محتويات
العواصم التاريخية
عاصرت الأرض عددًا كبيرًا من الممالك والحضارات على مر العصور، وتفاوتت قوة ومدة بقاء كل منها عن الأخرى، ولا بد من الإشارةِ إلى أن مقياس القوة كان غالبًا ما يعتمد على النزاعات الدينية والعسكرية والسياسية بالدرجةِ الأولى، ومن الطبيعي أن تتخذ كل دولة منها عاصمةً لها تستقر وتتمركز أمورها بها، ومن هذه العواصم ما تعرض للدمار والغزو من جيوش الممالك الأخرى، ومنها ما حافظ على بقائه حتى الوقت الحالي، وبالرغمِ من كثرة العواصم إلا أن دمشق هي أقدم عاصمة في التاريخ وما زالت قائمةً حتى الوقت الحالي[١].
أقدم عاصمة في التاريخ
من المتعارف عليه أن مدينة دمشق هي أقدم عاصمة في التاريخ أجمع، كما أنها أقدم مدن مأهولة منذ فجر التاريخ أيضًا؛ إذ تؤكد المعلومات بأن الإنسان قد سكنها منذ عام 11000 سنة، وقد دلّت اللوائح الطينية المعثور عليها في منطقة إيبلا بأنها منقوشة باللغة الهيروغليفية، وفيما يتعلق باللغة فقد انتشرت اللغة الآرامية أيضًا في تلك المنطقة حتى مجيء الدعوة الإسلامية ووصولها إليها، وقد خضعت المدينة بدورها للحكم البابلي في القرن السابع كبقية المدن التي سقطت تحت القبضة، أما في القرن السادس فقد كانت المدينة في قبضة الاحتلال الإغريقي والروماني[٢].
يقترن ذكر اسم مدينة دمشق مع لقب أقدم عاصمة في التاريخ، وتنفرد المدينة بالأبنية والأسوار والجوامع والكنائس العتيقة التي يرجع تاريخ تشييدها إلى أقدم العصور، كما أن طرقاتها تروي أحداثًا عريقةً جاء بها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقية صناع التاريخ منذ فجره، هذا وتنفرد المدينة بالأسلوب العمراني الفريد من نوعه، وتمتاز بيوت المدينة بأنها ذات طابع عربي بحت، كما أن الأحياء والأسواق العتيقة تدل على مدى أصالة التاريخ هناك، أما مدينة دمشق القديمة فإن مساحتها لا تتجاوز 5% من إجمالي مساحة مدينة دمشق الحديثة، ويتوافد السياح من الداخل والخارج إليها للوقوف على أطلال الحضارات والحقب الزمنية القديمة التي عاشتها دمشق[٣].
تاريخ دمشق
تكشف سطور التاريخ الستار عن تاريخ نشأة مدينة دمشق أقدم عاصمة في التاريخ، إذ تُشير المعلومات إلى أنها قد وُجِدت منذ الفترة التي سبقت العصر البرونزي، هذا وعلى هامشِ عمليات البحث والتنقيب؛ فقد تم التوصل إلى أن مدينة دمشق مأهولة بالسكان منذ فترة زمنية تجاوزت 10 آلاف سنة على الأقل، أي في غضون الفترة الزمنية التي عاش فيها الإنسان معتمدًا على الترحال والصيد، ويشار إلى أن ذلك قد ظهر جليًا فيما عُثِر عليه في الآثار في وادي نهر بردى والغوطة.
بالإضافةِ إلى ما تقدم؛ فقد جرى أيضًا التحقق من وجود آثار متمثلة بالفؤوس والمقاحف الحجرية التي تعود إلى أكثر من 40 ألف سنة، وقد عم الغموض حول تاريخ دمشق والشرق الأوسط بأسره بعد هذه الاكتشافات؛ وذلك لاعتبارها دلائل على وجود المنطقة منذ أكثر من 30 ألف سنة أي قبل العصر الزراعي، كما عُثر في فترة ليست بعيدةً على أقدم المخازن المخصصة للحبوب في العالم في كل من تل الأسود وتل الغريفة في دمشق[٤].
سكان دمشق
تُشير المعلومات إلى أن عدد سكان دمشق الكبرى قد تجاوز 4.4 مليون نسمة، وتُعد المدينة الثانية من حيث التعداد السكاني بعد مدينة حلب، وبناءً على ما تقدم فإنها المنطقة الأكثر اكتظاظًا بالسكان على مستوى سوريا، ويتمركز في أراضيها ما نسبته 19.5% من إجمالي سكان سوريا، أما على مستوى الوطن العربي فإنها تأتي في المرتبة الرابعة من حيث التعداد السكاني. يقطن أراضي دمشق أقدم عاصمة في التاريخ العرب بنسبة 95%، أما الأكراد فيشكلون بقية النسبة، وفيما يتعلق بشأن الديانة فإن الوجود الأكبر للمسلمين بنسبة 93%، أما التواجد المسيحي فلا يتجاز 7% من إجمالي السكان، هذا وتصنف دمشق بأنها من المدن الفتية غالبًا[٥].
الاقتصاد في دمشق
تشتهفر دمشق بأنها موطنًا للتجارة في سوريا، وتكثر فيها الأسواق المسقوفة القديمة ومنها الحريقة والبزورية والحميدية وغيرها، كما يذكر بأن هناك ما يفوق 50 سوقًا تقليديًا على الأقل في ربوعها، ولا بد من التنويه إلى أن هذه الأسواق تعد موردًا حقيقيًا لرفد اقتصاد المدينة، هذا وكانت تستقطب أعدادًا كبيرةً من السياح إليها سنويًا، إلا أن الأوضاع التي تعيشها سوريا قد دفعت بالقطاع السياحي نحو التقهقر، وقد جاء ذلك بعد عامٍ واحدٍ من اعتبارها مدينةً من أفضل المدن والمقاصد السياحية على مستوى العالم في 2010[٥].
المراجع
- ↑ "عواصم من العالم القديم لا تزال حية إلى الآن"، ساسة بوست، 10-3-2016، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2019. بتصرّف.
- ↑ إيمان محمود (24-12-2018)، "ما أقدم عاصمة في التاريخ"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "دمشق القديمة (أقدم مدينة مأهولة في العالم وأقدم عاصمة في التاريخ)"، نور سورية، 23-3-2014، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "ماهي أقدم عاصمة في التاريخ"، السمير، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "10 حقائق تاريخية عن مدينة دمشق"، أراجيك، 2-8-2014، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2019. بتصرّف.