محتويات
ضعف الشخصية
توجد العديد من السّلبيّات التي تظهر بسبب العيش في العالم الحديث في هذا الزمان، ومن هذه السلبيّات معاناة بعض الأشخاص من ضعف الشخصيّة النّاتج من التعرّض للضغط الاجتماعي عامّةً، إذ إنّ المجتمع يفرض على العديد من الأشخاص التفكير بطريقة مُعيّنة، وتنفيذ الأشياء أيضًا بطريقة مُعيّنة، وبالتالي مع الوقت يسعى الأشخاص لإرضاء الآخرين، ويبتعدون عن إرضاء أنفسهم، ويتحوّلون إلى أشخاص فاقدين لهويّتهم الحقيقيّة التي تمثّل شخصيتهم الأساسيّة[١].
لكن في بعض الأحيان قد يكون ضعف الشخصيّة مرتبطًا بالإصابة ببعض الاضطرابات في الشخصيّة، منها اضطراب الشخصية الاعتمادي، أو ما يُعرف باضطراب الشخصيّة الواهنة، إذ يُعدّ هذا الاضطراب من أكثر الاضطرابات المنتشرة في الآونة الاخيرة، ويحدث هذا الأمر بتساوٍ بين الرجال والنساء، ويصبح واضحًا أكثر عند الوصول لسنّ البلوغ. تجدُر الإشارة إلى أنّه توجد عدّة أمور تدلّ على الإصابة بهذا الاضطراب، أهمّها الاتكال العاطفي على الآخرين في اتخاذ القرارات البسيطة التي تخص حياة الشخص المصاب، وقضاء أغلب الوقت في إرضاء الأشخاص الذين يعيشون حولهم، ويظهر السلوك السلبي، والتشبث بالرأي الخاطئ أيضًا على المصابين، مع الخوف الكبير من الانفصال، والإحساس السّلبي المفرط في انتقاد الآخرين لهم، والتشاؤم وقلة الثقة بالنفس، ويرجع السبب الرئيسي للوصول إلى هذه الحالة إلى تفاعل مجموعة من العوامل النفسية والبيولوجية والمزاجية، ويقول بعض العلماء إنّ الإفراط في استخدام الوالدين لبعض أساليب التربية مثل الأسلوب الاستبدادي من الممكن أن يؤدّي إلى ضعف واضطراب في الشخصية[٢].
التخلص من ضعف الشخصية
يُعدّ ضعف الشخصية سلوكًا موجودًا في الإنسان، لكن توجد شخصيات تعرف نقاط ضعفها وسبب الضعف وتسعى جاهدةً لحل هذه المشكلة والتخلص منها، لكن بعض الأشخاص يدركون بأنّ لديهم مشكلةً كبيرةً في تكوين شخصياتهم، لكنّهم يصرون على البقاء على ما هم عليه والاستمرار بإعادة الأخطاء التي يرتكبونها بحقّ أنفسهم، ويعيشون حياةً غير سويّة، ولم يتحقق أيّ هدف من أهدافهم الشخصية، لذلك توجد بعض النقاط التي تساعد على التخلص من ضعف الشخصية وأهمها[٣]:
- الإكثار من القراءة والمطالعة: فكثرة القراءة تساعد الشخص على فهم الأمور الحياتيّة أكثر، كما أنّها تساعد وتُعلّم كيفيّة التعامل مع الآخرين، وتجعل الشخص يحسن التصرف بالاستفادة منها في جعله يعرف كيف أخذ القرارات الصحيحة، ويمكن أيضًا أن تُحقّق قدرة الشخص على التحاور والإقناع، خصوصًا عند اكتساب العديد من المعلومات عن العديد من المواضيع العامّة.
- التعرف على نقاط الضعف : ومحاولة معالجتها والتخلص منها تدريجيًا، والتعرّف على ماهية الأمور التي تعجب الشخص في شخصيّته والإبقاء عليها، والصفات السلبية التي تؤثّر على الحياة، إذ تجب معرفة كيفيّة التخلص منها، ولا بدّ في النهاية من تحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة تزيد من الثقة بالنفس.
