهم هو الصراخ؛ إذ يعتقدون أنّ صرخة واحدة قد تكون بمئة كلمة[٢].


إليكِ هذه الخطوات لتتعاملي مع صراخ طفلكِ المستمر

يُعدّ صراخ الأطفال أمرًا محبطًا للغاية ومصدرًا للإزعاج خاصةً عندما لا يقبل طفلكِ الاستماع إليكِ، ومن المعروف عن الأطفال أنّ تصرفهم يختلف في المدرسة عن المنزل؛ فهم يشعرون أنّهم يستطيعون إطلاق العنان لمشاعرهم بوجود والديهم، لذلك نحن نقدم لكِ أهم الخطوات التي قد تُساعدكِ في التعامل مع طفلكِ عندما يبدأ بالصراخ[٣][٢]:

  • تعلمي طرق التعبير العاطفي؛ فالأطفال الصغار بطبيعتهم لا يكون لديهم الكثير من الطرق للتعرّف على عواطفهم والتعامل معها، وعادةً ما يلجؤون لإطلاق نوبات من الصراخ والبكاء والغضب، لذا عليكِ مساعدة طفلكِ في التعرف على عواطفه ومشاعره وفهمها وتعليمه طرقًا أفضل للتعبير عنها والتعامل معها، ولا يُعدّ التواصل مع الطفل أثناء الصراخ وقتًا مناسب للتحدّث إليه وتعليمه ذلك، فسوف يزداد في صراخه وبكائه، لذا عليكِ اختيار اللحظات التي يكون فيها طفلكِ هادئًا، ويكون تعليم الطفل باستخدام العواطف التي يشعر بها أو حتى عواطفكِ ومُشاعركِ، مثل أن تقولي له أمك متعبة بسبب العمل في البيت أو أي شيء آخر.
  • تعلمي أسلوب التعزيز التفاضلي؛ إذ تعد هذه الطريقة من الطرق الفعالة في تعليم طفلكِ كيف يميل للتخفيف من الصراخ، وتكمن الفكرة في الموضوع بتجاهلكِ لطفلكِ أثناء الصراخ أو عندما يفعل شيئًا خاطئًا ولكن لا يُشكّل خطرًا عليه، وفي المقابل أظهري إعجابكِ به عندما يكون هادئًا أو يفعل شيئًا صحيحًا، وعليكِ أيضًا أن تكوني إيجابيةً مع طفلكِ، على سبيل المثال إذا فعل الطفل عملًا جيدًا عليكِ أن تمدحيه فورًا وتخبيره أن هذا العمل رائع مع الانتباه لضرورة أن يكون صوتكِ لطيفًا معه وهادئًا، أو أشكركِ لأنك كنت هادئًا اليوم ولم تصرخ، ولكن إذا لم تحصلي على نتيجة جيده معه يمكنكِ اللجوء للطبيب المختص.[٣]
  • تجنّبي الصراخ على طفلكِ أثناء صراخه لمحاولة تهدئته وجعله يتوقّف عن البكاء أو الصراخ، واخفضي صوتكِ في الحديث معه؛ إذ يُمكنكِ التعامل معه من خلال النظر في عينيه والهمس في أذنه بصوت هادئ لمحاولة تهدئته، فقد يجذبه الأسلوب الهادئ أكثر ويجعله فضوليًّا أكثر لمعرفة ما تُريدين قوله.
  • تخلّصي من صوت الضوضاء في المنزل أثناء بكاء طفلكِ وصراخه، فإذا كان صوت التلفاز أو الراديو مرتفعًا ويُشكّل مصدر إزعاج أو ضجيج بالإضافة لإزعاج طفلكِ، فاخفضي أصوات الضوضاء كاملةً أو أوقفيها تمامًا.
  • علمّي طفلكِ تغيير نبرة صوته داخل المنزل وخارجه؛ إذ يُمكنكِ تعليمه مثلًا أن صوته داخل المنزل يجب أن يكون منخفضًا، ولكن لا بأس أن يرفع صوته قليلًا في الفناء الخارجي أو في حديقة المنزل، وأمّا إذا كان طفلكِ في مكان عام مُغلق في مطعم مثلًا، ولم يستجب لموضوع نبرة الصوت، وكان صوته عاليًا بالصراخ، فيُمكنكِ اصطحابه خارج المطعم مثلًا، وجعله يخرج صوته العالي قليلًا ولكن دون أن يُشكّل مصدرًا للإزعاج، فقد يُساعده ذلك على تقليل نوبة غضبه وامتصاصها، واحرصي على مدح طفلكِ جيدًا عندما يستخدم صوته المنخفض في الوقت والمكان المُناسب لتشجعيه على ذلك.[٢]


من حياتكِ لكِ

قد تتساءلين عن أهم الأفكار لألعاب بسيطة تعلم طفلكِ التحكم بنفسه ومشاعره، وهذه الألعاب تساعد طفلكِ في تنظيم حياته عن طريق التحكم بانفعالاته وتحركاته، وتساعد الألعاب التي تعتمد على الفوز والخسارة على تنمية روح التسامح عند الأطفال خاصة عندما لا تسير الأمور كما خططوا لها، وتُساعد الألعاب أيضًا على تنمية الترابط بينكِ وبين أطفالكِ[٤]:

  • الرقص: حضّري أنتِ والأطفال الصغار حفلة موسيقية وأخبريهم أن يتوقفوا فورًا ويبقوا ثابتين عند توقف الموسيقى، وأن يعودوا للحركة عن تشغيلها.
  • إشارة المرور: في هذه اللعبة يأخذ أحد الأطفال دور شرطي المرور ويتجه لجهة الحائط، ويقول كلمة أخضر ليتحرك الجميع، وعندما يقول كلمة أحمر يكون على الجميع التوقف قبل أن يستدير الطفل الشرطي ليعرف إن كان الجميع ملتزمين بالقانون فيخرج الطفل الذي يتحرك من اللعبة.
  • الكراسي الموسيقية: في هذه اللعبة جهزي عددًا من الكراسي على عدد الأطفال في اللعبة ناقص واحد، واجعلي الكراسي في صف واحد بالتناوب إلى الأمام والخلف، ثم شغلي الموسيقى واطلبي من الأطفال أن يدوروا حول الكراسي وعند إيقاف الموسيقى يتوقف كل طفل أمام كرسي ويخرج من اللعبة الطفل الذي لا يحصل على كرسي.


المراجع

  1. Ellen Rosenberg (20-8-2018), "How to handle a screaming toddler"، todaysparent, Retrieved 10-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Screaming and Screeching", whattoexpect,21-1-2019، Retrieved 10-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب "HOW DO I DEAL WITH A CHILD WHO SCREAMS CONSTANTLY?", riseandshine,10-5-2019، Retrieved 10-7-2020. Edited.
  4. Valerie Howes (4-6-2018), "6 simple games that teach your kid self-regulation"، todaysparent, Retrieved 10-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :