الفنون
يرجع أصل كلمة "فن" إلى الكلمة اللاتينية "ARS" بمعنى مهارة أو حرفة، أمّا أول استخدام معروف لتلك الكلمة فعثر عليه ضمن مخطوطات تعود للقرن الثالث عشر، ومع ذلك فإن تعبير فن ومتغيراته مثل "ARTEM"، و"EART" ربما كانت موجودةً منذ تأسيس روما[١].
اصطُلح إطلاق تعبير الفنون الجميلة للدلالة على تلك المهارات في العصور الحديثة، وهي أشكال التعبير التي تستخدم المهارة والخيال لإنشاء أشكال جمالية أو بيئات أو تجارب يُمكن مشاركتها مع الآخرين، وتشمل الفنون الكثير من الأنماط مثل الأدب بما في ذلك الشعر والقصة والرواية، والفنون البصرية كالرسم والتصميم وغيرها من أشكال التعبير على الأسطح المختلفة، والفنون التشكيلية مثل النحت والمحاكاة، والفنون الزخرفية مثل المينا وتصميم الأثاث والفسيفساء، والفنون المسرحية مثل الرقص والمسرح والموسيقى، والهندسة المعمارية بما في ذلك التصميم الداخلي من أشكال الفنون التي تحظى بتقدير الكثيرين حول العالم[٢].
طرق تدريس التربية الفنية
على المعلم أن يُظهر للطلاب أن الفن شكل عالمي من أشكال التعبير، مثل عنصري التحدث أو الغناء، وأنه يمكن للجميع صنع الفن، حتى أولئك الذين ليست لديهم موهبة فطرية أو تدريب احترافي. الفن يُعدّ جزءًا أساسيًا من التجربة الإنسانية، وكما يُمكن للأطفال التقاط القصص أو الأغاني بسرعة، يمكنهم بسهولة تحويل ملاحظاتهم وخيالهم إلى فن، لأن الفن تحويل مشاعر المرء إلى تجارب إمّا سمعية وإما بصرية يمكن للجميع فهمها، والأطفال يفعلون ذلك طبيعيًا[٣].
إعداد العروض المسرحية لأعمال الطلاب وذلك لتشجيع ثقتهم بأنفسهم، وتتمثل مسؤولية معلم التربية الفنية الأولى بتنمية ثقة الأطفال بأنفسهم، ولفعل ذلك يُمكن تنظيم معارض فنية لأعمال الأطفال أو عروض مسرحية من بطولتهم في أماكن مختلفة داخل المدينة أو الدولة، تُعطي هذه المعارض والعروض المسرحية الطلاب خبراتٍ جديدةً متعلقةً بأعمالهم الإبداعية ومهاراتهم، مع تثقيف الجمهور حول إمكانات فن الأطفال[٣].
يجب تدريس تاريخ الفن ابتداءً بالفن الحديث وليس الفن القديم، فعند تعليم الطلاب الصغار تاريخ الفن يجب البدء من عند الحداثة وهي مرحلة فن القرن العشرين، إذ يُمكن للأطفال التعلم من أعمال مشابهة لأعمالهم، سواء من خلال لوحات هنري ماتيس أو ميلتون أفيري أو بابلو بيكاسو، فقد سعى هؤلاء الفنانون للحصول على أشكال نقية وشخصية من التعبير البصري، خالية من المعايير الفنية للماضي، لكن في حين أن التعرض للفن الحديث يُمكن أن يساعد في تعزيز ثقة الأطفال وإبداعهم، إلا أنه يجب ألا يتعارض مع تطوير أسلوبهم الخاص الفريد[٣].
من المهم أن يركز معلم التربية الفنية على تنمية المفكرين المبدعين، وليس الفنانين المحترفين، وذلك من خلال مساعدة الطلاب على أن يصبحوا أكثر وعيًا بالذات وتعاونًا، هذا الأمر يجعل من التلاميذ مواطنين أفضل على المدى الطويل، بالإضافة إلى تحفيز قدراتهم الإبداعية[٣].
يجب الحذر من قمع إبداع الطلاب أثناء تدريس التربية الفنية، فقدرة الطالب المبتدئ على التعبير قد تكون هشّةً في البداية، وعندما يُطبق مدرّس التربية الفنية مشاريع ذات معايير صارمة أو يؤكد على الكمال التقني، فإنّ هذا الإبداع الطبيعي يمكن أن يتحوّل بسرعة إلى التقليد، ولحماية الحرية الإبداعية للطلاب يجب اتّباع طريقة تعليمية بسيطة، عندما يدخل الأطفال إلى غرفة التربية الفنية تُعَد جميع مواد العمل الخاصة بهم - من الفرشاة إلى الطين – وتكون جاهزةً ليختار الطلاب ويستخدموا ما يلزمهم في إبداعاتهم الحرة، لا المهام اللازمة[٣].
كيفية التخطيط لدرس التربية الفنية
يُمكن أن يستغرق التخطيط للدرس أيامًا، فالأفكار الجيدة تنمو بمرور الوقت، يجب التفكير في استخدام الأسئلة التي تُثير فضول الطلاب وإلهامهم، وتُشجع بعض الأفكار والأساليب الفردية، ويستطيع المعلم ممارسة ما هو جديد قبل أن يطلب من الطلاب أن يكونوا مبدعين، فالطلاب الذين مارسوا التدريب العملي قبل المشروع هم الأكثر استعدادًا لأن يكونوا أكثر ثقةً وإبداعًا من أولئك الذين ليست لديهم أفكار عملية عما يفعلونه، ويُمكن أن تحل الممارسة العملية والأسئلة محل العديد من العروض التوضيحية للمعلمين، وأمثلة ذلك أن المعلم يستطيع استخدام أدوات ووسائل تثير التفكير الفردي والخيال والإبداع[٤].
المهمة الرئيسية التي يجب أخذها في الاعتبار عند التخطيط تحفيز الطلاب من خلال أكثر من طريقة، تشتمل تلك الطرق على استخدام حواس البصر واللمس والسمع والشم، كذلك استخدام الألعاب وفرق الأفكار التنافسية والمشاريع التعاونية والدراما والرقص وتجريب الشعر، وغير ذلك من الطرق التي يراها المعلم مناسبةً للطلبة[٤].
يحدث غالبًا أن تُستخدم الأسئلة المفتوحة المحفزة للمساعدة في إثراء الأفكار وتخصيصها وتركيزها خلال وقت الحصة، إذا كانت الأمور لا تسير على ما يرام ويظهر تشتت وبداية صخب قد تؤدي إلى مضيعة الوقت على المعلم التوقف عن كل شيء واستعادة تركيز الفصل، أما إذا كانت الأمور تسير على ما يرام، فمن الجيد أن يدعم المعلم الطلاب ويسمح لإبداعهم بالتدفق، وعلى المعلم تخصيص وقت للنقد، يُمكن للطلاب من خلاله تعلم مناهج النقد الإيجابي والاكتشاف التي تشجع على التعلم دون تثبيطهم[٤].
يجب على المعلم التحضير للجلسات وذلك لتنشيط التفكير والرسم اليومي والتفكير اللاواعي والأفكار، إذ يروي الترتيب الذي تتم به الأمور الكثير عن فلسفة المعلم التعليمية، كذلك يجب تلخيص المهارات الفنية المحددة المطلوب تطويرها، والمعرفة الفنية المحددة للتعلم، والمواقف التي يجب تعزيزها، هذه هي أهداف وغايات الدرس (أو الوحدة)، وغالبًا ما يكتب المعلمون الجيدون الاختبار النهائي أولًا، وهو ما يُسميه التخطيط الرجعي، وبينما يكتب المعلم هذا، يبدأ بتخيل أفكار حول كيفية تعلم هذه الأشياء، حتى عندما لا يخطط للاختبار الفعلي يُحدد المعلم ما يريد أن يحدث للطالب نتيجة الدرس أو الوحدة أو السنة، أو ماذا يجب على الطالب أن يستفيد[٤].
توجد بعض الدروس التي تركز أكثر على بناء المهارات، والبعض الآخر قد يكون مصممًا لتشجيع الخيال والإبداع، ومن الممكن أن تركز بعض الدروس على تعلم مبادئ التصميم وعناصر الفن (بنية الفن)، قد تُعلم بعض الدروس الطلاب في المقام الأول الأساليب، ويُمكن أن ينتهي كل درس بأمثلة من العالم الحقيقي، إذ إن هذه الأمثلة بمثابة مراجعة وبناء للإطار المرجعي الذي يوفره الدرس، كما أن واحدةً من أفضل الطرق للمعلم للحصول على درس جيد أو فكرة الوحدة هو اتخاذ عمل فني رائع وتفكيك العملية الإبداعية والإستراتيجيات المستخدمة من قبل الفنان (الفنانين) الذين أنشؤوا العمل، فهذه العملية تُعطي مجموعةً لا حصر لها من طرق التعامل مع الإبداع وتجسيد الأفكار في الفن المرئي[٤].
مراجع
- ↑ Lisa Marder (26-7-2019), "Ways of Defining Art"، thoughtco, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ↑ "The arts", britannica, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Sarah Gottesman (15-1-2018), [ https://www.artsy.net/article/artsy-editorial-teach-art-kids-mark-rothko "How to Teach Art to Kids, According to Mark Rothko"]، artsy, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Marvin Bartel, "PLANNING ART LESSONS & Units "، goshen, Retrieved 25-12-2019. Edited.