محتويات
أهمية حمض الفوليك للحامل
حمض الفوليك هو أحد فيتامين المجموعة ب، والمتوفر في المكملات الغذائية وبعض الأغذية، ويعدّ مهمًّا في تصنيع خلايا جديدة، وتكوين المادة الوراثيّة، كما أنه ضروريّ للنمو الطبيعي والسليم، لذلك يجب الحرص على تناول حمض الفوليك قبل الحمل وأثناءه؛ لأنه يلعب دورًا مهمًّا في نموّ الأنبوب العصبي، وبناء أعضاء الجنين، إذ إنّ تناول حمض الفوليك قبل الحمل يمنع التشوهات الخَلقية في الأنبوب العصبي، مثل تشقق العمود الفقري والقيلة الدماغية، والتي تعرف أيضًا بالقحف المشوق وانعدام الدماغ، وقد أظهرت العديد من الإحصائيات وجود أعداد كبيرة من الأطفال الذين يُصابون بتشوهات خلقيّة في الأنبوب العصبي بسبب عدم انغلاقه تمامًا، فيولد الجنين مصابًا بانعدام الدماغ، وهي حالة عدم نمو الدماغ لدى الجنين نموًّا سليمًا، ولا يستطيع الجنين البقاء حيًّا بسببها، أما إن وُلد الطفل مصابًا بتشقق العمود الفقري أو القيلة الدماغية، فقد يستطيع العيش بعد العديد من العمليات الجراحية، ومن المحتمل إصابته بالشلل أو الإعاقة المستديمة.[١]
بالاضافة إلى أن حمض الفوليك يقلل من نسبة عيوب القلب الخَلقيّة كما ذكرنا سابقًا، فإنّ تناول الحامل لحمض الفوليك من الممكن أيضًا أن يُقلّل من خطر الإصابة بالمشكلات الخلقيّة في القلب، والتي يكون فيها قلب الطفل أو الأوعية الدموية غير مكتملة النمو قبل الولادة، كما أن تناول حمض الفوليك في بداية الحمل يمنع الإصابة بالشفة المشقوقة، التي تُعرف بالشفة الأرنبية أو الإصابة بالحنك المشقوق، وإنّ هاتين الحالتين هما عيوب خَلقّية تحدث في الفترة ما بين الأسبوع السادس والأسبوع العاشر من الحمل، ويُمكن معالجتهما من خلال عمليات جراحية لتصحيح التشوه.[١]
مدة استخدام حمض الفوليك للحامل
إن حمض الفوليك له دورٌ هامٌّ في تطور الجهاز العصبي للجنين ونمو الدماغ والحبل الشوكي، كما أنه مانع من أي تشوهات خلقية في الجهاز العصبي للجنين، لذلك يجب على الأم أن تتناول فيتامينات حمض الفوليك حتى قبل الحمل لأن أهمية حمض الفوليك تظهر في الأسابيع الأولى من الحمل، خصوصًا وأنّ التشوهات الخلقية تحدث في الأسبوع الثالث والرابع من الحمل، وهي الفترة التي ينمو فيها الدماغ والحبل الشوكي.[٢]
أُشير أيضًا إلى أنّ المرأة التي تبدأ بتناول حمض الفوليك قبل سنة من الحمل على الأقل، تقل نسبة الولادة المبكرة لديها بنسبة تصل إلى 50% أو أكثر، كما أنّ منظمة الوقاية من الأمراض تنصح بتناول حمض الفوليك يوميًّا قبل شهر من الحمل على الأقل، وتناوله يوميًّا طوال فترة الحمل، إضافةً إلى أن أي امرأة في عمر الإنجاب تنصح بأن تتناول حمض الفوليك يوميًّا دون تعرضها لأي أخطار.[٢].
جرعة حمض الفوليك للحامل
الجرعات اليومية الموصى بها
عند البدء بتناول حمض الفوليك يجب التأكد من اختيار الجرعة المناسبة، وذلك لوجود أنواع عديدة من الأدوية التي تحتوي على جرعات مختلفة من حمض الفوليك، فالجرعة الموصى بها لكل النساء في سن الإنجاب والحمل هي 400 مايكروغرام من حمض الفوليك يوميًّا، ويمكن تقسيم الجرعات اليومية الموصى بها بطريقة أدق حسب الحاجة إلى ما يأتي:[٢]:
- المرأة التى تسعى للحمل جرعتها اليومية من حمض الفوليك هي 400 مايكروغرام.
- الحامل في أول ثلاثة أشهر من حملها يجب أن تتناول 400 مايكروغرام من حمض الفوليك.
- الحامل بعد الشهر الرابع من حملها ترتفع جرعتها اليومية من حمض الفوليك إلى 600 مايكروغرام.
- الأم المرضعة تكون جرعتها من حمض الفوليك 600 مايكروغرام يوميًّا.
الحالات التي تستدعي زيادة الجرعة
يجب التنويه إلى أنّ بعض النساء تحتاج إلى زيادة جرعة حمض الفوليك إلى 5 ميلليغرامات يوميًّا حتى الأسبوع الثاني عشر من الحمل، ومن تلك الحالات الصحيّة التي تحتاج زيادة جرعة حمض الفوليك هي:[٣]
- إصابة الأم أو الأب بتشوّه في الأنبوب العصبي.
- إنجاب طفل مصاب بتشوّهات الأنبوب العصبي.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بتشوهات الأنبوب العصبي.
- إصابة الأم بمرض السكري.
- تناول الأدوية لعلاج الصرع.
- الإصابة بأمراض الكلى أو الكبد.[١]
- الإصابة بفقر الدم المنجلي.[١]
- شرب الكحول.[١]
مخاطر زيادة الجرعة
إن وجود أيّ من الحالات السابقة يستدعي تناول جرعات أعلى من حمض الفوليك، وإجراء عدة فحوصات إضافية أثناء الحمل تجنبًا للتشوهات الخَلقيّة التي قد تصيب الجنين[٣]، كما يجدر التنويه إلى عدم زيادة جرعة حمض الفوليك دون استشارة طبيب وذلك لأن الجرعة اليومية يجب أن لا تتجاوز 1000 مايكروغرام من حمض الفوليك دون توصيّة من الطبيب المختص، فقد تسبب زيادة جرعة حمض الفوليك عن الجرعات المطلوبة بعض المخاطر، ومن هذه المخاطر ما يأتي:[٤]
- تناول جرعات عالية من حمض الفوليك قد يُغطّي أعراض نقص فيتامين B12، مما يؤدي الى أضرار كثيرة، فيجب أن يفحص فيتامين B12 قبل البدء بجرعات عالية من حمض الفوليك اذا استدعى الأمر ذلك.
- تداخل حمض الفوليك مع بعض الأدوية والتقليل من فعاليتها مثل أدوية الصرع.
مصادر غذائية غنية بحمض الفوليك
للحصول على الجرعة المطلوبة من حمض الفوليك، ستحتاج المرأة إلى تناول حمض الفوليك بشكل أقراص تباع في الصيدليات، ولن يكون كافيًا تناوله من المصادر الغذائية خصوصًا إن كانت المرأة حاملًا أو تنوي الحمل[٥]، فقد نجد أن حمض الفوليك يتواجد طبيعيًّا في الخضراوات الورقيّة أو في بعض الأطعمة المدعمة بحمض الفوليك، مثل الخبز وحبوب الإفطار وبعض المكملات الغذائية، ولكن بالرغم من تواجده في العديد من الأغذية إلّا أنّه يجب الانتباه إلى أنّ حمض الفوليك يتكسّر بسهولة في عملية الطبخ، لذلك يُنصح بتناول الخضراوات نيئة أو مطبوخة بنسبة بسيطة مثل الطبخ في المايكروويف أو البخار، ومن أمثلة على الأطمعة الغنيّة بحمض الفوليك:[٦]
- الخضروات، مثل البروكلي والكرنب والقرنبيط والسبانخ والفاصولياء الخضراء والخس والفطر والذرة الحلوة والكوسا والجزر الأبيض.
- الفواكه، مثل الأفاكادو، والجريب فروت، والبرتقال.
- البقوليات، مثل الحمص وحبوب الصويا والفاصولياء الحمراء والعدس.
- البيض.
- الجوز.
- العصائر، مثل عصير التفاح وعصير البرتقال، كما نجد في أستراليا العديد من الأطعمة المدعمة بإضافة حمض الفوليك منذ عام 1995 مثل دعم الطحين لصنع الخبز، إذ إنّ 100 غرام من الخبز تحتوي على 120 مايكروغرامًا من حمض الفوليك.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج Annette McDermott (23-8-2016), "Folic Acid and Pregnancy: How Much Do You Need"، Healthline, Retrieved 14-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Traci C. Johnson (2-6-2018), "Folic Acid and Pregnancy"، Webmed, Retrieved 14-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Why do I need folic acid in pregnancy", NHS,16-3-2018، Retrieved 14-12-2019. Edited.
- ↑ Anita Sadaty, Rachel Gurevich (5-12-2019), "The Importance of Folic Acid in Female and Male Fertility"، Verywellfamily, Retrieved 14-12-2019. Edited.
- ↑ Armando Fuentes (1-10-2018), "Folic Acid and Pregnancy"، Kidshealth, Retrieved 14-12-2019. Edited.
- ↑ "Folate and pregnancy", Pregnancybirthababy,1-5-2019، Retrieved 14-12-2019. Edited.