مدينة طبريا
مدينة طبريا من المدن التي تمتاز بتاريخها العريق فهي تُعد من أقدم مدن فلسطين، وهذا ما أعطاها قيمةً تاريخيةً وسياحيةً يصعب وجود مثيل لها، تقع المدينة شمال شرق فلسطين، وقد لعب موقعها دورًا رئيسيًا في تحويل المدينة إلى مركز تجاري وعسكري وسياحي هام منذ اللحظة الأولى لإنشائها، فطبريا تعد إحدى محطات الطريق التجاري الذي يبدأ من دمشق السورية وينتهي في سيناء مصر، ومع كثرة زائريها وقاطنيها عبر العصور زادت القيمة التاريخية (الآثار) للمدينة دون النظر لهويتهم السياسية والدينية التي يعتنقوها، كما تضم العديد من الآثار الإسلامية الهامة إضافةً لعدد غير قليل من الآثار القبطية[١][٢].
بحيرة طبريا أو ما يعرف باسم بحر الجليل هي بحيرة عذبة تبلغ مساحتها الإجمالية قرابة 166.7 كم2، وتُغذى البحيرة من نهر الأردن، بالإضافة إلى الأمطار ومجموعة من الينابيع الجوفية التي تقع في الجانب الشمالي للبحيرة، ومن الجدير بالذكر وقوع البحيرة ضمن أخدود وادي الأردن، الأمر الذي يجعل كامل المنطقة معرضةً للزلازل، أما فيما مضى فقد كانت منطقة الأخدود نشطةً بركانيًا، لذا لا عجب في انتشار الصخور البركانية في محيط المنطقة، وتمتاز البحيرة بأنها ومنذ فترة طويلة منطقة سياحية جاذبة للسياح من مختلف بقاع الأرض، فموقعها الجغرافي، وتاريخها، ومناخها، والحياة الحيوانية خاصتها، وآثارها جميعها عوامل تكاتفت معًا لتحول البحيرة إلى منطقة نشطة اقتصاديًا[٣].
السياحة في بحيرة طبريا
تُعد السياحة في بحيرة طبريا الأكثر ازدهارًا وأهميةً في المنطقة كاملةً، فلطالما عُرفت البحيرة بأنها منطقة جذب سياحي لقضاء الإجازات والعطلات، وتوجد العديد من الأسباب التي تقف خلف إقبال السكان المحليين والسياح على زيارة هذه البحيرة دونًا عن غيرها، ومن أهم تلك الأسباب احتلال البحيرة المركز الأول في ترتيب أكبر بحيرات المياه العذبة على مستوى دولة فلسطين، الأمر الذي يجعلها بحيرةً مثاليةً للعائلات التي لن تقلق حيال ملوحة المياه، بالإضافة إلى تمتع البحيرة بموقع جغرافي استثنائي، فهي تقع في أخدود وادي الأردن الناجم عن الفصل بين قارة أفريقيا والمركبات العربية، الأمر الذي يجعل البحيرة أخفض بحيرة مياه عذبة في العالم، وثاني أخفض مسطح مائي في العالم بعد البحر الميت، وليس ذلك فحسب، فموقع البحيرة يجعلها تُطل من الجهة الشرقية على هضبة وجبال الجولان السورية، ومن الجهة الغربية تُطل على جبال مدينة الناصرة الشامخة، أما السفح الشرقي للبحيرة والمطل على مدينة طبريا فيوجد فيه نبع حار غزير، أُقيمت عليه حمامات تسمى حمامات طبريا المعدنية، ذلك أن مياه النبع غنية بالأملاح المعدنية والعناصر الطبيعية التي أكسبتها شهرةً عالميةً في علاج الأمراض الجلدية ومشاكل العظام.
أما عن أهم عوامل الجذب السياحية للبحيرة فهو مناخها اللطيف عمومًا، الأمر الذي يجعل شتاءها وربيعها من أبرز خصائصها المضيافة، فخلال هذين الفصلين تتحول المنطقة لتغدو من أجمل المشاتي في العالم، فزرقة مياهها الصافية ونسيمها الدافئ اللطيف جعل الكثير من الخلفاء الأمويين يتخذون البحيرة مشتى لهم، ومنهم نذكر الوليد بن عبد الملك، الذي لم يتوانَ عن بناء قصر أسماه بقصر خان المنية في الجهة الجنوبية الغربية من البحيرة، كما تمتاز البحيرة بغنى الحياة الحيوانية خاصتها، فتكثر فيها أنواع الأسماك وتتعدد بفضل عذوبة مياهها، ومن أشهر تلك الأنواع سمك المشط والسلطان إبراهيم والقشري وغيرها الكثير.
يبقى تاريخ بحيرة طبريا هو السر الكامن وراء استقطابها لملايين السياح المحليين والأجانب، فهي تجذب العديد من الحجاج المسيحيين كل عام، فوفق العهد الجديد خاصتهم، حدثت عدة معجزات للسيد المسيح على شواطئ البحيرة، كمعجزة السير على الماء، أما في العصور الغابرة فقد اعتبرت البحيرة مصدر رزق لمختلف الشعوب، فكما سبق وذكرنا عذوبة مياهها وتنوع الحياة الحيوانية فيها جعل الكثير من الشعوب تتخذها موطنًا لها، فقد اكتُشفت في محيط البحيرة أدوات ترجع إلى ما قبل التاريخ، بالإضافة إلى بقايا اثنين من الإنسان، التي تُمثل بدورها الأقدم في الشرق الأوسط، ولا ننسى ذلك الاكتشاف الكبير الذي ظهر في عام 2003 (خلال فحص روتيني للمنطقة) ولكنه نشر بعد ذلك بعشرة أعوام، ألا وهو اكتشاف هيكل مخروطي ضخم مصنوع من الحجارة ويبلغ قطره قرابة 70 مترًا، إذ يرجع تاريخه إلى أوائل العصر البرونزي[٣][٤].
المراجع
- ↑ "الاماكن السياحية في طبريا فلسطين .. التي عليك زيارتها"، مرتحل، اطّلع عليه بتاريخ 2019/6/30. بتصرّف.
- ↑ "رحلة الى مدينة طبرية"، كل العرب، 2006/7/12، اطّلع عليه بتاريخ 2019/6/30. بتصرّف.
- ^ أ ب اسماء سعد الدين (2015/9/22)، "بحيرة طبرية"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2019/6/30. بتصرّف.
- ↑ "بحيرة طبريا"، معرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2019/6/30. بتصرّف.