محتويات
ما مفهوم حل المشكلات؟
استخدم مصطلح حل المشكلات في علم النفس بمعنى السلوكيات والعمليات الفكرية التي تُسهل أداء مهمة ذات متطلبات عقلية، مثل: حل مسألة حسابية، كتابة قصيدة شعرية، البحث عن وظيفة، أو تصميم تجربة علمية، وقد عرّف الباحثان كروليك ورودنيك مفهوم حل المشكلات بأنّه العملية التفكيرية التي يستخدم بها الشخص كل قدراته ومعرفته ومهاراته السابقة في الاستجابة لموقف يتضمن الغموض والتناقص واللبس ومحاولة حلّه، أمّا الباحث شنك فقد عرّف مفهوم حل المشكلات بأنّه المجهود الذي يبذله الأشخاص لبلوغ هدف ليسوا قادرين على تحقيقه في الوقت الحالي، كما توصل الباحثون إلى تحديد بعض الخطوات والاستراتيجيات الفعالة والمنظمة في حل المشكلات[١].
خصائص الخبير في حل المشكلات
يرى الباحثان ويمبي ولوكهيد أنّ حل المشكلات عملية قابلة للتعلم والإجادة بالتدريب والممارسة، ويُشبِّهان هذه العملية بلعبة الجولف بالرغم من اختلاف مهاراتهما إلا أنّ كلاهما يحتاج للتدريب للوصول من درجة المبتدئ إلى درجة الخبير، والذي يمتلك عدة خصائص في حل المشكلات في ما يلي بعض منها[١]:
- يمتلك قناعة وثقة قوية بأنّ هذه المشكلات الأكاديمية يمكن السيطرة والتغلب عليها بالمثابرة والتدرج بالتحليل، أمّا الشخص المبتدئ فسرعان ما يستسلم بعد أول محاولة فاشلة.
- يتمتع الخبير بدرجة كبيرة من الحرص على فهم العلاقات والحقائق التي تنطوي عليها المشكلة، ويقرأ المشكلة لأكثر من مرة للتأكد من فهمها بوضوح.
- يُحلل المشكلة والأفكار المعقدة لمشكلات أصغر وأقل تعقيدًا، ويبدأ بحل النقطة الأكثر وضوحًا بدايةً ثم يتدرج في البقية.
- يسير في حل المشكلة تدريجيًا بالخطوات من البداية حتى النهاية، أما الشخص المبتدئ فسرعان ما يعطي الاستنتاجات والتخمينات قبل استكمال الخطوات اللازمة للحصول على إجابات دقيقة.
- يُظهر النشاط والفاعلية تجاه حل المشكلة، فهو يفكر بصوت مرتفع، ويسأل ويجيب نفسه بصوت مرتفع ويشير بقلمه على النقاط الهامة، ويبني خططًا على الورق نحو الوصول إلى الحل.
- يتمتع بقاعدة معرفية قوية في مجاله.
- يتفهّم عناصر المشكلة جيدًا، وقد اتفق العلماء على أنّ المشكلات جميعها تُحدد بثلاثة عناصر هي:
- المعطيات؛ أي الحالة التي يبدأ بها الشخص في حل المشكلة.
- الأهداف؛ أي المطلوب الوصول إليه.
- العقبات؛ وهي الصعوبات التي يواجهها الشخص للوصول من المعطيات للأهداف.
6 خطوات لحل المشكلات
لا يكفي في بعض الأحيان التعامل مع المشكلة كما هي، بل يجب العمل على إيجاد الحل المناسب، ويواجه الفرد العديد من المشكلات يوميًا بدءًا من القرارات الصغيرة التي يجب عليه اتخاذها مثل تحديد ساعة الاستيقاظ أو تأخيرها قليلًا وبناءًا عليه سيتبادر للذهن الخيارات والفوائد التي سيُجنيها من الوقت المحدد، وبنفس الطريقة تُحل المشكلات الأكبر، ومع التجربة تُحدد الخيارات الخاطئة لتعديلها وتصحيحها، فكل شخص يستطيع تحديد المشكلة والخيارات ثم تحديد الصواب فهو يمتلك جميع المهارات الأساسية لحل المشكلة، ولكن في بعض الأحيان تبدو بعض المشكلات أكثر إرهاقًا وتتطلب خطوات محددة لحلّها، وفي ما يلي أهم الخطوات[٢]:
- تحديد وتعريف المشكلة وذكرها بأكبر قدر ممكن من الوضوح، وذلك من خلال تحديد السلوك والموقف والتوقيت والظروف أيضًا التي تجعل منها مشكلة.
- محاولة إيجاد الحلول الممكنة ووضع قائمة بها، وسرد ما لا يقل عن 15 حلًا سواءًا كان الحل فعالًا أم لا فيجب ذكرها جميعها بإبداع، في هذه الخطوة قد تندرج الحلول التي لم يفكر بها الفرد.
