بحيرة الطبرية

بحيرة طبرية

تشغل بحيرة طبرية موقعًا جغرافيًّا في المنطقة المحصورة بين هضبة الجولان السورية والجليل القابعة في الأجزاء الشمالية الفلسطينية، وتعد المنبع الأم لنهر الأردن الخالد، ويشار إلى أن هذه البحيرة تأتي في المرتبة الثانية بعد البحر الميت كأخفض بقعة مائية في العالم؛ إذ يُقدّر عمق البحيرة بنحو 213 مترًا تحت مستوى سطح البحر، وتمتلك البحيرة سواحل يتجاوز طولها 53 كيلومترًا وبعرض 17 كيلومترًا، أما فيما يتعلق بمساحتها الإجمالية فتصل إلى 166 كم2.


نشأت بحيرة طبرية أو طبريا على هامشِ تجمع كميات كبيرة من المياه الناتجة عن ذوبان الثلوج في قمة جبل الشيخ الثلجية البيضاء، وتشكلّت العديد من الينابيع المائية العذبة التي تتمتع بحلاوتها ومذاقها العذب لتشكل نهر الأردن، وتتخذ البحيرة بطبيعتها شكل الإجاصة، وتعيش في مياهها العذبة مجموعة من الأسماك منها القشري والسلطان إبراهيم والكرسين والمشط وغيرها الكثير، وتنفرد المنطقة بالمشهد الجمالي الذي تعكسه في فصل الشتاء والربيع؛ إذ تتسلل أشعة الشمس الدافئة إلى مياهها الزرقاء مع النسيم الدافئ، وتشرف المنطقة مباشرة من الناحية الشرقية على سلسلة جبال الجولان السورية، أما من الغرب فتطل على المدينة الفلسطينية العريقة الناصرة، وتتدفق الينابيع الحارة الغزيرة فوق السفوح الشرقية المشرفة فورًا على مدينة طبرية، ونشأت فوقها الحمامات المعدنية الشهيرة[١].


جفاف بحيرة طبرية

تشير المعلومات إلى أن منسوب مياه بحيرة طبرية قد تراجع بنسبة ملحوظة على هامشِ تدني منسوب الأمطار في المنطقة، إذ أصبحت معدلات المياه في أدنى مستوياتها في غضون القرن الماضي، أي إن نسبة التدني قد تجاوزت 20 سم تحت الخط الحد الأدنى المقبول الذي يطلق عليه الخط الأحمر، ومن المؤكد أن مثل هذا الجفاف قد يترك أثرًا جسيمًا على منطقة الشرق الأوسط بأسرها، إذ يعود الأثر على النشاط الزراعي والبيئي والطبيعي في كافة المناطق القابعة في محيط البحيرة، كما أن المشاريع القائمة من الممكن أن تشكّل تحديًا كبيرًا في السنوات القادمة[٢].


بالإضافةِ إلى ما تقدّم؛ فإن منسوب المياه في عام 2019 قد ارتفع في بحيرة طبرية بواقع 19.5 سم، وقد جاء ذلك على هامشِ رصدِ معدلات هطول مطرية غذت المصادر المائية في الشمال حيث الأنهار التي تصب في نهاية المطاف في البحيرة، وبالرغم من ذلك إلا أن هذا الارتفاع لم يطمس آثار الجفاف التي عانتها البحيرة، وقد أصبح مستوى سطح البحيرة بنحو 1.24 متر أقل من الخط الأدنى، إلا أنها أعلى من الخط الأسود بنحو 0.6 متر، ويُذكر بأن الخط الأسود المذكور هو إشارة أو جرس لوجودِ إنذار بالأضرار البيئية[٣].


تاريخ بحيرة طبرية

تتمتع بحيرة طبرية بتاريخٍ عريق، إذ تكشف سطور التاريخ عن وجود بشري للشعوب المقدونية والحثية في المناطق المحيطة بالنهر؛ إذ توافدت هذه الشعوب إليها بعد نزوحها من تلك المناطق الجنوبية الغربية من آسيا الصغرى، هذا وقد أشار المؤرخ الروماني تاكييتوس إلى أن نهر الأردن يعود نسبه لجبل الشيخ الذي بدأ بتغذيته منذ القرن الرابع الميلادي؛ إذ توجد مغارة في أعلى جوانب الجبل يطلق عليها مغارة رأس النبع، التي كانت تستقبل الذبائح بأحد الأعياد الخاصة بهم، وفيما يتعلق بخارطةِ مادبا فإنها ترجع إلى القرن السادس الميلادي، وقد كشفت الفسفساء المرسومة هناك عن تفاصيل دقيقة حول مجرى نهر الأردن وعلاقته بالبحيرة.


حظيت المنطقة التي تقع فيها بحيرة طبريا بالفتح الإسلامي على يد القائد المسلم شرحبيل بن حسنة في السنة الثالثة عشرة للهجرة، وجاء إليها سيف الله المسلول خالد بن الوليد لينشر الإسلام ويرسخ وجوده، كما تروي المنطقة أحداث المعركة الحامية الوطيس بين الصليبيين والمماليك في تلك الفترة، هذا وقد ورد ذكر نهر الأردن في أحد الكتب التي ألفها ياقوت الحموي، فقال فيه إن نهر الأردن منقسم إلى قسمين الأول الأردن الكبير والآخر الأردن الصغير، فالنهر الكبير ينتهي به المطاف ليصب في بحيرة طبرية، ولا يتجاوز الفرق بين البحيرة والنهر سوى اثني عشر ميلًا لمن قطعها في الزورق، هذا وتتراكم المياه وتتكدس على هيئة عيونٍ مائية وأنهار، فيمشي في جند الأردن وساحل الشام وصولًا إلى طريق صور، ثم تصل إلى البحيرة، وتؤكد المعلومات على أن بحيرة طبرية قد تكونت نتيجة حدوث الشق السوري الأفريقي؛ فنشأ عنه العديد من الأنهار والمجاري المائية.[١].

المراجع

  1. ^ أ ب "بحيرة طبريا"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 6-7-2019. بتصرّف.
  2. "لأول مرة منذ قرن.. بحيرة طبرية تحت "الخط الأحمر""، العربية، 7-3-2017، اطّلع عليه بتاريخ 6-7-2019. بتصرّف.
  3. ميلاني ليد مان (9-2-2019)، "ارتفاع منسوب مياه بحيرة طبريا بـ 19سم بعد يومين من الأمطار الغزيرة"، تايمز أوف إسرائيل، اطّلع عليه بتاريخ 6-7-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :