محتويات
حكم الصلاة في وسائل النقل
عند بحثنا في شروط الصلاة الصحيحة سنجد أن استقبال القِبلة شرط أساسي لصحتها إضافةً لأداء الصلاة بكامل واجباتها وأركانها من: ركوع وسجود، وقيامٍ وقعود، ولا تصح الصلاة إلا بهذه الأركان؛ إذا كان الإنسان قادرًا على فعلها ولا يعيقه شيء أو يقف عجزٌ جسدي حائل بينه وبين فعلها، سواء أكان المرء في حالة سفر أو إقامة، وصلاة الفرض لا تجوز للراكب إلّا إذا خشي أن تفارقه الرفقة التي يسير معها، أو لضرر قد يلحق به في حال نزل ليصليها على الأرض؛ كالقذارة أو البلل في وحل وغيره، أو خوفًا على نفسه وممتلكاته وماله إذا نزل ليصليها فيفقدها؛ فعندئذٍ تجوز له الصلاة وهو راكب، وقد أمر علماء المذهبين المالكية والشافعية بإعادة الصلاة عند القدرة على أدائها بالطريقة المطلوبة، أما علماء المذهب الحنبلي فلم يأمروا بإعادتها وهو الأرحج.
ومن قد أُجيزت له صلاة الفريضة وهو راكب فيلزمه حينها استقبال القبلة قدر المستطاع في توجيهه لنفسه خاصةً عند أدائه لتكبيرة الإحرام، ثم يكمل الصلاة كيفما ذهبت واتجهت به راحلته، وأما صلاة النافلة فيجوز للمصلي أن يؤديها وهو راكب ولو كان غير موجه للقبلة، وهذا يعود لما رُوي عن جابر بن عبدالله (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُصَلِّي علَى رَاحِلَتِهِ نَحْوَ المَشْرِقِ، فَإِذَا أرَادَ أنْ يُصَلِّيَ المَكْتُوبَةَ نَزَلَ، فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ) [البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وبالتأكيد إنّ حكم الصلاة على الراحلة كحكم الصلاة على متن الطائرة والسيارة والسفينة وما إلى ذلك من وسائل النقل المختلفة، ولكن لا ينبغي لقائد السيارة أن يصلي أثناء القيادة خشيةً من وقوع ضرر عليه أو على غيره عند انشغاله بالصلاة عن قوانين القيادة[١][٢].
ما هو حكم الصلاة في السيارة خشية خروج الوقت؟
إنّه من الواجب على المسلم أن يحافظ على الصلاة في وقتها وبكامل أركانها وشروطها من استقبالٍ للقبلة وقعود وقيام وغيرها من الشروط والأركان، فإذا استطعنا النزول من السيارة لأداء الفريضة على وقتها أو انتظرنا لحين النزول وتأديتها قبل خروج وقتها فهذا أمر واجب ولا تصح الصلاة في الركوب، أما في حال عدم القدرة على النزول من السيارة وخشية خروج وقت الصلاة فيمكن للراكب أن يصلي في السيارة قاعدًا إن لم يتمكن من القيام مع المحافظة على استقبال القبلة قدر المستطاع والاستدارة نحو القبلة إذا تحركت السيارة باتجاه آخر، وإذا عجز المصلي عن هذا الأمر فيصلي على هيئته ويومئ برأسه أي تشير برأسه ويجعل أداء ركن السجود منخفضًا أكثر من أداء ركن الركوع ولا حرج في ذلك.
وجاء في شرح عمدة الأحكام للشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله تعالى: أنه في هذا الزمان تجوز الصلاة في الركوب خشية أن تفوت المسلم، فيرخص له الصلاة في وسائل النقل الحديثة ويعود ذلك لسعتها ومساحتها الوافرة وهذا الأمر يعين المصلي بأن يدور ويستقبل القبلة أينما حل، أما في السيارة سيكون استقبال القبلة غير ممكن بسبب المقاعد التي تحاوط المصلي من كل الجهات وفي هذه الحالة إذا استطاع أن يقف ويستقبل القبلة ويؤدي صلاته حرصًا على ألا تفوته ويخرج وقتها[٣].
ما هو حكم الصلاة في الطائرة؟
من الواجب على المسلم إذا كان في الطائرة وحان وقت الصلاة أثناء طيرانها وخشي أن يفوت وقت الصلاة قبل هبوط الطائرة وجبت عليه الصلاة بقدر استطاعته مع إتمامه لأركانها من سجود وركوع وقيام واستقبالٍ للقبلة لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16]، ولا حرج إذا صلى المسلم وهو جالس إذا لم يستطع أن يصلي وهو قائم.
وفي حال وجود القدر الكافي من الوقت وعلم أن الطائرة ستهبط قبل خروج وقت الصلاة بوقت يكفي لأدائها أو أنّها صلاة يمكن أن تجمع مع غيرها مثل جمع صلاة الظهر مع العصر أو جمع المغرب مع العشاء، وعلم أن الطائرة ستهبط قبل خروج وقت الصلاة الثانية فقد أجاز جمهور العلماء جواز أدائها في الطائرة وهذا لوجوب أدائها في وقتها قد المستطاع[٤].
كيف يكون استقبال القبلة في الطائرة والسيارة؟
يجب أن ندرك أنه عندما يحين وقت الصلاة وسواء أكنتِ مسافرةً في الطائرة أم في السيارة أم في السفينة واستعصى عليكِ أن تنزلي لتؤدي الصلاة وجبَ عليكِ كمسلمة مسافرة أن تصلي الصلاة حاضرة في وقتها على ما أنتِ عليه وبقدر استطاعتكِ من أداء لأركانها وشروطها؛ فإن وجدتِ الماء تطهري وتوضئي به وإن لم تجدي وعجزتِ فتيممي بالتراب وما نحو ذلك، وإذا لم تجدي أي شيء يقوم مقام التراب فيسقط عنكِ وتصلي على حالكِ، لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [سورة التغابن: 16]، أما بالنسبة لاستقبال القبلة فهو شرط أساسي للصلاة وقد ذكر العلماء في موضوع الدوران مع القبلة على الراحلة أو الطائرة والسيارة أنه موضوع شاق وأمرٌ يصعب على المصلي والالتفات مع القبلة أثناء تحرك السيارة وكمثلها الطائرة والقطار والسفينة أمر ليس بيد المصلي وليس هو الذي يقود هذه الآلات، فإن استطعتِ الدوران مع القبلة فلتفعلي وخصوصًا مع صلاة الفريضة، وإن أمكنكِ أن تستقبلي القبلة في صلاة النافلة أيضًا فافعلي، أما إن لم تستطيعي استقبال القبلة بالنافلة فلعل في الأمر سعة فقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه رأى رسولَ اللهِ، يصلِّي على حمارٍ، وهو راكبٌ إلى خيبرَ، والقبلةُ خلفَه) [صحيح النسائي | خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح]، وهذه كانت صلاة النافلة قد صلاها النبي -صلى الله عليه وسلم- جالسًا وراكبًا، وفي هذا بيان لنا في يُسر الشريعة لإقامة العبادات، وتوضيحًا لفقه الصلاة وتفاصيل أمورها[٥][٦][٧].
المراجع
- ↑ "الصَّلاةُ على الرَّاحِلةِ والسَّفينةِ والطَّائِرةِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "صلاة راكب السيارة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "أحكام صلاة الفريضة في السيارة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "حكم الصلاة في الطائرة"، al-eman، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "كيفية الصلاة في الطائرة والقطار"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "كيف يكون استقبال القبلة في الطائرة"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "شروح الأحاديث"، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2020. بتصرّف.