هل يوجد فرق بين تربية البنات والأولاد؟

هل يوجد فرق بين تربية البنات والأولاد؟

تربية البنات والأولاد

تختلف الآراء حول تربية البنات والأبناء إن كان الفرق يحدث بكيفية التربية والتنشئة أم باختلاف أطباعهم، وقد أجرت نيوزويك استطلاعًا عام 1997م توصّلت من خلاله إلى أن 61% من الآباء يعتقدون أن الاختلافات بين الأولاد والبنات تحصل بسبب طريقة التربية، ولكن الحقيقة أنه توجد بعض الاختلافات بينهما إذ إن الدراسات المُتعددة وجدت أن طريقة استجابة الأولاد والبنات لعالمهم تختلف بدءًا من سنّ الولادة، وعلى سبيل المثال إن الفتيات يقضين فترةً أطول في التواصل البصريّ مع الكبار وبحلول عمر الأربعة أشهر تكون الفتيات الرضّع أكثر قدرةً على التعرّف على الوجوه، بينما يميل الأولاد للتحديق باتجاه الضوء والإضاءة الوامضة كوجه الإنسان، كما يعتقد الخبراء أن الفتيات يصلن إلى مراحل نمو أولية قبل الأولاد مثل: التحدث والتنسيق بين العين واليد والسيطرة على العواطف نتيجة اختلاف الهرمونات، كما يرتفع مستوى هرمون التستوستيرون لدى الأولاد أكثر من الفتيات مع انخفاض مستوى هرمون السيروتونين مما يجعلهم يتحمّلون الإجهاد ويكونون أكثر غضبًا من الفتيات وأكثر عدوانيةً.


في سنّ الرابعة تبدو الفتيات أفضل في تفسير العواطف وبناء العلاقات في حين أن الأولاد يميلون للعلاقات المكانية، كما تطور الفتيات مهارات اللفظ أسرع من الأولاد ويستخدمن الكلمات الحديثة أما الأولاد فيميلون لتقليد أصوات المدافع والحيوانات والسيارات، ثم يظهر الاختلاف أكثر في سنّ المدرسة إذ يميل الأولاد للعب ضمن مجموعاتٍ كبيرةٍ مُنظّمةٍ ويُركّزون على الفوز ويسعى كلّ واحدٍ منهم لأن يكون قائد المجموعة، أما الفتيات فينقسمنّ إلى مجموعاتٍ صغيرةٍ وينخرطن في محادثاتٍ حميميةٍ ويسعين للاهتمام ببعضهن البعض، كما يُقدّم الآباء مودّةً وحنانًا أقل تجاه الولد خوفًا من أن يُصبح خجولًا ويسهل خداعه ويظهر دلاله ثم يصعب تهدئة نفسه، إلا أنهم يُقدّمون كلّ الدعم للبنات ويحلّون لهم مشاكلهم التي تُواجههم، لذا فالعديد من الخبراء يتفقون على أن أفضل تقنية للأبوّة والأمومة ترتكز على المزج وتحقيق التوافق بين الطبيعة والتربية بما يتلاءم مع ما يُناسبهم ويجب تحقيق الرعاية المُتساوية بينهم وتعليمهم نفس القيم مثل: التعاطف والاحترام والثقة والاستقلالية وطرق حل المشكلات، كما يجب أن يضعوا باعتبارهم أن كلّ طفل مُختلف بطريقة التعبير عن نفسه ولا بد من السماح لهم باستكشاف مواهبهم واهتماماتهم، فالأطفال جميعهم يحتاجون للمودة والدعم والحب غير المشروط[١].


هذه هي الفروقات بين تربية البنات والأولاد

تُعد الاختلافات بين الذكور والإناث من أهم المواضيع الواردة في عالمنا ويبقىى الجدل حول ما إذا كانت طبيعيةً أم تنتج من التحيّز في التربية والتفريق بين الجنسين خلال العقود الماضية، إلا أن الأبحاث تُشير أنه كما توجد اختلافات في شكل الأولاد والبنات توجد فروقات في كيمياء الدماغ أيضًا مما يؤثر في سلوكهم، فالذكر الذي يتّسم بالعدوانية لدرجة أن يكسر كلّ ما يلمسه يختلف عن الفتاة اللطيفة التي تبكي إن نظر إليها أحد بطريقة حادّة، وقد ألّف عالم الأمراض النفسية سيمون بارون كوهين كتابًا حول حقيقة الفرق بين دماغ الذكر والأنثى عام 2003م، وقد أمضى عقدين من الزمن في دراسة الموضوع إلى أن وجد أن دماغ الأنثى يُركّز على العواطف والتعاطف مع الآخرين، في حين أن دماغ الذكر يُركّز على التنظيم والتنبؤ بالنتائج، وعندما يتعلّق الأمر بتقييم أيهما أصعب من حيث الرعاية والتربية ذلك لأن كلّ طفل يحتاج متطلبات تختلف عن الآخر ولا توجد قواعد ثابتة، فتربية الأطفال بغض النظر عن الجنس أمرٌ شاقٌّ ويحتاج لجهد من كلا الأبوين، وفيما يأتي بعض الاختلافات التي يواجهها الآباء مع أبنائهم[٢].


تربية البنات

إليكِ بعض الملاحظات المُستمدّة من تجارب الأمهات حول تربية الفتيات:

  • لاحظت الأمهات من خلال التجارب والتربية أن الفتيات أكثر تقلبًا بالمزاج والمشاعر من الأولاد، وتقول واحدة من الأمهات أن ابنتها البالغة من العمر خمس سنوات يُمكنها التنقل من البكاء للابتسامة والضحك بسرعةٍ كبيرةٍ خلال تناول العشاء، في حين أن طفلها يُركّز باهتمام على تناول العشاء فورًا ثم العودة لإتمام ما كان يفعله.
  • الفتيات يتحدّثن أكثر ويعود السبب في ذلك إلى أن الجانب الأيسر من الدماغ يتحكم في اللغة، وكلّما زاد هرمون التستوستيرون زاد نمو الجانب الأيمن وأبطأ الأيسر مما يُفسر ميل الأولاد للاستماع نظرًا لارتفاع هرمون التستوستيرون لديهم، وانخفاض الهرمون ذاته لدى الفتيات مما يزيد نسبة الكلام لديهنّ.
  • تظهر صفات العدوانية في كلا الجنسين بالتساوي إلا أن طريقة إظهاره تختلف إذ إن الأولاد يميلون للقتال الجسدي، بينما تميل الإناث للقيل والقال والاستبعاد الاجتماعي والكلام في ظهر الطرف الآخر كتعبير عن الغضب.


تربية الأولاد

أما عن تربية الأولاد فهي مليئة بالتحديات وإليكِ بعض الحقائق حول ذلك:

  • الأولاد أكثر عدوانيةً وبدنيةً ويُفضّلون الألعاب الخشنة والتسلّق على قطع الأثاث ويعبثون في كلّ شيء أمامهم وتشعر الأم دومًا بقلق مُستمر من أن يؤذي نفسه أو أن يُكركب أثاث المنزل، ويؤكد العلم أن هرمون التستوستيرون يجعل دماغ الذكور يميل للأذى أكثر من الإناث، وهذا ما يُسبب نقص التعاطف لدى الذكور لأنهم لا يتفهّمون الضرر الذي يُصيب الشخص الآخر نتيجة ضغوطهم.
  • يُطوّرون مهارات التحدث في وقت مُتأخر عن الفتيات إلا أن حديثهم يُصبح أكثر فائدةً وأقل مُجادلةً، فالطفل الذكر يميل لمُناقشة أفلام الكرتون ذات الطابع الحاد والقتالي، أما الفتاة فقد تُناقش موضوع الرسوم المُتحركة التي ستُشاهدها في اليوم التالي.
  • يحوّل الأولاد الأنشطة والمهام إلى مُنافسة وكلّ شيء يأخذ طابع التنافس سواءً أكان بصعود الدرج أم بتناول المشروب أسرع، وإجراء مُباريات المُصارعة والألعاب البدنية مع آبائهم.
  • يصعب تحديد السلوك النموذجي لديهم ويُعد المفتاح الأساسي في الأبوة والأمومة الناجحة هو معرفة ما يُمكنه تهدئة الطفل وكيفية الاستجابة لأفعاله والتعامل مع شخصيته بأنسب طريقة، ويتفاوت الأطفال في شخصياتهم وسلوكياتهم ولكلّ طبع فائدة مثل:
    • إذا كان طبعه صاخبًا فيدل على أنه نشيط جسديًا ومُتفتّح مما يُحافظ على وضعه جيدًا في المستقبل، ويجب عليكِ تركه للعب في الهواء الطلق قد الإمكان لتفريغ طاقاته.
    • إن كان كثير الحركة ولحوحًا في طلب الأشياء فيدلّ ذلك على أنه مُثابر وقد يُصبح مُحاميًا ماهرًا في المستقبل، وعليكِ الحفاظ على هدوئكِ وصبركِ أثناء التعامل معه والتحدث إليه.
  • إن كان يكسر ألعابه أو يُشتتها فيدلّ ذلك على أنه يُحاول فهم كيفية عملها مما يوحي بفضوله الفكري، وتوجد ألعاب خاصة بهذا الأمر، أما إن كان يقصد التخريب فقط فعليكِ تثبيتها لتضمني سلامتها.


نصائح عامة لكِ لتربية أطفالكِ

إليكِ بعض النصائح لتربية أطفالكِ[٣]:

  • اقضي المزيد من الوقت معهم في غرفتهم واطّلعي على البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم.
  • كوني قدوةً له فهو يتعلّم مما يراه أكثر مما يسمعه، وهو يُقلّدكِ في كلّ شيء وعليكِ أن تكوني النموذج الذي تُريدين أن تريه فيه.
  • أظهري لطفلكِ كيفية العناية بالآخرين والاهتمام بهم والتصرف بأخلاق عالية معهم وتقبّل الاختلافات بين الناس.
  • علّمي طفلكِ الامتنان والشكر والكلمات الترحيبية والاستسماح.
  • حدّثي طفلكِ عن الاختلافات الجنسية والعرقية والعادات والتقاليد المُغايرة لواقعه والظروف المعيشية التي يعيش فيها الآخرون كي يتوسّع عالمه وينفتح على أمورٍ أكبر.


المراجع

  1. "Parenting Boys Vs. Girls: How Different Is It?", everydayhealth, Retrieved 22-7-2020. Edited.
  2. "Who's Easier: Boys or Girls?"، parents, Retrieved 22-7-2020. Edited.
  3. "5 Tips for Raising Good Kids", firstthings, Retrieved 22-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :