محتويات
ذهاب طفلكِ للحضانة مفيد أم لا؟
بعض الآباء يظنون أن إرسال الأطفال إلى الحضانة أو رياض الأطفال تجربة أساسية لأطفالهم، إذ يعتقدون أن معلمي الروضة أو الحضانة سيهتمون بأطفالهم اهتمامًا احترافيًّا ويلبون احتياجات أطفالهم، فهم يتوقعون الحصول على مساعدة مؤهلة في تربية الأطفال، إلى جانب الرعاية اليومية الأساسية، خصوصًا إذا كان الأبوان يعملان، ولكن وجهة نظر التربويين مختلفة حول التأثير العام لرياض الأطفال أو الحضانة، إذ يقيّم التربويون الجوانب المختلفة لتعليم ما قبل المدرسة.
بعد تحليل معدل المشكلات السلوكية لدى الأطفال، والكفاءة الاجتماعية المكتسبة، والتقدم المحرز عند الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، تبين أن رياض الأطفال والحضانة لها تأثير سلبي على نمو الأطفال في الغالب، فالأطفال الذين يمرون بتجربة رياض الأطفال يواجهون مشكلات سلوكية أكثر من أولئك الذين لا يفعلون، والسبب يعود إلى أن قضاء الوقت في مجموعات مع أطفال آخرين ما قبل المدرسة يؤدي إلى زيادة العصبية لدى الأطفال، وذلك بسبب حصول هؤلاء الأطفال على قدر متزايد من الإجهاد والضغط، كما أن الاطفال الذين يقضون عدة ساعات في الحضانة يتعرضون لمشكلات تتعلق بالتوتر تؤثر مباشرةً على سلوكهم، وبالتالي يمكن استنتاج أن حضور رياض الأطفال أو الحضانة ليس شرطًا لا غنى عنه لتنمية الأطفال، إذ يجب التركيز على إرسال الأطفال إلى رياض الأطفال لمدة لا تزيد عن ثلاث ساعات في اليوم تليها رعاية مكثفة من الوالدين، كما يجب اختيار الروضة أو الحضانة بنظام يتميز ببرامج مبتكرة عالية الكفاءة وبأسعار معقولة تستخدم نهجًا فرديًّا لتنمية قدرات للأطفال.[١]
كيف تُؤثّر الحضانة على نفسيّة طفلكِ؟
تساهم الضغوط الأكاديمية في الوقت الحالي والتي يتعرض لها الأطفال من الفئة العمرية بين 5 و6 سنوات في زيادة التحديات عندهم على التنظيم الذاتي، وأن يكونوا مستقلين ومبدعين، فهؤلاء الأطفال يعانون من القلق بشأن المدرسة؛ لأنهم يعرفون أنه من المتوقع منهم أن يقرؤوا، فمن الشائع الآن أن نسمع أصواتهم الحزينة تقول: أنا لا أعرف كيف أقرأ، أكره القراءة، أكره المدرسة أنا لست جيدًا في أي شيء، فقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الصغار يحتاجون لوقت للعب وللتنقل والاستكشاف، إذ إنّ العديد من الأطفال الذين يجلسون لفترات طويلة يعانون من الإحباط وتشنجات العضلات ويتسمون بالسلوكيات التخريبية، كما لوحظ تزايد عدد الأطفال الذين شُخّصوا باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، ونقص الانتباه ومشكلات السلوك داخل المدارس، والسبب يعود لحرمانهم من اللعب؛ لذا يجب أن يكون التعلم في رياض الأطفال والحضانة تعلمًا قائمًا على اللعب؛ فاللعب يعزز بنية الدماغ ووظيفته، كما يساعد على التطور العاطفي والاجتماعي، وعلى تعلم المثابرة وزيادة الانتباه، ويساعدهم على معالجة السلوكيات السلبية لديهم[٢].
كيف تُؤثّر الحضانة على شخصية طفلكِ؟
قد تكون الحضانة أو الروضة التجربة الأولى لطفلكِ خارج نطاق تعليم العائلة، فداخل العائلة تعلم الطفل المشي والتحدث وتعلم الصواب من الخطأ، أما الآن فسيحيط به معلمون آخرون، وأفكار أخرى، وأقران آخرون، وسيكتسب طفلكِ الأصدقاء الذين يقضي معهم أفضل جزء من يومه، وقد يؤثرون عليه أكثر من تأثيركِ عليه، إذ يكتسب الأطفال صفات إيجابية من أصدقائهم غالبًا أكثر من الصفات السلبية، فعندما يقضي الأطفال الصغار الوقت مع أصدقائهم تميل السلوكيات الحسنة إلى الظهور، فهم يحبون الشعور بالسعادة والثقة والمثابرة، وعادةً ما ينجذب الأطفال نحو الأصدقاء الذين يشبهونهم، فالطفل الذي رُبِّيَ ليكون وديعًا من المحتمل أن يكتسب صديقًا ودودًا، وعندما يكوّن طفلكِ صداقاتٍ، فإنه يتعلم معنى الصداقة، وهي مهارة تستغرق وقتًا للتطور، إذ يتحسن في معاملة الناس جيدًا ومراعاة مشاعر الآخرين، ، كما أن الصداقات تجعل الأطفال أكثر سعادة، فالصداقات المبكرة لها تأثير هائل على نمو الطفل، فهي تساعدهم على الشعور بثقة أكبر ويكونون أقل إجهادًا وأكثر قدرةً على التعامل مع التغيرات التي سيواجهونها طوال حياتهم.
وعند تتبع دراسة لتغير شخصيات الناس طوال الحياة استمرت من عام 1947 إلى عام 2012، تبين أنه في مرحلة البلوغ تغيرت الخصائص الشخصية لمن كانوا أطفالًا صغارًا، فكل خصائص الشخصية قد تغيرت مع مرور الوقت، فعليكِ تقبل فكرة تغير تصرفات طفلكِ وشخصيته عند تكوينه لصداقات جديدة[٣].
من حياتكِ لكِ
في برامج رياض الأطفال الموجهة نحو التنمية، يتم تعزيز المهارات اللغوية والمعرفية والحركية الحسية والاجتماعية العاطفية من خلال اللعب والطرق المنهجية المخطط لها، وإليكِ الكفاءات المعرفية التي يتوقع أن يكتسبها طفلكِ في رياض الأطفال[٤]:
اللغة والتواصل
يجب أن يعرف الطفل ما يأتي:
- يعبّر عن نفسه بطريقة مفهومة مع مجموعة متنوعة من الكلمات والجمل الكاملة من ست إلى ثماني كلمات.
- يتحدث عن تجربة في تسلسل منظم للأحداث.
- يسأل ويجيب عن الأسئلة.
القدرة المعرفية
يجب أن يعرف الطفل ما يأتي:
- فرز الكائنات حسب التشابه أو الاختلاف في الوظيفة واللون والحجم.
- معرفة مفاهيم العلاقات بين الأشياء (أكبر، أصغر، أمام، خلف).
- معرفة أوقات اليوم.
المهارات الحركية الدقيقة والجسيمة
يجب أن يعرف الطفل ما يأتي:
- استخدام القدرات العضلية بسلاسة مثل المشي والجري والتسلق والقفز.
- استخدام المهارات الحركية الدقيقة التي تتطلب التنسيق بين اليد والعين، مثل استخدام أقلام الرصاص وأقلام التلوين، والمقص، وتتبع الأشكال الأساسية، واستخدام أزرار وسحَّاب الملابس الخاصة به.
المهارات الاجتماعية والسلوكية
يجب أن يعرف الطفل ما يأتي:
- فهم الغرض من الألعاب بقواعد بسيطة، مثل لعب الورق أو اللعب بالكرات.
- العمل المستقل أو ضمن مجموعة.
- العمل مع الأطفال الآخرين نحو هدف مشترك.
- إنجاز مهمة تستمر من خمس إلى 10 دقائق.
- تبادل الأدوار والمشاركة باللعب.
- الاستعداد لتجربة أنشطة جديدة.
- إظهار السلوك الإيجابي والعاطفي، مثل فهم الإشارات الاجتماعية.
التوقعات الاجتماعية
يجب أن يعرف الطفل ما يأتي:
- الاستجابة المناسبة للبالغين.
- اتباع تعليمات الكبار وفهم عواقب السلوك.
- اتباع القواعد واحترام ممتلكات الآخرين.
المساعدة الذاتية والسلوك الشخصي
يجب أن يعرف الطفل ما يأتي:
- الشروع في أنشطته الخاصة.
- رعاية ممتلكاته الخاصة، مثل سترته وحذائه.
- إظهار ضبط النفس المناسب.
- الاهتمام بالمظهر والعادات الشخصية.
- معرفة بياناته الشخصية، مثل اسمه ورقم هاتف والديه.
وفي النهاية وباختصار، يعتمد استعداد رياض الأطفال على نمط نمو الطفل الفردي وما إذا كان متسقًا ومتوافقًا مع توقعات برنامج رياض الأطفال.
المراجع
- ↑ "Is Kindergarten a Good or Bad Idea? The Effects of Preschool on Children's Social, Behavioral, and Cognitive Development", grin, Retrieved 11-6-2020. Edited.
- ↑ Peter Gray (12-11-2019), "Kindergarten Teachers Speak Out for Children’s Happiness"، psychologytoday, Retrieved 11-6-2020. Edited.
- ↑ "Kindergarten Is Going to Change Your Child Completely – and That's Okay", parent,13-4-2017، Retrieved 11-6-2020. Edited.
- ↑ Susan Schwartz, "Get Ready, Get Set, Go—To Kindergarten What makes a child ready?"، scarsdaleschools, Retrieved 11-6-2020. Edited.