- اعطاء النفس فرصةً للنفس لفهم القدرة على إنجاز بعض الأمور: إذ إنّ كلّ شخص لديه موهبة في شيء مُعيّن، لكن يجب إعطاء المساحة الواسعة، والشجاعة لإبراز القوة في إنجاز الأمور.
- التفكير العميق في الشخصية: إذ إنّ قضاء بعض الوقت في التفكير يساعد على تحديد نقاط القوة والضعف في الشخصية.
- التفكير في الحياة المهنيّة: التي من خلالها تزيد القدرة لدى الشخص على التخلص من نقاط الضعف في الشخصية.
- النظر الطويل إلى النفس: وتحديد الأمور التي أدرك الشخص بأنّه قادر على إتقانها، والتي ساعدته على تطوير نفسه، والتفكّر في التعليقات الإيجابية التي قد سمعها من قبل أصدقائه وعائلته.
- عدم الشعور بالإحراج من طلب المساعدة من الأشخاص المقربين لديه: فالأشخاص المحيطون قد يساعدونه على تحديد نقاط الضعف لديه، وبالتالي يساعد في التخلّص من نقاط الضعف، وتعزيز نقاط القوة.
صفات ضعيف الشخصية
يحاول الإنسان إظهار الشخصية القوية والمتزنة عند التعامل مع الآخرين، إلّا أنّ كلّ شخص لديه بعض العيوب في شخصيته، منها الأنانيّة في التعامل، أو الإفراط والسرعة في إظهار العصبيّة والغضب، أو الميل إلى الحكم الخاطئ على الآخرين، وتجدُر الإشارة إلى أنّ ضعيف الشخصية لديه بعض الصفات ومنها ما يأتي[١][٤]:
- الأنانية وحب التملك: وذلك يكون بأن الشخص ضعيف الشخصية يحاول إن يمتلك كل شيء حوله، والسيطرة عليه والتحكم فيه، ويحاول تحقيق أهداف شخصية قد تساعد أحيانًا على حرمان الآخرين منها.
- الافتقار إلى ضبط النفس: وفقدان الأعصاب بين الحين والآخر، وهذه صفة مهمة من صفات ضعف الشخصية، إذ إن الانفعال السريع يكون سببه ضعف في الإقناع وعدم القدرة على حل المشكلة، ومن الممكن أن يكون ضعفًا عاطفيًا، وتكمن القوة الحقيقية في الهدوء في حل المشاكل، والقدرة على التعبير عن هذه المشاعر.
- عدم القدرة على إتخاذ القرارات: وعدم وجود أهداف شخصية يسعى إلى تحقيقها، ولا يعرف ضعيف الشخصية ماذا يريد أن يحقق خلال حياته، ولا كيفية القيام بتحقيق بعض الأهداف إن وجدت، عكس قويّ الشخصية الذي يعرف ماذا يريد، وما عليه فعله ليحقق أهدافه، والطرق والوسائل للوصول لهدفه.
- تقبل المعاملة السيئة من قبل الأشخاص والخضوع لهم: والانتقاد الدائم وإظهار سلبيات الشخصيّة، وعدم القدرة على الدّفاع عن النفس.
- القناعة التامة بعدم القدرة على فعل أيّ شيء بسيط: أو تحقيق السعادة وراحة البال، وافتقار القدرة على التصديق بأنّه شخص قادر على كل شيء.
- انخفاض الثقة بالنفس: وانعدام حرية التعبير عن الرأي، وتدنّي مستوى احترام الذّات، هذه الأمور تُشعر الشخص بالنقص والضعف عند مقارنته بالآخرين.
تقلبات الشخصية
يمكن أن تظهر اضطرابات الشخصية بأشكال مختلفة، وقد حاول بعض الأطباء اتبّاع بعض الطرق لمعرفة اضطرابات الشخصية وتشخيصها، وتوجد العديد من أنواع الأضطرابات الشخصية ومنها[٥]:
- اضطراب جنون العظمة: ويؤدّي هذا الاضطراب إلى صعوبة الثقة بالأشخاص، وذلك بالظن بإنهم يستخدمون الشخص لتحقيق غايات خاصة بهم، ومحاولة البحث الجادة والمراقبة الشديدة للأشخاص بحثًا عن أمور تدل على الخيانة أو العداوة.
- اضطراب الشخصية الفصامية: وتدل هذه الشخصية على عدم الاهتمام بتكوين علاقات وثيقة مع الأشخاص، وذلك لشعورالشخص بأنّ هذه العلاقات تُقيِّده، وتُسبّب المشاكل، مع عدم الميل إلى الجنس أو العلاقة الحميمة إذ يكون لدى الشخص حالة من البرود العاطفي الكبير.
- اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع: وتظهر هذه الشخصية عادةً بعد عمر الثامنة عشر، إذ يُبدي الشخص عداوةً للمجتمع، ويتصرف بطريقة خطيرة وغير قانونية في بعض الأحيان، وقد يجد الأشخاص صعوبةً في الحفاظ على الوظيفة لفترة طويلة، مع عدم الشعور بأيّ ذنب في حال الإساءة للأشخاص الآخرين.
- اضطراب الشخصية الحدية: وهو الشعور الدائم بالقلق والتوتر من ترك الناس له، والاعتماد التام على الآخرين في إنجاز الأعمال الخاصة به، مع عدم القدرة على الحفاظ على العلاقات والاستمرار بها.
- اضطراب الشخصية شبه الهستيري: ويؤدّي هذا الاضطراب إلى الشعور بعدم الارتياح الشديد، إذ لم يكن الشخص مركز الاهتمام من قبل الآخرين، والتصرف بطريقة استفزازية ليتمكّن من البقاء في محور الاهتمام، والإفراط في المشاعر والتأثر الكبير من قبل الآخرين.
- اضطراب الشخصية النرجسية: يشعر الشخص الذي يعاني من الشخصيّة النرجسيّة بأنه مختلف وأفضل من الآخرين، ويشعر بالضيق في حين تجاهله وعدم إعطائه قيمةً كبيرةً، كما أنّه يكره نجاح الأشخاص وتطورّهم، ويتّصف بالأنانيّة.
كتب مقترحة لتحسين الشخصية
توجد العديد من الكتب التي أثبتت جدواها في مجال تطوير وتحسين الشخصية، ومنها:
- العادات السبع للأشخاص الأكثر فعاليةً: لكاتبه ستيفين كوفي، وفي هذا الكتاب يذكر كوفي 7 عادات يمكن فعلًا أن تغير حياة الناس للأفضل وقد قسمها لعدة أقسام وشرحها بسلاسة، والمميز في الكتاب أنه يروي أمثلةً واقعيةً عند شرح كل نقطة[٦].
- العادة الثامنة: بعد أكثر من 25 سنةً من إصدار كتابه العادات السبع للأشخاص الأكثر فعاليةً، يعود ستيفن كوفي بكتابه الجديد الذي يشرح فيه كيف تعرف شخصيتك أكثر وكيف تجعل الآخرين يعتدونك مصدر إلهام وكل هذا عبر الهبات والمواهب التي أعطانا الله إياها[٧].
- قوة الآن: يجذب إكهارت تول انتباه القارئ إلى ما خلف السطور، ليجعله يركز في اللحظات الحالية الحاضرة التي يعيشها، فيبتعد بهذا عن الضغوطات والمشاكل التي تُسبب له التوتر[٨].
المراجع
- ^ أ ب "5 Signs You Have a Weak Personality", girlsaskguys, Retrieved 3-11-2019. Edited.
- ↑ "Dependent Personality Disorder", webmd, Retrieved 3-11-2019. Edited.
- ↑ "How to identify your weaknesses (and turn them into strengths)", debut.careers, Retrieved 3-11-2019. Edited.
- ↑ "Signs of a Weak Character", oureverydaylife, Retrieved 3-11-2019. Edited.
- ↑ "Personality disorders", mind, Retrieved 3-11-2019. Edited.
- ↑ "The 7 Habits of Highly Effective People: Powerful Lessons in Personal Change", goodreads, Retrieved 26-2-2020. Edited.
- ↑ "The 8th Habit Quotes", goodreads, Retrieved 26-2-2020. Edited.
- ↑ "The Power of Now: A Guide to Spiritual Enlightenment", goodreads, Retrieved 26-2-2020.