محتويات
دور الأهل في اختيار الأطفال للمهنة المستقبلية
يلعب الآباء دورًا رئيسيًا في صنع القرار ورسم الخطوط العريضة للمسار الوظيفي الذي يريدون لأطفالهم اتباعه، لأن ذلك يُعد بمثابة ضمان في رحلة إعداد أطفالهم لمهنة ناجحة وبالتالي توفير أمان مادي مستقبلي ونوعية حياة جيدة لهم، وبهذا الصدد نجد أن لكل أبوين مفهومًا خاصًا للنجاح ومعتقداتٍ فريدةً لكيفية تحقيقه، بالإضافة إلى ما يمكن أن يشكل مهنةً جيدةً أو حياةً مستقبليةً مثاليةً، وهذا لا ينطبق على النجاح فحسب، بل تراه يطال كل جانب من جوانب حياة أطفالهم، فحتى طبيعة الأطعمة التي يطعمونها لهم تعتمد على معتقداتهم ومبادئهم الخاصة، وهذه الحقيقة سرعان ما تتحول لفخ يقع فيه الآباء عند محاولتهم بالخطأ حماية أطفالهم من المخاوف والأخطاء التي ارتكبوها هم في الماضي سواء أكان ذلك بقصد أم بغير قصد، فوظيفة الآباء تقتصر على توجيه وإرشاد أطفالهم إلى الصواب ليس إلا، لأن الأطفال عاجلًا أم آجلًا سيرتكبون أخطاءهم الشخصية، وهي أخطاء إيجابية تساعد في نموهم الشخصي.
أفضل شيء يمكن للأهل القيام به من أجل أطفالهم يكون بغرس عقلية ناضجة ومسؤولة بهم، بالإضافة إلى إعطائهم الأدوات اللازمة ليتخذوا قراراتهم الخاصة، ويمكن للآباء أن يؤثروا على أطفالهم من خلال خلق علاقة قوية وناضجة مع الطفل، وضرب مثال جيد للطفل اجتماعيًا وشخصيًا ومهنيًا، وتبني مواقف وآراء وقيم سليمة وإيجابية، وتوفير فرص تعليم وتطوير مهارات ملائمة للطفل.
في حين أنه يمكن للآباء أن يؤثروا على اختيار أطفالهم لمهنتهم المستقبيلة من خلال مساعدة الطفل في عملية صنع القرار وليس اتخاذ القرار بالنيابة عنه، ودعم قرارات الطفل وتشجيعه ليلحق طموحه، ومنحه الحرية والوقت ليكتشف مهاراته، وتوفير البيئة والدافع لتطوير الطفل ومهاراته، وغرس عقلية ناضجة فيه، وتجنّب انتقاده والإيمان التام به.
لكن وفي المقابل يجب على الآباء استيعاب حقيقة أن كل طفل هو شخص فريد يمتلك مجموعةً فريدةً من المهارات والقدرات التي تميزه بطبيعة الحال عمن سواه، وبالتالي يوجد احتمال أن يتّبع الطفل مسارًا مهنيًا مغايرًا لكلا والديه، وهنا تحديدًا يكمن دور الأهل في تعليم أطفالهم أن جوهر الحياة يتعلق باكتشافهم لذاتهم وتطوير مهاراتهم وصقل قدراتهم لتكون عونًا لهم عند اختيار مهنتهم المستقبلية[١].
7 طرق لتساعدي ابنكِ على اختيار مهنته المستقبلية
عندما يتعلّق الأمر باختيار ابنكِ لمهنته المستقبلية يُعطيك الناس جميع أنواع النصائح المروعة، مثل: فليختر مهنةً مرموقةً أو ليختر الوظيفة التي ستمنحه أكبر قدر من المال أو دعيه يختر مهنةً آمنةً فالوظيفة مجرد عمل وليس الهدف أن توافق رغبته وميوله وعلى ذلك قيسي، لكن إذا ما وضعتِ باعتباركِ أن ابنكِ سيقضي معظم سنوات حياته في أداء نفس المهنة والوظيفة، شتوجهينه وتشجينعه في العثور على العمل الذي يحبه تلقائيًا، لأنه ببساطة يشق على المرء قضاء العديد من الساعات كل يوم من كل أسبوع على مدار العام من أجل أداء وظيفة لا تشبع رغباته ولا تستغل قدراته الكامنة، وفي المقابل قد لا يمتلك ابنكِ الخبرة الحياتية أو حتى المعرفة الكافية بذاته ليقرر على ضوئها ماهية مهنته المستقبلية، لذا ولحسن الحظ تتوفر العديد من الطرق التي تُمكّنكِ من مساعدة ابنكِ على اختيار مهنته، وفيما يأتي أفضل سبع طرق لتحقيق هذه الغاية[٢]:
- قاومي رغبة معاملة ابنكِ كامتداد لكِ: ابنكِ شخص فريد من نوعه، لذا هو ليس أنتِ، ومن المحتمل أن تكون تلك الوظيفة التي تمقتينها بشدة هي تحديدًا التي يحبها ويرغب بالعمل بها، لذا ننصحكِ بمقاومة الرغبة في محاولة منع ابنكِ من اتباع مسار وظيفي معين لمجرد أنه لا يثير اهتمامكِ.
- ساعدي ابنكِ على اكتشاف نقاط قوته: اسألي ابنكِ عن المهن التي تثير اهتمامه، ثم شجعيه على التعرف أكثر على طبيعة ومميزات وعيوب كل مهنة على حدة، عندها يمكنه رسم خطوط عريضة للوظيفة التي يبدو أنها تتماشى مع نقاط قوته الطبيعية، وهذا لا يعني بالضرورة أنه بحاجة لاستبعاد أحد الخيارات كمهنة، بدلًا من ذلك يمكن له أن يفكر في الطريقة التي تُمكّنه من تسليط الضوء على نقاط القوة المطلوبة لمهنة ما ثم تقويتها.
- جدي مرشدًا ملهمًا لابنكِ: إذا شعرتِ بأن ابنكِ يُظهر اهتمامًا قويًا بمسار وظيفي معين، عندها يمكنكِ إيجاد نموذج إيجابي ومشجع له، من خلال مساعدته في العثور على شخص ملهم في هذا المجال تحديدًا، فوجود مثل هكذا شخص في حياة ابنكِ يعزز من تطلعاته المهنية.
- وسّعي أفق ابنكِ: امنحي ابنكِ فرصة تجربة مجموعة متنوعة من الأنشطة الجديدة لمعرفة ما يثير اهتمامه، وعندما يبدي فضولًا وحماسًا تجاه موضوع معين شجّعيه على معرفة المزيد عنه، ففي كثير من الأحيان يأتي قرار اتباع مسار مهني معين تدريجيًا من خلال استمرار الشخص في استكشاف اهتماماته بعمق أكبر.
- شجّعي طفلكِ في العثور على أصدقائه: شجّعي طفلكِ على قضاء المزيد من الوقت مع نظرائه الإيجابيين والطموحين، فذلك سيساعده على شحذ إمكانياته.
- كوني قدوةً لابنكِ: ابنكِ يراقب حركاتكِ عن كثب، لذا حاولي جاهدةً أن تكوني مثالًا رائعًا في الاستمتاع بعملكِ، لأنه عندها سيوقن أن بإمكانه اختيار مهنة يحبها ويستمتع بها كأمه.
- تحلي بالصبر: ذكّري ابنكِ أن السعي لاختيار وظيفة مستقبلية مناسبة هي عملية طويلة من اكتشاف الذات والتجربة، لذا يجب أن يتحلى بقدر كافٍ من الصبر.
تجنّبي هذه الأمور لتحافظي على مهنة ابنكِ المستقبلية
حالكِ حال باقي الآباء تريدين أن يكبر ابنكِ ليصبح ناجحًا في حياته، لكن توجدالعديد من السلوكيات التي قد تفعلينها عن غير قصد وتعيق مسار ابنكِ الوظيفي، وفيما يأتي ذكر مجموعة من تلك السلوكيات[٣]:
- إكثار الشكوى: تعبيركِ الدائم والمستمر عن مدى إحباطكِ من العمل، لن ينقل لابنكِ سوى رسالة واحدة مفادها أن العمل أمر سسئ يجب تحمله وليس الاستمتاع به.
- حل المشاكل له: حل المشكلات من أكثر المهارات طلبًا في مكان العمل، لكنها مهارة تتطلب الممارسة والتجربة، لذا امنحي ابنكِ فرصة حل مشاكله الخاصة.
- اختيار السلامة دائمًا: توجد ظروف تكون فيها المخاطرة أفضل من السلامة، لأنها ستعلم ابنكِ الخروج من منطقة راحته لاستكشاف فرص وخيارات جديدة كليًا.
- سرعة التوجيه: الطفولة هي الوقت الذي يكون فيه ابنكِ فضوليًا وخياليًا بشدة، لذا امنعي نفسكِ من التركيز على اهتمام ابنكِ الأول، ودعيه يبحث عن اهتمامات أخرى.
- جعل كل شيء سهلًا: في الحياة والعمل لا تسير الأمور دائمًا بسهولة، لذا محاولة تجنيب ابنكِ الفشل تمنعه من التعلم والنمو الصحي.
- زيادة الضغط: الضغط الذي تمارسينه على ابنكِ ليخرج من منطقة الراحة خاصته يساعده في بناء شخصيته، لكن زيادة هذا الضغط قد يؤدي إلى سحق ثقته بنفسه ناهيك عن معاناته من التوتر.
المراجع
- ↑ "The role of parents in their child's career choices", midkent, Retrieved 2020-7-16. Edited.
- ↑ Kerry Petsinger, "7 Ways to Help Your Child Choose a Career"، life hack, Retrieved 2020-7-16. Edited.
- ↑ William Arruda (2017-5-4), "7 Things Parents Do That Destroy Their Children's Careers"، forbes, Retrieved 2020-7-16. Edited.