حكم عمل المرأة في مكان مختلط

حكم عمل المرأة في مكان مختلط

عمل المرأة

إن للمرأة كيانها الذي لا يختلف عن الرجل في كثير من جوانب الحياة، لذا فمن الطبيعي أن تفكر بالعمل والطموحات البشرية المختلفة، علاوةً على كونها تُشكل نصف المجتمع، ولعل أسمى الأعمال التي يمكن للمرأة أن تؤديها، هي تربية الأجيال، وتنشئة الأمم، فمتى تخلّت المرأة عن هذا الدور فقد المجتمع اتزانه ورفعته، ولهذا السبب كانت التهيئة الإلهية للمرأة لتؤدي هذا الدور، فضلًا عن دورها في بناء الأسر السعيدة، وبالرغم من ذلك فإن عمل المرأة خارج بيتها لا وجود لنصٍّ شرعيّ يُحرّمه، لذا فإن عملها خارج بيتها من الأمور الجائزة والمباحة، بل إنها من الممكن أن ترقى لمرتبة الاستحباب في بعض الظروف، كأن تكون المرأة معيلةً لأبنائها أو لنفسها أو لوالديها، ولعل هذا مما أشار إليه القرآن الكريم في قصة سيدنا شعيب عليه السلام وابنتيه مع كليم الله موسى عليه السلام، إضافةً لكون بعض المهن تستوجب عمل المرأة في المجتمع الإسلامي، كطبيبة النساء، ومعلمات البنات، وما إلى ذلك من أمور، وبالرغم من جواز ذلك فإن لعملها ضوابط شرعية يجب الأخذ بها، وهي في ذلك حالها كحال الرجال، ولعلنا في سياق هذا المقال نسلّط الضوء على بعض الأمور الهامة في عمل المرأة لا سيما مسألة الاختلاط.[١]


حكم الاختلاط في العمل

اختلف أهل العلم في حكم الاختلاط في العمل فمنهم من قال إنّ الاختلاط في العمل أمر مقبول في حال اضطرت المرأة لهذا، لكن بشرط أن يكون هذا الاختلاط مضبوطًا بضوابط شرعية، فلا يكون في هذا الاختلاط أيّ من التبرج أو الخضوع في القول بين الجنسين، ويجب أن تنعدم الخلوة، فلا يجوز أن يكون رجلًا وامرأةً وحدهما في مكان العمل، ويمكن تقبّل فكرة الاختلاط وإباحتها في حال كانت بيئة العمل تتضمّن عددًا كبيرًا من الرجال مع عدد من النّساء والتزم كلٌّ منهم بحدود الله فلا بأس، لكن إذا اختلت هذه الشروط فقد أصبح الاختلاط محرمًا.


أما البعض الآخر من العلماء فقد استندوا في تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء في العمل إلى قول الله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} [النور: 31]، وذلك لأن كثرة المعاملة بين الجنسين، والمجالسة الدائمة، وما إلى ذلك من أمور خاصة بالعمل، تسبب الفتن بين الجنسين، كما أن هذا القسم من العلماء دعم حجته بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجالِ أوَّلُها، وشَرُّها آخِرُها، وخَيْرُ صُفُوفِ النِّساءِ آخِرُها، وشَرُّها أوَّلُها) [المصدر: صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فإذا كان هذا حال اجتماع الرجال بالنساء في المسجد، فكيف باختلاطهم في العمل وغيره من الأماكن، كما أوردوا الكثير من الحجج والبراهين على تحريم الاختلاط بمجمله، هذا والله أعلى وأعلم.[٢][٣][٤][٥][٦]


ضوابط خروج المرأة للعمل

مما لا شك فيه أن المرأة شقيقة الرجل، وأن حياتهما في هذه الدنيا مبنية على التشارك لا على التعارك، ومما قد تلجأ المرأة إليه، أن تخرج للعمل خارج منزلها، وفي هذه الحالة ينبغي للمرأة المسلمة، والتي تراعي أوامر الله تعالى، وشريعة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، أن تتبع أحكام الشرع في خروجها للعمل، ليكون عملها مما تكافأ عليه، لا مما تحاسب عليه، وفيما يأتي الضوابط الشرعية التي يتوجّب على المرأة أن تأخذ بها عند خروجها للعمل:[٧]