- تقييم الحلول المكتوبة في القائمة، وحذف الحلول الأقل فعالية وغير معقولة، ثم ترتيب الحلول المتبقية وفقًا للأفضلية اعتمادًا على مزاياها وعيوبها.
- تحديد الحل الأفضل وتوقيت البدء بالتنفيذ وكيفية إتمامه ومن سيتخذ الإجراء.
- تنفيذ الحل كما هو مخطط له في الخطوة السابقة.
- تقييم فعالية الحل والنتيجة، والقرار بشأن الخطة الحالية هل هي محتاجة لمراجعة أم لا، فإن كان الحل المُنفّذ غير مرضي فيجب العودة للخطوة رقم 2 وتحديد حل جديد واتباع الخطوات مرة أخرى.
3 استراتيجيات في حل المشكلات
في ما يلي أهم استراتيجيات حل المشكلات[٣]:
- الخوازميات: هي إجراء يُنفذ خطوة بخطوة لإنتاح الحل الصحيح، وتضمن الخوارزمية إجابة دقيقة إلا أنّها ليست الطريقة الأفضل، لأنّها تستغرق وقتًا طويلًا.
- الاستدلال: تسمح هذه الاستراتيجية الفرد بتبسيط المشكلات المعقدة وتقليل عدد الحلول الممكنة لمجموعة أكثر قابلية للإدارة، ولكنّها لا تضمن دائمًا الحل الصحيح.
- المحاولة والخطأ: تُعد هذه الاستراتيجية فعالة في حال وجود عدد قليل من الحلول المحتملة، أمّا في حال وجود قائمة كبيرة بالحلول فيُفضّل اتباع الاستراتيجيات السابقة قبل الوصول للمحاولة والخطأ.
4 عقبات في حل المشكلات يجب تجنبها
لا تخلو عملية حل المشكلات من العيوب والعقبات، فهناك العديد من العوائق المختلفة التي تتداخل مع قدرات الفرد في حل المشكلة بسرعة وكفاءة، وفي ما يلي أهم العوائق والعقبات[٣]:
- التركيز الكبير على القيود: تعني عند التعامل مع المشكلة يبدأ الفرد في وضع الافتراضات التي تدور حول القيود والعقبات التي تمنع بعض الحلول.
- عدم المرونة: وهي الميل لعرض المشكلة بالطرق المعتادة ممّا يمنع الفرد من رؤية الخيارات المختلفة والتي قد تكون متاحة وفعالة في إيجاد الحلول.
- معلومات غير ملائمة أو مضللة: عند حل المشكلة من الضروري التمييز بين المعلومات ذات العلاقة بالمشكلة وبين المعلومات البعيدة عن المشكلة والتي تؤدي لحلول خاطئة، وخاصةً عندما تكون المشكلة شديدة التعقيد إذ يسهل فيها التركيز على المعلومات الخاطئة والبعيدة عن صلب الموضوع.
- الميل للحلول التقليدية الجامدة: وتعني ميل الأفراد لاستخدام الحلول التقليدية التي نجحت في حل المشكلة سابقًا بدلًا من إيجاد خيارات بديلة، وبالرغم من أنّها مفيدة في بعض الأحيان كإرشاد للحلول، إلا أنّها تُسبب عدم المرونة ممّا يؤدي إلى صعوبة إيجاد الحل الفعال.
أهمية حل المشكلات
تُعد حل المشكلة جوهر التطور البشري، وهي أمر مهم لكل من الأفراد والمؤسسات، وتكمن أهميتها فيما يلي[٤]:
- إصلاح الأشياء المكسورة والتي تبلى وتتعطل بمرور الوقت، ويؤدي حل المشكلات إلى تحديد هذه الأشياء وسبب كسرها ومسار العمل لإصلاحها.
- معالجة المخاطر وتحديد العلاقة بين السبب والنتيجة، وتوقع ما قد سيحدث في المستقبل بناءًا على الخبرات السابقة والأحداث الحالية، إذ يمكن استخدام هذه التوقعات للتقليل من المخاطر المحتمل وقوعها.
- تحسين أداء الأشخاص من خلال التكيف باستمرار مع التحسينات والتطورات، إذ يساعد حل المشكلة على فهم العلاقات وتنفيد التغييرات والتحسينات اللازمة للتنافس والبقاء في بيئة متغيرة باستمرار.
- اغتنام الفرص في الابتكار وصنع الأشياء الجديدة، ثم استغلال الفرص في البيئة وممارسة السيطرة على المستقبل.
المراجع
- ^ أ ب د. موسى نجيب موسى معوض (12/11/2013)، "مفهوم حل المشكلات"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2021. بتصرّف.
- ↑ "Problem solving", healthywa, Retrieved 26/1/2021. Edited.
- ^ أ ب Kendra Cherry (8/12/2020), "Problem-Solving Strategies and Obstacles", verywellmind, Retrieved 26/1/2021. Edited.
- ↑ Wayne Stottler, Kepner-Tregoe, "What is problem solving and why is it important", kepner-tregoe, Retrieved 26/1/2021. Edited.