  • أن تجد المرأة الأمن من الفتن في عملها، أو أن تكون فتنةً للرجال، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما ترَكْتُ بعدي فتنةً أضَرَّ على الرِّجالِ مِن النِّساءِ) [المصدر: تخريج صحيح ابن حبان| خلاصة حكم المحدث: صحيح ].
  • أن يكون العمل بموافقة الزّوج، فلا يجوز للمرأة أن تخرج للعمل دون علم زوجها وموافقته، فبمجرّد الزواج أصبحت المرأة مطالبةً بأخذ رأيه بكل أمر تفعله؛ لأنّ عملها سيكون على حساب الوقت المخصّص لزوجها ولبيتها فبعض الأزواج قد لا يناسبهم هذا الأمر.
  • أن يكون مراعيًا للباس الشّرعي، فلا يجوز للمرأة أن تتخلّى عن اللباس الشّرعي الكامل بحجة العمل مهما كانت حاجتها له، فضلًا عن تجنب وضع العطر عند الخروج، إذ يقول في ذلك عليه الصلاة والسلام: ( أيُّما امرأةٍ استعطرتْ ثُمَّ خَرَجَتْ ، فمرَّتْ علَى قومٍ ليجِدُوا ريَحها فهِيَ زانيةٌ ، وكُلُّ عينٍ زانيةٌ) [المصدر: الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، كما يجب عليها الاعتدال في المشي، وتجنب ما يدعو للفت الانتباه وما سواه من المغريات النسائية.
  • أن يكون العمل مباحًا، فلا يجوز للمرأة أن تخرج للعمل في مجالات محرّمة بحجة الحاجة، فالرجل والمرأة على حدٍّ سواء مقيَّدان بالعمل في المجالات التي أباحها الله تعالى، فعلى سبيل المثال لا يجوز العمل في الأماكن التي تروّج للخمور أو المؤسسات التي يعتمد عملها على أساس المعاملات الربوية وغيرها من الجوانب التي حرمها الله تعالى، ولا ضرر مثلًا في أن تعمل في مجال التعليم أو الطب أو التمريض أو التجميل أو غيرها من الأمور المباحة.
  • أن يكون العمل لحاجة شخصيّة أو لسد حاجة في المجتمع، وألّا يكون بقصد التّسلية والاستعراض، قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [ الأحزاب: 33].
  • ألّا يكون العمل على حساب تربية الأولاد، فلا يجوز في أي حال من الأحوال أن تترك المرأة بيتها وتخرج للعمل وتُهمل في تربية أولادها أو تتركهم للمربيات الأجنبيات، فهي بذلك تهدم المجتمع بدلًا من أن تبنيه؛ لأنّها تساهم بظهور جيل غير سوي حُرم من رعاية والديه في الصغر وتربّى على قيم بعيدة كليًّا عن القيم والأخلاق الإسلامية.
  • أن يكون العمل من الأعمال التي تلائم طبيعة المرأة، والتي خلقها الله تعالى عليها، كأن تتجنب الأعمال التي تحتاج للقوة الجسدية الكبيرة، إذ إن ذلك يخالف طبيعة المرأة وقد يشكل خطرًا عليها.


كيف يمكنكِ العمل من المنزل؟

إليكِ المجالات الآتية لتعملي من منزلك:[٨]

  • تدوين المقالات المختلفة على المواقع الإلكترونية.
  • التسويق لمنتجات أفرادٍ أو شركاتٍ على شبكة الإنترنت.
  • تدقيق محتوى مقالات لمواقع إلكترونية.
  • العمل في مجال الترجمة.
  • العمل في وكالات السفر والحجوزات عبر الإنترنت.


المراجع

  1. "عمل المـرأة .. حقيقته وضوابطه"، islamonline، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
  2. "حكم عمل المرأة في أماكن الاختلاط بالرجال"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
  3. "الاختلاط في العمل"، islamonline، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
  4. "أدلة تحريم الاختلاط"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
  5. "حكم الاختلاط في العمل"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
  6. "اختلاط الجنسين في نظر الإسلام"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
  7. "ضوابط خروج المرأة للعمل"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
  8. "16+ of the Best Business Ideas for Women by Women", triedandtruemomjobs, Retrieved 18-3-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :